ثقافات

السجناء يتكلمون.. قصائد معتقلي غوانتانامو

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة من سعد القرش:من الآثار الجانبية غير المقصودة لمعتقل غوانتانامو حيث يحتجز مشتبه بهم بلا محاكمة أن يقرأ العرب قصائد كتبها سجناء عرب عبر لغة وسيطة لأن سلطات المعتقل الحربي الأمريكي في كوبا لا تسمح للمحامين بالاطلاع على أصول القصائد. لكن يضم ديوان (قصائد من غوانتانامو.. السجناء يتكلمون) خمس قصائد فقط يقول المترجمان المصريان محمد عناني أستاذ الأدب الانجليزي بجامعة القاهرة ومحمد هشام أستاذ اللغة الانجليزية بجامعة حلوان انه تسنى الحصول على أصولها العربية التي كتبها سامي الحاج وعماد عبد الله حسن ومحمد الغراني "وذلك لأن السلطات الأمريكية لم تسمح بنزع السرية إلا عن الترجمة الانجليزية لباقي القصائد" ومن الطبيعي أن تختلف الترجمة العربية عن الكلمات الأصلية التي استخدمها المعتقلون في قصائدهم.
وفي مقدمة نثرية لقصيدته (أول قصيدة في حياتي) يقول الغراني -وهو تشادي عمره 14 عاما تربى في السعودية وسافر للتعلم في باكستان- ان باكستان خانته وباعته للأمريكيين من أجل الأموال حيث اختطف في يناير كانون الثاني 2002 إلى جوانتانامو. ويقول في قصيدته "امش على حذرك في ديار العجم-ولو أعطوك ذمما تلو الذمم. جئت الى بلادهم دراسة- فقد رأيت منهم الخباثة. وحاصروا المسجد بالسلاح-كأنهم في ساحة القتال. من حقدهم ارتكبوا الوقاحة-وحربهم الاسلام والعدالة". أما الحاج فهو سوداني كان يغطي الحرب على أفغانستان لقناة الجزيرة الفضائية ويقول الديوان انه قبل اعتقاله في مطلع 2002 "تعرض للتعذيب في قاعدة باجرام الجوية في قندهار وتدعي السلطات الأمريكية أن سامي الحاج كان ينقل أموالا للمتمردين في الشيشان وأنه ساعد عناصر من تنظيم القاعدة ومتطرفين اخرين ولكنها لم تزود الشرطة بأية أدلة تؤيد هذه الادعاءات". ويقول الحاج في قصيدته (الدموع الساجمات).. "يقولون تمثال العدالة عندنا-وحرية الرأي الذي هو صيب. فقلنا لهم ليس العدالة في البنا-أو صورة والظلم للخلق يرعب. فيا مجلس الامن الذي بات يرتضي-ظهور اليتامى كل يوم ويرهب. قصارك يا بوش فان قناتنا- عشوزنة تبري لارعن يكذب. الى الله أشكو حاجتي ثم عبرتي- وغربة مظلوم تلوح وتغرب".
أما حسن فهو يمني اعتقل في باكستان حيث كان يدرس في إحدى جامعاتها. ويقول في قصيدته (الحقيقة) انه سيفضح الظلم "وقف الطغاة بحدهم بحدهم وحديدهم-في وجه هذا النور في اصرار. وأتوا جموعا في الظلام يقودهم-ابليس في تيه وفي اكبار. نزلوا على أرض السلام فأصبحت-أرضا لكل منافق غدار. الله مولانا ولا مولى لهم-هو حسبنا أنعم به من جار". ويقع الديوان في 72 صفحة متوسطة القطع وصدر عن منظمة العفو الدولية ودار الفارابي في بيروت.
ويضم الكتاب 21 قصيدة جمعها بعض محامي المعتقلين ومحرر النسخة الانجليزية مارك فالكوف الذي قال إن كثيرا من المعتقلين اتجهوا إلى كتابة الشعر "كوسيلة للحفاظ على اتزانهم العقلي وللتذكير بالمعاناة التي كابدوها ولصون كرامتهم من خلال تقديم أعمال ابداعية" مشبها إياهم بمعتقلي الرأي في الاتحاد السوفيتي السابق ومعسكرات الاعتقال النازية ومعسكرات الاعتقال الأمريكية لاسرى الحرب العالمية الثانية من اليابانيين.
وأضاف فالكوف أن المعتقلين لم يسمح لهم في العام الأول باستخدام أقلام وأوراق بصفة منتظمة فلجأوا إلى الكتابة على مجسمات مقواة صنعوها من بقايا طعامهم وكانوا يكتبون بالحصى. وفي العام الثاني سمح الجيش الأمريكي لهم بالحصول على أدوات الكتابة فنظموا الشعر مضيفا أن "مئات القصائد" لاتزال في حوزة الجيش الأمريكي. وتضمن الديوان قصيدتين للشاعر الباكستاني عبد الرحيم مسلم دوست الذي أطلق سراحه في ابريل نيسان 2005 وقال فالكوف ان دوست أعاد كتابتهما من الذاكرة بعد أن صودرت قصائده "التي تقع في 25 ألف بيت من الشعر ولم ترد إليه سوى حفنة قليلة منها لدى الافراج عنه" بحجة أن بعض الشعر يمثل تهديدا للأمن القومي الأمريكي من وجهة نظر وزارة الدفاع الأمريكية. ويقول دوست في نوع من الاستعلاء على سجانيه في بعض سطور احدى قصائده "اني أطير عاليا على جناح الفكر. وهكذا فرغم ذلك القفص-حريتي تزيد عن سواها". وتعكس معظم القصائد مدى الغضب والاحساس بالمرارة والظلم الذي يحيط بالمعتقلين كأنه صرخة مستغيث يعرف أن أحدا لا يسمعه لكنه يثق بفك قيوده ذات يوم.
وتضمن الديوان مقدمة لمنظمة العفو الدولية تقول ان قصائد الديوان كتبت "في أشد الظروف صعوبة وبؤسا اذ كتبها أشخاص ظلوا رهن الاعتقال طيلة سنوات في المعتقل الأمريكي في خليج جوانتانامو بكوبا. احتجز مئات الرجال والفتيان المسلمين هناك بدون تهمة ولا محاكمة وفي أوضاع قاسية" ولا يعرفون متى سيطلق سراحهم. وتضيف المنظمة أنه حتى نهاية 2007 كان أكثر من ثلث المعتقلين من اليمن "أكبر مجموعة من رعايا بلد واحد" ورغم عودة بعض المعتقلين إلى بلدانهم فان الغموض يحيط بكثيرين.
ويحتجز نحو 275 شخصا في غوانتانامو منذ سنوات بدون محاكمة وهو ما تراه جماعات لحقوق الإنسان وحكومات أجنبية انتهاكا للمعايير القانونية الدولية. لكن الرئيس الأمريكي جورج بوش يرى أن المعتقل أداة ضرورية في الحرب على "الإرهاب".
وتقول المنظمة في مقدمة الديوان ان اغلاق غوانتانامو اذا حدث ذات يوم فلن يكون كافيا في حد ذاته "فليس هذا المعتقل إلا الجانب الظاهر من نظام أوسع من الانتهاكات المروعة التي تبدت في السجون المسماة (المواقع السوداء) وهي سجون سيئة السمعة تديرها السلطات الأمريكية في بلدان أخرى كما تجلت في نمط انتهاكات حقوق الإنسان المتفشية بشكل مكثف في مختلف البلدان العربية وقد استغلت هذه البلدان (الحرب على الإرهاب) لمواصلة عمليات القمع التي تستهدف الإسلاميين والمطالبين بالاصلاح بما في ذلك أنصار الديمقراطية وحقوق الإنسان." (رويترز)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رهان خاسر
شعبان كريم -

هل حقاً وفعلاً إن محفل الإرهابين في الأقبية المظلمة التي تليق بهم، ينتظرون من يقرأ قصائدهم الإرهابية. فهل هذا غزل وهمي أم تجميل صورة الإرهاب، يكفي اللعب على الحبال. الإرهاب لا يعرف قيمة للنفس البشرية ومن شتى الطوائف والأديان فهل هناك متسع من المساحة لعقول هؤلاء المريضة لكتابة رسالة حب لأطفالهم حتى تكون لديه روح شاعرية.

لا تقل ما لا تعلم
imad -

المحترم شعبان كريم وهو اسم مستعار كيف حكمت عليهم بالارهابيين ام ان الاعلام الامريكي سيطر عليك واصبحت تصدق كل ما تسمع عن المسلمين من اساءات ام انك لانهم مسلمون وانت لست كذلك تريد الاساءة اليهم لديهم اطفال وزوجات خطفوا من افغانستان لانهم ملتزمون ويوحدون الله فالله معهم وفرجه قريب .

صدام ايضا
from Faris -

صدام هو الآخر كان ( يقرض ) الشعر في محبسه ويبدو ان عادة توسيخ الشعر هي ديدن الارهابيين والقتلة الذين لهم سلالة كبيرة بين الملوك والخلفاء والولاة الذباحين الذي لم يتورعوا عن تدنيس الشعر واللهو به