ثقافات

تجريب، أم قراءة مغايرة؟؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أحمد شرجي: كثيرا ما نسمع مفردة التجريب تتردد على السنة اغلب المشتغلين بالفن المسرحي من نقاد وكتاب ومنظرين وعاملين بكل تخصصات الفن المسرحي، بل أن هذه الكلمة (الطلسم) بدأت تتداول بكل اللقاءات والحوارات والمهرجانات، وقد يكون بلا مبالغة حتى في منامات المسرحيين. هناك مهرجانات حملت هذه المفردة عنوانا لها ولعل اشهرها مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي، وهناك فرق مسرحية حملت لواء التجريب وطرحت طريقة عملها تحت ما يسمى التجريب، بل ان هناك مسارح سميت تيمنا بهذه المفردة ومنها في بلدي العراق منتدى المسرح التجريبي.
ونحن هنا نتساءل من باب الفضول الأكاديمي والمسرحي:
هل نحن كعرب اكتشفنا هذه المفردة حديثا؟ وبدأت تأخذ كل اهتماماتنا منذ أن دخلت علينا في القرن الماضي.
هل نحن مجرد قراء للطروحات الغربية فقط؟ في حال كنا متلقين جيدين، لما نقرا.
هل قمنا بتأسيس مسرح عربي، أو خصوصية مسرحية عربية مهما كان شكلها، وبالتالي نذهب إلى اتجاهات مسرحية كي نشتغل عليها بعد أن استهلكنا كل التجارب السابقة، وأصبحت غير مجدية ولا تستفز المخيلة؟ وبدأنا نجرب اشكالا أخرى لعلنا نجد ضالتنا المسرحية فيها؟
هل أن كل ما يقدمه المسرح الغربي الآن يندرج تحت ما يسمى بالتجريب؟
من حمل لواء التجريب في المسرح العربي؟
هل حقا أن ما نقدمه كمسرحيين عرب تحت يافطة التجريب، عروضا تجريبياً؟
أسئلة كثيرة تدور بذهني كلما سمعت كلمة (التجريب) أو (عرض تجريبي)، وكلما شاهدت عرضا او قرأت مقالة نقدية عن عرض مسرحي ما.
هل القصدية هنا في هذه الطروحات،بان هذه التجارب (العروض المسرحية ) هي لمخرجين يمارسون الإخراج لأول مرة، وبالتالي هذه أولا تجاربهم الإخراجية، ولذلك يطلق عليها تجريب(من التجربة ) جرب-يجرب-تجريبا، بمعنى انه جرب أن يكون مخرجا، وبعد ذلك اكتشف بعد تجربته تلك بأنه ليس له علاقة بالفن وانصرف إلى مجال آخر لعله يجد فيه ضالته؟؟؟
إذا كان المسرح العربي قد حقق خاصيته المسرحية، إذا افترضنا بأنه مسرح مبدع ويعتمد على موروثه ويستند إلى تجارب مهدت لخاصية مسرحية عربية شبيهة بالطقوس الدينية باثنيا، أو المناسبات الدينية التي شكلت بوادر مسرحية رغم عدم وجود القصدية بها وإنما كانت مجرد احتفالات دينية بحته، وبالتالي بدا بالبحث في أشكال مسرحية مغايرة لما قدمه سابقا من أشكال مسرحية، يحاول بذلك كسر الجمود بالشكل المسرحي وكذلك يعلن التمرد على الإرث المسرحي الذي نراه بمعظم العروض.
طيب إذا كنا قد اكتشفنا ذلك المارد بدواخلنا وأعلنا عن تمردنا الإبداعي، لماذا لا نزال نقلد الغرب بكل تقليعاته؟؟ حتى لو كانت لا تتفق مع السمات الثقافية والاجتماعية لبلداننا، لماذا لا يتجه الغرب إلى خاصيتنا المسرحية، باعتبارنا منتجي ثقافة أيضا؟؟ أليس هذا ما نكابر به دائما؟؟؟؟ ونتشدق بأننا أحفاد سلالات حضارية عظيمة؟ ما هي الاستفادة الحقيقية من هذه السلالات؟؟
لماذا اتجهوا إلى شرق آسيا، والكثير منهم يدين للشرق بأنه طور طروحاته المسرحية من خلال اكتشافه لسر سحر الشرق، وهناك نظريات مسرحية كانت مشاريع واتخذت حيز التكامل والإعلان عنها وكان الشرق هو المحفز الأول لها.
هل أن كل ما ينتجه الغرب هو مسرح تجريبي؟ ولماذا نطلق عليه مسرح تجريبي؟؟ أليس هو عرض مسرحي فقط؟؟؟
ما هو هذا الطلسم (التجريب) الذي يشغل معظم المسرحيين العرب ولا نغالي إن قلنا كلهم؟؟؟؟؟؟
هل ما نشاهده الآن من عروض مسرحية عربية، هي تجريبية؟؟؟
هل هذه المفردة (التجريب) كذبة صدقنا بها، لان الغرب أطلقها، أو لم يطلقها وأنا ترجمت خطأً؟
هل أن قراءتنا المغايرة للنصوص المسرحية، والرؤية الأخرى التي نقدم بها تلك القراءة، هو تجريب؟
هذا هو تصور أو فهم آخر للنص، قراءة مغايرة للنص، وبالتالي هذا الفهم او القراءة يختلف من شخص إلى آخر ومن مخرج إلى آخر، لان العملية المسرحية برمتها تعتمد على مرسل ومستقبل، والنص المسرحي هو أيضا مرسل أو كما تقول آن بروسفيلد، مُصدٌر، والقارئ هو مستقبل، إذن أنا كقارئ-مستقبل، وعملية الاستقبال تختلف من شخص إلى آخر، الكثير من المسرحيين بمختلف دول العالم قدموا مسرحية وليم شكسبير (الملك لير)، لكن شكل لير بالعراق يختلف تماما عنه في اليمن مثلا، وشكله بأوربا يختلف تماما عما قدم بالعراق واليمن.
لان هذه القراءة المغايرة لمسرحية الملك لير والتي نسميها بعروضنا تجريبا، تخضع لمعطيات كثيرة داخل مجتمعتنا العربية، التأثير السياسي والاجتماعي والاقتصادي كلها تخضع لهذه القراءة او للتفسير الجديد للنص الملك لير، ولعل الهم السياسي هو احد ابرز الأشياء التي تترك أثرها في هذه القراءة، وارى بان هذه القراءة هي فقط رؤية مغايرة، تفسير آخر للنص ناتجة عن الاختلاف الثقافي والحضاري بين الشعوب وبين العادات والتقاليد، لكن الذي يعاب على هذه القراءات هي أنها لا تؤسس لشيء وإنما وليدة تجربة واحدة، ولم يسع القائمون عليها من اجل تطويرها والتنظير لها وبالتالي تصبح نهجا، وهذا عكس ما هو حاصل بأوربا، عدم الاستقرار السياسي هناك والحروب العالمية الأولى والثانية الطاحنتين، هي التي ولدت مسرحا حقيقيا، ظهرت تيارات مسرحية كرد فعل على الحرب مثل: مسرح الاحتجاج والغضب ليعلن غضبه ورفضه لكل ما هو سائد آنذالك، ومسرح القسوة وكذلك العبث، وبدأت دوامة البحث ولازالت لولوج عوالم مسرحية لم تكتشف بعد، واخذ الكثير بالتنظير للكثير من هذه الأشكال.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مبدع
رسول الصغير -

انت مبدع بالتمثيل ومبدع بالكتابة الاعلامية، شكرا لك

عجيب
احمد -

رسول يمتدح أحمد شرجي لأنهما زملاء عمل في فرقة واحدةاسمها مسرح الهواة العمالقة ، قدموا مسرحية واحدة باللغة الهولندية وحينما شاهدها الهولنديون قالوا: صحيح ان عملهم ضعيف ونطقهم للغة الهولندية غير مفهوم ولكن لنتركهم يعملون فهم شباب وطموحاتهم كبيرة ، الطامة الكبرى حينما قدمت هذه الفرقة عروضها في مهرجانات عربية مشهورة ، قدم رسول فرقته على اعتبارها فرقة مسرحية هولندية وتمادى في جرأته وأخرج عملا لجان جينيه مع ان رسول لايخفي على احد انه لم يقرأ كتابا واحدا في حياته ، فشكرا لأحمد شرجي وشكرا لرسول على شجاعتهما في تقديم عروض مسرحية هنا وهناك

انتحال شخصية
رسول الصغير -

الاساتذه الافاضل في ايلافتحية طيبةانارسول الصغير لم اكتب ابدا في اي يوم باسم وهمي وماورد من تعليق باسمي حول مقالة الصديق احمد شرجي انا لم اكتبه لاني بصراحة الان فقط تمكن من قرائة المقال رغم تاكيدي على ابداع الفنان احمد شرجي وهو غني عن تعريفي ولكن انا منزعج جدا لهذا الاحتيال واطال اصدقائي في ايلاف كشف حقيقة من انتحل اسمي واذا تطلب الامر ساذهب الى اسرة ايلاف مشيا عللا الاقدام سافعل وان ايميلي او عنواني الالتروني لم يتغير منذ ان حصلت عليه وهو saghir35@hotmail.com وهناك عنوان اخر خاص بالفرقة ولكني لا اكتب به وهو stmmodern@hotmail.comاتمنى من اصدقاءنا في ايلاف الكشف عم هذا المنتحل رجاء رجاء لاني اشعر بخطر كبير...مع خالص تقدير لايلافرسول الصغيرلندن10-01-2008 الساعة الثانية عشر وتسع دقائق

لا حول ولاقوة الا با
دجال -

من يكذب ومن يكتب الحقيقة؟ رسول الصغير يقول أن رسول الصغير انتحل اسمه. هو صادق في هذا المجال لأن الاخطاء الاملائية والنحوية دليل ساطع على ان الكاتب هو رسول الصغير لا غيره. ورسول الصغير يؤرخ تعليقه في يوم 10-01-2008 أي قبل الحدث بشهر. أنا أطلب فتوى من أمير الأمراء في قاطع الرمادي لانه الوحيد الذي يخلط الابيض بالاسود دون حساب.