منهج التحليل التقابلي في علم اللسانيات
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
1. دراسات قائمة على منهج التحليل التقابلي الخالص. وهي التي تعنى بمقارنة لغتين أو أكثر أو لهجتين من لغة ما أو أكثر لتسليط الضوء على نقاط التشابه والاختلاف بينها. وقد ظهرت جملة من الدراسات الرصينة المكرسة كلياً لهذا الغرض، فقورنت اللغة الإنجليزية بالعربية والفرنسية والروسية والصينية وبقية اللغات الأخرى، كما قورنت اللغات الأخرى باللغة الإنجليزية.2. دراسات نتجت عن تحليل الأخطاء اللغويةLinguistics error analysis الناجمة عن تعلم لغة ما أو الترجمة منها وإليها. وقد اهتم الباحثون في هذا الحقل بتتبع تلك الأخطاء ومحاولة الكشف على أسبابها وطرق تلافيها. وبالطبع ما كان لهم أن يخوضوا في هذا الغمار ما لم يتخذوا التحليل التقابلي منهجاً.3. دراسات لغوية وصفية Linguistics descriptive studies. وهي الدراسات التي اهتمت بوصف جانب لغوي أو عدة جوانب لغوية في لغة ما. وهذا النوع من الدراسات سهّل عملية مقارنة تلك اللغات باللغات الأخرى على ضوء منهج التحليل التقابلي.
فوائده مما لاشك فيه أن اكتشاف منهج التحليل التقابلي وتأصيله وتطوير أدواته قد عاد على علم اللسانيات وعلى المتخصصين فيه بالنفع الكثير. فقد أسهم هذا المنهج في تصنيف لغات العالم المختلفة إلى عائلات لغوية متعددة وذلك من خلال دراستها دراسة تقابلية مقارنة أظهرت بوضوح قواسمها المشتركة التي سهلت عملية فرزها وإدراجها تحت عائلات مختلفة.ولعل من أهم عوامل تطور ونجاح هذا المنهج في الدراسات اللغوية المعاصرة هو الاهتمام المتزايد به من قبل مدرسي اللغات ومتعلميها. فالتحليل التقابلي قد نجح إلى حد كبير في تفسير مشلكة التداخلInterference في مجال تعلَم اللغات واكتسابها. وقد تم استعمال نتائجه وتطبيقها لتطوير مواد ومناهج وطرق تعليم اللغات الأمر الذي ساعد كثيراً في تجنب متعلمي اللغة من الوقوع في أخطاء لغوية تتعلق بتأثير اللغة الأولى على اللغة الثانية وذلك من خلال إبراز أوجه التشابه والاختلاف على المستوى الصوتي Phonetic level والمستوى الصرفي level Morphologicalوالمستوى النحوي Syntactic level والمستوى الدلاليSemantic level والمستوى الاستعمالي Pragmatic level.كما وأستفاد دارسوا علم الترجمة من منهج التحليل التقابلي فائدة كبيرة حيث وجدوا أن الإلمام بأوجه التشابه والاختلاف بين اللغة المنقول منهاSource language وتلك المنقول إليها Target language يجعل المترجم قادراً على تجنب الوقوع في إخطاء كثيرة من قبيل الترجمة الحرفية للتراكيب والصيغ والدلالات. زد على ذلك إن الإلمام بهذا النوع من التحليل يجعل المترجم قادراً على الإحاطة بجوانب النص المراد ترجمته إحاطة علمية شاملة ودقيقة لاتستوعب المستوى النحوي أو المفرداتي فحسب بل تتعاداهما إلى مستوى الخطاب ونوعه وظروفه الموضوعية.كما وقد استفاد نقاد الترجمة بشقيها الشفوية والخطية من منهج التحليل التقابلي في عملية نقد وتحليل وتقييم النصوص المنقولة من لغات أخرى. فقد مكنهم هذا المنهج من اكتشاف مواطن ضعف النصوص المترجمة واكتشاف مواطن قوتها، وسهل لهم عملية بلورة نماذج أو أنماط أو أقيسة لتقييم تلك النصوص والحكم على ترجمتها بالجودة أو الرداءة وعلى مترجميها بالكفاءة أو بعدمها.
الدكتور علي يونس الدهش: الجامعة الوطنية الأسترالية (كانبيرا - أستراليا)
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف