ثقافات

واحة سيوة والمنيا تحتضنان مجاورة فنية حول "فن الحكي"

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واحة سيوة والمنيا في صعيد مصر تحتضنان مجاورة فنية حول "فن الحكي"

سعاد نوفل من عمان: بعيداً عن القاهرة بثقلها الثقافي الكبير المستمد من مركزية العاصمة وحيث يكتنز التراث الشعبي والتقليدي احتضنت كلاً من واحة سيوة والمنيا في صعيد مصر مجاورة فنية حول "فن الحكي" شارك فيها العديد من الشباب من مختلف أنحاء الوطن العربي ممن لديهم خبرة و اهتمام بفن الحكي، ولمدة عشرة أيام متتالية اجتمع حكائون متمرسون وآخرون في بداية حياتهم المهنية، خلال الفترة ما بين 25/1 ولغاية 5/2/2008 تشاركوا خلالها الخبرة للعمل على مشاريعهم المستقلة والمشتركة الخاصة في فن الحكي، مستفيدين من مجاورة أهم حكاء " إلياذة العرب " والحكائين التلقائيين.
ولقد جاء تنظيم هذه المجاورة الفنية تحت مظلة مشروع "حكايا" بتنظيم من الملتقى التربوي العربي والمركز العربي للتدريب المسرحي، وبالتعاون مع المخرج حسن الجريتلي من فرقة الورشة المصرية و جمعية الجزويت والفرير بالمنيا ومركز داير مايدور بسيوة، ويرتكز مشروع حكايا على التواصل ما بين الأجيال والخبرات المتنوعة، ويتجلى هذا التواصل بأعمق أشكاله من خلال التجاور /الإقامة المفتوحة للحكائين التي سينظمها المشروع بشكل سنوي.
حيث اجتمع المشاركون في الجزء الأول من المجاورة مع آخر شعراء السيرة الهلالية الكبار الحاج / سيد الضوي لمدة ستة أيام، عمل خلالها المشاركون على عدة محاور كان أهمها الاستفادة من آخر الشعراء الكبار سيد الضوي والذي قام بحكاية مقتطفات من جزء المواليد كولادة أبطال السيرة وأصولهم العائلية وجزء الريادة والتغريبة وديوان الأيتام.
ولقد صرّح ميسر المجاورة المخرج حسن الجريتلي بأن أغلبية المشاركين كان لهم علاقة بالمجتمع المحلي وناشطين يمثلون جمعيات ومؤسسات أهلية ولم يكونوا فقط حكائين شباب بل فنانين ولديهم حس اجتماعي وفني يودون استثماره ويرغبون بتطوير تجربتهم وخبرتهم في فن الحكي من خلال العمل الإجتماعي، ولقد كان هناك تنوع كبير فقد خرج المشتركون بمشروعات عديدة تم مناقشتها خلال التجاور كعمل مهرجان حكي في المغرب ومشروع ذاكرة حي في الإسكندرية، كما حصل نوع من التشبيك بين المشاركين حيث كان عدد المشروعات التي لها علاقة بالتراث كبيراً، وحصل نوع من البرتوكول في تطوع المشتركين بالتعاون في المشروعات المشتركة بأفكار تغني مشروعات الآخرين من خلال المساعدة والتعاون، كما تمت مناقشة بعض المحاور الفرعية كعلاقة الحكي بالمسرح، تخللها زيارة مركز فنون العصى ملوي في المنيا، وأضاف الجريتلي بأن "الحكي" هو أنشط تعبير فني وأكثرها ممارسة في الوطن العربي فكما كانت تفعل شهرزاد تحكي لكي لا تموت.. ونحن نحكي لكي نعيش.
وعلى بعد مئات الكيلومترات من الصحراء تقع واحدة من البقاع التي ما إن تطأها قدماك حتى يتوقف بك الزمن وتعود بك عجلاته آلاف السنين، لتفاجأ بعالم غريب وعجيب يمتزج فيه الواقع بالخرافة وتختلط الحكايات بالأساطير وتتجاور الطقوس مع الأعياد والاحتفالات؛ لتصنع لنا أسطورة اسمها واحة "سيوة" المصرية حيث قضى المشاركون خمسة أيام في واحة سيوة التقوا خلالها مع حكائي سيوة التلقائيين حيث حافظت العزلة النسبية للواحة على التراث الشعبي الأمازيغي، كما التقى المشاركون بشيوخ القبائل، وقام الحكاء اللبناني/الفرنسي جهاد درويش بعمل تدريب على الحكي، وعلى هامش التجاور قام المشاركون بزيارة بعض الأماكن السياحية كعين كيلوبترا والمحمية الطبيعية في واحة سيوة.
وبانتهاء المجاورة والتي استمرت لمدة عشرة أيام يأتي ختام فعاليات المرحلة الأولى من مشروع "حكايا" والتي كانت قد بدأت في شهر تشرين ثاني 2006، حيث سيتم عقد الاجتماع الثاني للمشروع بالتعاون مع الملتقى الإبداعي للفرق المسرحية المستقلة في الاسكندرية من 8 - 9 شباط 2008 الجاري، هذا وسيضم الإجتماع الثاني مجموعة "أصحاب حكايا" وهي المجموعة الاستشارية القائمة على المشروع بالإضافة إلى عدد من المهتمين من منطقة حوض البحر المتوسط لمناقشة المرحلة الأولى من هذا المشروع للتفكير بالمراحل المستقبلية من العمل المشترك.
ومن الجدير بالذكر ان مشروع حكايا يتمحور حول مركزية القصة في التعلم، الفن، والحياة من خلال استخدام "الحكاية" و"الحكي" كآداة رئيسية ومحركة في مجال تشجيع القراءة والتعبير ومحو الأمية والإنتاج الفني في العالم العربي ضمن إطار ثقافي تربوي مفتوح ومحاولة الوصول إلى أدوات مشتركة للتعامل مع هذا التحدي الهام والحيوي للتعليم والتعلم في العالم العربي، وذلك داخل وخارج الأطر التعليمية الرسمية.
وتتمثل رؤية المشروع في النظر إلى القراءة، الكتابة، والمعرفة الأبجدية كأدوات تنمي "العالم الداخلي" للإنسان وتشكل "الخيوط" التي تحيك الشبكة الاجتماعية والثقافية ما بين الناس في العالم العربي ومع آخرين في العالم ككل، بدلا من النظر إلى القراءة والكتابة والمعرفة الأبجدية كأدوات تربط ما بين العقل والنص، يمكن النظر إليها كوسائل تربط ما بين العقل والحياة. "قراءة الحياة"، بدلا من قراءة أحرف وكلمات، أي النظر إلى القراءة والكتابة والمعرفة الأبجدية ضمن سياق واسع، هي الرؤية الموجهة للمشروع، كما ويتضمن مشروع "حكايا" أنشطة متعددة أهمها تطوير موقع إلكتروني للمشروع
www.hakaya.org، تكوين شبكة "حكائين بلا حدود"، وعقد ورشات عمل إلى جانب إقامة تجاورات مفتوحة للحكائين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف