ثقافات

قصة الأخوين علي ومصطفي أمين مع الصحافة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في كتابٍ تذكاريٍ يؤرخ لمؤسسة أخبار اليوم
قصة الأخوين علي ومصطفي أمين مع الصحافة

محمد الحمامصي من القاهرة: يأتي صدور هذا الكتاب التذكاري (أخبار اليوم مدرسة صحافية مصرية)عن مكتبة الإسكندرية ليؤرخ لمؤسسة من أهم المؤسسات الصحافية المصرية جسدت تطور مهنة الصحافة في مصر في قالب جديد. خرج الكتاب في ما يزيد عن 400 صفحة من القطع الكبيرة، تروي إسهامات هذه المؤسسة التي انطلقت عام 1944 لتفجر إبداعات وكتابات أدباء ومفكرين ينتمون إلى جميع الاتجاهات السياسية والفكرية أمثال توفيق الحكيم وسلامه موسى وغيرهما. وقد شارك في إعداد هذا الكتاب كل من د.خالد عزب مدير إدارة الإعلام بالمكتبة، وممدوح مبروك بإدارة المشروعات الخاصة، وشريف اللبان.
يحتوي الكتاب على خمسة فصول؛ جاء الفصل الأول ليوثق لنشأة وتطور مؤسسة أخبار اليوم. كان "مصطفى أمين" يحلم منذ صباه بامتلاك دار صحافية كبرى تنافس الدور التي كانت قائمة في مصر في ذلك الوقت، في حين كان "علي أمين" يحلم بأن تكون هذه الدار على غرار الدور الصحافية الأوروبية بحيث تقوم بإصدار صحف تستطيع أن تنافس الصحف العالمية فقبل أن يسافر "علي أمين" إلى إنكلترا لدراسة الهندسة كان مثله الأعلى في الصحافة "روزاليوسف"، وفي عام 1931م كتب إلى شقيقه مصطفى من لندن يقترح عليه إصدار صحيفة أسبوعية مصرية أصحابها مصريون تجمع بين المجلة الأسبوعية والصحيفة اليومية سياستها الدفاع عن الوطن ضد المستعمر، ومستقلة ليس لديها أي انتماءات حزبية تقوم بالتنديد بالتصرفات التي تتعارض مع مصالح البلاد، وبعث له بتبويبها، وكان مصطفى أمين في تلك الفترة محررًا في روزاليوسف وقد عارض التابعي والسيدة روزاليوسف المشروع ووصفاه بأنه خيالي لا يفكر فيه إلا شاب فقد اتصاله بالذوق المصري، وأُجلت الفكرة حتى عام 1936م حين اجتمع مصطفى أمين مع محمود أبو الفتح، والتابعي، وكريم ثابت لإصدار صحيفة المصري ورُفضت الفكرة أيضًا.
بعد ذلك فكر علي أمين ومصطفى أمين عدة مرات في تنفيذ مشروع "أخبار اليوم" ففي عام 1939م عرض "حسين أبو الفتح" مشروعًا صحافيًا على "مصطفى وعلي أمين" وذلك بشراء "دار اللطائف المصورة" التي كانت عبارة عن دار مكونة من عمارة كبيرة فيها مطابع روتوغرافور مقابل ستة آلاف جنيه، يدفع مصطفى وعلي 3 آلاف ويتقاضى مصطفى مرتبًا ضخمًا في مقابل رئاسة تحرير المجلات التي تصدرها الدار الجديدة، ولكن مصطفى أمين رفض هذا العرض وقال لحسين أبو الفتح إنه مازال صغير السن، وإنه بحاجة إلى تجربة أكبر قبل أن ينتقل من رئيس تحرير إلى صاحب صحيفة.
وفي عام 1940م تكررت المحاولة مرة أخرى فقد عرض "محمود أبو الفتح" على "مصطفى وعلي أمين" الاشتراك في إصدار صحيفة مسائية وأن يكون "مصطفى أمين" رئيسًا للتحرير وجرت مفاوضات واقترح "مصطفى أمين" أن يكون اسم الصحيفة "أخبار اليوم" لكن "محمود أبو الفتح" اعترض على الاسم بحجة أنه مؤلف من كلمتين وأصر "مصطفى" على الاسم ووافق "محمود أبو الفتح"، وتم إعداد عقد الاتفاق كما تم تحديد يوم التوقيع وساعته، حيث كان من المقرر أن يوقع في مسكن "محمود أبو الفتح" في غاردن سيتي وذهب علي ومصطفى أمين في الموعد المحدد للتوقيع ولكنهما وقفا أمام باب العمارة مترددين وأعرب كل منهما عن عدم اطمئنانه لتوقيع هذا الاتفاق ولم يدخلا العمارة وتراجعا عن المشروع.
أيضًا في عام 1942م اقترح جبرائيل تقلا (صاحب الأهرام) على مصطفى وعلي أمين أن يدخل معهما شريكًا ولكنهما رفضا، وهذا الرفض ليس بسبب شخص جبرائيل تقلا وإنما أرادا ألا يقامرا بأمواله في مشروع يحتمل الفشل والنجاح، وأرادا أن يتحملا وحدهما مسؤولية هذا الفشل دون أن يشركا فيه أشخاصًا لا ذنب لهم سوى أنهم تحمسوا للفكرة.
وبالتالي كان "علي ومصطفى" لا يريدان البدء في هذا المشروع إلا وهما على درجة عالية من الكفاءة والاقتدار، فمن أجل تحقيق هذا الحلم أخذا يعدان نفسيهما إعدادًا جيدًا لإنشاء هذه الدار وكتبا في الصحف القائمة كما اشتركا في تبويبها وابتكرا لها أبوابًا جديدة وعملا في (روزاليوسف)، و(الأهرام)، و (الإثنين)، واستفادا من الفن الصحافي الذي كان "التابعي" من أحد أساتذته و من الفن الإخباري الذي كان "جبرائيل تقلا" صاحب الأهرام أحد علمائه، ومن فنون الطباعة والإخراج التي تميزت بها دار الهلال. ويستعرض الفصل الأول أيضاً المشكلات التي واجهت أخبار اليوم عند صدورها، ومن بين هذه المشكلات الحجم و التمويل.
ويشير الباحث ممدوح مبروك الذي عكف على تجميع المادة الوثائقية والأرشيفية للكتاب التذكاري منذ 8 أشهر، إلى أنه تم إجراء مجموعة من المقابلات الشخصية مع عدد من الشخصيات المهمة منها الصحافية صفية مصطفي أمين، والتي لم تبخل بأي معلومة أو أي وثيقة متوفرة لديها، كما كانت مقابلتي مع نوال مصطفي، وفاروق إبراهيم مثمرة جداً وأضافت العديد من النقاط المهمة التي كان من الضروري التوقف عندها والتركيز عليها في مسيرة المؤسسة. فجاء هذا الكتاب ليصبح بمثابة الملف الأول من نوعه والذي يشمل كل ما يتعلق بتاريخ هذه المؤسسة العريقة. وأكد ممدوح مبروك أن الكتاب يحتوي على وثائق وصور تنشر لأول مرة لمؤسسيها مصطفي وعلي أمين، وعدد من أعلامها مثل التابعي وكامل الشناوي وإحسان عبد القدوس ومحمد حسنين هيكل، وغيرهم خلال ممارستهم لعملهم الصحافي أو أثناء لقاءاتهم مع القادة السياسيين أو كمراسلين في الحروب الكبرى، بالإضافة إلى الأوراق والوثائق الخاصة بتأسيس الصحيفة وتراخيص الإصدارات الأولى للمؤسسة مثل مجلة الجيل، وصحيفة آخر لحظة، كما احتوى على الأعداد الأولى من كل إصدار. كما تمت الاستعانة بعدد من الملفات الشخصية مثل ملف مصطفى أمين وخالد أباظه ومصطفى شردي وأحمد رجب ومحمد الشماع وجمال الغيطاني.
ويكشف الكتالوج عن بعض المعلومات التي لم تكن معروفة من قبل مثل استكتاب السيدة أم كلثوم، والتي كانت متحمسة لإصدار صحيفة مصرية خالصة، وقد أقرضت مصطفي وعلي أمين مبلغ 18 ألف جنيه. فقد كتبت مقالة بعنوان " حينما أغني" والتي كانت في العدد الثالث من أخبار اليوم الصادر بتاريخ 25 نوفمبر 1944 م.
كما يقدم مقالات لعدد من أهم الكتاب العالميين والشخصيات السياسية منها مقالة كتبها برنارد شو في السنة الأولى لصدور الصحيفة عام 1945، ومقالة لغاندي، وأيضاً هـ. ج ويلز وغيرهم. ولم تقتصر عملية الاستكتاب على الكتاب والصحافيين بل شملت أيضًا نجوم المجتمع وكبار رجال الدولة والعلم والفن لما لهم من منزلة خاصة لدى الجمهور بحكم مناصبهم السياسية والاجتماعية، وقد بدأوا يكتبون في أخبار اليوم حتى يتعرف الجمهور إلى آرائهم في القضايا المختلفة وإن لم تكن سياسية مثل: إسماعيل صدقي، وحسين سري، وإبراهيم عبد الهادي وغيرهم من الشخصيات العامة مثل رؤساء الأحزاب ورؤساء الجامعات، ورؤساء البرلمانات والنقابات وكبار الأطباء.
وكشف الفصل الثاني الذي حمل عنوان " أخبار اليوم... صحيفة ومدرسة"، أنه بصدور "أخبار اليوم" بدأت مرحلة جديدة في الإخراج الصحافي، فقد اعتمدت الصحيفة على جذب القراء بالعناوين الضخمة الملونة وغير الملونة، وتوسعت في التصميم الأفقي إلى حد كبير، علاوة على الاهتمام بعنصر الصورة الفوتوغرافية، من حيث العدد والمساحة وتمتعت "أخبار اليوم" بما تمتعت به الصحيفة العالمية، من تنوع أشكال الحروف، وغلبة الاتجاه الأفقي في التصميم، وسيادة الصورة الفوتوغرافية من حيث المساحة، لاسيما في الأحداث السياسية المهمة.
ومن أروع الأجزاء التي تضمنها الفصل" دعائم مدرسة أخبار اليوم" ومن بينها الصور والرسوم؛ فلما صدرت "أخبار اليوم" أحدثت انقلابًا في الصورة الصحافية. وكان محمد يوسف هو أول مصور صحافي لها، وصاحب المدرسة التصويرية التي تخرج منها تلامذة "أخبار اليوم" في التصوير الصحافي. لقد استطاع محمد يوسف أن يقوم بتمصير فن التصوير الصحافي في الأربعينات بعد أن كان مقصورًا على مجموعة من المصورين الأجانب والمتمصرين، فقام بتطوير الصورة الصحافية من صورة تذكارية إلى صورة حية مليئة بالحركة، لا تغني عن ألف كلمة فحسب، بل تغني عن ألف مقال. ولقد كان صدور "أخبار اليوم" في ذلك الوقت من أهم العوامل التي ساعدته على تبني هذا الاتجاه في الصحافة المصرية حتى أصبحت الصورة التي تتصدر "أخبار اليوم" حديث كل الناس.
وتحت عنوان " إصدارات أخبار اليوم.. أصداء المدرسة" جاء الفصل الثالث ليفند كل إصدار خرج من بين أرجاء هذه المؤسسة بداية من مجلة آخر ساعة و آخر لحظة ومجلة الجيل وجريدة الأخبار وحتى سلسلة الإصدارات الحديثة المتخصصة التي أصدرتها دار أخبار اليوم وهي: أخبار الرياضة، أخبار الحوادث، أخبار النجوم، أخبار الأدب، أخبار السيارات، بلبل.
كما يضيء على ظهور عمود فكرة في الأخبار، ظهر عمود فكرة مع صدور الأخبار فقد تم الاتفاق بين رؤساء تحرير الصحيفة على إخراج الصفحة الأخيرة من صحيفة الأخبار في صورة مشوقة للقارئ؛ حيث كانت هذه الصفحة لا تلقى الاهتمام الكافي من الصحافيين المصريين.
وعن فلسفة علي أمين في وضع عمود فكرة في الصفحة الأخيرة يقول علي أمين: "إنه إذا أُعجب القارئ بباب "فكرة" سيقلب الصحيفة ليقرأه في الصفحة الأخيرة، وإذا لم يعجبه الباب فلن يقرأه ولو وضع في الصفحة الأولى".
فن الكاريكاتير كان محور الفصل الرابع " الكاريكاتير في أخبار اليوم... ورواده" ليذكر أن أخبار اليوم هي أول من أعطى لفن الكاريكاتير مذاقه السياسي المميز فقامت بتطوير وظيفته من مجرد تقديم للفكاهة إلى بطل حقيقي ينتقد الواقع السياسي الذي نعيشه، وابتكرت شخصيات مستمدة من الواقع المصري تعيش كأنها شخصيات حقيقية بل إن بعضها تُجسد في أعمال درامية قُدمت للمسرح والإذاعة والتلفزيون، وكانت أفكار الكاريكاتير في أخبار اليوم توضع عن طريق فريق عمل مكون من علي ومصطفى أمين، ومأمون الشناوي، ومحمد عفيفي، وجليل البنداري والرسامين رخا، وصاروخان، وعبد السميع عبد الله. وكانوا يتنافسون في وضع التعليقات المضحكة كما كانوا يقضون ساعات في استعراض أهم أحداث الوطن وقضاياه؛ ومن هنا جاءت تسمية مدرسة الكاريكاتير بأخبار اليوم بمدرسة "التفكير الجماعي"، وما زال هذا النهج مستمرًا حتى الآن من خلال المزج بين أفكار كبار كتابها وإبداع رساميها.
كما يذكر الفصل الخصائص الفنية لمدرسة فن الكاريكاتير في أخبار اليوم، ومنها الاستقلالية، وعدم التأثر بمدارس الفن التشكيلي الحديث. بالإضافة إلى الوضوح والوصول إلى المتلقي بأبسط الأساليب القريبة من مصطلحا ته اليومية، وعدم لجوء الرسام لأساليب إقناع ملتوية كالرمز والإسقاط لتمرير مفاهيمه. والاهتمام بالإيجاز الشديد في الرسوم التي تتجرد من التفاصيل وتخدم الفكرة. أما عن الخصائص السياسية فكان أهمها التوحد مع الشعارات السياسية للنظام المصري، ومن خلال هذه السياسة استطاع كاريكاتور أخبار اليوم أن يخلق من الشعار السياسي رسالة يسخر من خلالها من كل معارضة لسياسات النظام، وتحويل معظم الشعارات السياسية إلى سلاسل من الشخصيات والرموز الثابتة تعبر كل منها عن أحد هذه الشعارات.
ويعد الفصل الخامس " أعلام في بلاط أخبار اليوم" موسوعة تضم صحافيين لامعين في تاريخ الصحافة المصرية حيث تخرج في مدرسة أخبار اليوم الصحافية العديد من الكتاب والصحافيين الذين كان لهم دور كبير في تطوير الصحافة العربية بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة. ومنهم محمد التابعي، و أحمد الصاوي محمد، وكامل الشناوي، و محمد زكي عبد القادر،، وجلال الدين الحمامصي، وعبد الفتاح البارودي، حسين فهمي، مصطفى غنيم، و إحسان عبد القدوس، ومحمد حسنين هيكل، وموسى صبري، وأحمد رجب. كما شمل الفصل أيضاً حصرا للمصورين الصحافيين الذين تميزت بهم مؤسسة أخبار اليوم ومنهم محمد يوسف، ورشاد القوصي وحسن دياب و أحمد يوسف الذي أسر في النكسة عام 1967.
وتضمن الكتاب التذكاري قسماً خاصاً تحت عنوان " صحافيات في بلاط أخبار اليوم"، إذ تعد أخبار اليوم هي أول صحيفة مصرية أدخلت خريجات الكليات إلى الصحافة المصرية، وفي هذا الصدد يقول مصطفى أمين: "كان هناك نساء يعملن بالصحافة، ولكنهن لم يكن صحافيات محترفات، وإنما يكتفين بالكتابة وقت أن يحلو لهن ذلك، إلى أن جاءت أخبار اليوم فعينتهن بها صحافيات محترفات فبدأت في سبتمبر 1945م بتعيين أربع آنسات هن مي شاهين، وأسماء عبد الله، وفاطمة حسن، وحورية عفيفي". كانت هؤلاء الصحافيات يعملن في مجال الإعلان، ولم يقتنعن بأنهن صحفيات مما دفعهن إلى ترك هذا المجال، ولم تبقَ منهن سوى مي شاهين، وبالتالي فإن أخبار اليوم أفسحت المجال لكل من لديه الموهبة للعمل في المجال الصحافي ليس من الرجال فقط وإنما أيضًا من النساء، وخاضت حربًا طويلةً منذ الأربعينات للمطالبة بحقوق المرأة، ومشاركتها في الحياة، فأخرجت لنا عددًا كبيرًا من الصحافيات البارزات اللاتي لعبن دورًا بارزًا في تطوير الصحافة المصرية، ومن هؤلاء: حُسن شاه، و نعم الباز، ونوال مصطفى، وآمال عثمان، ومها عبد الفتاح.

الكتاب: أخبار اليوم مدرسة صحفية مصرية.
إعداد: خالد عزب - ممدوح مبروك - شريف اللبان.
الناشر: مكتبة الإسكندرية 2007.
عدد الصفحات: 421 صفحة.
المقاس: 27*27 سم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رحمه الله كبارنا
فتحي -

رحم الله عمالقة الصحافة المصرية ، وأمد في عمر البقية القليلة جدا جدا جدا ، لقد أسس العمالقة الصحافة العربية كلها وليس الصحافة المصرية ، لكن الان ماتت أو كادت تموت الصحافة المصرية بفضل انحدار وتراجع وخيبة رؤساء تحرير صحفها الذين تختارهم الحكومة خرص عمي صم بكم ولا عزاء واللهم لا شماتة

رحمه الله كبارنا
فتحي -

رحم الله عمالقة الصحافة المصرية ، وأمد في عمر البقية القليلة جدا جدا جدا ، لقد أسس العمالقة الصحافة العربية كلها وليس الصحافة المصرية ، لكن الان ماتت أو كادت تموت الصحافة المصرية بفضل انحدار وتراجع وخيبة رؤساء تحرير صحفها الذين تختارهم الحكومة خرص عمي صم بكم ولا عزاء واللهم لا شماتة