ثقافات

من هم اليهود؟ وما هي اليهودية؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أسئلة الهوية وأزمة الدولة اليهودية محمد الحمامصي من القاهرة: من هم اليهود وما هي اليهودية سؤالان يرد عليهما هذا الكتاب (من هم اليهود؟ وما هي اليهودية؟ أسئلة الهوية وأزمة الدولة اليهودية) الصادر عن دار الشروق هذا الأسبوع للدكتور عبد الوهاب المسيري المتخصص في الدراسات اليهودية والصهيونية فيحيط بأبعاد الموضوع ـ الذي يبدو معقدا للبعض ـ بأسلوبه التحليلي المنطقي السلس والممتع، حيث يدحض مسلمات كثيرة ويكشف زيف كثير من الاداعاءات، فيشكل لبنة أساسية في تحليل الفكر اليهودي والصهيوني ويستشرف ـ مثل أي عمل غير مسبوق ـ مستقبل الدولة اليهودية مؤكدا خطأ التصور القائل بأن أزمة التجمع الصهيوني في تنوعها واحتدامها وتصاعدها ستؤدي إلي انهياره من الداخل، ويقول: بل يتصورون أحيانا أنني بدراسة تناقضات المجتمع الصهيوني ورصد مشاكله وهزائمه أتبني، بل وأبشر، بهذا الوهم. وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، فأنا أذهب إلي أن المجتمع الصهيوني لن ينهار من الداخل لأن مقومات حياته ليست داخله وإنما خارجه، إذ يوجد عنصران يضمنان استمراره، رغم كل ما يعتمل داخله من تناقضات، وهما الدعم الأمريكي والغياب العربي، ولذا ما سيؤدي إلي انهيار الكيان الصهيوني العنصري ليست تناقضاته الداخلية وإنما الاجتهاد والجهاد العربي، فهما وحدهما الكفيلان بذلك، هذا لا يعني تجاهل هذه التناقضات، فمن الضروري فهمها وتوظيفها في صراعنا ضده.
ويري د.المسيري أن أزمة الهوية اليهودية ستتعمق، ولن تحسم في المستقبل القريب لأسباب عديدة تتصل بالتطورات داخل المستوطن الصهيوني وخارجه، أما داخل المستوطن الصهيوني فقد لوحظ علي عكس ما توقع المفكرون الصهاينة، أن التطورات والآليات الاجتماعية لم تؤد إلي صهر العناصر اليهودية الدينية واللادينية والإشكنازية والسفاردية وغيرها، وإنما ازدادت الصورة استقطابا وتطرفا، وإذا ما ركزنا علي الجانب الديني مقابل العلماني سنلاحظ ظهور هوية يهودية جديدة بالإضافة إلي عدم تجانس وهي هوية الصابرا من الإشكناز التي يتسم أصحابها بسمات خاصة، كمعاداة العقل والفكر والتحلل من القيم الأخلاقية وحسم كل القضايا من خلال العنف، بل إنهم يكنون احتقارا عميقا ليهود المنفي، أي يهود العالم كله (وقد كان المؤمل في الصابرا أن يكونوا الترجمة العملية لليهودي الخالص). وإلي جانب ذلك، يلاحظ تزايد معدلات العلمنة في التجمع الصهيوني الذي وصفه أمنون روينشتاين بأنه من أكثر المجتمعات اباحية علي وجه الأرض. وبحسب بعض الإحصاءات يبلغ عدد المواطنين الذين لا يؤمنون بالخالق 85 % من كل الإسرائيليين.وهؤلاء ينظرون إلي الشعائر الدينية باعتبارها فلكلورا قوميا. وتعد الأعياد الدينية بالنسبة إليهم أعيادا قومية، والعبرية ليست لغة الصلاة (اللسان المقدس) وإنما هي لغة البيع والشراء والجماع، وقد أصبح يوم السبت، وهو يوم راحة وتعبد من الناحية الدينية، يوم صخب ولهو في الدولة التي يقال لها يهودية. ولا يراعي كثير من الإسرائيليين قوانين الطعام الشرعي، ويقال إن نصف اللحم المستهلك في إسرائيل من لحم الخنزير.
ويكشف د.المسيري عن أن التهييج ضد اليهود سواء كان بشكل مباشر كما يفعل أعداء السامية (أي أعداء اليهود واليهودية) أم بشكل غير مباشر (كما يفعل الصهاينة)، وهو في واقع الأمر مطالبة بطرد اليهود من بلادهم وتوطينهم في فلسطين، أو (عودتهم) من أوطانهم بحيث يتحولون من كونهم مواطنين في أوطانهم الأصلية إلي مستوطنين في بلادنا، أليس هذا ما تطالب به الصهيونية الاستيطانية؟ لكل هذا أذهب إلي أن الصهيونية حركة لتخليص أوروبا من فائضها البشري اليهودي وأنها تنبع من كره عميق ليهود المنفي (أي الغالبية الساحقة ليهود العالم). ولذا فهي تعيش علي الكوارث التي تحيق بأعضاء الجماعات اليهودية، كما قال آى.إف.ستون أحد المفكرين اليهود المعادين للصهيونية.وللسبب نفسه تعاون الصهاينة عبر تاريخهم مع المعادين للسامية.
ويشير د.المسيري إلي أن ثمة تشكيلين حضاريين (يهوديين) يتمتعان بقدر محدود من الاستقلال عما حولهما من تشكيلات حضارية: أولهما: الثقافة العبرية القديمة التي تمتعت بقدر من الاستقلال داخل التشكيل الحضاري السامي في الشرق الأوسط القديم، ولكن هذا الاستقلال ظل محدودا للغاية بسبب بساطة الحضارة العبرانية وضعف الدولة العبرانية وتبعية الدويلتين العبرانيتين (مملكة يهودا ومملكة يسرائيل) للإمبراطوريات الكبري في الشرق الأوسط القديم (المصرية ـ الآشورية ـ البابلية ـ الفارسية). وقد كانت التبعية السياسية، خاصة في العصور القديمة تؤدي إلي تبعية ثقافية بل وأحيانا دينية، ولذا استعارت الثقافة العبرانية الكثير من حضارات هذه الإمبراطوريات.
وثانيهما: الثقافة الإسرائيلية أو العبرية الحديثة، وهذه الثقافة مستقلة نوعا ما ولا شك عن التشكيل الحضاري الغربي، ولكنها، مع هذا، لا تزال ثقافة جديدة لم تكتمل مفرداتها الحضارية بعد، كما أن الصراع الثقافي الحاد بين العشرات من الجماعات اليهودية التي انتقلت إلي إسرائيل ومعها تقاليدها الحضارية (السفارد ـ الإشكناز ـ يهود البلاد العربية ـ الفلاشاه ـ بني إسرائيل في الهند ـ يهود بخارى ـ اليهود القراءون ـ السامريون.... إلخ ) يجعل من العسير بلورة مثل هذه الثقافة.
ولكن العنصر الأساسي الذي يتهدد عملية بلورة خطاب حضاري إسرائيلي مستقل هو أن المجتمع الإسرائيلي مجتمع استيطاني يدين بالولاء الكامل للولايات المتحدة الأمريكية ويعاني من تبعية اقتصادية وعسكرية مذهلة ومذلة لها، فهو يدين لها ببقائه وبمستواه المعيشي المتفوق، وعلي هذا فإن ثمة اتجاها حادا نحو الأمركة يكتسح في طريقه كل الأشكال الإثنية الخاصة التي أحضرها المستوطنون معهم من أوطانهم الأصلية. ومما يعمق من هذا لاتجاه أن المجتمع الإسرائيلي مجتمع علماني تماما، ملتزم بقيم المنفعة واللذة والإشباع المباشر والنسبية الأخلاقية والاستهلاكية، وهذا يتعارض مع محاولة التراكم الحضاري.ومع ظهور النظام العالمي الجديد والاستهلاكية العالمية فإنه من المتوقع أن تزداد الأمور سوءا.
وبخلاف الحضارة العبرانية القديمة والثقافة الإسرائيلية الجديدة لا يمكن الحديث عن ثقافة أو حضارة يهودية مستقلة أو شبه مستقلة، فاليهود مثلهم مثل كل أعضاء الجماعات والأقليات الدينية والعرقية الأخرى، يتفاعلون مع ثقافة الأغلبية التي يعيشون في كنفها ويستوعبون قيمها وثقافتها ولغتها، ولئن كانت هناك درجة من الاستقلال لكل جماعة يهودية عن الأغلبية فإن هذا الاستقلال لا يختلف عن استقلال الأقليات الأخرى عن الأغلبية، كما أنه لا يعني بالضرورة أن ثمة عنصرا عالميا مشتركا بين كل جماعة يهودية وأخرى.
وينقسم الكتاب إلي ثلاثة أبواب يفكك المسيري في أولها مفهوم الوحدة اليهودية العالمية والهوية اليهودية، ثم يبين في الباب الثاني مدى تجانس الجماعات اليهودية في العالم، ويحلل في الباب الأخير سؤال الهوية وأزمة المجتمع الصهيوني والتناقضات الأساسية بين الرؤية الصهيونية لما يسمى الهوية اليهودية وواقع الجماعات اليهودية.
الكتاب: من هم اليهود؟ وما هي اليهودية؟ أسئلة الهوية وأزمة الدولة اليهودية
المؤلف د.عبد الوهاب المسيري
الناشر: دار الشروق
الطبعة الأولي: أكتوبر 2008
عدد الصفحات: 396

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مراهنة على الوهم
د.محمد سعداوى -

يكفى قراءة ما يقوله الكاتب عن تبعية اسرائيل الاقتصادية والعسكري المذهلة والمذلة لامريكا, ومناقضة هذا للمعروف عن مركز اسرائيل بين دول العالم فى التقدم العلمى والعسكرى, ليتشكك فيما وراء الشكل الاكاديمى البحثى البراق لدراساته مدونة/المسكوت عنه فى الاعلام الدينى www.elaphblog.com/maskout

كلمة تقدير للمرحوم
ابو زيد -

كتاب قيّم لرجل مبدع جاهد من أجل اعلاء كلمة الحق و إنارةالطّريق للقلوب التي لاتبصر جيّدا واقع الامور. قدّم لنا الكاتب المصري المغفور له عبد الله المسيري كتابا بعتبر اخر اصداراته يتمحور حول اليهود والبهودية،و هو عمل يعرّي فيه بشكل علمي حقيقة اليهودية واليهود.نسال الله أن يجعل هذا العمل في باب حسناته، و ندعو الله له الرّحمة و حسن العاقبة .

من هم العرب و ما ...
hashem -

من هم العرب و ما هي العروبيه؟! تبعيه و تابعين, ظلم و ظلام, جهل و جهله, دجل ودجالين , كذب و كذابين .العروبه ان عنت فتعني التبعيه لاسرائيل و المذله للاعداء والخونه , الخنوع للجبناء ..عدونا ليست اسرائيل و امريكا بل كتبنا و كاتبينا,فكرنا و مفكرينا,اسلامنا و مسلمينا,حكوماتنا و حاكمينا وووووووو و كلو فينا. دود الخل منه و فيه!

الصهيونية
hashem -

الصهيونية اضرت باليهود وصورتهم كمغتصبين بدلا من كونهم مظلومين تعرضوا للابادة من قبل الفاشية في اوروبا وتسببت بخسارتهم مواقعهم الاقتصادية المهمة التي كانوا يتمتعون بها في الدول العربية والاسلامية من خلال تهجير الفلسطينيين من اراضيهم واعلانهم دولة اسرائيل وبسبب ذلك فان الصهيونية قد ساهمت بنمو الاتجاهات القومية والدينية المتطرفة في العالمين العربي والاسلامي وتغذية روح العداءتجاه اليهود يشكل عام كون الحركة الصهيونية اتخذت اليهودية كواجهة لافكارها

Why Hatrad
Emad -

Why Muslims hate the Jews. Because they defeated the Arabs and get their land back. Arab conquerd Most of the Middel East and no one asked them to leave but they still ask everyone else to leave their native land

الصراع والصداع
عمر حسين / بيروت -

من المسؤول على تهجير الفلسطينيين من فلسطين ومن مسؤول عن احتلال اراضي الجولان 40 سنه ولم تحرر هل احد سأل نفسه هل هو المواطن ام نظامه , بدل تحرير ارضنا في الجولان نرى النظام يسحق المفكرين والاحرار والمستقلين هل هم هؤلاء مسؤولين عن احتلال الارض لو نظرنا مليا لراينا ان هذا النظام يشغلنا في امور تافهة الصمود والتصدي والانعزاليين والمتصهينين والعرب المتامركين ولو لاح في الافق ان هناك سلام يخرج علينا بان استراتجية السلام اقوى من الحرب والرد في الوقت المناسب ولنا حق الرد!! ولا صوت يعلو فوق صوت النظام وزمرته!! حيث ان هؤلاء معصومون عن اي خطاء يحصل في البلاد وأنهم دائمو التفكير بمستقبل البلاد اين هم ؟؟؟ وهل هؤلاء يستحقون ان يكونوا حكاما , للاسف هناك من ابواق النظام من تخدر وعاش على اوهام وشعارات واهمه غامضه, ومن يغط في سبات عميق نقول لكم لن نوقظكم من حلمكم هذا فارادتكم الفذه سوف تهزم اسرائيل وتجهيز الجيش طوال 40 سنه ليست كافية نريد تجهيزا اكبر لنقوم بدحر المغتصبين عن ارضنا وانا اقول بكل صراحة لا تسمعوا لمن يقول الصمود والتصدي ولن نركع ولن نتخازل ونحن سنمحو اسرائيل على الوجود معنا 110000 صاروخ بلاستيكي (باليستي سابقا)سنمحو به اسرائيل , اين هو الان ارجوكم دلوني على صاحب هذه العباره الفذه (عومونا على شبر مي) ربنا يسامحهم ونحن كالدواب ننجر بكلمه وشعار يدغدغ احاسيسنا ومشاعرنا .لقد سرقوا منا كل شيء الحلم والتفكير والصبر, افلام تعرض بدون اخراج ,وافلام بصوت ولكن بدون صورة ما عساهم قائلين . ستخرج ابواق وتقول المتخازلين الانبعاجيين المتصهينيين الانفراديين اقول لكل من يقول هكذا نعم نحن انعزاليين ومهزومين وانبعاجيين اوكي انتم من؟؟؟ ماذا فعلتم؟؟ وماذا تفعلون ؟؟لا شيء ولن تفعلوا من ترك ارضه 40 سنة بدون استصلاحها وزرعها لا يحق له اقتناء الارض وملكيتها رحم الله امرىء عرف قدر نفسه. وسلملي على البتنجان, والسلام

كفانا خداعا
هلال البحري -

اليهود بكل بساطه هم بقايا القوم الذين لم يؤمنوا بالسيد المسيح بل ,,,, والبقيه معروفه ,,و وهكذا تشتتوا بين الامم الا ان اليهود الحاليون المشتتين والذين تعرضوا لاكبر اباده جماعيه في القرن الماضي يستحقون المساعده ,,وعليه وعدهم بلفور بوطن قومي لهم في فلسطين ارض الميعاد بالنسبه لهم حيث انهم سكنوها قبل 3000 سنه ويدعون كما في التوراة ان الرب طلب منهم الهجره لهذه الارض التى تفيض لبنا وعسلا وهم ااولاد واحفاد ابينا ابراهيم القادم من جنوب العراق والذي هاجر واستقر في فلسطين ,,,المهم انهم في بداية القرن العشرين كان قسم منهم يعيش الى جانب العرب المسلمين والمسيحيين في فلسطين وعندما وعدهم بلفور وعده المشؤوم زادت شهيتهم ورغبتهم لعمل وطن قومي لهم في فلسطين فبدئو يعملون بجد من اجل ذلك واشتروا الاراضي والدور من العرب بيع وشراء وتوسعوا في ذلك وبدأت الهجرات الجديده الى فلسطين من اليهود يشترون الدور والاراضي من العرب وهذا ما ذكره لي تاجر من فلسطين اضافه الى احدى العوائل الفلسطينيه العريقه واضافة الى مصادر اخرى اردت التاكد من ذلك وبالفعل اتضح لي ان معظم هذه الوقائع صحيحه ,,وهذا عدا ما ذكر من قبل الراي العربي الرسمي من ان عصابات اليهود اغتصبت فلسطين وهجرت اهلها وهذا اراه خرافه وغير صحيح بل العكس ان العرب ارادوا ان يرموا اليهود في البحر وهم احدى فئات السكان الاصليين لفلسطين مما حدا باليهود للدفاع عن انفسهم ورد العرب مجتمعين الى اعقابهم وتاسيس دولتهم باسم اسرائيل على جزء من اراضي فلسطين,, ولما لم يهدأ العرب لنزعتهم الشوفينيه تجاه اي من كان غير عربيا فحشدوا جيوشهم وعملوا حربا اخرى على اسرائيل في عام 1967 وكانت خسارتهم شنيعه ومخجله وباعترافاتهم مما زاد في رقعة اسرائيل واحتلوا سيناء كلها التى تعود لمصر اضافة الى اجزاء اخرى من سوريا وتوالت الحروب في 73 واعتدى العرب مره اخرى على اليهود في يوم عيدهم (انظر كم ان العرب متعطشين للحروب والغزو الذي اشتهروا به)وحققوا نصرا بسيطا سرعان ما تحول الى نصر وهمي بع الثغره ثم وافق العرب واسرائيل على وقف اطلاق النار واستفادت مصر من هذه الحرب بان استرجعت الضفه الشرقيه من قناة السويس مصدر دخلها المهم وبعدها بشطارة الراحل السادات الذي خدم مصر بالسلام مع اسرائيل خدمة ما كان احد ليفعلها لو حارب 100 عام واسترجع سيناء باكملها الا ان الفلسطينيين المتبقين لا زالوا غير قادر