ويليام فولكنر: جنديان (1/2)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قصة: ويليام فولكنر
ترجمة: زعيم الطائي
المؤلف: William Faulkner - two soldiers1962- 1897
هذه واحدة من أجمل وأمتع ماكتب وليام فولكنر، الذي أعتبر وصنوه أرنست همنجواي من أهم الكتاب المؤثرين في
أنا و(بيت) سنذهب عند العجوز(كليجروز) للأستماع الى الراديو هذا المساء، أنتظرنا قبل أن ننزل هناك حتى مابعد العشاء، ومع حلول الظلام، كنا واقفين في الخارج أمام شباك صالته، نرهف السمع، لأن زوجة العجوز طرشاء، لذا نراه يفتحه على أعلى مايستطيع، فنسمعه بوضوح كما تسمعه بسهولة زوجته، مثلما حسبت، حتى ولو كان الشباك مغلقاً ونحن خارج الدار.
كنت أتساءل في تلك الليلة " من هم اليابانيون، وماهي بيرل هاربر؟" فيقول بيت "هش"..لذا نبقى واقفين هناك مابأستطاعتنا، نستمع الى صاحبنا الذي يتحدث في الراديو، من غير أن أصدر ضجيجاً، بعدها قال صاحبنا أنه أنتهى لهذا اليوم، فأخذنا أنا وبيت طريق العودة صاعدين الى منزلنا. حينها أخذ بيت يحكي لي عنهم، لأنه أقترب من العشرين، أجتاز دراسته الأبتدائية منذ حزيران يونيو الماضي، ويعرف الكثير، اليابانيون ألقوا القنابل على بيرل هاربر، وبيرل هاربر تقع وسط المياه.
- وسط أية مياه؟ (سألته) خلف حدود الولاية، أو أبعد من أكسفورد؟
- لا..(قال بيت) عبر المياه الهائلة، في المحيط الهادي.
بوصولنا الى المنزل، وجدنا " ماو وباب" مستغرقين في النوم، أستلقينا أنا وبيت على الفراش، لكنني مازلت لاأفهم أين تكون بالضبط، أخبرني بيت مرة أخرى - المحيط الهادي. (ماهي مشكلتك؟) قال بيت (ستبلغ التاسعة من عمرك، وقد التحقت بالمدرسة منذ أيلول، ألم تتعلم شيئاً لحد الآن.؟) (أظن أننا لم ندرس عن المحيط الهادي بعد). قلت.
كنا مستمرين في زرع الكرسنة القطنية، حيث يتوجب علينا الأنتهاء منها قبل الخامس عشر من تشرين الأول نوفمبر، وبيب يتملص دائماً، أنا وبيت فقط كنا نعرفه، وكان علينا أدخال الحطب أيضاً، ولكن في كل ليلة أعتدنا أنا وبيت
بقي مضطجعاً هناك، متكوماً دون أن يأتيه النعاس، لابد أن هناك شيء، لاأشعر به سوف يحصل، لكأنه زعلان مني، أو كأنه خائف من شيء، ولكن ليس هذا أيضاً، لأنه لم يكن لديه مايخشى عليه، وهو لم يتخلف مرة كما يفعل بيب، يتركه يفعل ذلك، حيث أعطاه عشرة أفدنة بعد نجاحه في الأبتدائية، وكنا نعلم أنا وبيت أن باب لايسره أن يفرط بالأفدنة العشرة، ولكن يريده أن يهتم بنفسه، و بيت زرعها كلها بالكرسنة، حتى قام بتكسيرها ونشرها للشتاء القادم، ليست تلك هي المشكلة أذن، فهناك شيء آخر، مع ذلك داومنا الذهاب عند منزل العجوز كليجروز والأستماع الى مذياعه، الآن هم في الفليبين، لكن الجنرال ماك أرثر أوقفهم، رجعنا الى المنزل ثم تمدد كل منا على الفراش، غير أن بيت أمسك ولم يتحدث معي نهائياً، بقي رابضاً هناك كأنه في كمين، وحينما لمسته أحسست بطرف رجله قد تصلب كالحديد. بعد فترة وجيزة، غلبني النوم.
ذات ليلة بعدها - كانت تلك أول مرة لايتكلم فيها معي ماعدا قفزته نحوي طالباً التوقف عن تقطيع الأخشاب التي جلبها، ثم بادرني قائلاً:
- علي أن أذهب.
- تذهب، أين؟ (سألته).
- الى الحرب (قال).
- قبل أن ندخل الحطب.؟
- طز في الحطب (قال بيت).
- حسنا ً، (قلت) متى علينا البدء.؟
لكنه حتى لم يود سماعي، وبقي متكوراً هناك في الظلام كالحديد، (علي الذهاب) قال. (لاأسمح لأحد الأعتداء على بلدي بهذه الطريقة).
- نعم (قلت أنا) حطب أو لاحطب، علينا الذهاب كما أظن.
في ذلك الوقت بدا أنه سمعني، لكنه عاود الأستلقاء كالسابق، مغيراً هيئته الأولى،
- أنت (قال) الى الحرب؟
- تحمل أنت البندقية الكبيرة وأنا أحمل واحدة صغيرة.(قلت).
أخبرني أنني لايمكن لي الذهاب، في البداية أعتقدت أنه لايريد لي البقاء بالقرب منه، كما يفعل حينما يتركني ويذهب لمغازلة فتياته، حتى قال لي أن الجيش لايسمحون لي بالألتحاق لأنني صغير جداً، علمت أنه يعنيه حقاً، لذا فمن المستحيل ذهابي بأية طريقة كانت، على أية حال لم أصدق ذلك الا وقت أن غادر وحده، حينها فقط أقتنعت أنه لم يشأ أصطحابي مهما كانت الأحوال.
- سأقطع لك الخشب، وأجلب من أجلك الماء أذن (قلت) تحتاج هناك الى خشب وماء.
على كل بدأ يستمع الي الآن، ولم يعد مثل الحديد كالسابق، أنقلب على الجانب، وضع يده على صدري، لأنني كنت مستلقياً على ظهري ملتصقاً بالفراش.
- لا (قال) ستبقى هنا لكي تساعد باب.
- أساعده بماذا؟ (قلت) أنه لم ينجز أي شيء، وليس بأستطاعته أن يفارق مكانه،
بأمكانه الأعتناء بالمزرعة الصغيرة لوحده بينما أنا وأنت نقاتل هؤلاء اليابانيين، علي الذهاب، فلو وجب الذهاب عليك، فقد وجب علي أيضاً.
- كلا (قال بيت) أسكت الآن، أصمت، (كان يعنيه، أنا أعرفه، فماأن نبس بفمه
" إش" حتى حبست أنفاسي ملتزماً الهدوء.
- أذن، فلاسبيل لذلك؟.(قلت).
- مطلقاً (أجاب بيت) لن تستطيع الذهاب، فأنت صغير جداً أولا، وثانياً...
- حسن (قلت)
- أذن أصمت وأتركني لأنام.
أصدر هش ثانية، وعاد للأستلقاء، أضطجعت أنا الآخر متظاهراً بالنوم، وسرعان ماأتاه الغفو، فعرفت أن الأقدام على التوجه للحرب ذلك ما كان يؤرق باله، والآن بعد تقريره الرحيل، فلم يعد ثمة مايشغله.
صباح اليوم التالي، أخبر باب وماو بالأمر، فأنفجرت ماو بالبكاء حالما سمعته.
- كلا.. (صرخت باكية) لن أدعه يذهب، حتى ولو تحتم علي أن أذهب مكانه أن أستطعت، لاأريد أن أحمي وطني، فليأخذه اليابانيون كله ويحتفظوا به، ماداموا سيتركونني وعائلتي وأطفالي لحالنا، أنا أذكر أخي مارش في الحرب الأخرى، حينما ذهب ولم يتعد التاسعة عشرة، حيث لم تستطع أمنا أستيعاب الأمر كما أنا الآن، لكنها أخبرته أن كان عليه الذهاب فليذهب، لذا فاذا مضى بيت لهذه، فليمض، فقط لاأريد أن أفهم لماذا؟.ولايسألني أحد.
لكن باب الوحيد الذي تكلم (الى الحرب) قال (لاأرى ذلك نافعاً، فأنت ماتزال صغيرا على الأرسال لهذه المهمات، فلم (يغزو) الوطن أحد، رئيسنا في (واشنطن دي سي) يراقب الوضع وسيبلغنا، أضافة كما ذكرت والدتك الآن، في تلك الحرب، أرسلت أنا الى تكساس، مكثت فيها مايقارب الثمانية أشهر حتى أوقفت المعارك، يبدو لي أنه شبيه بما يحدث الآن، سواء بماحصل لعمك الذي جرح في ميادين المعارك الفرنسية، يكفي أنني خلال حياتي ساهمت في حماية الوطن، وماذا سأتمكن فعله من أجل الحقل أثناء غيابك؟ يلوح لي أنني سأتخلى عنه.
- على ماأتذكر أنك تخليت عنه منذ وقت طويل.(قال بيت) على كل حال، فأنا نويت الذهاب، وسوف أرحل.
- بالطبع عليه الذهاب (قلت أنا) فهؤلاء اليابانيون...
- أقفل أنت فمك (صرخت ماو باكية) لم يكلمك أحد، توجه وأجلب قبضة من الحطب، هذا كل ماعليك أن تفعله.
لذا أرسلت لجلب الحطب، وطوال اليوم الثاني، حينما خرجنا أنا وبيت وبيب لجمع كل مانتمكن عليه من أخشاب، في ذلك الوقت، قال بيت أنها فكرة باب لتهيئة كمية هائلة من الحطب بجانب الجدارتخزن مع الكمية التي لم تستعملها ماو بعد. أستعدت ماو لتجهيز بيت، غسلت ورتبت ملابسه، وطبخت له زاداً ملء علبة أحذية، وفي تلك الليلة كان نشيجها المستمر - وهي تضرب بقبضتها الأرض - يصلنا ونحن ننطرح على الفراش، حتى نهض بيت بعد فترة، وهو في قميصه الليلي متوجهاً اليها، فلم أسمع مادار بينهما، الى أن تكلمت ماو:
- عليك الذهاب، وأنا أريدك أن تذهب، ولكنني لاأفهمه، ولاأريده، ولاتتوقع مني ذلك.
أخيراً عاد بيت الى الفراش وأستلقى من جديد،متألماً كأنه يحمل حديداً فوق ظهره،
بعدها قال، دون أن يوجه حديثه لي، أو لأي شخص آخر (سوف أذهب، يجب الذهاب)
- أذن ستذهب (قلت) لهؤلاء اليابانيين...
التفت بصعوبة، محركاً جسده بجيشان، ناظراً الي من خلال العتمة.
- على كل حال، أنت بخير(قال)كنت أتوقع مصاعب أكثر معك، أكثر منهما مجتمعين.
- أحسب أنني لاأستطيع منع نفسي أيضاً. (قلت) بل ربما لن تطول السنين فأغدو كبيراً كي أذهب هناك. ربما سيأتي يوم وألتحق بك.
- أأمل أن لاتفعل (قال بيت) الناس لاتذهب الى الحرب من أجل التسلية، فالرجل لايترك والدته ميتة من البكاء فقط من أجل أن يتسلى.
- أذن، لم أنت ذاهب؟ (سألته).
- مفروض علي (قال) سأخرج الآن، فأخلد الى النوم، يجب أن ألحق بذلك الباص عند الصباح.
- حسناً (قلت) سمعت تفصلنا عن" ممفس" مساحات شاسعة، كيف ستعرف مكان الجيوش؟
- سوف أسأل بعضهم عن مكان الألتحاق (قال بيت) عد الى النوم الآن.
- هل هذا كل ماستسأله، أين يمكنني الألتحاق بالجيش؟ (قلت).
- نعم، (قال بيت وأعطاني ظهره ثانية) أغلق فمك ونم.
نمنا، تناولنا فطورنا في الصباح التالي على ضوء الفانوس لأن الباص لايأتي إلا بعد السادسة، ماو لم تعد تبكي الآن، فقط بدت مشغولة متجهمة، وهي تضع الأفطار على المنضدة، بينما نحن نأكل، وأنتهت من حزم أمتعته، غير أنه لم يرغب بأصطحاب أمتعة للحرب، لكن ماو أصرت أن الناس المحترمين، لايتوجهون الى أي مكان، حتى الى الحرب، دون ملابسهم وغياراتهم الأخرى في الحقائب. لذا فقد ملأت صندوق الأحذية الفارغ بالدجاج المقلي، والبسكويت، كماوضعت أنجيلاً، أيضاً، حتى حان وقت الرحيل، لم نكن نعرف أنها لاتريد مرافقتنا الى الباص، وأكتفت بجلب قبعته ومعطفه، وهي مازالت تفعل ذلك بغير بكاء، فقط ظلت واقفة ويدها فوق كتفه، دون حراك، مكتفية بلمسه، وقدبدت بنفس هيئة بيت القوية المتصلبة التي أضهرها في الليلة السابقة عندما التفت نحوي في الفراش وأخبرني أنني بخير على أية حال.
- لن يستطيعوا أخذ البلد والأحتفاظ به، ولن أقلق لشأنهم (كانت تقول، بعدها قالت)
لاتنس من تكون، فلست غنياً، وبقية العالم، كالفرنسيين حتى لم يسمعوا بك، لكن مايجري في عروقك دم حسن، لاتنس ذلك.
بعدها قبلته، وخرجنا من البيت، فحمل باب أمتعته شاء أم أبى، لم يحن الوقت بعد، فتوقفنا لفترة على الطريق الخارجي قرب صندوق البريد، فلاحت لنا أنوار الباص القادم، راقبته حتى أصبح قريباً منا، فأشار اليه بيت، بعدها أخذ ضوء النهار يبزغ بينما كنت منشغلاً بمراقبة أنوار الباص، حيث كنا أنا وبيت نتوقع أن يقول باب شيئاً آخر من كلماته الغبية، كما فعل في السابق، حول جرح العم مارش في فرنسا وتلك الرحلة التي أتخذها الى تكساس، في 1918 والتي يراها كافية لحماية الولايات المتحدة في 1942، لكنه لم يقل، كما أنه فعل شيئاً حميداً، حيث قال فقط (وداعاً يابني، تذكر دائماً ماأوصتك أمك، وأكتب لها حالما تجد متسعاً من الوقت) بعدها صافح يد بيت، تطلع الي بيت لحظات، وربت بيديه فوق رأسي، ثم راح يفركه بقوة، ويعتصره حتى كاد يخلع رقبتي، ثم قفز الى الباص، فقام الرفيق بغلق الباب، تحرك الباص ببطء أول الأمر، وراح يبعث همهمة كالطحن، ويتعالى أنينه شيئاً فشيئاً، ثم أنطلق مسرعاً، مع مصباحيه الحمراوين الصغيرين على الجوانب، وهما يتصاغران قليلاً قليلاً حتى تحولا لمصباح واحد، بدأ يتراقص متلاشياً في البعد، حتى أختفى بعدها الباص عن النظر تماماً، عندها أجهشتُ بالبكاء، ذلك لأنني لم أبلغ عمر التاسعة وهذا كل شيء.
عدنا أنا وباب الى البيت، بقينا نشتغل في تقطيع خشب الشجر أغلب النهار، ولم أنل أستراحتي الا وقت الظهيرة، أخذت مصيادتي الصغيرة،وأحببت أن أصطحب معي بيضات طيوري أيضاً، فبيت أعطاني مجموعته، وساعدني بجمع بويضاتي، وهو يحب مثلي أن أخرج الصندوق لنتفرج عليها معا، رغم بلوغه العشرين، لكن الصندوق كبير، ولاأستطيع حمله كل تلك المسافة،وأخشى عليه، لذا فلن آخذ غير بيضة الشقبوق لأنها أفضلهن، غطيتها بعلبة الثقاب، وأخفيتها مع المصيادة في ركن الحضيرة، بعدها تناولنا العشاء، وذهب كل الى فراشه، فلم أتحمل التفكير في البقاء في تلك الغرفة وذلك الفراش حتى ولا لليلة واحدة، فقط لم أحتمل البقاء، سمعت شخير باب، لكنني لم أسمع صوت ماو، سواء أكانت نائمة أم لا، وأحسب أنها قد جفاها الكرى، فخلعت حذائي ورميته من النافذة، وتسلقت كما كنت أرى بيت يفعل في السابعة عشرة من عمره، حينما يمنعه باب من الخروج، أرتديت حذائي، مضيت الى الحضيرة، أخذت مصيادتي وبيضة الشقبوق وأتجهت صوب الطريق العام.
لم تكن باردة كثيراً، ولكنها شديدة الظلام، وقد تمدد الطريق الخارجي العام أمام نظري، كأن لاأحد يستعمله، فأمتد الى منتصف المسافة كأنما ألقي هناك، لذا فستدركني الشمس قبل أن أنتهي من قطع الأميال الأثنين والعشرين الى جفرسون، لكنها لم تطلع، وحل الفجر ماأن أجتزت التل صوب المدينة، لم أشم رائحة أفطار في الأكواخ، وتمنيت لوجلبت معي بعض البسكويت البارد، كانت أمنيتي متأخرة، بيت أخبرني أن ممفيس تقع بجوار جيفرسون، لكنني لم أعلم أنها على بعد ثمانين ميلاً، فمكثت هناك في الساحة الفارغة، حتى أنتشر ضوء النهار ومصابيح الشارع مازالت مشتعلة، الشريف يحدق، وقد تبقى لي ثمانون ميلاً تفصلني عن ممفيس، لم أقطع طوال الليل سوى أثنتين وعشرين،
ففي الوقت الذي سأصل فيه ممفيس، سيكون بيت قد بدأ رحلته الى بيرل هاربور.
- من أين أتيت؟ (قال الشريف، فأخبرته للمرة الثانية)أريد الذهاب لممفيس، أخي هناك.
- تعني أن ليس لك أحد هنا؟(قال الشريف).
- لاأحد ماعدا أخي.
- ماذا تفعل هنا، وشقيقك في ممفيس؟
فأخبرته ثانية، (علي الذهاب الى ممفيس، ليس لدي وقت أضيعه في الكلام عن ذلك، سأوفر الوقت للمسير، يجب أن أقابله اليوم).
- تعال هنا.(قال الشريف).
ذهبنا عند الشارع الآخر، فرأيت باصاً كالذي حمل بيت صباح الأمس، غير أنه لم يشعل أضويته الآن، كان فارغاً، وهناك مكتب يشبه مكتب القطار، مع طاولة للتذاكر وفيها جلس رفيق، قال لي الشريف (أجلس هناك) فجلست على المصطبة، وخاطبهم (أريد أستعمال الهاتف) تكلم في التلفون لدقائق، وأغلق السماعة، قائلاً للرفيق خلف المكتب (خذ بالك منه، سأعود حالاً ماأن تفرغ مسز هبرشام من أرتداء ملابسها والأستعداد) ثم توجه الى الخارج، فنهضت الى المكتب.
- أريد الذهاب الى ممفيس. (أخبرته).
- بالتأكيد (قال الرفيق) خذ مكانك على المصطبة الآن، سيعود مستر فوت بعد لحظات.
- أنا لاأعرف مستر فوت (قلت) أريد أن أستقل ذلك الباص الى ممفيس.
- ألديك مبلغاً من المال؟(قال) سيكلفك أثنين وسبعين سنتاً.
أخرجت علبة الثقاب وكشفت له بيضة الشقبوق (سأبادلك بهذه من أجل الأجرة الى ممفيس) قلت.
- ماهذا؟ (قال).
- بيضة شقبوق (قلت) لم تر مثلها من قبل، أنها تساوي دولاراً، سآخذ بدلها أثنين وسبعين سنتاً.
- لا.. (قال) صاحب الباص مصر أساسا ً على أستلامها نقداً، فأذا بدأت مقايضة التذاكر ببيوض الطيور والماشية وماشاكل ذلك، سيقومون بطردي، فعد الى الجلوس على المصطبة كما أشار مستر فوت....
لها بقية
التعليقات
شكرا
نبيل -أنا في أنتظار الجزء الثاني بلهفة . شكرا على القصة