ثقافات

الطيب أديب: كتـّاب أدب الطفل مهمشون

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد الحمامصي من القاهرة: يكتب الطيب أديب القصة القصيرة وأدب الأطفال والمقال، وتعد تجربته مع أدب الطفل تجربة متميزة حيث يعمل علي مفردات هذا العالم الطفولي بخصوصيته، وصدر له تسعة كتب قصصية للأطفال منها (العصفور) و(النملة والفيل المغرور) و(حديقة المدرسة) و(الهدهد والعقرب)، وله مجموعة قصصية صدر بعنوان رحيل السنط، وكتب منها (كيف نربي أطفالنا)، (علماء مسلمون علموا العالم) و(اختراعات واكتشافات إسلامية)، حول تجربته مع أدب الطفل كان لنا معه هذا اللقاء
** بداية نتعرف علي المراحل التي مرت بها تجربتك في أدب الطفل؟
** بدأت كتابة القصة القصيرة منذ نهاية الثمانينات وبدأت النشر في الصف والمجلات المصرية والعربية في بداية التسعينات وسافرت لدولة الكويت فراودتني فكرة الكتابة للأطفال في مجلات الطفل الخليجية، ونجحت تجريبي وبدأ الأطفال يتجاوبون مع قصصي التي لاقت نجاحا وإقبالا في الأوساط الأدبية والتربوية . وبدأت أقرأ كثيراً في اللغة والتراث وعلم النفس، كما أن عملي محرر في إحدى مجلات الطفل الحديثة في دولة الكويت زادني احتكاكا بالأطفال إلى جانب عملي الأصلي في مصر حيث كنت أعمل بالتدريس في المعاهد الأزهرية بصعيد مصر ونشرت قصصي في مجلات عديدة منها مجلة براعم الأيمان ومجلة جندي المستقبل الكويتية ومجلة الجيل الصغير السعودية والمثقف الصغير ومجلات أخري عديدة . كما صدر لي تسعة كتب قصصية مصورة للأطفال عن شركة روان للنشر وكتاب تربوي موجه لأولياء الأمور والمعلمين تحت عنوان كيف نربي أطفالنا .. وسيصدر لي قريبا بمشيئة الله سلسلة (السيرة النبوية) وكتاب آخر عن العلماء المسلمين كتبتها للأطفال بأسلوب نثري مبسط .
** ما هو تقييمك لما يقدم للطفل المصري خاصة والعربي عامة في هذا المجال أدب الأطفال؟
** ما يقدم للطفل المصري الآن غير كاف رغم الجهود التي تبذلها بعض دول النشر التي بدأت تولي هذا الجانب اهتماما في الآونة الأخيرة خاصة الهيئة العامة للكتاب ودار المعارف وإصدارات قطر الندي في الهيئة العامة لقصور الثقافة وبعض دور النشر الخاصة فما يصدر في مصر من كتب الأطفال قليل جدا إذا قورن بكم الكتب الموجهة للكبار . كما أن أولياء الأمور بدأوا يهتمون باقتناء الكتب الأدبية الموجهة لأطفالهم في الآونة الأخيرة لكن بعضهم يصدم أحيانا عندما يشتري كتب الأطفال فيجدها غثة وليس فيها ما يثير خيال الطفل وينمي مداركه، حيث اقتحم السوق عدد من الكتاب لا يتمتعون بمهارة الكتابة للأطفال، لكن علي الجانب الآخر هناك كتب لكتاب متخصصين في هذا الجانب وأصبحوا نجوما في مجال أدب الأطفال داخل مصر والعالم العربي . أما في العالم العربي فالمسألة نسبية فنجد دولا تولي الموضوع أهمية وترصد له ميزانية وتستكتب له كتابا من مختلف الدول العربية وأخري لا تهتم بهذا الجانب، ولكن بصفة عامة إنتاج كتب أدب الأطفال في العالم العربي قليل ولا يجد الدعم المناسب إضافة لتهميش كتاب أدب الطفل بخلاف ما يحدث في إنجلترا وفرنسا وسويسرا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية التي تولي هذا الجانب أهمية كبري وتدعم كتب الأطفال وتوظف كتابا برواتب مجزية مؤسسات خاصة وتقيم ما نتيجة المطابع ويكون للأطفال أنفسهم رأيهم فيما يقرؤون .
** برأيك هل هناك شروط خاصة يجب توفراها في كتاب أدب الطفل؟
**بالطبع هناك شروط عديدة ينبغي توافرها في كاتب أدب الأطفال ومنها أولا أن يكون الكاتب مطلعا علي التقنيات والأساليب التربوية الحديثة، ثانيا ألا تتسم كتابته بالسطحية ولا يعتمد كلية علي الكتابات المترجمة من اللغات الأخرى، ثالثا يجب أن يتسم إبداعات بالابتكار وتوظيف المعلومات بطرح جديد ولغة سهلة ومفهومة تناسب سنهم، رابعا أن يكون الكاتب ملما بخصائص نمو الطفل المختلفة (النمو العقلي والنفسي والجسمي والاجتماعي) ليكون قادرا علي التشخيص والعلاج، خامسا كما يجب أن تتعاون المؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية مع كتاب أدب الطفل إضافة إلي وضع أدب الطفل فوق خارقة المناهج الدراسية واختيار نصوص أدبية هادفة لاستثارة ميول الأطفال وليتذوقوا الأدب ويعشقوه منذ صغرهم .
** كيف ترى لدور مجلات الطفل العربي؟
** مجلات الطفل لها دور كبير ومؤثر إذا أحسن إعدادها وإخراجها فهي تكون متعددة الموضوعات ففيها القصة والشعر والمقال والخبر والتسالي والألغاز والمسابقات وأراء الأطفال أنفسهم ولو أحسن استغلالها واستمر إصدارها بصفة دورية (أسبوعية أو شهرية) دون انقطاع أو تأخر فسيتحقق ذلك الهدف المنشود وهو الامتناع وتقديم المعلومة ومداعبة خيال الطفل وإشباع حاجاته المعرفية، لكن معظم مجلات الطفل العربي ما أن يعرفها الأطفال حتى تتوقف لأسباب عديدة، وهناك مجلات أخري تصدر لكنها سرعان ما تغير نهجها الذي سلكته فتعتمد علي نقل الموضوعات من قصص وموضوعات منقولة من كتب أو مجلات أجنبية لا تصلح للطفل العربي أو تطرح قصصا مرسومة ومصورة لتسهيل عملية الطباعة والإخراج رغم رداءة مضمون ومحتوي هذه القصص إلي جانب ذلك تطرح بعض مجلات الطفل علي صفحاتها الإعلانات بصورة غير لائقة لا تناسب مجلة الطفل قليلة الصفحات التي لا تتحمل هذا الكم من الإعلانات والتي تستغل الطفل ماديا وتشجعه علي شراء قطع الشيكولاته أو منتجات الكولا والهامبرجر وغير ذلك مما يجعلها تفقد رسالتها وهناك مجلات بدأت مبكرا في مصر وهي مجلات أمريكية ليست حسنه النية في معظم طرحها لكن دعايتها كانت قوية ما جعلها تصل لجمهور غير قليل وهناك مجلات عربية أصبحت تصدر بصفه منتظمة وتحافظ علي طرحها في مختلف أرجاء العالم العربي حاليا ومعظم وهذه المجلات للأسف الشديد لا تصل للأطفال في جميع البلاد العربية فبعضها يصدر في الخليج فقط وبعضها في لبنان وبعضها في بلاد المغرب فقط باستثناء بعض المجلات التي تعد علي أصابع اليد وهي التي يستطيع الطفل اقتنائها في مختلف البلدان العربية.
والي جانب مجلات الطفل يجب ألا نغفل دور جريدة الطفل فحتى الآن لم تصدر جريدة خاصة تهتم بأدب الأطفال وشئونهم في العالم العربي رغم كم الصحف الهائل الصادر من الهيئات الحكومية والمستقلة والحزبية وحتى هذه الصحف اليومية والأسبوعية أهمل معظمها الطفل العربي ولم يخصص لأدبه وحاجاته صفحة واحدة ولو حتى كل أسبوع أو كل شهر باستثناء بعض الصحف القليلة في الكويت وبعض دول الخليج التي خاضت التجربة وأولت الموضوع بعض الاهتمام لكن الحاجة لا تزال ملحة وتحتاج لمزيد من الجهد والدعم المالي والمعنوي للارتقاء بكتب أدب الأطفال ومجلاتهم ومسارحهم فأطفالنا هم نصف الحاضر وكل المستقبل .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف