نجيب محفوظ في إسرائيل
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ارتبط سمير بعلاقة مودة مع كثير من المبدعين العرب، وعلي رأسهم نجيب محفوظ، وقد أكد الأديب الدكتور فاروق مواسي لـ القاهرة ذلك بقوله: "زرت سميرًا في بيته، وحضرت عرسه، وأشهد أنه لم يكن منسجمًا مع الحياة الإسرائيلية، فهو يحس بأعماقه أنه عراقي ولا علاقة له بفلسطين التي اغتصبوها - كما يقول وكان يكتب بالعربية مع أنه يعرف العبرية جيدًا وترجم منها وإليها. كان حزينًا رغم أنه من أكثر كتاب العربية من الذين كُتبت عنه أطروحات الدكتوراة في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا - هكذا قال لي، ثم إنه أطلعني علي مراسلاته مع نجيب محفوظ بخطه الذي يري في نتاجه قيمة عليا، وبالطبع فإنني لا أستطيع الوصول إلي هذه الرسائل بعد وفاته كما انك لا تستطيع الوصول إلي رسائل الأدباء اليهود - كتاب العربية إلي نجيب محفوظ، وقد كانوا يقدسونه". الرابطة وآثارها
رابطة الجامعيين اليهود النازحين من العراق في إسرائيل هي جمعية علمية ثقافية اجتماعية أدبية تأسست عام 1980 غرضها نشر مؤلفات اليهود النازحين من العراق والأبحاث التي كتبت عن يهود العراق وعقد الندوات العلمية والثقافية والأدبية. المحرك الأساسي لهذه الجمعية هو البروفيسور دكتور سامي (شموئيل) موريه - أستاذ الأدب العربي في الجامعة العبرية، وبعدة جامعات في اسرائيل وخارجها، والشاعر الأديب أيضا - وقد نشرت هذه الرابطة بمبادرته، آثارا أدبية لكتاب عرب يهود، انتقلوا تحت ظروف متناقضة ومختلفة إلي إسرائيل، فأصدرت كتاب قصة حياتي في بلاد الرافدين للمحامي أنور شاؤل، وهو أول كتاب يصدر عن الرابطة، ثم أصدر دكتور موريه كتابه القصة القصيرة عند يهود العراق، وأصدرت الرابطة أيضا لسمير نقاش روايته التي يسميها كعادته رواية عراقية أعني" نزولة وخيط الشيطان" ومسرحية "المقررون" ثم رواية "تنبؤات رجل مجنون في مدينة ملعونة"، عام 1995م وكان آخر ما طبع من أعمال الرابطة "حوار القلوب" مجموعة قصائد لاعربية الفصحى وأغاني باللحجة المصرية الدارجة، للمحامي البغدادي اليهودي نزيل أستراليا جاد بن مئير، الذي يمثل المثقفين العراقيين المتمسكين بالثقافة المصرية التي افلحت في تطعيم الثقافة العربية بالثقافة الأوربية وحوض البحر الابيض المتوسط بصورة رائعة فيها أصالة وعبقرية، وكانت الرابطة قد نشرت له في عام 2004 ديوان "يا منال يا منالي" خصصه لأشعاره باللهجة القاهرية، غنتها احدي المطربات الناصريات في اسرائيل،، وهو ما يوحي بوجود شعور عام لدي هؤلاء الكتّاب والشعراء بانتمائهم للثقافة العربية في مصر خاصة، وسبل التعبير عنها، حتي من غير لغة كتابته ظل مربوطا بشكل ما بالثقافة العربية. "نجيب محفوظ في إسرائيل"
يكاد يكون سامي ميخائيل نموذجا متكاملا للمثقف العراقي في اسرائيل، ولد سامي ميخائيل بالعراق عام 1926م، هرب من حبل المشنقة في العراق بعد اتهامه بالشيوعية، إلي إيران، وهناك عمل في حزب تودة الإيراني، ثم فقد أمل العودة إلي العراق. يقول في حوار له "إنني من فرط شوقي للعراق كنت اسير ماشيا باتجاه بغداد ووجهي مبلل بالدموع حتي يهدني التعب واضطر للعودة الي طهران." وقد يئس من العودة لموطنه ؛ فاضطر - والتعبير له - إلي اللجوء إلي إسرائيل، حيث عاش وحيدا هناك ثلاثة أعوام قبل أن تطرد أسرته من العراق التي عاشوا بها منذ قديم الزمان، يقول "إنه وغيره في إسرائيل ينظر لهم أنهم مواطنون درجة ثانية، كانت عائلتي تملك فيلا واسعة محاطة بحديقة جميلة في حي "الكرادة" الراقي ببغداد قبل قدومها الي اسرائيل لتوضع في خيمة أحرقتها اشعة الشمس في حقل مقفر بضواحي تل ابيب".
سكن سامي في حارة وادي النسناس العربية في حيفا، وظل علي علاقة مودّة بالكاتب الفلسطيني الراحل اميل حبيبي. الهم الأساسي في روايات سامي ميخائيل هو شعوره بالتمزق بين فكرين وثقافتين، رغم أن له مركزا مرموقا ككاتب إسرائيلي. أصدر رواية بعنوان" حمائم الطرف الأغر" هي تعد عن البعض، استكمال لرواية غسان كنفاني "عائد إلي حيف"،ا وهو أمر نادر حدوثه في عالم الأدب، استكمال عمل روائي لكاتب آخر، خاصة إن كان هو "الآخر" أو العدو، بالنسبة لك. في الرواية يقول" إنني آمل أن يساعد الكتاب في مداواة جروح طرفي الصراع هو يكتب عن "الأم" بتجلياتها ومقاومتها ودورها. آخر إصداراته رواية "عايدة" عن اليهود الذين تشبثوا بالعراق تحت حكم صدام حسين ثم تحت الاحتلال الامريكي، وقد سبقت هذه الرواية الرائدة، رواية اثارت جدلا كبيرا بين يهود العرا ق هي رواية "فكتوريا"، لتصويرها حياة اليهود في الاحياء الفقيرة من بغداد بصورة واقعية مثيرة، فهو يقول عنها : في "فكتوريا" حاولت وما زلت احاول ان اتصدي للفكرة الصهيونية التي تصنف اليهودي الحقيقي المفتخر بنفسه، علي انه اليهودي الاسرائيلي فقط، فاليهود خارج اسرائيل لا يستحقون ان يكونوا ابطالا في الادب، لأنهم ليسوا اسرائيليين، وهذا يعني انهم ليسوا شجعانا، وبلا قيم، ولا يعتمدون علي النفس، ومتملقون للآخر. الصهيونية تبنت الدعاية اللاسامية تجاه اليهود خارج اسرائيل، وهذا ما آلمني كثيرا بعد وصولي اسرائيل، فهو تشويه لليهود الذين عاشوا 2500 سنة خارج هذه البقعة من الارض، ولانجازاتهم، ولدورهم في تطوير ثقافاتهم الخاصة والثقافة الانسانية. فالادعاء بأن غير الصهاينة ومن يعيش خارج اسرائيل إلي الآن هم أقل رتبة، ادعاء كاذب". ولا يمكن إنهاء الحديث عن سامي ميخائيل بدون الحديث عن ترجمته الممتازة لثلاثية نجيب محفوظ.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تحية
مازن لطيف -رائع يا ابراهم حمزة على موضوعك الذي يحتاجه الجيل الجديد.
تحية
مازن لطيف -رائع يا ابراهم حمزة على موضوعك الذي يحتاجه الجيل الجديد.
تحية
مازن لطيف -رائع يا ابراهم حمزة على موضوعك الذي يحتاجه الجيل الجديد.