محمد الحمراني يعود الى اتحاد الادباء مؤَبَنا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الجبار العتابي من بغداد: على الرغم من الصباح البغدادي البارد في في ذلك اليوم الاربعائي، الا ان الملامح (المتجمدة)من البرد، سرعان ما(تجمرت) وهي تقرأ عنوان الاصبوحة التي ستقام ضمن منهاج اتحاد الادباء والكتاب في العراق في مقره المعروف ببغداد، حين رسم اسم (محمد الحمراني) حروفه على العيون، صار المكان ساخنا لما لهذا الاسم من حميمية مع الجميع صداقة وابداعا، هذا الشاعر والروائي والصحفي الشاب الذي رحل عن الدنيا يوم السادس والعشرين من شهر تشرين الثاني / نوفمبر الماضي بعد ان ألتهب القولون لديه بعد ان كان قد سافر الى البصرة من محافظته ميسان لاجراء عملية جراحية لامعائه التي تشكو من انسداد!!، كان لابد على من يستذكره ان يرسم وهجا لدمعة وآهة لحسرة، فكانت الدموع على الملامح واضحة دون ان تفصح عن ذاتها، فعلا كان هنالك حزن شفيف يرتسم على المكان، حزنا على رحيله المبكر وحماسه، كانت امنيتي ان اقرأ قصيدتي عنه التي عنوانها (ايها الحمراني) الذي اقول في مطلعها (بين العمارة والبصرة/ ثمة طريق.. الى اللاشيء/ قلبك الذي خفق في العمارة/ توقف في محطة البصرة/ مثل قطار سريع / نزل ركابه وبقي وحيدا متعبا / هل كانت العمارة تعرف / ان البصرة ستسلبتك روحك / ومحياك وطريقك اليها؟)، لكن الاصبوحة التأبينية لروح الراحل التي حضرها جمع من الادباء والاعلاميين كانت تتضمن قراءتين لاثنين من اعماله الروائية هما (النائم بجوار الباب) و (الهروب الى اليابسة) حيث قدم الاولى الباحث حسن السلمان عضو اتحاد الأدباء والكتاب في ميسان وقدم الثانية القاص شوقي كريم،قال الباحث السلمان الذي حمل بحثه عنوان (الحلاج ومكابداته الابدية) ان الحمراني الإعلامي والشاعر والروائي المبدع رحل عنا بهدوء تام وعلى غفلة من الزمن، بعد صراع مرير مع المرض الذي انتهى بوفاته في أحد مستشفيات البصرة وهو الذي افنى سني حياته القصيرة من أجل قول الحقيقة التي نذر نفسه من اجلها حالما بعالم تسوده المحبة والسلام، لكن المنية لم تمهله لتحقيق أحلامه فأخذته على حين غرة ليغيب جسدا أما روحه الطاهرة فستبقى تشع من كل سطر كتبه ومن كل صورة رسمها ومن كل موقف وقفه ثم اضاف عن روايته: (ان الروائي محمد الحمراني أتخذ مسارا فانتازيا يجمع ما بين فانتازيا الشخصية وفانتازيا الحدث بشكل متنافذ وذلك عندما عندما أستحضر من اعماق التاريخ شخصية اشكالية شهيرة ويوظفها دلاليا كبؤرة سردية، وهي شخصية الحلاج، الذي صلب وقطعت يداه ورجلاه وحز راسه واحرق جثمانه وذر رماده في نهر دجلة بسبب تأليب الراي العام على الثورة ضد السلطان والمجاهرة بالزندقة ايام الخليفة العباسي المقتدر).
لم تنته الاصبوحة بهاتين القراءتين بل ان المداخلات والاحاديث الجانبية كانت تمتدح الراحل انسانا وروائيا وشاعرا واعلاميا، وتتحسر على غيابه وهو الذي سجل حضورا جميلا بين مجايلييه وتميز في رحلته الابداعية القصيرة.