ثقافات

باولو كويليو: ثلاث حكايات صوفية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ترجمة: عبداللطيف السعدون
(1) عمامة الملا نصر الدين حضر الملا نصرالدين في مجلس السلطان وهو يضع على رأسه عمامة نفيسة وطلب شيئا من المال كصدقة فبادره السلطان:
"جئت هنا تبغي صدقة، وأنت ترتدي هذه العمامة الغالية جدا.. كم هو ثمنها؟"
"خمسمئة قطعة من الذهب" رد الملا نصر الدين.
تمتم الوزير "هذا مستحيل.. ليست هناك عمامة تساوي كل هذه الثروة!"
قال الملا نصرالدين:
"انني لم أأت الى هنا لاستجدي المال فحسب، انما جئت لأشتغل أيضا فقد دفعت كل تلك الثروة مقابل هذه العمامة لأنني أعرف جيدا أن ليس ثمة أحد في العالم من هو قادر على شرائها بستمئة قطعة ذهب سوى حضرة السلطان، وعندها سوف أعطي الفرق في الثمن الى الفقراء."
شكل رد الملا نصرالدين عامل اغراء لدى السلطان فبادر الى دفع ما طلبه الملا.
التفت الملا نصرالدين وهو خارج من مجلس السلطان الى الوزير وقال له:
" أنت قد تعرف قيمة هذه العمامة، ولكنني أنا الذي يعرف كم ياخذ الزهو بصاحبه بعيدا... "
(2) أشياء تشبه الزواج! قضت (ناديا) معظم ايام الخريف تبذر الحب وتجهز حديقتها استعدادا للربيع، وعندما حل الربيع كانت الزهور قد تفتحت، لكن ناديا لاحظت بضعة هندباءات عشبية قد طلعت من دون أن تكون هي التي زرعتها، وكان أن نزعتها من جذورها وألقت بها جانبا، الا ان الهندباءات طلعت من جديد لأن بذورها كانت قد انتشرت في مساحات اخرى من الحديقة.
بحثت عن سم يقضي فقط على تلك الهندباءات العشبية، لكن خبيرا أخبرها ان ذلك غير ممكن لأن السم سيقتل كل الزهور الاخرى التي زرعتها.
وفي لحظة ياس طلبت ناديا من أحد الفلاحين النصح فيما عليها أن تفعله، قال لها الفلاح:
" ان ذلك يشبه حالة الزواج تماما، فالى جانب كل الأشياء الجميلة هناك دوما أمور مزعجة من نوع ما! "
سألت ناديا:
" اذن ما العمل ؟ "
" لاشيء! انها قد لا تكون من الزهور التي قصدت اقتناءها، ولكنها تظل جزءا من حديقتك! "
(3)حنو مقبول سأل التلميذ: " كيف يمكننا أن نجعل العالم نقيا ؟ "
أجابه أبن الحسين:
" كان هناك ذات يوم شيخ يعيش في دمشق يدعى أبو موسى القماصي، وكان كل من يعرفه يحترمه بسبب حكمته، ولكن لم يكن أحد متأكدا على وجه اليقين من أنه رجل صالح!
في ذات مساء، سقط المنزل الذي يعيش فيه الشيخ المذكور مع زوجته، بسبب خطأ فني في البناء على ما يبدو، وكان أن سارع الجيران للحفر في الانقاض بحثا عنهما، وبعد عملية مضنية عثروا على زوجة الشيخ وهي ما تزال حية، وحاولوا مساعدتها للخروج من تحت الركام لكنها بادرتهم بالقول:
" لا تقلقوا علي.. حاولوا انقاذ زوجي انه كان يجلس على مقربة من هنا.. "
عاود الجيران الحفر بحثا عن الزوج حتى عثروا عليه حيا، وحاولو مساعدته للخروج من تحت الركام لكنه قال لهم:
" لا تقلقوا علي! حاولوا انقاذ زوجتي فقد كانت مضطجعة على مقربة من هنا.."
استطرد ابن الحسين:
" عندما يفعل الناس مثلما فعل الزوجان فانهم سيجعلون العالم أكثر نقاءا وصفاءا! "

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
انه باولو كويليو
محمد -

انه بولو كوليو قمة البساطة الى حد السذاجة و قمة الصراحة الى حد المباشرة و قمة الذكاء الى حد الابداع و الناتج قصص شديدة العذوبة و الامتاع

تحية
عبدالله -

شكرا جزيلا للأستاذ عبداللطيف السعدون على اختيار الحكايات وترجمتها الى العربية، وتعليق الاخ محمد رقيق وحقيقي.يظل الأدب أجمل وأنقى من السياسة...عبدالله الكويت

نكات
سردار -

إلى أصحاب تعليقَي 1 و2، لولا توقيع باولو كويلو على هذه الكتابات لما اعتبرتم هذه النكات "قصص رائعة". أنا لاأصدق إن مؤلف روايات عظيمة كالخيميائي والزهير يكتب قصص ركيكة كهذه