ثقافات

الاستشراق والاستغراب: التحولات والسجالات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
منتدى الحوار الثقافي العربي الألماني في دبي يناقش:
الاستشراق والاستغراب: التحولات والسجالات
مروة كريدية من دبي: شكّلت قضيتا الإستشراق والاستغراب المحور الاهم في السجالات الدائرة بين المستشرقين و المستغربين على حدٍّ سواء وفي ظل النكسات السياسية المتلاحقة التي شهدها العالم العربي خلال القرن العشرين شهد النصف الثاني من القرن العشرين حالة نكوصٍ حاد وتراجع في الفكر التنويري العربي، وقبل صدور كتاب ادوارد سعيد عن الاستشراق بأكثر من نصف قرن، تنبّه مفكرون عرب إلى الظاهرة، وكانت كتابات عمر الفاخوري الذي صدر في بيروت عام 1922، بمثابة التمهيد لما سيصبح فيما بعد الموضوع الأكثر جدلا لأكاديميين عرب وغربيين.
ويرى البعض ان الاستشراق اقترن بالكولونيالية، لسببين، الأول انه بدأ مع نزعات التمدد في الغرب بعد ازدهار الثورة الصناعية، والثاني لأنه كان مسبوقا برحلات استطلاعية، قام بها مغامرون لأسباب شخصية وآخرون بتكليف رسمي، من طراز رحلة ادوارد لين إلى مصر ونيبور إلى مصر واليمن.
وقد يكون كتاب الألماني هيرمان هيسّة "رحلة إلى الشرق" صورة نموذجية لتجسيد أسباب التوجه الى الشرق، أما الشاعر غوته فقد قال في قصيدة الهجرة عام 1814: "الشمال والغرب والجنوب في قتال، فلتهرب انت الى الشرق"ومن هذا المنطلق فقد يرى البعض انه ليس من المنطق ان يدرج الاستشراق كله في خانة واحدة وتحت مصنف ايديولوجي واحد، لأن الاستشراق الالماني والروسي على سبيل المثال يفترقان من حيث الدوافع والمنهج عن الاستشراقين الفرانكفوني والانجلوساكسوني، والاستغراب ليس كلّه نزعة مضادة لكل ما تفرزه الحضارة الغربية، لهذا فإن بعث الفروق هنا يفرض نفسه كمطلب معرفي واكاديمي على ثنائية الاستشراق والاستغراب، وخصوصا، ما يتعلق بمراسلات ماركس وانجلز، وما كتبه ماركس عن الجزائر ونمط الانتاج الاسيوي، فهل يمكن التسليم بهذه الرؤية؟ وادراج ماركس في باب الاستشراق؟
هذه الأسئلة والاشكاليات كانت محور الجلسة الثانية التي عقدها مفكرون عرب وألمان خلال ملتقى الحوار العربي الألماني بمشاركة مايزيد عن خمسين باحث ومفكرٍ وأديب وإعلامي وقد ترأسّ الجلسة فهمي جدعان وتحدث فيها كلّ من المفكر مطاع صفدي،و الشاعر أدونيس و كاترينا ممزن و بيتر هاينه، كما ساهم في المناقشات الفيلسوف حسن حنفي و جمال الغيطاني وفهمي هويدي وغيرهم وقد حضر هذه الجلسة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
أدونيس يطرح سؤال الهوية والابداع:
الشاعر ادونيس أشار الى ان الفلسفة العربية "التوفيقية تتمحور حول النقل والعقل،النقل من جهة الدين والعقل من جهة اليونان من هذا المنطق فهي استغرابية، مؤكدا ان العرب نقدوا أنفسهم وقد طرح اشكاليات ثلاث:
الاشكالية الاولى:العلاقة بين الذات والآخر، والاشكالية الثانية:سؤال الهوية، والإشكالية الثالثة: ما الابداع؟
وعن الهوية يتسائل هل الهوية مغلقة على ذاتها أم انها إبداع والانسان يبتكر هويته ليستنتج ان "الهوية لا تنبني من الماضي بل المستقبل، وعن الابداع يتساءل هل هو انغماس او انغلاق في الأصالة ام انفتاح على الجمال؟
وعلى هامش المؤتمر ايلاف التقت ادونيس في دردشة أكدّ فيها على ان المثقفين العرب مقصرون ليسأل:"ماذا فعل المثقفون العرب؟" تجاه قضاياهم وردًّا على تعليق ان "السلطة السياسية هي التي تحدّ من الابداع " أشار الى ان السلطة السياسية العربية كانت ولا زالت... ولا ينبغي على المثقفين والكتاب ان يُعلّقوا فشلهم " ليتساءل:" لماذا لا نجد اتحادات الكتاب العربية تتحرك؟
كاترينا ممزن: الاستغراب ردّة فعلٍ للكرامة المهدورة وأبشع الحروب ترتكب باسم الله تمحورت كلمة الألمانية كاترينا ممزن حول "غوته" حيث قالت:" تعودت أن أرى العالم بعيون غوته " وفيما تناولت سردًا عن تعايش الأديان أشارت الى انها تتفهم ردّة فعل العالم الاسلامي تجاه الغرب واشارت الى ان الأمركيين يتعاملون بفوقية تجاه الشعوب الأخرى وتجاه الأوروبيين ويتصرفون على انهم أقوى وأكثر نفوذًا من الاوروبيين خصوصًا في ستينيات القرن العشرين وتقول ان الاستغراب هو ردة فعل مفهوم للكرامة المهدورة واستغلال الدول الاستعمارية والهيمنة الاستغلالية التي تُفرض على العالم بوصف الغرب بأنه متفوّق وتشير ان الاستشراق سلبي أيضًا وايجابي وتعتقد ان المشكل يكمن في أن أفظع الحروب ترتكب باسم الله الجلسة طرحت الكثير من الاسئلة ولم تقدم الحلول وتميزت هذه الجلسة بطرح الكثير الكثير من الأسئلة "النخبوية " ولم تتطرق الى الحلول العملية الواقعية فالنقاشات تمحورت حول أسئلة عدة منها إلى أي مدى يمكن إعتبار استشراق ما بعد الحداثة، انقطاعا عن الاستشراق الكلاسيكي؟ ففيما نعى جاك بيرك الاستشراق الكولونيالي ببيان شهير، وقال ان الاستشراق قد تحول الى دراسات مقارنة وأبحاث تلبي فضولا معرفيا، لكن ما كتبه برنارد لويس ردّا على سعيد جاء ليبرهن على ان بيرك كان شديد التفاؤل، وان الاستشراق لم ينقطع حتى الان عن دوافعه الاولى...
كما تناول المتناقشون كيفية تعامل بعض مؤرخي الاستشراق مع الماركسية باعتبارها استشراقا، فهل يفرض مثل هذا التصور استقراءً مختلفا لحقبة تاريخية بدأت منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر؟ وهلالاستغراب مجرد رد فعل على سياسة غربية تبغي تحويل العالم إلى سوق؟
وانتهت الجلسة على وقع تساؤلات مفتوحة ربما تؤسس فيما بعد لأخلاقيات للحوار تتجاوز استعلاء المستشرق وانغلاق المستغرب؟ وأليس الاحترام المتبادل سابق على المعرفة المتبادلة؟ المعرفة سيطرة، سلطة، تحويل للآخر إلى موضوع كما قال فوكو، ليفيناس ودريدا وإدوارد سعيد؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
باختصار
حميد -

المؤتمر هذا لم يجمع إلا الاسلاميين والرجعيين والمعروفين بعدائهم للغرب.. على الامارات ان تفهم ان الحوار يعني نقاش بين خصمينالمانيا ليس خصما للعرب وانما لليهود على الأقل عبر تاريخها الحديث اي يمكن ان نفهم اذا جرى حوار بين المانيا واسرائيل.. كان من الأفضل ان تصرف هذه الأموال الكسيحة على حوار بين إسرائيل والعرب.. وبالتالي سنرى كيف هؤلاء المفكرين الصغار المعقدين لا وجود لهم... متى يتعلم الخليج معنى الثقافة.

باختصار
حميد -

المؤتمر هذا لم يجمع إلا الاسلاميين والرجعيين والمعروفين بعدائهم للغرب.. على الامارات ان تفهم ان الحوار يعني نقاش بين خصمينالمانيا ليس خصما للعرب وانما لليهود على الأقل عبر تاريخها الحديث اي يمكن ان نفهم اذا جرى حوار بين المانيا واسرائيل.. كان من الأفضل ان تصرف هذه الأموال الكسيحة على حوار بين إسرائيل والعرب.. وبالتالي سنرى كيف هؤلاء المفكرين الصغار المعقدين لا وجود لهم... متى يتعلم الخليج معنى الثقافة.