ثقافات

ثلاث روايات جديدة للدويري ولعبد الجواد ولعائشة عودة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

"مخالب صقلية " لشفيق الدويري

عبد الغني فوزي: صدر مؤخرا العمل الروائي الثاني لشفيق الدويري تحت عنوان " مخالب صقلية " عن مطبعة سلا الجديدة (المغرب) بدعم من رابطة التعليم الخاص بالمغرب، وهو في الأصل امتداد لعمله الروائي الأول الموسوم ب" صدام "؛ على اعتبار أن العملين انخرطا في تيمة الهجرة إلى الغرب، وبالتحديد هنا إلى ايطاليا. فكان الصدام من داخل هذه السردية متعدد الوجوه والأشكال، إنه صدام بين بنيات وثقافات وأنساق قيم... فتبدو الذوات المهاجرة مع هذه الوضعية خيوطا إشكالية منخرطة في حالات ومواقف مغايرة. وهو ما اقتضى عدم الانسلاخ عن الامتداد الأصل، وبالتالي تحقيق مقاومة عبر النفس والفكر تصون الهوية المندغمة بالأجساد الكادحة.
تقدم رواية " مخالب صقلية " حكاية دائرية، لاتمتد للأمام، بل تراوح مكانها المتمثل في فندق بايطاليا في ملكية وارثة تدعى " باولا " والتي كانت على رأس الدائرة أقول الفندق الذي يأوي شخوصا مغربية (إدريس، إبراهيم، الفقيه، علي...) بقدر ما تشترك في الحالة والأفق؛ تختلف في مسلكيات التدبير والتفكير. تقول نفس الرواية في ص 83: " أطلت علينا في الصباح شمس ناعمة بعثت بعض الدفء إلى الجوارح، وبعض الطمأنينة إلى القلوب. وإن لم تكن بالقدر المطلوب، فقد ظلت ساطعة إلى إن مالت إلى المغيب. غابت هي في وقت متقدم كعادتها كل شتاء، أما مفتشا الشرطة اللذان حلا مع إطلالتها، فقد لازما الفندق بحضور جل القاطنين إلى ساعة متأخرة...". فعلي مثلا ـ الشخصية البارزة في هذا العمل ـ بنضجه الفكري استطاع أن يجادل ويشخص الاختلاف الثقافي والحضاري الذي ينبني على أسس ومرجعيات متباينة. لذا، نرى الكاتب يتعاطف مع هذه الشخصية، كأنها بؤرة السرد الذي يتفرع على ألسنة شخوص متعددة اللهجات والسمات، فكان السارد / البطل الإشكالي يضيق ويتسع في جدل مع العالم من زاوية تاريخية. وهو ما سمح في هذا الأثر بتجاور الواقعي والمتخيل، التاريخي واليومي، السير ذاتي والروائي...عبر أجزاء / عناوين (الهاتف، السنام، المقصورة، الأسنان الصدئة...) بمثابة أقاصيص قصيرة تسعى إلى الإحاطة بحياة فندق، حياة مكتظة من الداخل، فاقتضى الأمر من السارد تبعا لمنطق الرواية السفر المتعدد الأشكال، سفر في النفسيات ومسارات الشخوص، سفر في اليومي الايطالي، سفر واصل عبر الذاكرة بين مسقط الرأس والمستقبل المتأرجح بين العودة أو الضياع في هامش المهجر.
طبعا، يقتضي السفر في الأدب الإيحاء اللغوي كمطية للغوص والتكثيف، فكان الأمر كذلك في " مخالب صقلية " التي استندت في خيطها السردي على لغة رشيقة ـ رقيقة معصومة بالذوات من الداخل، رشحت بأبعاد عدة بما فيها البعد النفسي الذي يمتد عميقا في " مخالب صقلية "


قبعة الوطن الرواية الثانية لزكريا عبد الجواد

إيلاف: عن الدار العربية للعلوم فى بيروت، صدرت حديثا رواية جديدة للكاتب زكريا عبد الجواد، تحمل عنوان (قبعة الوطن).
الرواية التى تتخذ من نموذج الطاغية مرتكزا لها، تدور الأحداث فيها داخل بقعة تتشابه مع العديد من البقاع التى ابتليت بنماذج متماثلة من طغاة اعتقدوا طيلة سنوات حكمهم التى لاتنتهى، انهم امتلكوا الارض والبشر، الطيور والنبات، والهواء الذى يدور فلا يرسل عبقه الا أذن له الطاغية الملهم بذلك، ومن هنا كان تعاملهم مع كل مايجرى فى تلك البقاع التى حفلت ببشر مستكينون، لكنهم يمتلكون حناجر تجيد الهتاف فى الميادين، والاصطفاف فى الشوراع انتظارا للطلعة البهية، واطلاق الدعاء ليلا ونهارا، بنصر لايجيى ء - فى العادة - لمن اختطف البلاد منذ أن قاد دبابته، وأخضع كل من فيها لسطوته.
و سعت الرةواية الت تتشابه فيها ملامح العديد من الطغاة الذين انتشروا فى قارات العالم قديما وحديثا، للتأكيد على ان سلوك الطغاة فى العادة يكاد يتقارب مهما اختلفت الأماكن، وتباعدت الأزمنة، وان الأدوات التى يستخدمها هؤلاء لتشديد القبضة على البشر والحجر، هى نفسها التى تتواجد فى كل زمان ومكان..
غير ان النقطة المفصلية فى الرواية، تكمن فى تلك اللحظة التى راوت فيها ذلك الطاغية، أحلاما توسعية، حين اجتاحته فى احد الأوقات فكرة أن يقوم باعادة تأهيل شعبه بدءا من نقطة الصفر، فاندفع مطاردا بهوس صور له امكانية صناعة ذلك الشعب الذى لايجيد سوى الهتاف، واستخدامه فيما بعد فى تحقيق تلك الأهداف الجهنمية التى ظلت تراوده، وتلح عليه.
عندئذ جاءت الفكرة التى مضى فيها باندفاع، غير ان الأمر انتهى بغير ماتوقعه، فارتهنت البلاد، بمن فيها ومن عليها، وانهارت أحلام الزعيم واستقرت الخيبة فى أرجاء البلاد كل الوقت.. مسفرة عن نفس النتيجة التى نالتها العديد من البلدان جراء طغيان بعض الحكام المهووسين بالسلطة، هؤلاء الذى فرضوا بالقوة سطوتهم، وارتهنوا البلاد ومن عليها ليكونوا وقودا لمغامراتهم البائسة، وحروبهم التى لاتنتهى.
" قبعة الوطن " هى الرواية الثانية للروائى زكريا عبد الجواد، بعد أن صدرت له فى العاصمة اللبنانية بيروت خلال العام 2006 رواية (خيار الصفر)، تلك الرواية التى نفذت طبعتها الاولى من الأسواق، بعد وقت قصير من اصدراها.

يوم مختلف.. مجموعة قصصية جديدة للكاتبة الفلسطينية عائشة عودة

علي صوافطة منرام الله (الضفة الغربية/ رويترز) - "يوم مختلف".. مجموعة قصصية جديدة للكاتبة الفلسطينية عائشة عودة تجمع فيها بين الخيال والواقع. وفيها قصص اخرى عن الحب والامل الى جانب قسوة الاحتلال. وقال زكريا محمد الشاعر والروائي الفلسطيني مساء يوم السبت في تقديمه للمجموعة القصصية في حفل اقيم في رام الله بالضفة الغربية المحتلة "ذهبت (الكاتبة) نحو الخيال لا نحو الذاكرة والذكريات.. يوم مختلف وقت للتأمل في الاشياء في العلاقات في الحب في التقاليد في الموت والحياة ووقت للتمعن في الشكل الادبي الذي تكتب فيه عائشة."
واضاف "التذكر موجود ولكنه ليس كتاب مذكرات والحياة الواقعية فيه لكنه ليس كتابا واقعيا.. الاحتلال يخيم على اجوائه لكنه ليس كتابا للنضال والاحتلال." وكانت عودة امضت في المعتقلات الاسرائيلية عشر سنوات من عمرها وافرج عنها في العام 1979 ضمن صفقة لتبادل الاسرى بين اسرائيل والفلسطينيين لتعيش في المنفى خمسة عشر عاما قبل عودتها للاراضي الفلسطينية في العام 1995. واوضح محمد ان كتاب يوم مختلف كرس عائشة عودة "ككاتبة قوية محترفة".
واستعرض محمد بعض ما كتبته عودة فقال "في قصة أشواق نبتة تحبس النبتة داخل البيت فتذوي وتكاد تموت فتضعها البطلة في الخارج في حضن المطر والريح والثلج فتقول الجارة ستموت من البرد. فترد البطلة.. لكنها تموت من البيت.. والبيت هنا هو السجن سجن العادة والتقاليد والمخاوف والتردد أمام التجربة." واضاف قائلا "هذا هو السجن الذي يقاومه كتاب يوم مختلف.. واليوم مختلف لان السجن مختلف لكنه الشوق ذاته والنبتة ذاتها اننا من جديد امام احلام بالحرية لكن على نطاق اوسع واشد جذرية."
واصدرت عودة كتابها الاول (احلام بالحرية) بعد عشرين عاما على الافراج عنها من السجون الاسرائيلية تحدثت فيه عن تجربتها الاعتقالية. وقال الكاتبة عائشة عودة خلال حفل توقيعها على مجموعتها القصصية الجديدة الصادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع وتقع في 187 صفحة من القطع المتوسط وتضم ثلاثين قصة قصيرة "كتابي الاول احلام بالحرية صدر حين اتممت الستين والكتاب الثاني (يوم مختلف) صدر بعد ثلاث سنوات... اعترف انني لم احلم ان اكون كاتبة ولم يكن يدور في احلامي هكذا هدف." واضافت "في هذه الحياة المفروضة علينا والمثقلة بعوامل الحصار والقهر والتخمة.. لن ألجأ الى لغة الندب والعويل ولكني ابحث عن موضة كي انتصر بها على قبح ما يصنعه الاحتلال في الوطن والنفوس."
وتابعت قائلة "لا بد من التحايل على الحصار من أجل ان نحافظ على انسانيتنا المستهدفة اولا وكي لا تنسحق الروح قهرا أقوم بجليها بواسطة الكتابة.. عندها تستطيع ان تهزأ من الاحتلال واجراءاته."
وتستحضر عودة في كثير من قصصها في هذه المجموعة مواقف متعددة من يوميات الانسان الفلسطيني العادي وتنقله بين الحواجز. وتصف عودة في قصة يوم مختلف رحلة الفلسطينيين من مكان الى اخر " طريق بيتين المحكمة نسلكه دائما ونفضله على غيره من الطرقات ذلك انه يختصر دائرة من دائرتي الرقم 8 التي علينا السير فيها للانتقال بين نقطتين على خاصرة الرقم."
وترى عودة ان في كل قصة من قصصها سواء كانت من الواقع او الخيال ارتباطا بالحياة الواقعية كما في قصتي قبر واسع وقبر اوسع والتي تتحدث عن الاحتلال حتى وان لم تسمه فاستخدام كلمة اسكت بالعبرية (شيكت) يعني ان الحديث يجري عن الاحتلال"... الا تعرف ايها الحمار أنه كلما اتسع قبرهم تقزم وجودنا". وتضيف في قصة قبر واسع "..أعلن رئيس المجلس المصغر عزمه وتصميمه على الدخول في موسوعة جينس العظيمة... وسيعمل على بناء اوسع قبر شهدته البشرية حيث يتسع لملايين البشر ويزين بطول سور يبنى في العصر الحديث وتسليهم الاف من الحواجز الثابتة واضعافها من الحواجز الطيارة." وتعكف عودة حاليا على كتابة الجزء الثاني من كتاب (احلام بالحرية) وقالت "بدأت في كتابة الجزء الثاني من أحلام بالحرية ولا أعرف متى سأنتهي منه."


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف