جريدة اللوموند تخصص ملحقا أسبوعيا للفلاسفة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عبد الله كرمون من باريس: أطلقت جريدة لوموند منذ أيام، بإيعاز من روجيه بول دروا؛ الصحافي فيها والمهتم بشأن الفلسفة، ما سمته ب "لوموند الفلسفة" على غرار ملحقها الثقافي "لوموند الكتب"، وذلك كل خميس. هذه العملية تتجلى في بيع أحد كتب كبار الفلاسفة بشراء الجريدة، ولائحتها محددة سلفا، إذ تضمنت حتى الآن وبالترتيب ما يلي: أفلاطون، أرسطو، ديكارت، فولتير، روسو، ماركس، نيتشه، مونتيني، ديدرو، باسكال، القديس أوغسطين، مكيافيليي، سبينوزا، كانط، هيجل، سينيك، توكفيل، ليبنيز، لوكريس، هيوم.
إذا كان الكتاب الأول لأفلاطون، متضمنا ثلاثة مباحث أفلاطونية، قد وزع مجانا بشراء الجريدة، فإن الكتاب الثاني لسقراط قد بيع بحوالى عشر يوروهات. الثمن الذي سُعّرت به تماما كل الكتب التي سوف تليه. ترى لوموند أنها "سعت منذ إنشائها، إلى فهم العصر وإلى التصدي لكل دعاية وتعصب. ما فتئ الفلاسفة يمارسونه منذ الأبد. لهذا فلوموند تقترح على قرائها سلسلة "لوموند الفلسفة"".جدير بالذكر أن الجريدة تعاقدت مع دار فلاماريون في هذا الإطار. ذلك أن الأمر في نظري جد تجاري في أصله قبل كل شيء. سواء بالنسبة إلى الجريدة أو إلى الناشر.
فإذا كانت لوموند قد أثارت الانتباه إلى ضرورة الالتفات إلى أمهات الكتب الفلسفية فإن ذلك يعتبر بالفعل مما لا نغبنها فيه من حسنات. إذ إنه ما أحوجنا اليوم إلى إرساء تفكير عقلاني حر. ولسنا نحقق ذلك سوى بالاستئناس بعصارة تفكير الفلاسفة الذين نتحدث عنهم.
لكن أمرا آخر لسنا نغفله قط، وهو الأزمة المادية الحرجة التي تتخبط فيها كبريات الجرائد الفرنسية، بما فيها لوموند. بهذا الشكل إذن أرادت لوموند أن تثير الانتباه إليها وأن تحقق، بإشهارها لمشروعها هذا، قدرا مرتفعا من مبيعاتها، ما سعت كثيرا إلى الوصول إليه من أجل تلافي ارتفاعا أكبر في ميزانية عجزها. وقد أكد لي باعة الجرائد، في باريس، كون العملية قد عرفت إقبالا لا بأس به.
الكتاب يباع في علبة من ورق مقوى على شاكلة الطبعة الأنيقة والعريقة "لابليياد"، غير أنه ليس، في واقع الأمر، أمرا ذا شأن. ذلك أن ثمنه، في اعتقادي، مرتفع بالنسبة إلى الطبعة وبالنسبة أيضا، لكون الأمر يدخل في عملية أسميها "قناص القراء". صحيح، أن الطبعة ليست مجرد طبعة تجارية في ذاتها، لأنها تحتوي على الحواشي الغنية وعلى مجهود علمي همهم. وإن كان المشروع الذي يعرضها، نجد في نفس يعقوب أمره. إذ ركز على أمر تجاري مهم، تعوّد أهل التجارة أن يقع المستهلك دوما في شباكهم في كل مجالات الاقتصاد، خاصة في فرنسا. ذلك أن أمور التخفيضات وغيرها ليست في الغالب إلا شراكا يقع المستهلك في عسلها المدسوس بسم. غير أني أقف إجلالا لكبار فلاسفة الإنسانية!
التعليقات
أين الترجمة للعربية؟
المفكر السعودي -أتمنى أن تترجم تلك الكتب إلى اللغة العربية.وحبذا لو قامت دولة الأمارات العربية المتحدة بهذا الأمر، فهي الأفضل في هذا المجال
جهد مميز واحترام عقل
marwa _kreidieh -جهد مميز تبذله اللوموند- ولعل هذه الامور التي لا نلق لها بالا هي المساهم الحقيقي في نهضة الشعوب وهي التي تعبر عن تطور الامم في مسيرةحياتها ونموها الحضاري لأن الصحف غالبًا ما تقدم الاخبار الخفيفة - فإن إضافة كتب من هذا النوع تفتح الأفق أمام القراء للإطلاع على الابداعات الفكرية والفلسفية وتساهم في نشر الوعي --- طبعًا أحترق أسى على وضع اعلامنا العربي الاستهلاكي - حيث ان المقالات الفكرية العميقة والفلسفية لا يلق لها بالا وتصنف على انها نوع من الطوباوية والتعقيد !! اليس من الغريب أنه في اعلامنا المرئي لا يوجد برنامج واحد يناقش القضايا الانسانية بأبعادها الفلسفية !