مجلة المشكاة تكشف أسرارا حفظها التاريخ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
العدد الثاني يكشف عن أسرار حفظها التاريخ
مجلة مشكاة تواصل نشر الثقافة الأثرية في العالم العربي
محمد الحمامصي: صدر المجلد الثاني من المجلة المصرية للآثار الإسلامية " مشكاة"، والتي تصدر عن المجلس الأعلى للاثار، لتملأ فراغاً في عالم الآثار الإسلامية. يدل غلاف المجلة عن محتواها فهو يحمل صورة لمشكاة مزينة بكتابات عربية تمثل ألقاب السلطان حسن والتي تعود إلى العصر المملوكي وتمثل أحد مقتنيات مكتبة الإسكندرية.
تتناول المجلة في صفحاتها جوانب مختلفة للفنون والآثار الإسلامية بأقلام نخبة من الأساتذة والباحثين في هذا المضمار. وتعتمد فلسفة المجلة على تناول علم الآثار الإسلامية بمفهوم واسع يتضمن نواحي مختلفة للحضارة الإسلامية في مجالات عدة من عمارة وفنون وتصوير وعملات ومتاحف وغيرها.
ويرأس تحرير المجلة د.زاهي حواس الأمين العام للمجلس العلى للآثار الإسلامية، وسكرتيرها الدكتور خالد عزب مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية. شارك في هذا العدد باحثون من فرنسا واليابان والمملكة العربية السعودية واليمن ومصر بأبحاث ودراسات شتى اتسمت كلها بالجدية. يكرم هذا العدد عالماً جليلاً أفنى حياته في العمل في حقل الآثار الإسلامية وقد كتب الدكتور خالد عزب مقالة بعنوان "سيرة أثري محارب" تلخص حياة الدكتور فهمي عبد العليم الرئيس السابق لقطاع الآثار الإسلامية.كان عبد العليم محارب شجاع شارك في حرب أكتوبر 73، وقاتل في سبيل الحفاظ على تراث مصر الإسلامي، وعرف على الصعيد الدولي والعربي كأبرز المتخصصين في الآثار الإسلامية، وأجرى العديد من الحفائر الأثرية، ويعد هذا العدد تكريماً له من قبل المؤسسة التي أعطاها الكثير. وهو يشغل حالياً درجة أستاذ بمعهد سيناء العالي للسياحة والفنادق.
وجاء بحث المصطفي الخراط عن "تقنية طواحين الهواء ودور وحيل علماء المسلمين في تطويرها "ليكشف عن تاريخ طواحين الهواء وكان أول ظهور لها في بلاد فارس وقد عرفتها أوروبا عن طريق الاحتكاك مع الشرق، إذ أنه من المرجح أن العرب عرفوا طواحين الهواء نتيجة احتكاكهم مع الفرس، ثم ما لبثت أن انتشرت في العالم الاسلامي، لتصبح سمة أساسية من سمات المدن الإسلامية. ويذكر الباحث أنواع طواحين ومكوناتها ودور علماء المسلمين في تطوير تقنيات عملها. فقد كانت طواحين الهواء من المنشآت الخدمية التي عني بتطويرها علماء العرب والمسلمين كنوع من أنواع الطاقة المتجددة من غير تعب ولاكلفة، أما بالنسبة للحيل التي اتبعها علماء المسلمين في تطوير هذه المنشآت فقد شملت عدة طرق في تقنياتها وعددها وآلاتها وطرق تشغيلها بما يسجل لهم تقدماً مذهلاً في مجال الهندسة الميكانيكية. وقد حفلت هذه الدراسة بالعديد من صور المخطوطات وصور نادرة لطواحين هواء أثرية.
وفي العدد ذاته يقدم ابراهيم صبحي دراسة عن فن النحت على عمائر القاهرة، منذ سنة 1875 وحتى سنة 1930، ويقسم فيها المنحوتات الزخرفية إلى ثلاثة مراحل، المرحلة الأولى امتدت من سنة 1875 إلى 1895 وهي المرحلة التي تخللها الإحتلال البريطاني، تميزت هذه المرحلة بشدة التأثيرات الأوروبية، كما تميزت فيها المنحوتات بالتقليدية الشديدة، المرحلة الثانية وهي التي امتدت من سنة 1895 حتى 1910 تميزت بتمرد عدد من الفنانين على التقاليد الفنية، وخوضهم تجارب جديدة لأول مرة، ومن أهم نتائج هذه المرحلة ظهور فكرة ان الفنون غير تابعة للعمارة ولم تعد لمجرد الزينة، وصار لها رسالتها الخاصة وقيمها الروحية، كشف الباحث أن مصر سادتها في هذه الفترة بعض التيارات التي كانت تعارض بشدة موضوع النحت والتصوير وغيره من الفنون الجميلة ومدى أهميتها وحيويتها للمجتمع من عدمه، غير أن المفكرين والأدباء قد انبروا للدفاع عن الفن بصفة عامة، كان من أشهرهم أحمد لطفي السيد الذي نشر سلسلة من المقالات يبين فيها أهمية الفنون الجميلة ويكشف عن حيوية وضرورة وجودها، كما كان قاسم أمين يشير في خطبه ومقالاته أيضاً إلى مدى جدوى أهمية الفن بشكل عام، مبهوراً في ذلك بما رآه في جولاته بمتحف اللوفر.
أما المرحلة الثالثة، وهي التي استطاع الفنانون الوطنيون - وكذلك المعماريون- أن يتبينوا فيها الحقائق خاصة في السياسة، خاصة في بلد كمصر تربى فنانوها في أحضان آثار مختلف العصور التي تزخر بها بلادهم بقدر موفور من الحرية لم يسبق له مثيل، فأثبت بذلك وجوده وجدارته وذاتيته بتصميماته المتميزة المشبعة بفلسفته ومثاليته التي امتزجت بميول عصره وطبيعته.
شمل العددأيضاً تقريرين غاية في الأهمية، أولهما تقرير عن حفائر منقباد، وهي أحد أهم المناطق الأثرية في أسيوط، نظرا لما تحتويه من آثار عديدة متنوعة منذ الفترة القبطية في تاريخ مصر والفترات التي تليها من العصر الإسلامي. ويكشف التقرير عن آخر الإكتشافات الأثرية التي أسفرت عنها أعمال الحفائر لعام 2000 و2001 وهي وجود ثلاثة أسوار من الطوب اللبن، أحدها بالجهة الشمالية وهو سور المنطقة الأثرية، ويتميز بالسمك الذي كان ضرورياً نظراً للغارات الرومانية وهجمات اللصوص على المنطقة والإضطهاد الذي تعرضت له المسيحية في تلك الفترة، وكذلك حاجة الراهب نفسه إلى الأمان لأداء الطقوس الدينية والإنقطاع للعبادة، والسوران الآخران يمتدان من الشمال إلى الجنوب في الجهتين الشرقية والغربية ويحصران بينهما القلالي وعددها خمس. كما تم العثور على العديد من الصور الجدارية والأواني الفخارية و الأحجار الجيرية والعملات النحاسية.
كان من أهم الاكتشافات السابقة التي عثر عليها هي الكشف عن بيت حاكم المدينة وهو مبنى من الآجر، كما تم الكشف عن عدة كنائس، منها كنائس كبيرة وصغيرة ومصنع للزيتون وبعض العملات الذهبية التي تعود إلى العصر البيزنطي والعصر الروماني.
اماالتقرير الثاني الذي حفل به العدد فهو عن " مشروع الكشف عن أسوار صلاح الدين الشرقية " عن الفترة من 1997 إلى 2001. أعد التقرير د. خالد عزب المشرف على مشروع إنقاذ السور. وتعد أسوار القاهرة والتي تعود للعصر الفاطمي أو الأيوبي من أطول أسوار المدن التاريخية في العالم، بل وأفضلها من حيث التنوع المعماري. يصف التقرير أهم مشاكل المشروع من وجود تلال من القمامة أو جبانات غير مرخصة والاعتداء شبة اليومي على السور من الأهالي سواء بالبناء أو الهدم. كما يوضح التقرير الإجراءات التي تمت من أجل حماية الأسوار الأثرية. ويعد مشروع الحفر الأثري للكشف عن سور صلاح الدين الشرقي خليطا مشتركا بين نوعين من الحفريات المتعارف عليهما، الأول: حفريات الإنقاذ، والثاني: إعادة حفر الموقع.
وقدم الدكتور هشام عجيمي من السعودية دراسة رائعة في هذا العدد عن قلعة الأخضر في طريق الحاج الشامي، تقع محطة الأخضر جنوب مدينة تبوك على طريق الحج الشامي الذي كان يصل بين مكة المكرمة ودمشق، وقد سجل الحجاج مشاهداتهم في محطة الأخضر، فأوردوا معلومات مهمة تعطي في مجملها صورة عن محطة الأخضر في فترات تاريخية مختلفة، خاصة مبنى القلعة الذي مازالت بقاياه قائمة إلى اليوم، ونشر الباحث أربعة نصوص تاريخية عن القلعة ترصد تطور عماراتها.
تميز العدد أيضاً بعدد من الموضوعات عن النافورات والفساقي في منشآت القاهرة المملوكية ومدلولها الحضاري والتقني للباحث محمود عبد الباسط، أوضحت الدراسة المدلول الحضاري لعنصر الفسقية سواء في مصر القديمة التي كانت دلالة ارتباط المصريين بالإله حابي إله النهر، أو في المنازل ذات الطراز المعماري الإسلامي حيث يتمثل المدول الديني في أنها تشبة منازل الجنة التي تجري فيها الأنهار. وقد تتبعت الدراسة تطور النافورات والفساقي في المساجد المملوكية.
كما احتوت المجلة على عرض شيق لكتاب" جامع المؤيد شيخ" للدكتور فهمي عبد العليم، أعده الباحث بمكتبة الإسكندرية محمد السيد حمدي. يعد هذا الكتاب من أهم الكتب العلمية التي تناولت تاريخ هذا الأثر الهام المجاور لباب زويلة والذي تميز بالعديد من الخصائص المعمارية والفنية التي تفرد بها عن آثار قاهرة المعز. يضم هذا الكتاب ستة فصول، وقد أفرد المؤلف مساحة كبرى لتسجيل الكتابات الأثرية بالجامع من نقوش تأسيسية وكتابات دينية وعبارات دعائية.
الصدور: العدد الثاني.
الناشر: المجلس الأعلى للآثار، مصر.
رئيس التحرير: زاهي حواس.
سكرتير التحرير: خالد عزب.
عدد الصفحات: 404 صفحة.
المقاس: 30times;21 سم.