الموت يخطف الفنان العراقي منقذ سعيد
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ورحيل الفنان المبدع منقذ سعيد، كان حدثا (بالرغم من توقعنا ذلك وهويعلم ذلك، خاصة وانه يعاني من مرض رافقه سنين طويله) غير عادي، بل أنه امرا صاعقا لاصدقاءه ومحبيه ومعاشريه وجميع من تعامل معهم في حياته الدراسية منها، والعملية، وعلاقاته الشخصية المرتبكة دائما، كونه ذو مزاج يتارجح بين الألفة والصراحة والصدق، وبين مايريده لنفسه من طريق شائك بالمعضلات في مجتمعات لاترحم...
كان يتعامل مع اصدقاءه وزملائه.. بصدق متناهي..وبساطة دون موعظة او ادعاء، بالرغم من ان له الحق في ذلك، في ان يميز نفسه عن الآخرين بحكم تجربته الجادة والطويلة في مجال النحت والرسم، وبما امتلكه من خبرة ونضج فني وشهرة تجاوزت حدود المكان الذي هو فيه، وسع مداركه، واستفاد من ادواته مطوعا اياها، لفلسفته في الحياة،....التقيت الفنان الراحل منقذ سعيد وهو لازال طالبا في السنة الاولى من كلية الفنون الجميلة في دمشق حيث جمعني واياه عملا نحتيا كبيرا في مرسم الفنان السوري نشأت رعدون وكنا سوية مع الفنان العراقي الموسيقي طه حسين، وانا المسرحي، كنا نعمل كي نلبي حاجاتنا اليوميه ونعيش، لا ايمانا بما ننحت، وكانت رعاية الفنان السوري لنا تضامنا معنا في محنتنا في مقارعة نظام فاسد، وكل منا ينتظر مصير مجهول، ولكن يجمعنا الامل، نعمل وندرس، ونجتهد، ونتواصل يوميا ـ بالرغم من صعوبة مانحن عليه، وبما انني اعرف الفنان طه حسين منذ كنا في بغداد، تعارفنا مع منقذ سعيد كان كسبا لنا وله حيث كان ومن لحظة خروجه من العراق مناضلا دون حزب او انتماء، ولكنه كان منتميا لنفسه والوطن، بما تحمله الكلمة من معنى، طموحا لنفسه كما هو طموحا لوطنه، حيث كان يعمل على مشروعه الهندسي (مشروعه للتخرج فيما بعد وهو مشروع قبوله في الكلية ايضا على الورق) قبل ان يختار النحت اختصاص، كان القرية السياحية في اهوار العراق... حيث زاوج بين النحت والهندسة المعمارية... والذي حاز على درجة الامتياز..... كنا نسمع منه يوميا هما عراقيا كما نحن، يجمعنا الامل لاغير....
كانت القصة المثيرة في خروجه من العراق،ربما هي الاغرب، على اسماعنا خاصة وانه لازال في السابعة عشر من عمره، حيث لايحق له الخروج منفردا، الا بصحبة ولي امره ـ الذي لا ولن يبارك خطوته هذه، ولكنه كان جريئا في خطوته لثقته العاليه بصحة وصواب مايرنو اليه، حيث التحف الصحراء فراشا وعطاءا، ماشيا على الاقدام، حتى وصوله الى الحدود السورية، دون هويه، ولابطاقة شخصية، سوى وثائقه المدرسية في اكماله الدراسة الاعدادية.... متحديا في ذلك، سلطة فاشية، واهله الذين لايباركوا خطوة كهذه، وتحمل عناء سفر وغربة، وصعوبة عيش،.....
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
البقاء لله .
عشتار -رحم الله عقول وانامل مبدعينا في جميع اصقاع الارض , خلودكم كنوزكم المتروكة وعزائي ان تحضى باهتمام يليق بتلك النوادر الفريدة ؟!. تعازي الحارة . عشتاركم