ثقافات

وزارة ثقافة ولا مال

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عبد الرحيم الخصار: هناك مشكلة كبيرة تعاني منها وزارة الثقافة بالمغرب، وعلى الذين يملكون القرار أن يحلوا هذه المشكلة، فوزارة الثقافة لا مال لها، هذا ما يبدو على الأقل بالنسبة لي، وقد يبدو لغيري أنها تملك المال، لكنها تخفيه عن أعيننا، فالذين طبعوا كتبهم في الوزارة خلال هذه السنة لم يستلموا تعويضاتهم، التعويضات التي لا تتجاوز في معظمها 5000 درهم.
ودور النشر التي وعدتها الوزارة بأنها ستدعمها في طبع مؤلفات الكتّاب المغاربة لم تستلم شيئا رغم أنها طبعت الكتب و وزعتها في الأكشاك والمكتبات والمعارض المتنقلة. السيدة الوزيرة التي افتتحت معرض الكتاب قبل أكثر من تسعة أشهر لم تغلق هذه الملفات العالقة، الناشرون والكتاب لم يستلموا شيئا.
ومسألة المال في وزارة الثقافة مسألة غريبة، ويكفي أن تنظر إلى الكتّاب وهم يقفون في جناح مفتوح ومفضوح برواق المعرض الدولي للكتاب ينتظرون موظفا يسلمهم 1000 درهم مقابل مشاركتهم في ندوات المعرض، طبعا ألف درهم مفتوحة و مفضوحة أيضا، وكان يكفي على الأقل ستر هذا المبلغ الضئيل في ظرف أبيض او من الأفضل أن يكون أصفر، تماشيا مع قيمته.
الكتّاب الذين نشرت كتبهم خلال معرض فبراير 2007 لم تنشر، إذ كانت كلمة النشر مجرد كذبة، والحكاية قديمة طبعا، فالوزارة الموقرة منذ أن بدأت مشروعا مثل "الكتاب الأول" وهي تخفي هذه الكتب، ونحن لا نعرف السبب.
لا وجود لكتب وزارات الثقافة في المكتبات والأكشاك، فلماذا تكلف نفسها كل هذا العناء؟ وكثير من الكتّاب رغم مرور حوالي السنة على طبع كتبهم لم يتسلموا تلك النسخ القليلة من مؤلفاتهم التي لا تتجاوز 30 نسخة، مع أنهم كانوا يحلمون وهم ينشرون كتبهم في الوزارة، أن تصل دواوينهم ومجاميعهم القصصية إلى القاهرة وبيروت وفرانكفورت...
إهانة كبيرة في حق المؤلفين المغاربة تقوم بها وزارة الثقافة سنويا وهي تطبع كتبا لا توزع ولا يستلم أصحابها تعويضاتهم الهزيلة إلا بعد جرجرة وكركرة.
وأرجو أن يفكر السيد حسن نجمي في حل لمسألة "النشر مع عدم التوزيع" بوصفه المسئول الأول في مديرية الكتاب، وتفكر السيدة رجاء الصقلي في تأخر التعويضات وهزالتها بصفتها المسئولة الأولى عن مديرية الشؤون الإدراية والمالية بالوزارة.
إن هذه الوزارة هي أعلى هيئة ثقافية في المغرب، وهذا هو حالها، مع كامل الأسف، فما الذي سننتظره من باقي المؤسسات؟
كاتب و شاعر من المغربkhassar@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سلمت يداك
الازرق -

سلمت يداك ايها الرائع و اضم صوتي الى صوتك و اتمنى ان تتشكل مستقبلا جبهة ضد الفساد الثقافي تضم مثقفين احرار يسعون الى خدمة الثقافة و ليس الانتفاع منها

السيدة النحيفة ثقافة
الكنتاوي لبكم -

هذا واحد من الوجوه المتعددة لبؤس وزارة الثقافة المغربية،ربما الجدير بحملة الضامن المغربية ان تخصص اعتمادا لهذه الوزارة الفقيرة، يمكنني أن اتصور جميع الوزاء بحقائبهم الا وزيرة الثقافة المغربية فهي وزيرة بلا حقيبة وبلا ميزانية، تثير شفقتي لانها انخرطت في وزارة بئيسة و صارت تطلق جملة: هذا تكليف وليس تشريف.نحمد الله ان هناك عواصم عربية تحتفل بكتبنا وتهتم بها، ونحمد الله ان هناك مطبوعات عربية تستقبل نصوصنا،أما احبابنا هنا سواء في وزارة الثقافة أو في كل منبر يدعي احتضانه للبئيسة ثقافة او للمرحوم ابداع فلهم رسالة تعزية مفادها:خففوا على ظهوركم حمل الثقافة المغربية، انها مرحة وسعيدة وجوهكم فقط من يقلق نشوتها، انها ببساطة تدعوكم إلى تطليقها بدون مؤخر صداقن وعفى الله عما سلف لن يحاسبكم احد ولن تكون هناك لجان مصالحة، فقط تقاعدوا و استمتعوا برواتبكم الهزيلة رحمة بأنفسكم ورحمة بالحبيبة ثقافة التي تشيخ يوما بعد يوم في ظل زواجكم القصري بها

محابات
مريم -

الكاتب عبد الرحيم الخصار في هذا المقال يجانب الصواب،لان المشكل الحقيقي ليس غياب المال لدى وزارة الثقافة التي تصرف الملايين على المهرجانات الفارغة ولكن غياب تصور للشان الثقافي، لقد استفاد الخصار من كرم الوزارة حين طبعت له كتابه .وكان الاجدر به الحديث عن الفساد الذي يصيب الجسد الثقافي المغربي المتمثل في وزارة الثقافة وفي اتحاد كتاب المغرب الذي يتجه نحو تجديد بيعة رئيسه الحالي تمينا بالديموقراطيات العربية99،99