ثقافات

أنور شاؤل وأفكاره الوطنية العراقية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بقلم ألين شليبفر
1. مقدمةحرر أنور شاؤل وهو في العشرين من عمره مجلتين عربيتين في العراق: (المصباح، بغداد 1924-) و(الحاصد، بغداد 1929-1938). وقد اعتنت المجلة الأولى بالعلاقات الأدبية والاجتماعية بين المسلمين والمسيحيين واليهود في العراق من جانب، ووضع اليهود في العراق والقضية اليهودية في العالم من جانب آخر. وكان محررو مجلة (المصباح) وقرّاؤها كلهم من اليهود، حتى إن العنوان كان مطبوعا باللغتين العربية والعبرية، ونشرت المجلة الكثير من المواضيع التي تتعلق بالطائفة اليهودية، التي كانت تدعى آنذاك بالطائفة الإسرائيلية، وخاصة في شؤون المدارس والأعياد اليهودية في العراق، وأخيرا زاوية "أخبار العالم الإسرائيلي". وقد ساد هذا التيار بعد أن ترك الأديب الشاعر أنور شاؤل المشاركة في تحرير مجلة (المصباح).
أما مجلة (الحاصد) التي قام بتأسيسها أنور شاؤل بصورة مستقلة، فلم تهتم كثيرا بشؤون اليهود عامة سوى في القليل النادر. وذلك بعد أن ساد تيار فكرة الوطنية العربية صمم على أن يقدم للقرّاء مجلة يمكن أن يقرأها كل عراقي يتكلم اللغة العربية بصرف النظر عن الانتماء الديني أو الطائفي. وهكذا صدرت (الحاصد) كـ" الحاصد، صحيفة أسبوعية جامعة " أولا، ثم صدرت فيما بعد، كـ"صحيفة سياسية أسبوعية جامعة".(1) 2.الانتماء إلى الوطنية العراقية سأحاول أن أظهر في هذه المقالة على أن أنور شاؤل نجح في التأكيد على أهمية الانتماء إلى الوطنية العراقية بدون أن يهمل هويته اليهودية، وذلك حسب استقراء المقالات المختلفة التي نشرت في (الحاصد) ومذكراته (قصة حياتي في وادي الرافدين) وأن نظرته نحو فكرة الوطنية هو جزء من اتجاهات وطنية أخرى في البلدان العربية. أzwnj;.أولا، يعبر أنور شاؤل عن الحاجة إلى النضال من أجل الحرية و من أجل بناء دولة عراقية مستقلة، كعراقي يهتم بشؤون وطنه كما جاء في ندائه الذي نشر في مجلة (الحاصد) سنة 1929. وذلك في رسالته المفتوحة إلى المعتمد البريطاني الجديد في بغداد يتناول فيها علاقات العراق ببريطانيا العظمى بعنوان: "إلى فخامة السر جلبرت كلايتن" يقول:
أريد أن أتحدث إلى فخامتكم عن مطالب العراق الحقة، تلك المطالب التي نتمسك بها حبا بالحياة وحفظا للبقاء، وعما يجيش في نفس كل عراقي من آمال كبيرة ]...[ وأريد أن أخبر فخامتكم "إن العراق بعرضه وبطوله" ينادي بالوحدة الوطنية، وأن العراق بشبابه وكهوله وشيوخه، حضرا أو بدوا، يطلب الاستقلال التام الناجز ]...[ أريد أن أقول لك ]...[ إن ]شعب العراق[ راغب في الحياة الحرة.(2)
وهكذا يظهر جليا كيف كان العمل الأدبي السياسي لأنور شاؤل في آخر العشرينات يتصف بالنضال من أجل الحرية لكل مواطن عراقي مهما كان دينه وعرقه مستخدما مصطلح "الوطنية". بzwnj;.بقي المحامي أنور شاؤل يؤمن بهذه الفكرة عبر السنين. ونراه في مناسبة عامة أخرى يوظف كلمة "الوطن" فيها، وذلك لأننا نرى أنه في اشتراكه مع وفد خاص من بعض الشخصيات اليهودية في سنة 1966 ـ 1967 خلال عهد عبد السلام عارف، لمقابلة الزعيم الديني الشيخ نجم الدين الواعظ يقول أنور شاؤل في حديثه: "كان شعاري دائمًا rsquo;حب الوطن من الإيمانlsquo;."(3)
وهكذا نرى أنه بالرغم من أن فكرة الوطنية العراقية التعددية التي تضم كافة الطوائف، كانت قد باءت بالفشل التام، فإن أنور شاؤل بقي مؤمنا بمبدأ الوطنية العراقية حتى قبيل هجرته من العراق. 3.هوية أنور شاؤل اليهودية
من ناحية أخرى، كما ذكر في المقدمة، لم ينكر أنور شاؤل انتماءه إلى القومية اليهودية أبدا، وهذا يعتبر شكلا من التضامن تجاه اليهود حول العالم. أzwnj;.في مذكراته، يعلق على مناقشة له ظهرت بعد نشر مقالة بعنوان "القادري واليهود" في مجلة (المصباح) في عام 1926 عن تحذير صِدّيق القادري من "الخطر اليهودي"(4). فيقول أنور شاؤل:
لم تكن الحادثة معي بالذات، إنما مع أبناء طائفتي وبكلمة أصح مع أبناء قومي، مع اليهود بوجه عام أينما كانوا.. في العراق.. أم في أوروبا.. أم في روسيا وحتى في المريخ لو قدر أن في هذا الكوكب السيّار بشرا وأن في هؤلاء البشر يهودا..(5) بzwnj;.و المثل الآخر هو: يذكر أنور شاؤل يوم افتتاح الجامعة العبرية في القدس عام 1925 قائلا:
وقال قائل منا: أوليس من الحيف أن تتقاعس الطائفة اليهودية في العراق عن الاشتراك في مهرجان قومي كهذا ومناسبة تاريخية فريدة في نوعها..؟..(6)
إذا، فيما يتعلق بالهوية اليهودية فإن أنور شاؤل يستخدم مصطلح "القومية" صراحة. وهذا التعليق يشير إلى أن أنور شاؤل في أواخر سني حياته نجح في تحديد الهويتين العراقية واليهودية ـ أي بين الهويتين القومية والوطنية. وهذا الانتماء المزدوج لم يشكل صراعا في نفسه، بل نستطيع أن نقول بأنه حافظ على شيء من التوازن في شخصيته. 4.التوازن
أzwnj;.يخبرنا أنور شاؤل بأنه استطاع أن يبقى مواطنا عراقيا ينتمي إلى الديانة اليهودية، ويبقى فخورا بيهوديته، في دولة عربية إسلامية، ويعزو ذلك إلى التعليم العلماني في مدرسة الأليانس الإسرائيلي العالمي:
وجدت المدرسة الأم التي احتضنتني ودربتني وثقفتني وكشفت لي عن ذاتي بأبعادها اللامحدودة [...] فاستطعت أن أنشأ مواطنا عراقيا صالحا ويهوديا أمينا على يهوديته معتزا بها... وتلك كانت مدرسة الأليانس.(7)
بzwnj;.نستطيع أن نكشف مثلا واضحاً لهذا الانتماء المزدوج في أحد فصول كتابه (قصة حياتي في وادي الرافدين): "العشرينات: أحاسيس قومية وحماس وطني".(8)
جzwnj;.وأخيرا نقرأ هذا التعبير من الشعور المزدوج مرة أخرى
أنا ذلك الصبي الذي تغمره مشاعر العراقي الفخور بعراقيته وأحاسيس اليهودي الأمين على قوميته اليهودية.(9) 5."الدين لله والوطن للجميع"
إن حل مشكلة التوازن والتعايش بين الهويتين هو إمكانية الفصل بين الولاء للوطن والولاء الديني، فاليهودية هي دين مشترك بين كل اليهود في العالم والـ"العراقية" هي ولاء وطني علماني. ولذلك يستخدم أنور شاؤل في خطابه الأدبي الشعار الوطني الذي دعا إليه الزعيم الوطني المصري سعد زغلول: "الدين لله والوطن للجميع." فليس هذا الشعار مهما بالنسبة لمعناه فحسب، بل بسبب أن قائله هو الزعيم الوطني المصري سعد زغلول. فمن الضروري أن نذكر هنا أن الزعيم الوطني المصري سعد زغلول هو الذي صاغ هذا الشعار الوطني الجديد لأن في مجموعة شارك فيها أنور شاؤل تضم مقتطفات من المقالات والقصائد صدرت في سنة 1927 في بغداد في ذكرى وفاة الزعيم المصري، المحرر الدكتور محمد المهدي البصير يحث المفكرين العراقيين على مواصلة جهود هذا الزعيم الوطني الكبير من أجل الاستقلال والثورة على المستعمر المحتل(10). ويكتب أنور شاؤل في قصيدته العصماء "صرخة من وراء القبر، سعد زغلول يتكلم":
روحي وما هي، لا أقول تفاخرا، إلا عن الوطن العزيز زكاة(11).
ومن هنا نرى أن أنور شاؤل يشارك سعد زغلول نفس الإيديولوجية الوطنية وهي الرغبة في إنشاء وطن حر ومستقل وعلماني، فهذه الإيديولوجية ليست عراقية بحتة، بل يمكن أن يشارك فيها كل إنسان ناطق بلغة الضاد في مصر وفي العراق وغيرها.
وبالإضافة إلى ذلك، فيقول أنور شاؤل في كتابه، إنه سمع هذا الشعار للمرة الأولى في جامع محلة (المالح) في بغداد التي كان يسكنها هو وعائلته، مصرا على التأثير الإسلامي عليه:
وإذا اتفق لي not;[...] أن أسمع تكبير المؤذن أو أرى أخواننا المسلمين يؤدون الصلاة كنت أسمع وأرى خاشعا ولسان حالي يقول: لكل إنسان دينه والدين لله والوطن للجميع(12).
وأخيرا فيكرر أنور شاؤل هذا الشعار على صفحات (الحاصد) عندما أصبحت هذه المجلة "صحيفة سياسية أدبية جامعة" في 1936: "نحن نحارب كل نزعة طائفية أو عنصرية أو دينية ونردد الحكمة القائلة: rsquo;الدين لله والوطن للجميعlsquo;."(13)
إن أنور شاؤل عاش في حقبة State building "إنشاء دولة" وأثناء هذا الفترة، نادى دعاة الفكرة الوطنية، في العراق وخارج العراق، إلى التسامح بين الأديان ـ مثل الملك الراحل فيصل الأول و الأديب اللبناني أمين الريحاني وعالم التربية الأستاذ ساطع الحصري والزعيم الوطني المصري سعد زغلول، وغيرهم. فإن أنور شاؤل هو النتاج الطبيعي لهذه الحقبة التي قد يمكن أن نصفها بالتعاون والثقة المتبادلة بين الطوائف والأديان المختلفة. في سنة 1936، دعا أنور شاؤل ساطع الحصري إلى الكتابة عن مسألة القوميات في الشرق الأوسط على صفحات مجلته (الحاصد)(14) وأرى أن هذه الدعوة دليل واضح على الثقة والإيمان بالتعاون المثمر بين مكونات الشعب العراقي ــ تلك الثقة التي اختفت بعد سنوات قليلة من ولادتها. 6.خاتمة
وأخيرا، فمن المهم أن نذكر هنا أن أعمال وحياة أنور شاؤل لا تزال رمزا للشعور الوطني العراقي في الأوساط العراقية عامة خارج نطاق الطائفة اليهودية العراقية. ففي سنة 1969 كان الأستاذ أنور شاؤل ضيف برنامج "أهلا وسهلا" بالتلفيزيون العراقي وقد قدمته المذيعة سؤدد القادري بقولها:
الأستاذ أنور إذا قرأنا قصائده جميعها رأيناها تتميز بالوطنية والاعتزاز، اعتزازه بوطنيته بصورة عامة وإخلاصه وحنينه للعراق.
وحتى الآن والآن بصورة خاصة، فإن مسألة الوطنية التعددية تـُطرح كل يوم في العراق وهكذا بقي أنور شاؤل إلى اليوم رمزًا وشعارًا رائعا للوطنية العراقية التي يحلم بها العلمانيون الوطنيون من بين المثقفين العراقيين بين مقيمين ومغتربين ومشردين. هوامش:
1- أصبحت المجلة سياسية في 17 ديسمبر 1936 في العدد 34 من السنة السادسة.
2- شاؤل، أنور، "إلى فخامة السر جلبرت كلايتن"، الحاصد، صحيفة أسبوعية جامعة، صاحبها ورئيس تحريرها المسؤول المحامي أنور شاؤل، بغداد، 1929 ـ 1938، العدد 4 من السنة الأولى (7 آذار 1929).
3- شاؤل، أنور، قصة حياتي في وادي الرافدين، تقديم البروفسور شموئيل موريه، القدس، منشورات رابطة الجامعيين اليهود النازحين من العراق، 1980، ص 316.
4- كان صِدّيق القادري جنرالا تركمانيا من الجيش الأبيض الروسي و صدرت مذكراته في بغداد في سنة 1924 ويقول فيها: " [...] ليست جمعيات [صهيون وفارماسون وأنارشيست] [بولشيفيك] إلا أسماء مختلقة للجمعية المار ذكرها يبتدعونها في أماكن مختلقة مع أن الهدف والغاية لكل هذه الفرق هي واحدة [...] والمؤسس لهذه الفرق الفتاكة هم اليهود أو أموال اليهود فتراهم في كل أمة يتظاهرون بالصدق والإخلاص ويسعون تحت ستار الوطنية لنيل غايتهم المنشودة. أما غايتهم في هذه الأعمال فهي أن يحصل يهود العالم على حقوقهم القومية والدينية والوطنية [...]" صديق القادري، مذكرات القادري، بيان الثورة الروسية العظمى وإيضاح غوامضها، بغداد، مطبعة الفلاح، 1924، ص 4 ـ 5.
5- شاؤل، أنور، قصة،... ص106.
6- شاؤل، أنور، قصة،... ص95
7- شاؤل، أنور، قصة،... ص 56
8- شاؤل، أنور، قصة،... ص 57
9- شاؤل، أنور، قصة،... ص 98
10- يقول الدكتور محمد المهدي البصير: " [...] وبيان ذلك أننا كنا إبان الحركة الوطنية العراقية نتتبع جهاد مصر في مراحله المختلفة ونتحرى ندا آت سعد وخطبه الرنانة ونقرأها ثم نقرأها فتتوثب عزائمنا وتتحفز هممنا إلى النهوض[...]"، محمد المهدي البصير، "دمعة على سعد"، ذكرى سعد زغلول في العراق، بغداد، مطبعة دار السلام، 1927، ص5.
11- شاؤل، أنور، "صرخة من وراء القبر، سعد زغلول يتكلم"، ذكرى سعد زغلول في العراق، بغداد، مطبعة دار السلام، 1927، ص 151
12- شاؤل، أنور، قصة،... ص 119
13- شاؤل، أنور، "صاحب الحاصد يعرض خطته ويقول لماذا أصبحت هذه المجلة سياسية؟"، الحاصد، صحيفة سياسية أسبوعية جامعة، صاحبها ورئيس تحريرها المسؤول المحامي أنور شاؤل، بغداد، 1929 ـ 1938،العدد 34 من السنة السادسة (17 ديسمبر 1936)
14- الحصري، ساطع، "اتجاه التقدم"، الحاصد، صحيفة أسبوعية جامعة، صاحبها ورئيس تحريرها المسؤول المحامي أنور شاؤل، بغداد، 1929 ـ 1938، العدد 1 من السنة السادسة (30 نيسان 1936)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مرحى ليهود العراق
عراقي سومري -

يهود العراق لا احد يزايد عليهم في وطنيتهم واصالتهم لبلدهم العراق الام ولحد اليوم يعلمون اولادهم واحفادهم حب العراق ويعلمونهم المهن التي تعلموها في العراق فقد شاهدت في تلفزيون الحره حلاق عراقي في تل ابيب يقول ان اباه كان حلاق الوصي عبد الاله واخر في رومادكان احدى ضواحي تل ابيب يعمل مطعم شاورما على خطى والده ايام كان في العراق وهناك نصف مليون اسرائيلي من اصول عراقيه ويتمنون لقاء العراقيين المسلمين والمسيحيين في المهاجر.ان شاء الله يعود يهودالعراق الى مزاراتهم ومقدساتهم على ارض بلدهم العراق الديمقراطي الجديد

تنويه
علي الغرباوي -

الطائفة اليهودية في العراق كانت تدعى بالطائفة الموسوية و ليست بالطائفة الاسرائيلية كما ورد اعلاه في المقال .

اليهود علی الراس
إبن دجلة والفرات -

اليهود الذين هجروا قسرا من العرق بتواطیء من الأنظمة العربية التي وبعضها مازالت علی سدة الحکم، يجب أن يعودوا لو أرادوا ليضيفوا لونا کنا قد أفتقدناه منذ أکثر من نصف قرن ولأعادة التوازن للحمة العراقية. مرحبا بکل يهودي فهم أصل العراق قبل أن تتکون العراق. الکلدان والمسيحيون واليهود والإيزيديون ‌هم أول المعتقدات في العراق نتمنی أن يرجعوا وينجمع شملنا الذي شتته الشوفينيون.

تنويه للمنوه
نسيم قزاز -

إلى السيد علي الغرباوي المنوه رقم 2. الطائفة اليهودية في العراق كانت تدعى الطائفة الإسرائيلية حتى إقامة دولة إسرائيل عام 1948 حيث استبدلت تسميتها بالطائفة الموسويّة. وهنا ألفت إنتباهك إلى أن المقال تناول سبرة أنور شاؤول صاحب مجلةالحاصد التي صدرت في بغداد في الثلاثينيات من القرن المنصرم عندما كانت الطائفة اليهودية آنذاك تسمى الطئفة الإسرائيلية.

تصحيح خطأ
باحث- تاريخ العراق -

الى الاستاذ على الغرباوي، الطائفة اليهودية كانت تسمى قبل قيام دولة اسرائيل بالطائفة الاسرائيلية، فلما قامت دولة اسرائيل، رمى البعض رئاسة الطائفة الاسرائيلية بالحجارة طالبا تغيير الاسم، فأطلق عليها الطائفة الموسوية لكي لا يستفزواالعرب. لذلك فما جاء في مقال المستشرقة ألين شليبفر هو الصواب.

العراق خسر أبناءه
عراقي متشرد -

بظهور اسرائيل وصدام وابن لادن ومقتدى اضطر الكثير من أبناء العراق المخلصين الى الهرب،كنت صغيرآ أصاحب أبي الى الأسواق وكان كثير من أصحابه من اليهود،وعندما أجبر هؤلاء على الهجرة كان أبي يحن اليهم أشد الحنين حتى وفاته.فهل فكرت الحكومة الحالية بعودة هؤلاء العراقيين من مختلف الأديان أم أن لعبة الدول الكبرى فرضت واقعآ لا يستطيع الضعفاءرفضه؟

كان مثالا للعراقي
مصطفى العراقي -

أشكر إبلاف على نشر المقال حول الكاتب والمثقف العراقي اليهودي أنور شاؤول وبداية اتمنى أن يمتلك الكثير من المثقفين العراقيين ما كان الرمحوم انور شاؤول يمتلكه من إحساس بالإنتنماء العراقي للعراق. ولقد عايشته طيلة السنوات العشر قبل مغادرته العراق ( قسرا) الى النمسا ثم الى إسرائيل.لم يكن يرغب مغادرة العراق رغم مغادرة إبنه وإبنته العراق وبقي صامدا للبقاء في العراق وكان يردد إن مكتبتي وكتبي هي أولادي والعراق هو وطني.وبعد إلحاح عائلته وافق على السفر لشهرين لزيارة إبنه في النمسا . وكان اليهود العراقيون ممنوعون من السفر فقد طلبا وتمت الموافقة دون تردد وغادر وترك داره كما هي وترك أولاده فيها ( كتبه ومكتبته) وغادر الى النمسا وهناك تعرض لضغوط عائلية أخرى منعته من العودة للعراق ونقلا عن شخص إلتقاه فيب النمسا كان متأثرا من عدم عوته ولم يكن مقتنعا بذلك لإرتباطه بالعراق. وبعدها غادر الى إسرائيل . وفقد العراق أحد أعلامه من العراقيين اليهود وتعرضت داره لسرقة من جانب ضابط الشرطة المسؤول عن منطقة سكنه ( وكان الله له بالمرصاد حيث شارك في حركة ناظم كزار وتم إعدامه)ثم جاء من إدعو إنهم ممثلو وزارة الإعلام وفرهدوا مكتبة وبيت أنور شاؤول . هذه نبذة عن الراحل . وأتمنى من إيلاف أن تعلم القراء كيفية الحصول على نسخة من مذكرات أنور شاؤول واكون من الممتنين .

الى مصطفى العراقى -7
يوسف -

الى سيادة الاخ مصطفى العراقي الكريم، تستطيع الحصول على كتاب أنور شاؤل، قصة حياتي في وادي الرافدين، من الناشر رابطة الجامعيين النازحين من العراق، وعنوانها:Association of Jewish Academics from Iraq, Post Office Box 1147, Mevasseret Jerusalem 90805, Israelويرسل سعر الكتاب مع تكاليف البريد بحوالة بنك وشكرا لعواطفك السامية نحو الأديب والشاعر أنور شاؤل. يوسف --