ثقافات

رحيل سيدة الشعر الايراني طاهرة صفارزادة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد الأمين من لاهاي: مع رحيل الشاعرة الايرانية طاهرة صفازادة يوم أمس الأول في العاصمة طهران، يكون الوسط الثقافي الايراني قد خسر اسما لامعا أثرى المشهد الشعري بدواوين شعرية وكتب نقدية وترجمات من والى اللغة الانجليزية.
ولدت الشاعرة والكاتبة والباحثة والمترجمة صفار زاده في مدينة سيرجان بمحافظة كرمان، جنوب شرق ايران، وحصلت على شهادة الليسانس في اللغة والادب الانجليزي، تابعت دراستها العليا في الولايات المتحدة.
انتخبت منظمة اتحاد كتاب آسيا وافريقيا في مارس/آذار 2006 في اليوم العالمي للمرأة، طاهرة صفار زادة كشاعرة ومفكرة نموذجية.
الاحتجاج بصيغة الأمل هو الطابع الذي ميز قصائد صفارزادة في مناخ انعدام الحرية الفكرية والتعبير عن الرأي ا الذي عانت منه النخبة الثقافية الايرانية منذ الاطاحة بحكومة الدكتور محمد مصدق عام 1953 والى عام 1979 حيث انتصار الثورة الايرانية، في هذا المقطع الزمني قدمت صفارزادة اسهاما شعريا غير منتم لتيار االهزيمة والاحباط واليأس الاجتماعي الذي مثله شعراي كبار أمثال أحمد شاملو ونصرت رحماني، ومنقطع الصلة بشعراء الواقعية الاشتراكية الذين تماهوا في يوتوبيا الاديولوجيا الماركسية. فبعد مجموعة من الاصدارات الشعرية المتأثرة بالشعر الكلاسيكي وبقصائد شعراء معاصرين كان التشاؤم الميتافيزيقي الثيمة المحورية في منجزهم، قدمت صفارزاده في مجموعتيها الشعريتين "مبايعة اليقظة" و"الرجال المائلون" قصائد نثر متفائلة، وضعت فيها حدا لاحتكار ثيمتي الأمل والعدالة من قبل شعراء الواقعية الاشتراكية وراهنت على التصور الذاتي والاعتقاد الديني المستحصل من غربال الوعي
" أنا وأنت في هذا الفجر البارد
أنا وأنت في هذا الفجر المتخم
ماذا نفعل ببذور تواقة للغد
ببذور منذورة للعواصف
لمن ستهب بذورا حصدناها بيد الأمل، حين يحن الرحيل؟"
في قصائد صفارزادة يحتل القول أهمية بالغة، قول غير مرتكز على الصورة الشعرية ولا على الاسطورة، ففي تنظيراتها النقدية الهامة التي ينظر اليها الباحثون على اعتبارها أكثر أهمية من منجزها الشعري، تعتقد صفارزادة أن عنصري الصورة الشعرية والاسطورة يعرقلان الاستيعاب الذاتي للمفهوم والحادثة على حد سواء، كما عارضت على الدوام تيارا شعريا استجاب لدرامية الواقع ونقلها الى صلب القصيدة، ليست اليوتوبيا ارجاء للهزيمة، ولا تعويضا لسوداوية الواقع، بقدر ما هي حادث في الطريق يتطلب انتظارا فاعلا:
أنتظركِ دون أن أكون خاملة
أنتظركِ ودائما أسير نحوكِ
أنتظركِ ودائما أجابه المستحيل من أجلك.

أصدرت صفارزادة المجاميع الشعرية التالية:
طنين في المصب، السد والسواعد، الحركة والأسماء، ملاقاة الفجر، مبايعة اليقظة، الرجال المائلون.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رحمها الله
هلا منصور -

رحمها الله .

يرحمها الله
ali -

يرحمها الله و احسنت اخي محمد الامين

شاعرة حقيقية
شيماء عبد الحسين -

الله يرحمها ، كانت شاعرة حقيقية ، قيب انتصار الايرانيين على الشاه عام 1979 مدحت السيد الخميني وبعد الثورة تفرغت للنشاط الاكاديمي ، يعني كانت صادقة بمواقفها من رجال الدين الثوريين ، اما ادونيس الشاعر العربي فهو متقلب ، مدح الثورة والسيد الخميني ثم غير موقفه 180 درجة ، ثم سافر الى طهران قبل 3 سنوات من جديد ، التقى بشعراء ايرانيين قوميين قالوا عنه انه محط اهتمامنا لانه مؤيد ومروج للفكر الغربي ولن نقبل به عربيا الى يوم الدين ، صفارزادة شاعرة حقيقية، الشعر دفعها لمناصرة الفكر الديني الثوري ، اما ادونيس ففي يوم هو وثني وفي يوم اخر هو مسلم وفي يوم اخر هو حداثوي وفي بعض الاحيان هو مع الاصوليين ضد العلمانية وهلم جرا