هويات اليهود العراقيين وفقاً لمذكرات يهود بغداديين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قدمت الجامعات العراقية دراسات ومؤلفات رصينة عن النشاط الصهيوني في العراق، ودور الطائفة اليهودية في الحياة السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية، وكان صدور كتاب الدكتور صادق حسن السوداني، (النشاط الصهيوني في العراق 1914-1952)، بطبعته الأولى عن دار الشؤون الثقافية العامة في عام 1980، والثانية في عام 1986، قد حفز العديد من الباحثين الشباب لكتابة رسائل وأطروحات جامعية عن اليهود والنشاط الصهيوني في العراق. فناقش الباحث علي عبد القادر ألعبيدي رسالته للماجستير (النشاط الصهيوني في العراق 1921-1952)، في كلية الآداب - جامعة بغداد عام 1994، وأكمل الباحث احمد عبد القادر مخلص القيسي إطروحته للدكتوراه عن (الدور الأقتصادي لليهود في العراق 1921-1952)، في كلية التربية - الجامعة المستنصرية في عام 1998. وفي عام 2003، ناقش الباحث صالح حسن عبد الله رسالته للماجستير عن (تهجير يهود العراق 1941-1952)، في كلية التربية - جامعة تكريت. إلى جانب إكمال رسائل وأطروحات جامعية ومؤلفات وبحوث ودراسات أخرى في الجامعات والمؤسسات العلمية ودور النشر العراقية الأخرى.
واصل الباحث علي عبد القادر ألعبيدي اهتمامه بحياة اليهود في العراق، ليناقش أطروحته للدكتوراه عن (مدارس الاليانس الإسرائيلي وأثرها على الطائفة اليهودية في العراق 1864-1951)، في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، في جامعة الجزائر في عام 2003.
البحث الحالي إضافة جديدة لباحثة سويسرية من جامعة جنيف، تواصل دراساتها عن اليهود في العراق، هي الباحثة الأكاديمية ألين شليبفر Aline Schlaepfer، التي تمثل جيل الشباب من الباحثين الغربيين من المهتمين بتاريخ العراق المعاصر. وتقدم هذه الباحثة رؤية تحليلية نقدية في بحثها المعنون (هويات اليهود العراقيين وفقاً لمذكرات يهود بغداديين)، قدمته للمؤتمر العلمي الثاني (للرابطة الدولية للدراسات العراقية المعاصرة International Association of the Contemporary Iraqi studies) الذي أقيم في عمان في 11-13 حزيران 2007 في جامعة فيلادلفيا بالتعاون مع (جامعة طوكيو للدراسات الأجنبية TUFS)، إذ تحاول الباحثة ألين شليبفر المقارنة بين جيلين من اليهود العراقيين، الجيل القديم من اليهود الذين مثلتهم بمذكرات كاتبين هما: أنور شاؤول و مير بصري، وجيل الشباب الذين مثلتهم بمذكرات كاتبين أيضاً هما نعيم قطان وحسقيل حداد، وهذان الجيلان اختلفا في رؤيتهما سياسياً واجتماعيا وفكرياً، وفي علاقتيهما بوطنهما العراق، ومدى تقبلهما للأفكار الصهيونية، إلى جانب رؤية هذه الشخصيات اليهودية الأربعة للوطنية العراقية وحدود ارتباطها مع الأفكار القومية التي حاولت الصهيونية العالمية ترسيخها في المجتمعات اليهودية في العالم.
ومن المفيد إن نضيف إلى هذه المقدمة بعض المعلومات عن السيرة العلمية لكاتبة هذا البحث. ولدت ألين شليبفر في سويسرا وأكملت دراستها في جنيف. درست في (كلية الآداب The Faculty of Arts) التابعة (لجامعة جنيف The univ. of Geneva)، في المدة (1998-2005). واختصاصها الدقيق هو(الحضارة العربية والإسلامية)، واختصاصها العام(الدراسات العبرية والعهد القديم). حصلت على شهادة الماجستير عام 2005، وكانت رسالتها للماجستير عبارة عن ترجمة وتعليق على قصتين قصيرتين لسمير نقاش، وهو كاتب يهودي عراقي (1938-2004)، من مجموعته القصصية القصيرة (نبوءات رجل مجنون في مدينة ملعونة)، التي صدرت في القدس في عام 1995. عاشت الباحثة ألين شليبفر في المدة (1999-2000) في الإسكندرية في مصر، إذ درست اللغة العربية في (مركز اللغة الأجنبية) في(كلية الآداب/جامعة الإسكندرية)، لزيادة معرفتها باللغة العربية. ومنذ عام 2006، تقوم هذه الباحثة بتطوير أطروحتها للدكتوراه عن الطائفة اليهودية في العراق في جامعة جنيف، بأشراف الأستاذة الدكتورة سيليفيا نيف، وهي متخصصة في تاريخ الشرق الأوسط وتطوير الفن فيه، إلى جانب اهتمامها بالدراسات العراقية المعاصرة.
إلى جانب هذه النشاطات العلمية، تعمل ألين شليبفر في تدريس اللغة والحضارة العربية في كلية الآداب في جامعة جنيف. وأخيراً، أشكر الباحثة ألين شليبفر على موافقتها بترجمة هذا البحث إلى اللغة العربية، ليفيد منه القارئ العراقي. ويسرني أيضا ان أقدم شكري وامتناني الى أستاذي العزيز، الأستاذ الدكتور صادق حسن السوداني، الذي تفضل مشكورا بقراءة مسودة الترجمة وقدم ملاحظات مهمة بشان المادة العلمية للبحث والترجمة، أفادت البحث وأظهرته بصورة أفضل. (المترجم)
ألين شليبفر: هويات اليهود العراقيين وفقاً لمذكرات يهود بغداديين يدرس البحث الحالي الطائفة اليهودية العراقية بين عشرينات وخمسينات القرن العشرين. ويبدأ بالانتداب البريطاني وينتهي بالهجرة اليهودية في بداية خمسينات القرن العشرين، عندما أصدرت الحكومة العراقية قانون إسقاط الجنسية في التاسع من آذار سنة 1950(2). نص هذا القانون " على تخويل مجلس الوزراء بتجريد أي يهودي يرغب، باختياره ورغبته، بترك العراق من جنسيته العراقية "(3). فترك مائة إلف يهودي عراقي العراق بين عامي 1950و 1951، وشهدت هذه السنة النهاية التقريبية للطائفة اليهودية بعد أكثر من إلفين وخمسمائة سنة من وجودها في العراق.
ظهرت منذ مغادرتهم للعراق العديد من الشهادات المدونة والشفهية عن تاريخ اليهود العراقيين. وفي بعض الحالات، اتخذت هذه الشهادات شكل روايات السير الذاتية. ويركز هذا البحث على المذكرات والسير الذاتية.
سوف أعرض أولا أربعة أعمال للسير الذاتية، تركز على تطور هويات المؤلفين، بالمفاهيم الوطنية والقومية. وبتقديم هذه الملاحظات سوف أبين سياق كل مؤلف لشرح الاختلافات في فهمهم للوطنية. وسأعرض حتماً انعكاس ذلك الفهم بتقديم بعض الأمثلة.
سأعرض كتابين للمذكرات باللغة العربية نشرا في إسرائيل من قبل " رابطة الأكاديميين اليهود النازحين من العراق Association for Jewish Academics from Iraq ": الأول (قصة حياتي في وادي الرافدين) لأنور شـــاؤول، والثاني (رحلة العمر من ضفاف دجلة إلى وادي التيمس) Life's journey from the Bank of the Tigris to the Valley of the Thames، لمير بصري. وكتاب ثالث للسيرة الشخصية كتبه بالفرنسية نعيم قطان بعنوان (وداعاً بابل Farewell Babylon)، والكتاب الرابع والأخير لحسقيل حداد بعنوان (ولدت في بغداد).
إن الجمهور الذي تخاطبه أعمال الكاتبين الأولين، ربما يكون مواطنين إسرائيليين يتحدثون العربية، سواء كانوا يهوداً أم فلسطينيين. والأكثر احتمالاً أن اللغة استخدمت لإلقاء ضوء ساطع على وجود لغة وثقافة عامة، متخطية للحواجز السياسية. في حين إن عمل نعيم قطان يناسب (كتابة المهجر Ecriture migrante)، ويستهدف أولا الجمهور المتحدث باللغة الفرنسية. أما هدف حسقيل حداد من الكتابة فيمكن أن يفسر جيداً بالتزامه القوي بوصفه رئيساً (للمنظمة العالمية لليهود النازحين من الدول العربية [في نيويورك]). ويهدف عمله إلى إظهار إن الطائفة اليهودية راسخة الجذور في العراق. أولاً - أنور شاؤول:
ولد أنور شاؤول في الحلة سنة 1904. وانتقلت عائلته إلى بغداد سنة 1916، فدرس في مدارس (الاليانس الإسرائيلي العالمي)، ثم درس في كلية الحقوق التي تخرج منها سنة1931. وبين السنوات 1924 و 1929، عمل محرراً ثانياً في جريدة (المصباح) وأسس مجلة أسبوعية سياسية - أدبية، (الحاصد)، التي استمرت حتى سنة 1938. والى جانب نشاطاته الصحفية، كان شاعراً وكاتب قصة قصيرة. ومن بين أعماله، مجموعة قصصية عنوانها(همسات الزمان) Time's Whispers. نشرت سنة 1956، ومجموعة قصص قصيرة عنوانها(في زحام المدينة) In the Turmoil of the City. ترك بغداد في بداية عقد السبعينات من القرن العشرين وأستقر في إسرائيل، إذ توفي في عام1984. ونشرت مذكراته، (قصة حياتي في وادي الرافدين)(4)، سنة 1980.
إن فهمه والتزامه تجاه العراق جسده على نحو دقيق في رسالته المفتوحة الى السير جلبرت كلايتون Sir Gilbert Clayton، المندوب السامي في بغداد سنة 1929. والفقرة التالية تظهر ارتباطه الواضح بالكفاح من أجل وطن مستقل. "أريد أن أتحدث إلى فخامتكم عن مطالب العراق الحقة، تلك المطالب التي نتمسك بها حباً بالحياة وحفظاً للبقاء، وعما يجيش في نفس كل عراقي من آمال كبيرة (....) وأريد أن أخبر فخامتكم "إن العراق بعرضه وطوله" ينادي بالوحدة الوطنية وأن العراق بشبابه وكهوله وشيوخه، حضراً وبدواً، يطلب الاستقلال التام الناجز (......). أريد أن أقول لك (.....) أن (الشعب العراقي) راغب في الحياة الحرة "(5).
علاوة على ذلك، يشرح أنور شاؤول في مذكراته فضائل التعليم في مدارس (الاليانس الإسرائيلي العالمي)، إذ استطاع إن ينضج كمواطن عراقي محترم ويهودي موالٍٍٍٍٍ ومتفاخر بيهوديته. (6) وفعلاً، يشير إلى مشاعره الوطنية العراقية (بالوطنية) من جانب، ويستخدم مصطلح (القومية) ليشير إلى يهوديته من جانب آخر. ونستطيع أن نكشف تعريفاً واضحاً لهذا الانتماء المزدوج في اختيار احد فصول كتابه (قصة حياتي في وادي الرافدين): "أحاسيس قوميه وحماس وطني"(7) "Nationalist Feelings and Patriotic Fervour". وفي هذا العنوان، عبر عن وعيه الوطني العراقي بمصطلح (وطني). ونستطيع إن نلاحظ إن فهمه للوطنية العراقية هو شكل من أشكال التفاني في حب الوطن Patriotism، الذي يشمل الوطن العراقي. ومن جانب آخر، فان مصطلح (قومي) يشير إلى الشعور القومي اليهودي وشكل من أشكال التضامن تجاه اليهود حول العالم، على الرغم من عدم ارتباطه بأي شكل من أشكال الصهيونية. مع ذلك، ووفقاً لرؤيته، فأن الأمة العراقية تنتمي إلى جميع المواطنين بصرف النظر عن الدين، وكما يقولون "فالدين لله، والوطن للجميع"(8).
وبصفته شاعراً، عبر أنور شاؤول عن ولائه للعراق في عدة مناسبات. فأستخدم اسماً مستعاراً هو (ابن السمو أل) عندما كان يعمل في جريدة (المصباح). وابن السموأل، هو ابن السموأل بن عدي، شاعر عربي يهودي الديانة، شاهد أبنه يقتل، على يد الأمير الغساني، بعد أن رفض تسليم درع ضيفه، امرؤ ألقيس، وفقاً للتراث العربي في الوفاء. أستخدم هذه الشخصية ليكتب قصيدة: "الدين والوطنية، أو يهودي في ظل الإسلام"(9)، قال فيها:
إن كنت من موسى قبست عقيدتي
فأنا المقيم بظل دين محمد(.....)
سأظل ذياك السمو أل في الوفاء
أسعدت في بغداد أم لم أسعد(10) ثانياً مير بصري:
المؤلف الثاني الذي يكتب بالعربية هو مير بصري. ولد سنة1911 في بغداد، في محلة(تحت التكية). ودرس أيضاً في مدارس (الاليانس الإسرائيلي العالمي)، وبدأ العمل في وزارة الشؤون الخارجية سنة1928. وعمل بعد ذلك في (غرفة التجارة) بين 1938 و1945، إذ تولى إصدار جريدة مالية. كتب العديد من المؤلفات والمقالات عن اقتصاد العراق والشرق الأوسط، ومن بينها (مباحث في الاقتصاد العراقي) (1948). وكان أيضاً شاعراً وكاتب قصة قصيرة. وهو مؤلف (رجال وظلال)(1955) و(نفوس ظامئة)(1966). وعلى نحو مشابه لأنور شاؤول، ترك العراق في بداية عقد السبعينات من القرن الماضي واستقر في لندن، إذ توفي هناك سنة 2006. وتعبيراً عن هويته الوطنية العراقية، يستخدم مير بصري مصطلح (قومي) في كتابة (رحلة العمر، من ضفاف دجلة إلى وادي التيمس). (11) ويسترجع حديثه العام في الإذاعة في 15 تشرين الثاني 1943. في هذا الحديث، عبر عن فهمه الشخصي للقومية:
"قلت في (الحديث) إن الشعور القومــــــي يعمر القلوب
بالعزم والايمان ويسدد النفوس إلى غاية ســــــامية رفيعة.
وهو الشعور بالفكرة العربية التي حملـــت إلى العــــالم
والإنسانية في العصور الخالية رسالة الخير والمدنية والسعادة"(12)
ووفقاً لذلك، فأن رؤيته للقومية أكثر شمولاً. إنها القومية العربية التي تشمل الحضارة العربية عموماً. وفيما يخص هويته اليهودية، يعبر عن شكل من التضامن، وعلى نحو خاص تجاه اليهود الأوربيين خلال الحرب العالمية الثانية، لكنه لم يذكر أي شعور قومي يهودي على أساس كلمة (قومي).
وبمفاهيم العلمانية، يشترك مير بصري مع شاؤول في نظرته إلى مكانة الدين في بناء وطنٍ مشترك. ففي الكلمة التأبينية التي القاها بوفاة المار جوزيف عمانوئيل، البطريرك المائة وتسعة للكاثوليك الكلدان في بابل، أشار بصري:
" الإنسانية فوق الطوائف والأديان (....). لقد علم الفقيد حقــاً
أن الدين لله والوطن للجميع، وان وظيفة رجل الدين المحبــــة
والوئام، فدعا إلى التقارب والتآلف والتوادّ، شعوراً منه بأن الوطن
لا ينهض ولا يرقى معارج الفلاح حتى تكون مللـــه وجماعاته
على اختلاف منازعها ومشاربها يداً واحدة وقلباً واحــــداً في
التفاني في سبيل المجموع والعمل لخير الجميــــــع". (13)
تركز كفاح مير بصري وأنور شاؤول على تأكيد ولاء اليهود نحو العراق، بإظهار مشاعرهما الوطنية العراقية والإصرار على الدور الثانوي للدين في بناء الهوية الوطنية العراقية المشتركة. ووفقاً لذلك، فأن اليهودية، من وجهة نظرهما، تتحدد بالمسائل الدينية ولا تتدخل في مشروعهما الوطني.
ويمكن القول إن الكاتبين قد عاشا ما أشيع تسميته " بالعصر الذهبي " للطائفة اليهودية في العراق. ويشار إلى هذه الحقبة " بالعصر الذهبي " لعدة أسباب:
1-بداية الانتداب البريطاني في أوائل عقد العشرينات من القرن العشرين, وقد منحت الأقليات غير المسلمة مزيداً من الحماية. وترقى العديد من اليهود في مجال المصارف والتجارة.
2-بدأت بعد ذلك الحقبة الملكية، بوصول فيصل الأول إلى العرش سنة 1921. وخلال عهده، أصرَّ على التسامح الديني على نحو خاص تجاه الذميين.
3-وأخيراً، كافحوا للحصول على الاستقلال، الذي تحقق سنة 1932. وكانت هذه الحقبة سنوات للمجد من وجهة نظر هذين الكاتبين.
وفيما يتعلق بالكتاب الشباب، نعيم قطان وحسقيل حداد، برز شكل من الوعي القومي على نحو واضح في مذكراتهم. إلا أنه ظهر بمدى معين في كلا الحالتين، مشاعر وطنية حلت محلها على نحو تام مجالات أخرى وفي وقت مبكر. ثالثاً نعيم قطان:
ولد نعيم قطان في بغداد سنة 1928 في محلة البتاوين. واصل دراسته باللغة الفرنسية في مدرسة (الأليانس الإسرائيلي العالمي)، ويعيش ألآن في مونتريال في كندا. كتب عدة روايات ومسرحيات، من بينها(الواقع والمسرح)Le Reacute;el et le Theacute;acirc;tral المنشورة سنة1970 و(في الصحراء) Dans le deacute;sertالمنشورة سنة1974. في سيرته الذاتية (وداعاً بابل)(14) Adieu Babylone، عبر عن فخره الوطني العربي بوصفه شاباً. الا إن هذا الإحساس اخذ حالاً شكل نوع من الريبة نحو الغرب، وعلى نحو خاص فرنسا:
"ارض الانتخابات التي أشبعت جميع رغباتنا، وسدت
عطش المحرومين التي استجابت لنفاذ صبري للتغني
برحلتي في هذه الأرض، أُسطورة الحرية الأخيرة، التي
فتحت أبوابها وذراعها لتلك الشفاه لتتذوق نبيذ الغرب
والإحساس بنشوته"(15).
وعلى نحو مغاير للكاتبين السابقين، استرجع نعيم قطان شعوراً بكونه موزعاً بين ولائين، العراقية واليهودية.
" فهل نحن جميعاً حاملين للجراثيم نفسها؟ فالمسلمون أيضاً لهم مبرراتهم للارتياب بنا. وهل نحن حلفاء محتملين ومشكوك فيهم للعدو، بحيث نكون أولئك الذين الى جانب العمال، والذين تحالفوا مع القوميين ليحلموا بيوم مشرق، بدون سبب واضح، ليديروا ظهرهم لأصدقائهم وإخوانهم من المناضلين الذين اختفوا دون إن يتركوا آثاراً؟". (16)
ترك نعيم قطان العراق فعلياً سنة 1949 بعد حصوله على زمالة دراسية من الحكومة الفرنسية ولم يرجع أبداً. هذه المغادرة المبكرة والحاسمة تظهر إن الاندماج مع الغرب كان أقوى من إيمانه بوطنيته العراقية. مع ذلك لم يقرر أبداً إن يقيم في إسرائيل. رابعاً حسقيل حداد:
ولد حسقيل حداد في بغداد سنة 1930، في محلة (قمبر علي). درس الطب بين عامي 1945 و1950، عندما ترك العراق، بالهروب عبر إيران لكي يصل إلى إسرائيل. ويعيش اليوم في الولايات المتحدة وهو رئيس " منظمة اليهود من البلدان العربية في الولايات المتحدة".
Organization for Jews from Arab Countries in the United States
إلى جانب اشتراكه في " لجنة إنقاذ وإعادة توطين اليهود العراقيين "
Committee of the Rescue and Resettlement of the Iraqi Jews
منذ سنة 2003.
في مذكراته (ولدت في بغداد) (17) Born in Baghdad، يصف حسقيل حداد نفسه بأنه كان طفلاً متجاوزاً للقومية، كرّس نشاطه تماماً للأمة العراقية. مع ذلك، أختفي هذا الشعور في وقت مبكر جداً من طفولته وحلت محله هوية يهودية قوية جداً.
وعلى أثر أحداث الشغب في بغداد في بداية حزيران سنة 1941 وخلال الأيام التالية، سلبت خلالها مساكن اليهود وحوانيتهم أساساً، وقتل وجرح عدة مئات من اليهود ويشار إلى أحداث الشغب هذه باسم (الفرهود)Farhud. ففي خريف سنة 1941، وبعد بضعة أشهر من الفرهود، الذي قتل خلاله أبن عمه، أعلن حسقيل حداد إلى أحد طلاب صفه:
"انه اليوم الأخير الذي سوف أتحدث فيه معك كعراقي، فمن الآن فصاعداً سأتحدث إليك كيهودي يتحدث إلى آخر"(18).
وفي مرحلة لاحقة، تورط في النشاط الصهيوني السري في العراق في بداية عقد الأربعينات، عندما وصلت البعثات الصهيونية الأولى الى العراق من عدة بلدان أوربية. ويشرح حداد تأثير ثيودور هرتزل Theodore Herzl على هويته القومية اليهودية:
" انه مثلي، كان مواطناً متجاوزاً لحدود المواطنة [.... ]. في يوم وفاة ابن عمي، أيقنت إن الشر موجود. وكانت محاكمة درايفوس في فرنسا بالنسبة لهر تزل قد أجبرته لأن يقبل الحقائق المرة [.... ] وأنا واجهت دليلاً متأخراً أن اليهود كانوا مكروهين لمجرد كونهم يهوداً [.... ]، لذلك يجب أن يكون لليهود دولتهم الخاصة بهم [.... ]، بمعنى إنني أصبحت صهيونياً " (19).
وبعد تورطه بعدة نشاطات صهيونية، أصبح مطارداً من قبل (مديرية التحقيقات الجنائية)، وهذا يفسر قراره ترك العراق نهاية أيار 1950. وهكذا، فأن شعوره الوطني العراقي قد تغير تماماً لصالح الصهيونية.
عاش الكاتبان، نعيم قطان وحسقيل حداد، في أوضاع مختلفة تماماً عن "العصر الذهبي " لأنور شاؤول ومير بصري. وأثرت في هذه الأوضاع عدة مؤثرات ":
1-أدى الفرهود إلى توقف تطور الهويات الفردية لليهود. فمن وجهة نظر الكاتبين بعمر إحدى عشرة وثلاث عشرة سنة، كان الفرهود قد سبب جرحاً عميقاً وانعداماً للثقة بين اليهود والمسلمين.
2-كان العامل الجوهري الآخر ظهور بنية تحتية صهيونية أوربية قوية، في بداية عقد الأربعينات من القرن الماضي، ومارست هذه البعثات تأثيراً كبيراً، وعلى نحو خاص على جيل الشباب. وأخذ هذا التأثير شكلين:
أ- تأثير مباشر، كما في مذكرات حسقيل حداد، فدرست هذه البعثات تاريخ الصهيونية والعبرية، واتبع اليهود العراقيين من جيل الشباب هذا التعليم وانتهوا في الغالب بالهرب من العراق إلى إسرائيل.
ب- تأثير غير مباشر. فلا يمكن إهمال الصورة والرمز الغربيين اللذين نقلتهما البعثات الصهيونية إلى الشباب اليهودي العراقي، حتى لأولئك الذين لم يكن لهم ارتباط مع الحركة الصهيونية السرية. ونجد في الروايات اليهودية وصفاً لهؤلاء الناس وملابسهم ومظهرهم. فسبب حضورهم نوعاً من الانبهار.وعلى نحو مغاير للكتاب الأوائل، عاش الشباب حقبة من الخوف وعدم الثقة. فمالوا للنظر إلى الخيارات الأخرى واتجهوا إلى القيم الأخرى. ففي حالة نعيم قطان، كان الخيار الثقافة الفرنسية، وبالنسبة لحسقيل حداد كان الخيار الصهيونية. هذه الظاهرة شجعت العديد من اليهود العراقيين إلى ترك البلاد والاتجاه إلى إسرائيل، وأوربا، والولايات المتحدة أو كندا.
في هذه الظروف المختلفة، توقعنا ان نجد آراء معارضة تماماً، وفقاً لجيل الكاتب. فمن جهة، إن كتاب أمثال أنور شاؤول ومير بصري أصروا على الانسجام والتعاون بين الطوائف الدينية المتنوعة وقللوا آثار الأحداث الخطيرة مثل الفرهود. ومن جانب آخر، فأن نعيم قطان وحسقيل حداد أكدوا علاقة الشك المتبادل بين المسلمين واليهود وأصروا على التفرقة والاضطهاد لليهود. وشددوا على أهمية أسباب الفرهود ونتائجه.
وكمثال واقعي، نستطيع أن نلاحظ أن عدد اليهود الذين قتلوا خلال يومي الفرهود يختلف طبقاً للروايات. فمن جهة، يتحدث مير بصري وأنور شاؤول عن مائتي يهودي قتلوا أثناء الفرهود. ومن جهة أخرى، يتحدث حسقيل حداد عن تسعمائة يهودي قتلوا في الفرهود. (20) وعلى الرغم انه من الصعب إعطاء إجابة دقيقة للسؤال عن عدد اليهود الذين قتلوا خلال الفرهود، فأن الرواية التي يقدمها حسقيل حداد مبالغ فيها على نحو واضح، في حين ان روايات مير بصري وأنور شاؤول تبدو أكثر اقتراباً من الواقع. أما نعيم قطان فعلى الرغم من انه لم يقدم رقماً دقيقاً للقتلى، فأنه كتب:
" أعلن كبير الحاخامات الحٍدَاد: فقد خسرت الطائفة ثلاثمائة من أفرادها. وأستنكر ذلك بصوت عالِ. وكان تقليل عدد الضحايا إلى ثلاثمائة! بتواطىء من الحكومة، وهذا ما كان". (21)
علاوة على ذلك، فأن الفهم المتبادل بين الأجيال يمكن أن يؤخذ بالحسبان أيضاً لتصوير الاختلاف بين هذه الأجيال. فمن جهة، كان أنور شاؤول ومير بصري مُدرٍكان جيداً للاختلاف بين جيلهم وجيل الشباب. فعلى سبيل المثال، لاحظ مير بصري إن رد فعل اليهود الشباب تجاه الفر هود كان مختلفاً عن جيلهم:
" وكان لهذه المأساة أثرها العميق في كل اليهود في العراق، فهلعت قلوب وانكمشت نفوس. أما شباب اليهود فقد ازداد نشاطهم وسعيهم للتخلص مما هم فيه، بعد أن ضاقوا ذرعاً بما حدث في الماضي وما باتوا يتوقعون حدوثه في المستقبل وراحوا يخططون للهرب بشتى الطرق إلى خارج العراق، والموعد: أرض إسرائيل... " (22).
إلى جانب ذلك، أشار بصري إلى حقيقة ان العديد من شباب اليهود حملوا السلاح لحماية الطائفة في حالة الطوارئ، فيما لو حدث " فرهود " جديد. وعلى نحو مغاير لهذا الجدال، لامَّ كتاب جيل الشباب، مثل نعيم قطان وحسقيل حداد، أبناء دينهم من الجيل الأكبر سناً لجهلهم المزعوم وجبنهم في مواجهة الخطر المحتمل. حتى إن حسقيل حداد استخدم تعبير (مشلول) لوصف موقفهم. ويشرح رؤيته قائلاً:
" كانت لديّ أسئلة بلا إجابات [.... ]، وخاصة ما يتعلق بالعلاقة بين العرب واليهود. وأدت الاختلافات في الغالب إلى عدم الاتفاق، إلا أن غالبية اليهود الراشدين لم يرغبوا بمناقشة الموضوع، وحتى لو فعلوا ذلك، فأنهم نظروا حولهم أولاً لمعرفة أولئك الذين يسمعونهم، وطالما إنهم لم يستطيعوا أن يتحدثوا على نحو علني في بلدهم [.... ] فأنني لم أخطط لأكون (ذمياً). وفي يوم ما سأتخذ موقفاً وأقاتل. وحتى يأتي ذلك اليوم، يجب ان ننظم جيشاً، غير منظور لكل من العرب واليهود من الجيل الأكبر سناً". (23)
حاولت، في هذا البحث، أن أظهر بعض جوانب التناقض بين الأفراد داخل الطائفة اليهودية. واستندت الاعتبارات على الفهم الفردي لهؤلاء الكتاب للوطن، والاختلاف بين جيلين قريبين لبعضهما. فقد التزم كل من مير بصري وأنور شاؤول بعمق بالكفاح من أجل الاستقلال الوطني وعبروا عن حماس وطني كبير، بينما فصل كل من نعيم قطان وحسقيل حداد نفسيهما تدريجياً من أي تعبير وطني.
الهوامش والتعليقات: 1- Aline Schlaepfer , " Iraqi Jewish Identities: Baghdadi Memoirs " , Second Conference of IACIS, Amman- Jordan, June, 11-13, 2007, pp. 1-9.
2- يشار إلى هذا القانون باللغة العربية (قانون إسقاط الجنسية).
3- القانون رقم 11 لسنة 1950 (إلحاقا بقانون إسقاط الجنسية، القانون رقم 62 لسنة 1933)، الذي صادق عليه مجلس النواب في الثاني من آذار سنة 1950، ومجلس الأعيان في الرابع من آذار سنة 1950. القانون محفوظ في (دائرة السجلات العامة) PRO في لندن (F. O 371/82478). ونشره عباس شبلاق في كتابه:
Abbas Shiblak, Iraqi Jews, A History of Mass Exodus, London, Saqi , 2005, (1st publication , 1986), pp. 131-132, Appendix I.
عرضت لائحة إسقاط الجنسية مادة اثر مادة على التصويت، فقبلت وصدرت كقانون برقم (1) لسنة 1950 في السادس من آذار من العام ذاته، وتحت عنوان (قانون ذيل مرسوم إسقاط الجنسية العراقية رقم (62) لسنة 1933). وجاء في الأسباب الموجبة له: "لوحظ ان بعض اليهود العراقيين اخذوا يتذرعون بكل الوسائل غير المشروعة لترك العراق نهائيا، كما ان البعض الأخر غادر العراق بصورة غير مشروعة، ومن حيث ان وجود رعايا من هذا القبيل مرغمين على البقاء في البلاد، ومكرهين على الاحتفاظ بالجنسية العراقية، مما يؤدي الى نتائج لها تأثير على الأمن العام، والى خلق مشاكل اجتماعية واقتصادية، فقد وجد ان لا مندوحة من عدم الحيلولة دون رغبة هؤلاء في مغادرة العراق نهائيا وإسقاط الجنسية العراقية عنهم. وقد سنت هذه اللائحة لتامين هذه الغاية". ونصت أهم مواد القانون على: - المادة الا ولى: لمجلس الوزراء ان يقرر إسقاط الجنسية العراقية عن اليهودي العراقي الذي يرغب باختيار منه ترك العراق نهائيا بعد توقيعه على استمارة خاصة امام الموظف الذي يعينه وزير الداخلية. أنظر: وزارة العدلية، مجموعة القوانين والأنظمة لسنة 1950، بغداد، مطبعة الحكومة، 1951، ص201 ؛ الوقائع العراقية العدد 2816 في 9/3/1950؛ صالح حسن عبد الله، تهجير يهود العراق 1941 -1952، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة تكريت، كلية التربية، 2003، ص ص 198 - 199. ومن الجدير بالإشارة ان كتاب عباس شبلاق قد ترجم الى العربية مؤخرا. انظر:عباس شبلاق، هجرة يهود العراق الظروف والتأثيرات، ترجمة: مصطفى نعمان أحمد، بغداد، دار المرتضى، 2008. (الاشارة الأخيرة لترجمة كتاب شبلاق للمترجم).
4- أنور شاؤل، قصة حياتي في وادي الرافدين، القدس، منشورات رابطة الجامعين اليهود النازحين من العراق، 1980. وتقيد المترجم بكتابة شاؤول بطريقتين (شاؤول، شاؤل)، وفقا للرسم الصحيح وما كتب في الكتاب المنشور بالعربية. (المترجم)
5- أنور شاؤول، ص 169-170.
6- " فاستطعت أن أنشأ مواطناً عراقياً صالحاً ويهودياً أميناً على يهوديته معتداً بها (...) ". أنور شاؤل، ص56.
7- "أحاسيس قومية وحماس وطني"، أنور شاؤل، ص57.
8- " الدين لله والوطن للجميع "، أنور شاؤل، ص223.
9- " الدين والوطنية أو يهودي في ظل الإسلام "، أنور شاؤل، ص331.
10- أنور شاؤل، ص331.
11- مير بصري، رحلة العمر من ضفاف دجلة إلى وادي التيمس، ذكريات وخواطر، القدس، منشورات رابطة الجامعيين اليهود النازحين من العراق، 1991.
12- مير بصري، المصدر السابق، ص44.
13- المصدر نفسه، ص 87.
14- Naim Kattan, Farewell Babylon, Translated from French by Sheila Dishman , Toronto, McClelland and Stewart, 1976.
الأقتبسات اعتمدت على الطبعة الفرنسية:
Naim Kattan, Adieu Babylone, Meacute;moires d'un Juif d'Irak, Paris, Editions Albin Michel, 2003.
ترجم كتاب نعيم قطان، كما أشارت الباحثة في رسالة أرسلتها إلى المترجم في الثالث عشر من كانون الأول 2007، إلى العربية، ترجمه آدم فتحي ونشره خالد المعالي في ألمانيا ضمن منشورات الجمل في عام 2000. إلا أن البحث الحالي اعتمد على الطبعة الفرنسية.
15- Naim Kattan, Op. Cit. , P. 175.
16- Ibid. ,P. 258.
17- Heskel Hadad, M. , Born in Baghdad, Lincoln, Authers choice press, 2004.
18- Ibid. , P. 66.
19- Ibid. , P. 108.
20- قدرت (لجنة التحقيق الرسمية) عدد اليهود الذين قتلوا بمائة وعشرة، وقدرها رئيس الطائفة اليهودية بمائة وثلاثين [وهو اقربها الى الصواب]. أنظر:
Abbas Shiblak, Op. Cit. ,P. 71.
21- Naim Kattan, Op. Cit. , PP. Cit. ,P45.
22- أنور شاؤل، المصدر السابق، ص259.
23- Heskel Haddad, Op. Cit. ,PP. 16 and 63. المترجم: جامعة جنيف قسم التاريخ - كلية الآداب - جامعة بغداد
التعليقات
موضوع رائع
عراااقي في دبي -معلومات رائعه وحقيقيه عن بغداد القديمه وعن اخواننا اليهود العراقيين , فعلا الفرهود عمل سيء وانا ما ازال لليوم اسمع الناس يقولون بلهجتنا البغداديه " شنو قابل فرهود يهوووووود ؟ " وهذه الجملة تؤكد عدم رضا الضمير البغدادي لماحصل والتذكير به, تحياتي ليهود العراق وانشالله ترجعون لبلدكم الاول وتساهمون في اعادة اعماره , لاخير في الدين ان كان يدعوا للتطرف
عراقيين هم
ابو عراق -ان يهود العراق هم اصلاء او عراقيين اصلاء ولكن الافكار القومية التي ظهرت في الفترة مابين 1941 ومالتلها كان له الاثر في ترك اليهود للعراق علما ان يهود العراق هم اكثر الناس تعلقا بوطنهم العراق ويتمنون لو يرجعون اليه ،ان اظطهاد الاقليات مشكلة في العراق فسابقاً اليهود واليوم الايزدية والمسيحية والصابئة فقد قل عددهم جدا واضطرو لترك العراق ، ان اليهود كان لهم الدور في بناء الاقتصاد العراقي القوي وكما ان لهم مراكز ومعابد مقدسة لهم في العراق مثل الكفل ويوجد محلات باسمه مثل عكد اليهود في البصرة ومحلة اليهود في الموصل وماشابه تحياتي لايلاف على هذا الموضوع الجميل وتحياتنا لكل يهودي عراقي يحب العراق
انهم في القلب
بغدادي -رجاء نريد نبذه عن حياة وزير الماليه العراقي اليهودي في زمن الملكيه (ساسون حسقيل).هذا الشريف الذي كان حريصا على كل فلس في الخزينه.وكذلك نبذه عن طبيب القلب اليهودي العراقي (داود كبايه)الذي كان يفتح عيادته كل يوم اربعاء مجانا لفقراء العراق ويعطيهم الدواء مجانا قبل خمسين عام.وكذلك نبذه عن الطبيب العراقي اليهودي الماهر(جاكي عبود)واين اصبحوا اليوم هل هم احياء ام رحلوا الى جوار ربهم.يرجى التوضيح للافاده
ايهما أولى
علي محمد ال ربح -بدل هذه الدراسات لهويات يهود العراق, أتمنى من المثقفيين والأكاديمييم العرب أن يدرسونا نحن العرب, لأني أعتقد أن العرب سينقرضو في غضون 500 عام على الأكثر اذا لم يجدو حلا لهذه الدول القطرية للتي تفرق أبناء الشعب الواحد والتاريخ الواحد والجغرافية الواحد. أعتقد أنه اذا ظل الحال كما هو عليه, أي ان هناك حدود سياسية تفرق بيننا, سينتج عن ذللك تفكك اللغة العربية اللتي هي مفككة اصلاً و ستصبح اللغة العربية مثل اللغة اللاتينية اللتي تقسمت الى اللغات الرومانسية الاوروبية. يعني يمكن أن تنبثق (لغة مغربية) ثم (لغة مصرية) واذا ظل بعض أهل لبنان الانفصاليين الانعزالين عن باقي العرب على ما هم عليه, سيكوننون لغة جديدة اسمها (عرفريزي) أي عربي و فرنسي و انجليزي مجتمعين. والله احياناً احس اني أريد أن أتقيء عندما أسمع بعض من هؤلاء, اللغة العربية لم تعد لغة قومية عندهم, فتراهم يمزجون بينها وبين باقي اللغات في مشهد درامي لم تعتد عليه حتى أعظم الشعوب (المتمقرطة) في العالم. فرجاء يا أيها السياسيين والمثقفين العرب ادرسوا هذا الأمر بجدية.
ياريحة أهلنا
إنليل البابلي -تحية طيبة ابعثها إلى كل اليهود العراقيين الاصلاء، وادعوهم إلى عدم نسيان بلدهم الام العراق لانه العراق هو اصلهم ومنبعهم، لانه الطغمة القومية البعثية هي التي اصابتكم واصابتنا جميعا بنيرانها اتمنى ان يرجع تواصلكم مع جميع العراقيين لانه كل العراقيين مقتنعين تماما بأنه هجرتكم من العراق كانت ما هي الا مؤامرة عربية اجنبيةتحية طيبة وارجو تواصلكم معي دوما
عراقيون
سلام -المسلمون العراقيون وغيرهم يذكرون اخوانهم اليهود العراقيين بالخير دائما من خلال الناس الذين عايشوهم لانهم كانوا يحبون وطنهم العراق قبل انتمائهم الديني وكانوا مخلصين ومجدين في عملهم الذي يخلوا من الغش وحسن تعاملهم التجاري وقناعتهم باقل ربح وصفاتهم الاخلاقية المثالية الخالية من العدوانية اضافة الى مقاومتهم الحركة الصهيونية من خلال تاسيسهم منظمة مكافحة الصهيونية واسهامهم في الاحزاب اليسارية التقدمية ومساهمتهم الفاعلة في نهوض الاقتصاد العراقي لكفائتهم في هذا المجال ولكن الظروف كانت اكبر من قدراتهم حيث تعرضوا الى هجمة شرسة صاحبتها اعمال قتل وتهجير ونهب ممتلكات في الاربعينات عندما حدث انقلاب قاده عسكريون موالون لالمانيا الفاشية حيث قلدوا ممارسات المانيا الفاشية باضطهادها لليهود مما اضطر كثير من ابناء الديانة اليهودية الى ترك العراق والهجرة اما للدول الاوروبية او الى فلسطين وهذه الممارسات من قبل الانقلابيين قد خدمت بشكل كبير الحركة الصهيونية من خلال دفع اليهود العراقيين للهجرة الى اسرائيل وبالناحية الاخرى قد اضرت بوحدة الشعب العراقي عندما ميزت مواطنيه على اساس ديني اضافة للاضرا بالاقتصاد العراقي عندما هاجرت معظم الخبرات الاقتصادية من البلد
الحرية والديموقراطية
كمال -الحرية والديموقراطية عبارتان يتباهى به جميع الحكام ويطالب به جميع الشعوب والطوائف مدى التأريخ لكن عند التطبيق مفقود في اكثرية الدول الاسيوية والافريقية وامريكا اللاتينية.لو كانت الحرية والديموقراطية متوفرتان ولحد الان لما رحل او هجر قسرا مئات الالوف من العوائل اليهودية وآلان يبلغ تعداد اليهود العراقيين قرابة 450,000 يهودي واغلبهم يحنون للعودة الى ارض الوطن ولماذا لانسمح لهم بالعودة واعادة اموالهم المحجوزة لهم وتوفير جميع الفرص المناسبة للعيش في وطنهم من دون ضغط او اكراه سيتقدم البلد في فترة قياسية لكن علينا التخلي عن مبدأ اقتل اقتل اذبح اذبح احرق احرق بالبحر بالبحر ان تلك الشعارات لم تجلب للامة العربية والاسلامية سوى التخلف والدمار ابدلو الشعار ابني ابني عمر عمر ازرع ازرع اصنع اصنع العلم العلم المحبة المحبة التآخي ألتآخي. الدين لله والوطن للجميع وكل من يجابه ربه بما عمل سواء كتابه بيمينه او شماله وباب الجنة والجحيم مفتوح على مصراعيه لمن يتقررارساله اليها .شكرا للايلاف لتفضله بنشر التعليق.
لا يعودون احسن
شحلوول -نحن لسنا مؤهلين بدعوة احد للعودة للعراق، لان جوامعنا يوم الجمعة تبث السموم عبر المايكروفونات ولا تظهر الاغلبية المسلمة س/ش اي تسامح مع الغير وابسط ماعندنا هو قول الكلمات التالية "كفار، معضوب عليلهم، خنازير وجهنم وبئس مصير" وغيرها من الكلمات المخيفة والمشؤومة. الى اخواني اليهود: لاتعودو للعراق لان من الممكن ان تتم تصفيتكم بساعة واحدة بعد صلاة اول جمعة بعد رجوعكم، ونحن العراقيين معروفين ومشهورين باسلوب (( الوليه)) يعني احنا نشتغل على مبدئ عشرة ضد واحد، ونحب الغنائم والحلويات والفلوس واغتصاب الاطفال. ارجو من ايلاف النشر لان هذه شيمنا...
مدينه كركوك واليهود
عبد السلام محمد -أتذكرجيدا" عندما كنت طفلا"كان المرحوم جدي يسردلنا معانات اليهود عندنا في مدينة كركوك وكيف تركوا منازلهم التي مازال اثاره موجوده لحد الأن وذلك جراء ظلم الحكومات العراقيه والناس السذج حين ذاك حتى وصلت الى التنكيل بابصت حقوقهم الأنسانيه،ولا يزال اعرف اناس محترمين جدا" في منطقتي اصلهم من اليهود وتحولوا الى الأسلام قديما" خوفا"من الظلم
Culture & Mentality
Rizgar Khoshnaw -Lucky Jews they escaped with a few hundred casualties, just look how Mr. Maliky deal with Chistian ,Kurds , Genocide of Christian is going on ,ubfortunately Mr. Maliky can not Genocide Kurds now , the dark future waiting Kurds too, Arab culture & mentality , never ever accept others ..
انت رائع عزيزي محمود
الدكتور علي العبيدي -عزيزي محمود كما عرفتك دائما انت رائع في عملك. ولم يعجبني العمل بحد ذاته بقدر ما اعجبني اتقانك ومقدرتك على نقل المقال من لغته الام الى اللغة العربية. لانني ارى بان الباحث لم تكن موقفة في اعطاء البعد الحقيقي للموضوع بقدر اجتهادك انت في نقله للعربية . اريد اكثر تطورا في المستقبل تقبل مني كل الود يا صديقي العزيز . واختم قولي لمن علقوا على الموضوع تذكروا باننا نعمل كمؤرخيين بمهنية وعلمية وغير مهم هذا يهود ام غير يهود لاننا علينا ان نتذكر بان اليهود العرب كجزء من التاريخ العربي