ثقافات

رحيل عبد الله الجفري: كاتب الحياة الجائعة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نجيب يماني: رحل آخر عمالقة العمود اليومي السعودي ورائد الرواية الرومانسية السعودية

شاكر النابلسي: عبد الله جفري: قلبٌ توقف عن النزيف! فهد الشقيران من جدة: توفي الصحافي والروائي عبد الله الجفري في الساعة الثامنة والنصف صباح اليوم الأربعاء في المستشفى التخصصي في جدة، بعد أن لزم فراش المرض لمدة ستة أشهر حيث عانى من فشل في وظائف الكبد ومرض في القلب والكلى وكان منذ فترة ليست قصيرة يستخدم منظّم ضربات القلب، ولم يكن يخرج من المستشفى خلال تلك الأشهر إلا لأيام معدودة يعود بعدها إلى المستشفى. يعد عبد الله الجفري من أهم الصحافيين السعوديين وهو ممن ساهم في أعمال أساسية للصحافة، كما تميز بأسلوب روائي خاص. وبوفاته تفتقد السعودية أحد أعمدة الصحافة الرئيسيين، حيث شغل عدة مناصب في المؤسسات الصحفية السعودية. توفي عن 64 عاماً.
هو عبد الله بن عبد الرحمن الجفري تلقى تعليمه بمكة المكرمة إلى نهاية المرحلة الثانوية "قسم أدبي" وعمل موظفاً حكومياً في إدارات منها: الأمن العام، الجوازات، الجنسية، ثم في وزارة الإعلام في مديرية الصحافة والنشر، وأعير وهو على رأس وظيفته من وزارة الإعلام لعدد من الصحف منها سكرتارية صحيفة المدينة والبلاد وعكاظ كما قام بتولي مهام إدارة التحرير في جريدة عكاظ. كما ساهم في تأسيس جريدة "الشرق الأوسط" وشغل منصب "نائب الناشرين" بالشركة السعودية للأبحاث والتسويق، كما أشرف على صفحات الثقافة والأدب في جريدة "الشرق الأوسط" وصفحات الثقافة في مجلة "المجلة" وشغل مهمة نائب رئيس التحرير "للشؤون الثقافية". كلّف بتأسيس مكتب جريدة الحياة في مدينة الرياض فأسسه وكتب في جريدة الحياة عموده الشهير "نقطة حوار" ودخل حينها بمعارك وردود مع بعض كتّاب الحياة. كما كتب في مجلة "اليمامة" عموداً أسبوعياً. وشارك في الكتابة في صحف عربية مثل "الأهرام" و "آخر ساعة" و "أكتوبر" و "صباح الخير" وجريدة "الرأي العام" الكويتية.
له 60 رواية أدبية، وفي اتصال مع إيلاف تحدث صديق عبد الله الجفري الحميم والملازم له وهو الأستاذ الصحافي والكاتب نجيب يماني عن صديقه قائلاً: "كان رومانسياً وكتب الرواية الرومانسية السعودية، وأفاد العالم العربي بابتكار أساليب وطرق في التعابير الرومانسية، وكتب تجاربه عبر السنين في رواياته" ومن أبرز أعماله: (جزء من حلم، زمن يليق بنا، الحلم المطعون، تلك الليلة، أيام معها، العشب فوق الصاعقة) وقد جمع رجل الأعمال المولع بالثقافة وهو عبد المقصود خوجه كل روايات الصحافي والأديب عبد الله الجفري وطبعها في ثمان مجلدات ضخمة.
نجيب يماني -الذي بدا متأثراً وهو يتحدث عن رفيق العمر- وصف لنا بعض جوانب الراحل حيث قال عنه: "هو الذي علم العالم العربي الرومانسية وكان يحمل قلبا طاهراً" وكانت له تتويجات وتكريمات وأوسمة من رؤساء ومسؤولين" وبالفعل فقط حصل على تكريم من كل من:(الجائزة التشحيعية للثقافة العربية 1984، جائزة علي ومصطفى أمين للصحافة 1992، جائزة المؤتمر الثاني للأدباء السعوديين1998، جائزة المفتاحة 2000، جائزة تقديرية من جريدة الرياض 1422) كما ساهم في تأسيس ملاحق الصحف كـ"المدينة وعكاظ والرياض" نجيب يماني الذي سافر طويلاً مع الجفري خاصة للقاهرة وبيروت ولندن قال عنه: "كان يحب الناس والخير وسافرت معه للقاهرة وبيروت ولندن كان يبكي لبكاء الطفل وسريع الدمعة وكان أولاده أيضاً أصدقاء له سواء ابنه وجدي أو ابنته زين كان صديقهم"
رأى نجيب يماني أن رحيل صاحب أشهر الأعمدة في الصحافة السعودية يعني رحيل "آخر العمالقة وبعده سنفتقد أعمدته في عكاظ والبلاد والحياة كما كان يكتب في كل شيء ، وأبعد نفسه عن المعارك. كان يفكر بهدوء. وفي مؤتمرات والندوات كانوا يحتشدون حوله من حبهم له ولم تكن له خصومات. كما كان يحب صوت فيروز ويسمعها في كل مكان وفي أي وقت في الحل والترحال. كان الشباب يأتونه في البيت ويأتون بروايات يشجعهم ويكتب المقدمات لرواياتهم وكان يقولي لي: يجب أن نشجعهم فهؤلاء هم المستقبل".
كما يكشف نجيب يماني لإيلاف أن عبد الله الجفري رحل قبل أن يكمل كتابة سيرته الذاتية والتي كان ينوي كتابتها في "رواية". ويرجع نجيب يماني آلام الجفري إلى إحساسه العميق بأوجاع الناس فقد كانت لديه كانت حساسيه مفرطة. ولم تغب عن وجهه البسمة حتى وهو يعلم أنه يعيش آخر أيامه ويقضي آخر ساعته على قيد الحياة، وبالفعل فقد كان يتوجع لجوع الناس، ولا أدل على هذا من عناوين رواياته التي ابتدأت بـ(حياة جائعة) و (الضمأ).

shoqiran@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رحم الله أستاذي
سالم -

رحل أستاذي ومعلمي وموجهي صاحل القلب الطاهر الذي يتسع لكل الناس ويمنحهم كل الحب . لو كان للتعبير قدرة على البوح لكتبت الكثير رثاء في هذا الاستاذ الكبير الذي عرفته وتعرفت عليه عن طريق الفكر الرابط الوحيد بيننا حين كان الاستاذ يقدم كل يوم كاتبا او اديبا عبر عموده نقطة حوار في جريدة الحياة .قدم لي الكثير من الكتابات ووقف بجانبي قبل ان يتعرف على شخصي وان كان قد تعرف على فكري . عملاق من عمالة الأدب الرومانسي الجميل وانسان بكل ما تعني الكلمة من معنى . خطفه الموت عن عالمنا ليحرمنا قلما شريفا نزيها كان المشعل في ظلمتنا والأمل في لحظات يأسنا والمحبة التي تظللنا بحنانها ودفئها كلما اوشكت الكراهية ان تعم واقعنا الكئيب . رحمك الله أبا وجدي واسكنك الجنة .. حقا انه يوم حزين وكلنا مكلومون بحزنك . وانا لله وانا اليه راجعون . والعزاء لنا جميعا .

رحمك الله
الشريف هاشم -

رحمك الله يا أبو وجدي. كنت كنسمة هواء صيفية تمر بين بساتين الطائف تحمل رائحة الورد.

انا لله وانا الية را
من تلاميذة -

غفرالله لة واسكنة فسيح جنانة

رحمه الله
نانسي -

اللهم !ارحم موتانا و موتى المسلمين , برحمتك يا ارحم الراحمين

one of the best
kassem mazrani -

iam one of his readers. i used to write a daily column in al arab newspaper from 1990 t0 1994. many writers in al hayat were pro america and instigating trouble in the arab world . i wrote many articles deploring their stands but never found any thing to do the same against Abdullah . mr al jaffry was a great writer . i used to read his article every day with a lot of joy.may allah bless his soul.

إنا لله
wedad -

رحم الله عبدالله الجفري لقد عرفته من خلال مجلة سيدتي فقد كان مثال الرومانسية في كتاباته كان يأخذنا الى عالم آخر رحمه الله واسكنه فسيح جنانه

.....
wedad -

رحم الله عبدالله الجفري لقد عرفته من خلال مجلة سيدتي فقد كان مثال الرومانسية في كتاباته كان يأخذنا الى عالم آخر رحمه الله واسكنه فسيح جنانه

الحمد لله على كل حال
بليد -

الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته!!ا

تعزية
محمد ابو عبد الرحمان -

رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جنانه والهم دويه الصبر والسلوان..وانا لله وان اليه لراجعون..اللهم ارحم موتى المسلمين واحفظ الاحياء منهم في مشارق الارض ومغاربها ووحد صفوفهم وكلمتهم واهزم اعدائهم..آمين..