في ديوان كوة للشاعر أحمد الجوهري
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قصائد "كوة" ولدت من رحم تجربة الاعتقال السياسي المريرة*، والتي أمست اليوم تشكل تجربة أدب الاعتقال الممتدة في تاريخ الأدب العربي الحديث، مع التأكيد على خصوصية المثن المغربي، والذي عرف طفرة في المنجز النصي السنوات الأخيرة. مما يستدعي قراءته وفق هذه الرؤية، مع مزيد من التفكير النظري في أواليات واستراتيجية القراءة لهذا المثن، بحكم تفرد هذه التجارب ببناءاتها وصيغ مقولها.
تستدعي قصائد كوة موضوعاتها من رحم تجربة الاعتقال، من الألم الى ضوء الحرية. مرورا بالغياب، وخيبات الانكسار...لكن، بعيدا عن هذه الهيمنة لثيمات تبدو منطقية في رؤى نصوص كوة، إلا أن الديوان يسكنه الشعر الى حد بعيد، إذ تصيغ التجربة قصائدها، والقصائد تستدعي من أحمد الجوهري الشاعر.
تميل قصائد كوة الى القصر والترقيم وتكثيف البياضات...هذا إضافة لعنصر التكرار الذي يسمه الناقد الأزدي ببنية من "المستتبعات المنطقية لرتابة الحياة"، الكوة أساسا هي "كوة من الأوراق" ومنها تتحول الكتابة الى رحم مجازي وذاكرة متقدة مليئة بشظايا "الأمس". الأمس هنا ليس دروب الطفولة، ولا الأشياء الصغيرة التي تسكننا وتحتاج للقصيدة كي تظهر، "الأمس" مرحلة بكاملها حين تتلخص في كلمة واحدة الألم، لكنه ألم بطعم الغياب.
تتجه القصائد في ديوان "كوة" الى تقنية "السرد" أحيانا، بلغة شعرية شفافة دون "مساحيق" بلاغية، كأن تعيد كتابة وحدة الجسد والروح في الزنزانة lt;قصفة الغيابgt;، غير أن موضوعة الألم تظل مهيمنة بشكل يتحول معه الحقل المعجمي lt;الصمت، الغياب، الباب، الأمل، القمر، الظلمة، المحنة، الفراغ...gt;حقل ممتد تتسع معه رؤيا القصائد لتقدم لنا أضمومة شعرية تعلمنا التسامح مع الألم.
" أنا الجراح المتبقة لي
وهذه الليالي مثل الباب.."
...
" في البداية
وفي النهاية
لا نتألم جيدا
إلا في أجسادنا"
...
ما بال هذا الألم يبتلع
خيال اللغة
كالأسبرين"
في قصائد كوة يلتقي أحمد الجوهري، الشاعر فيه، شاعر تنصهر فيها العبارة بالألم، بنفس القوة. والقصائد "فاصل كلمة" في اقتباسه التقديمي، وما تبقى كثير من جرح الوطن الدفين، وكثير من القصائد التي تولد من رحم كوة التشظي.ملاحظة: تعرض الشاعر الى الاختطاف يوم 20 يناير 1985، قضى 70 يوما في المعتقل السري درب مولاي الشريف، تمت محاكمته ضمن مجموعة 16 يوم 5 أبريل 1985، صدر في حقه حكم بثلاث سنوات سجنا نافدة،...لم يطلق سراحه إلا بعد قضاء المدة الكاملة، وذلك يوم 28 مارس 1988.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف