هانس آرب: رمال القمر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هانس آرب (1887-1966)
التّرجمة عن الألمانية: عبدالرحمن عفيف
حين رأيتكِ في المرّة الأخيرة
مصمّمة أن تعودي إلى الأبد إلى الأبيض.
مرارا تحدّثتِ عن أغنية بيضاء صغيرة.
مرّة سمعتكِ تغنّينها أبيض على أبيض:
" مسرور الحاشية يمرّ القمر بعيدا.
نتردّد كلّنا.
سريعا تدنو السّاعة الأخيرة
والكلمة الأخيرة تفنى
والقمر- ورونق الأزهار يخبو"
سأل ملاكٌ:
" أأستطيع ذات مرّة
للمحة قصيرة
بطول حياة إنسان
أن أفرغ من
العزّة والترف السماويّين؟
لأغزل الشّعر
للقمر
كامرىء فقير."
للمتمشّين
الذين بين الفينة والفينة
أثناء تجوال ليليّ
ينحنون أمامه،
لا يملك القمر الكثير من الوعود.
أمّا حالمو القمر
فإنّه يمنحهم ذاته كلّها.
يهبهم ذاته
حلاوة وفضّة لهم.
مع حالمي القمر
فالقمر على استعداد دائما
أن يلعب ويتمازح.
معهم يشعوذ أيضا بغبطة،
يجعل التّماثيل الكبيرة تعطس،
الأشياء المتحجّرة تسيل،
يدفىء برجال الثّلج.
إنّه يرفرف، إنّه يرفرف.
اللّحظة هو قمر.
اللّحظة هو وردة.
اللّحظة هو أغان.
أيّتها التبدّلات الحلوة.
آه كم يسرّه
ازهرار الحلم.
أهو حلم؟
أهو ملاك؟
الملاك يمسك بالوردة،
الملاك يمسك بالحلم
في يديه القمريّتين.
الملائكة القمريّة تحيط بالوردة الكبيرة.
هل الوردة قمر
يؤرجح نفسه في وسط الورود؟
والقمر يؤرجح نفسه
مع الملاك.
والقمر يؤرجح نفسه
مع الحلم.
إنّه يرفرف، إنّه يرفرف.
أيقدر المرء أن يصير أجمل وأجمل؟
أيقدر المرء أن يصير أكبر وأكبر؟
أيقدر المرء أن يصير أكثر فضيّة وأكثر فضيّة؟
ألا يفقد القمر الخيط؟
إن رأى نفسه،
سوف لن يعرف نفسه.
لا ينبغي على المرء أن يصبح هكذا جميلا.
هكذا كبيرا وجميلا بحيث
لا يعود بإمكانه أن يتعرّف
على نفسه في المرآة.
ودائما بلا انقطاع يحلم القمر،
يحلم للحقول المضيئة حقولا مضيئة.
دائما بتعدّد أكثر يتعدّد المتعدّد الكثير
ومن لمعانه الفضيّ
يفوّح اللمعان الفضيّ
لمعانا بعد لمعان
باتّجاه كائن من الأزهار بعيد كالسّماء
ملائكيّ أنيق.
قمر من الدّم.
قمر من الثّلج.
قمر يتصرّف كأنّما
هو ساكن
لكنّه بغير توقّع وفي لمح البصر
أمام ناظر حالم القمر
يترك نفسه تسقط
في عمق لا قاع له
وفي نفس اللّحظة
من العمق الذي لا قاع له
خلف حالم القمر
يبزغ ثانية
أبكم وحشيّا
مبتسما فضيّا.
التعليقات
ترى من عن من
ملاحظ -عن القمر ما دهى العفيف والأقمار والشلل والسريالية تشابك مع قصيدته قبل أيام. ترى من عن من وأين فرج بصلو يا ترى مختفي؟
شوية شمس للي تنقصه
فرج بصلو -عزيزنا عبد الرحمن آخذنا الشمس من جيبك والشعر والأقمار من قصائدك وترجماتك. واللي باقي في العتمةلحد الآن, ندله على سطورك التالية:"خذوا شمسكم من جيبي أيّها الأصدقاء الحقيقيّونوفائدتها حجلة ولقلقة وحصّادة.والقامشلي تأكل من يد عامودا حبّة الوردة التي أتيت بها من القامشلي".
وفائدتها حجلة
عبدالرحمن عفيف -بكلامك تحلي الشعر وتعلي الكلمة وترفع البيارق. يا خالنا فرج بصلو يا خالناالقمرواللي باقي في العتمة وفائدتها حجلة ولقلقة وحصّادةما دهى خالنا والأقمار والشلل من يد عامودا حبّة الوردة من جيبي أيّها الأصدقاء ما دهى خالنا والأقمار والشلل
أقمارك تعطس التماثيل
baslofrj -نعم ياسيدي العزيز الحقيقية هي إن أقمارك تجعل التماثيل الصغيرة وحتى الكبيرة منها تعطس. أنت البيرق والحجر يفصل ما بين كلامك وكلامي مباشرة.
ما هذه ..؟!!!
يونس محمود يونس -لا شك أن كل جهد مبذول في الترجمة هو مشكور أولاً وآخراً لكن أن تتحول المادة المترجمة إلى مادة لنقل التملقات فهذا خطأ بعينه يجب التوقف عنده ويجب استئصاله من جسد الثقافة كلها.. ولكن يبدو أن الأساتذة الشعراء من عامودا قد أدمنوا التملق والنفاق.. ولا يستطيعون خروجاً من متاهته.. وهذا الذي قد اساء كثيراً إلى الشعر والأدب فحولهما إلى النقيض منهما والأستاذ عبد الرحمن مشكوراً هو أحد المساهمين مع إخوته في ذلك وهذا رأي معظم أهل عامودا... والقامشلي..