ثقافات

مؤتمر دولي حول البحث المنهج في العلوم الانسانية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كلية الآداب بتطوان تحتضن مؤتمرا علميا دوليا حول: اتجاهات البحث واشكالات المنهج في العلوم الانسانية

محمد العناز: بفضاء قاعة الندوات بكلية الآداب والعلوم الانسانية بتطوان، تم تنظيم مؤتمرا علميا حول موضوع"اتجاهات البحث واشكالات المنهج في العلوم الانسانية"، تخليدا للذكرى الفضية لمرور 25 سنة على تأسيسها، وذلك طيلة 20/21/22/نوفمبر2007، وقد شكل المؤتمر فضاءا ثقافيا كان محط لقاء من الأكاديميين المغاربة والعرب. فكانت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر صباح يوم 20/11/2007 التي أكد عميد الكلية الدكتور عبد العزيز علاتي في كلمته على الأهمية القصوى التي تحظى بها مثل هذه الملتقيات العلمية على مستوى الجامعة المغربية ككل، مركزا على صعوبة مهمة الباحث في العلوم الانسانية مقارنة بالعلوم الحقة. اما ممثل رئيس جامعة عبد المالك السعدي د. حسن الزباخ فقد أشاد بالأنشطةالعلمية التي تشهدها كلية الآداب بتطوان سواء في مجال التدريس أو البحث مرحبا في الآن نفسه بالدول العربية المشاركة (مصر/تونس/الجزائر/الجامعات المغربية. . )، تلتها لمة اللجنة المنظمة في شخص د. مصطفى الحنفي الذي ركز على كونية فعل المثاقفة ورصانة العمل الجاد لمجموعات البحث بالكلية، واعرب عن امتنانه الى اللجنة المنظمة في شخص (د. محمد مشبال/د. محمد الأمين المؤدب/د. عبد العزيز الحلوي). وبعد حفل شاي على شرف الضيوف كان الموعد مع الجلسة العلمية الأولى التي تمحورت حول"مناهج الدراسات الأدبية والنضريات النقدية"والتي ترأسها د. محمد الأمين المؤدب، حيث تميزت بمداخلات رصينة ابتدات مع د. أمينة رشيد من جامعة القاهرة فتناولت بالحديث "آفاق جديدة للأدب المقارن"، ركزت فيه على فوضى المنهج في العلوم الانسانية، واعتبرت ان الوصول الى مفهوم للأدب المقارن لابد من التوقف عند الأزمات التي مر بها في مسيرته بالمدرسة الفرنسية والأمريكية ثم المركزية الأوربية. ، لتخلص في الأخير الى الحديث عن الصورة والأدب انطلاقا من دراسات بيير بودريار وتودوروف. أما د. سيد بحراوي من نفس الجامعة فقد تركزت مداخلته حول "المنجز الحديث في دراسة الايقاع الشعر العربي الحديث"، بدءا من الاتجاهات التي تدرس الايقاع الشعري متوقفا عند الدراسة التي تؤرخ لعلم العروص وكذلك الدراسة الرقمية، كما بين الفرق بين العروض من ناحية التنغيم وايقاع الشعر العربي وذلك باستعراض نماذج تطبيقية. وفي نفس السياق كان د. احمد العلوي من جامعة سيدي محمد بن عبد الله على موعد مع موضوع"مستويات البنية الايقاعية في الشعر العربي:مقاربة جديدة"، خلص فيها الى اعتبار الايقاع ظاهرة كونية، محددا المدى الزمني والتنغيم في الشعر، ومشيرا الى وجود اضطرابات في البحث عن ايقاع النبر في الشعر. أما د. محمد أنقار فقد أثار اشكال "الصورة ورواية مابعد الحداثة"مقارنا بين الصورة الروائية التي تسعف القارئ في فهم الابداع الروائي باعتبارها منسجمة ومتناعمة عكس رواية مابعد الحداثة، التي تؤمن بالتشتت وتهزأ من التماسك النصي. وللخروج من هذه الأزمة النقدية اقترح الناقد النظر الى النص بصفة عامة من حيث هو كون، هذه النظرة تشترط مسألة التأمل والذاتية والذوق الغير المتعجل، اضافة الى النظر الصور والتعالي على البنية والموضوع، حتى يتسنى لنا التقليل من المعايير المطروحةفي الساحة وتجاوز التجريبية. وفي ختام هذه الجلسة حاول د. حميد المرابط التطرق الى موضوع "لعبة الابداع الماكر"ممثلا طرحة طرحه بمجموعة من الروايات الغربية، ليخلص في النهاية الى سبك سؤال مفاده:كيف يمكن للانسان ان يقدم ابداعا أصيلا؟
أما الجلسة العلمية الثانية(21/11/07)، فلم تكن اقل أهمية من الجلسة الأولى فقد نوقشت مجموعة من الدراسات تناولت بالبحث المضني محور "الفكر الفلسفي ومناهج العلوم الانسانية ألقيت خلالها عروض كل من د. عبد الرزاق الدواي من جامعة محمد الخامس الذي تحدث عن "الفلسفة في زمن العولمة"، ود. عبد الحليم عطية من جامعة القاهرة الذي تحدث عن "التفكيكية والفكر العربي المعاصر"، ثم د. محمد مجدي الجزيري من جامعة طانطا "مشكلة العلوم الانسانية بين كاسيرار وغادامير. ود. مصطفى الحداد من جامعة عبد المالك السعدي"العلوم الاجتماعية والانسانية بين الاستقلال والالحاق"، واخيرا عرض د. عبد الله الشارف من جامعة القرويين "أثر الفلسفة في بناء نظريات ومناهج العلوم الانسانية".
اما بخصوص الجلسة العلمية الثالثة والتي ترأسها د. عز الدين الخطابي، فقد تناولت مجموعة من القصايا الفكرية واللغويةانصبت بالأساس على محور"المناهج اللسانية والسيميائية ألقي خلالها عرض كل من الدكتور عبد الرحمن بودراع من جامعة عبد المالك السعدي، والذي آثر الحديث عن "اللسانيات والعلوم الانسانية"، وكذا عرض د. عبد الكريم الطرماش من جامعة عبد المالك السعدي، ناقش خلاله بعض "الاشكالات المنهجية في القراءات اللسانية"، ثم عرض د. أبو بكر العزاوي من جامعة القاضي عياض، الذي تحدث عن موضوع جدير بالأهمية"النص والحجاج". وأخيرا د. أحمد يوسف من جامعة وهران الذي تقدم بعرض حول "البلاغة السفسطائية وانزلاقات المعنى". بعدها مباشرة تمت الجلسة الختامية للمؤتمر بحضور اللجنة المنظمة التي أعلنت مجموعة من التوصيات لعل أبرزها هو طبع أوراق واشغال جلسات هذا المؤتمر لاخراجها الى العموم.
كما ينبغي الاشارة كذلك الى ان هذا المؤتمر عرف حضورا مكثفا من قبل الأساتذة والطلبة الباحثين والمثقفين من خارج الكلية ومن داخلها، حيث أغنوا الجلسات بمداخلاتهم وتساؤلاتهم بشكل كبير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف