رموز عراقية تجلت بشاعرية رغم مرارة المنفى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في أعمال الفنان غسان فيضي
دغدغات العشق وانحناءات الحنين:
رموز عراقية تجلت بشاعرية رغم مرارة المنفى
حسين السكاف من مالمو: مَنْ خَبرَ حياة المنفى يعرف جيداً أن هناك وجوهاً وأماكن وبعض صور تختزنها الذاكرة لتسافر بصحبة
الإجابة على هذا السؤال نجدها واضحة في أعمال هذا الفنان العراقي الذي يعد بتجربته الفنية امتداداً طبيعياً ومهماً لمدرسة بغداد في الفن التشكيلي تماماً كأساتذته وزملائه الفنانين مثل، نزيهة سليم، فيصل لعيبي، نعمان هادي وغيرهم، وأهمية هذا الامتداد تأتي من خلال الرؤيا وعمق التجربة في مزج تأثيرات المدارس الفنية الأوروبية مع مؤثرات ومخزون مدرسة بغداد في الفن، وبالتالي الخروج بمنتوج فني لا تنقصه الدهشة. فلقد توصل الفنان غسان فيضي طوال سنوات عمله الدؤوب وتجاربه الفنية إلى إيجاد شخصية أو أسلوب ثقافي فني غائر في تلافيف الموروثات الفنية لبيئته مطعم برؤية حديثة يحاول قدر الإمكان استثمار مواضيع الحب والحنين والحزن والفرح وما يدور داخل البيوت وخلف أبوابها في إطار لوحة فنية تحاكي المشاهد عن زمنها، وما أعماله إلاّ علامة واضحة ودليل ملموس على مدى التصاق تجربته بالمدرستين البغدادية والباريسية من خلال خبرته وما درسه وشاهده معتمداً على دراسة الفن التشكيلي في العراق وفرنسا وتأثيرات أجواء وطقوس تلك المدرستين.
أعماله تنقلنا حيث الأجواء العراقية بكل طقوسها وقصصها، حتى نصل إلى سماع موسيقاها ونبتسم لفرحها. ففي لوحة العاشقة (زيت على القماش cm60x60) تأخذنا نظرة الفتاة صوب الكتاب المفتوح إلى اكتشاف دلالة الإبحار بخيالات حالمة، إنها عاشقة بالفعل، فنضارة الوجه وتدويره وخلو أصابع يديها من أي خاتم، ثم اكتناز الجسد وحيويته خصوصاً عند الفخذين، يمنحنا صورة واضحة لفتاة مليئة بالخصوبة تذكرنا بعشتار إلهة الخصب. ولكن، ما سبب ارتفاع جزء جسدها الأسفل؟ أو انزلاق جزء جسدها العلوي حيث الأسفل باتجاه الزاوية اليسرى للوحة؟ الإجابة على هذا السؤال نجدها من خلال ترجمة بعض رموز اللوحة، فالفتاة تظهر وكأنها سابحة في ملكوت
للمرأة حضور واضح في أعماله، شأنه بذلك شأن أغلب الفنانين، فما من فنان عرفه التاريخ إلا ورسم المرأة على طريقته الخاصة، ولكننا نجد في أعمال هذا الفنان أن المرأة كثيراً ما تكون في أوضاع منحنية كالقوس في أغلب حضورها، وقد نتصور إن تلك الانحناءات هي دلالة الظلم والانكسار الذي تكابده المرأة، ولكن حين ننظر بتمعن إلى التكوينات اللونية المحيطة والرموز الخاصة بجو اللوحة نجد أن الفنان أراد أن يظهر انحناءات الحنين الدافئة للمرأة، إن كانت أماً، أختاً أو حبيبة، أي المرأة الرمز. وغالباً ما تشكل تلك الانحناءات لظهور النساء أقواساً كالتي نشاهدها في المعمار الشرقي كالنوافذ والأبواب ذات اللمسات الفنية الخاصة، ففعل الانحناء فعل يفيض بالحنين والإنسانية وهو رمز مشبع بالعطف. كما نشاهده في انحناءة الأم ووليدها بين ذراعيها، وكذلك انحناءة المرأة في الأحمر وهي تحاول إطلاق طائر سجين داخل قفص احتفالي الألوان وكأنه بلورة سحرية كما نشاهده في لوحة (ذكريات ملونة - cm162x130 ألوان مائية ومواد مختلفة)
الفتيات برقابهن الطويلة في لوحات الفنان غسان يشبهن إلى حد كبير رقاب فتيات الفنان الإيطالي أوميدو مودلياني، ولكننا نجدها في الكثير من لوحات غسان أكثر امتلاء ونظارة كما في لوحة "الشقيقتان" و "الدكتاتور"، إنه جمال الشرق وخصوصيته. ترى هل لهذه الدلالة علاقة في أسلوب المزج بين أساليب المدارس الفنية المختلفة؟ أقترح أن ندع الدلالة التالية كي تمنحنا الجواب المقنع. فوجود الأشرطة المتطايرة في فضاء أغلب لوحاته والألوان بتناغمها الراقص، كدلالة للفرح وموسيقاه، الأمل والفكرة الفرحة متوقعة الحدوث، ما هي إلاّ تأثر واضح ومتقن بتجارب ونظريات الفنان فاسيلي كاندنسكي
تظهر العشيقة أكثر طولاً من عشيقها ولكنها لا تظهر الجرأة التي يظهرها العاشق. قدماها مطبقتان وكفها اليمنى وضعت على ظهر حبيبها بحياء وخوف واضحين، إنها بلا شك أجواء القبلة الأولى.
الفنان غسان فيضي، الفتى البصري الذي حمل عام 1974 حقيبته وآلة العود وحفنة من التخطيطات والرسوم المائية وبعض صور عن العائلة والبصرة بنخيلها وبغداد بشوارعها ومقاهيها ليحتضن باريس بفرح رغم صعوبة وقساوة الغربة، كانت باريس أول نافذة حقيقية للمنفى، رحل عن العراق بعد أن تتلمذ على فناني العراق الذين وضعوا بصمتهم الخاصة على تاريخ حركة الفن التشكيلي العراقي، رسول علوان، نزيهة سليم، فائق حسن وغيرهم، ليدخل معهد البوزار في باريس ويجلس على مقاعد الدراسة التي احتلها بعض من أساتذته من قبل ليستقي المعرفة الفنية على أهم الفنانين الفرنسيين، وخلال تلك الرحلة الطويلة توصل بعد تجربة طويلة وغنية إلى امتلاك خزين معرفي وثقافيوفني أهله ليكون امتداداً لمدرسة بغداد وحركة الفن التشكيلي العراقي.
التعليقات
تحية اجلال واحترام
مؤرخ الاضطهاد -شكرا للسيد السكاف على هذا التحقيق واسمى تحايا الاكبار والاجلال الفنان العراقي المغترب غسان فيضي والتي تنطق لوحاته الرائعة في كل مليمتر فيها بانها من بلاد الرافدين اضافة الى فوح عبق تاريخ ليالي الف ليلة وليلة منها وتاءكد للعالم بان العراقيون اكثر سكان الارض مضطهدون وامهرهم في الرسم وقول الشعر وعزفا للعود والحمد لله رب العالمين
تحية
كاظم غيلان -اطلعت على موضوعك الجميل هذا.. احييك دوما، بالمناسبة صدرت مجموعتي الشعرية الاولة- بالعامية طبعاُ- كنوع من الرد على التسفيه الحاصل الآ،.. كيف الطريق لأيصالها لك.. مع حبي
فنان رائع
ساهر حمدي -فنان راع حقاً. أتمنى أن أرى أعمال أكثر لهوالحقيقة كانت القراءات رائعة أيضاً . شكراً لإيلاف
تصحيح كاظم غيلان
وليد ال جزار -بالمناسبة صدرت مجموعتي الشعرية الاولة ...الاولى تكتب هكذا وليس كما كتبت ان لم اكن مخطئ وتكون طريقتك هى طريقه الكتابه العراقيه بعد صدام حسين!!!؟وسؤالى لحضرة الشاعر العراقى هو هل انت شاعر فعلا؟واين تعلمت اللغه العربيه؟؟شكرا
عقول مغتربة !
عشتار -عقولنا تفيض ثرائا في الغرب ! وقلوبنا معلقة لحنين الشرق ! هذه حال عباقرة التاريخ العربي ! نتاسف على غربتكم وحالنا من اختياركم ايضا ؟ طاب مسائكم . عشتار
الملا عبود الكرخي
مؤرخ الاضطهاد -على هامش الم المبدعون العراقيون بل والعراقيون كافة اصحاب المشاعر الفياضةفي كل شئ لتغترب المشاعر ويهجن الواقع الرومانسي ويحضرني هنا قول الملا عبود الكرخي- ساعة لكسر المجرشة وانحر على النمسا ومجر-وهناك انكرتبع قحطان وعدنان ومضر- ترضى يامسير سفينة نوح يا راعي البشر- عبيان ابوها كحيلة حصان الجرد يشب بيها- نعم نعلم جيدا ان لاعزاء لنا - اسمى التحايا
الصديق كاظم غيلان
زعيم الطائي -الشاعر والناقد كاظم غيلان كتب الشعر منذ بدايات عذاب شبابه الذي سرق،لقد سرقوا حدة أبصاره أيضاً ، فضرب التاء المجاورة للحرف الآخر ، وهذا خطأ لم يقصده ،أتمنى قراءة عرسك المائي - ديوانك الجديد ، مع تهنئتي بصدوره بعد كل هذا الأجحاف الذي أصابك .أيها الشاعر المخلص لعالمك الجنوبي الخلاب . وتحياتي للفنان المبدع الذي أمتعتني رؤية أبداعاته ،وصديقنا القناص الذي يعرف كيف يستلهم ويختار مايكتب الأستاذ حسين السكاف .
تصحيح وليد ال جزار
هدهد سليمان -انت ايضاً على خطأ يا سيد وليد . فالصحيح أن تقول : إن لم أكن ( مخطئاً ) ، أي منصوبة لأنها خبرللفعل ( أكن ) ،حيث يرفع الأول ، ويُسمى ( اسمها ) الذي هو ضمير تقديره ( أنا )ـ وهو هنا ساكن في محل رفع ـ و ينصب الثاني و يُسمى ( خبرها ) فنقول:( مخطئاً) و ليس ( مخطئ ) كما ورد في( تصحيحك ) . ثم ان صديقنا كاظم شاعر شعبي معروف ، والرجل نفسه يقول ان مجموعته الشعرية صدرت بالعامية .
تحية لكاظم لغيلان
أحمد يعقوب -كيف لي ان اقرا مجموعتك ايها الشاعر الاصيل؟؟