ثقافات

في يوم المسرح العالمي: لا مسرح من دون حرية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إنَّ المسرحي العراقي صوت ضد التخلف والارهاب لابد له أنْ يبقى هادراَ َ

نعمة السوداني: يحتفل المسرحيون في كل بقاع العالم في هذه المناسبة الجميلة وهم يحملون معهم أحلاماً وآمالا ً جديدة لصياغة مستقبل زاهر لخدمة البشرية وان يدفعوا عجلة تطور المسرح نحو الأمام. الفنان المسرحي العراقي هو جزء من هذه الحالة الاحتفاليه الكبيرة مع اختلاف الظروف التي يمر فيها العراق من أحتلال وانفجارات وقتل وتدمير للثقافة والى كل شئ له صله بالتطور الانساني قياسا ً مع ظروف البلدان وشعوبها في العالم...
لابد للفنان المسرحي الذي يعي ذاته وضميره أن يعي ضمير الشعب من خلال تلمس احاسيسه وادراكه بقدراته على متغيرات الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي محاولاً تفسير الظواهر وتغييرها حسب مواقفه الفكرية لما فيه من بؤس بالواقع اليومي وتخلفه منطلقا من اجل تجاوزها في المستقبل حسب قانون التغييرات الحتمية التاريخية لاي مجتمع في الكون... و برغم كل الظروف التي يمر فيها مجتمعنا العراقي الان من تخلف وجهل وعودة الى الخلف, الا انه يبحث في افق الحرية والديمقراطية المنفذان المهمان للابداع ومن دونهما لا قيمة له ويتطلع الى عالم جديد.
وكماهو معروف سابقا كان الفنان محددا في خيارين.. أما مع السلطة و عليه ان ينفذ كل برامجها ليضمن عيشته وسلامة حياته.. واما ان يكون معارضا وخارج اطار السلطة مطارداً بعيداً عن واقعه و يعيش حالات من الاغتراب الكاملة.. وهذا ينطبق على من يكون داخل العراق او خارجه...
أن الفنان( المسرحي ) مطالب اليوم ان يكون اكثر صدقا مع نفسه ويحمل قيم انسانية عالية تصل الى حد التضحية متلمساً لدوره التاريخي والريادي في بناء عراق جديد لآن -الأمم تقاس في حضارتها على أساس تطور مسارحها وتطور الحركة الثقافية فيها - مستوى تطور فنون الشعوب - ويقع على عاتقه تحديث وتطوير المجتمع وبالاخص في هذه الفترة العصيبة المظلمة التي يمر فيها - المجتمع العراقي وحركة المسرح - في آن واحد والتي تتعارض فيها كل امال الفنانين مع ( السلطات المسلحة ) التي تحاول منع كل ما يتعلق في تطوير الحياة الانسانيه مع غياب دور الدولة في ( غض النظر ) عن حماية الفنانين,فالقمع والارهاب يتستران خلف مفردات الحرية والديمقراطية... وان ما تعنيه موضوعة الحرية في المسرح وما تشكله من خطر على سلطة الاخر .. هناك ( فئات ) الان في العراق غير معنية بالثقافة بقدر ما هي معنية بتجيير ثقافتها لمصلحتها فقط , وبالتالي فهي لا تريد فتح المجال امام الفنان للتعبير عما يدور ... فليس هناك فسحة للعمل ... اليوم هناك مازق صعب يعيشه الفنان العراقي في ( المسرح ) لعدم وجود احترام للفن والثقافة..من هذا كله لابد من ان يكون هناك التغيير الحقيقي والتجديد في الواقع العراقي ومحاربة بؤر التخلف والفساد والجهل ...وقد نتلمس من هذا قيمة الخسارة والانتهاكات التي تمرفيها الفنون والثقافة وبالتالي الابداع الفكري ....
إن المسرحي العراقي صوت ضد التخلف والارهاب لابد له ان يبقى هادرا ً ..لانه الصوت النقيض الذي يصرخ دون تردد عما يحدث.. وهوالعين التي تشاهد ما لاتراه العيون الاخرى..
ان من تداعيات الثقافة العراقيه الحالية وأسقاطاتها أن مسرحيين عراقيين ليسوا بالعدد القليل... تركوا العراق يبحثون عن مناخ آمن بعيدا ً عن التخلف والارهاب والقتل الذي يطاردهم والذي لايسمح لهم بالعمل من اجل تنوير مايمكن تنويره ... لقد لحق بالمسرح العراقي الكثير من الضرر وأصاب العديد من مبدعيه بالتشتت والابتعاد مما ادى ذلك في انعكاساته على واقع المسرح العراقي محليا من جمود وانغلاق على العالم....
امنياتنا اليوم ان يكون المسرح العراقي بكل رواده الشرفاء أضاءة مشرقة نراها في كل مهرجانان المسرح العربي والعالمي وليؤكد حضوره الدائم بالرغم من هذه الاجواء المليئة بالتعسف ازاء الفنان .. وأن نرى مسرحنا مسرحاً كونياً ..ملي بالاحداث .. يقدم تجليات الواقع العراقي وما يحمل من تناقضات ...
--- هنا أطلق دعوة الى - كتاب المسرح - بمشاركتهم لهموم الشعب ومعايشته و لتقديم أعمال جيدة يستحق أن يشاهدها لغرض الترفيه عنه لما اصابه من كوارث وأحداث مرعبة خلال العقود الماضية... أن للكتاب العراقيين أهمية بالغة في أستحضار كل ما لديهم من امكانات لرفد المسرح العراقي بكل ماهو حقيقي شريف وصادق...
ولابد ان نقول في التجارب الانسانية العظيمة التي تنعكس على وجدان وضمير الكتاب والفنانين هي تجارب مليئة بالدمار والحروب تقدم ملامح- المعاناة والقلق والتوتر -التي دمرت الواقع الاجتماعي وأدت الى افساده ... العراق لازال يعاني من الجروح لحد الان ....
ومن نبض الحياة اليومي المستمر وبحيوية الفنانين والمثقفين والادباء المنتجين يتحدد حق كل انسان لسبيل الاختيار لثقافته وحريته بالتعبير وان يتمتع برأيه على ان لايخدش ضمير المجتمع.. أن لثقافة ألمسرح بعداً مؤثرا ً عميقا يرتبط بالتنمية فلابد ان تكون هناك عمليات متكامله بين هذا الارتباط لانعاش ديمقراطية الثقافة والفنون باعتبارها مجالا ً مفتوحا ً وبابا ً واسعا ً..
أن الامر الأهم في ذلك هو نبذ الارهاب الفكري... لكي يرتقي المسرح بالثقافة الى مجالات انسانية عالمية ولتتقارب وتتلاقح مع حضارات وثقافات الشعوب من أجل الوصول الى نقاط التقدم في عالم الحضارة الانسانية ...
العراق كان مهدا ً للحضارة ومنبعا ً للفكر والعلم والعدالة.....
دعوة اخرى بأن لا ننسى أن الثقافة والتطور مبنيان على الكلمة الصادقة المعبرة عن الحقيقة.. أن المشروع المسرحي يتقدم ويتطور ويصل الى بوصلته من خلال منطلقاته التي تعبر عن سعادة الناس ..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مجرد كلام
د. محمد حسين حبيب -

لم اعرف ان كان كاتب المقال السيد نعمة السوداني مسرحيا ام لا ؟ ولم اعرف ايضا عنه ان كان من كتاب الداخل العراقي ام خارجه ؟؟ فقد اثارتني مطاليبه وتوصياته لفناني المسرح في العراق ..اولا انا على يقين انه يجهل الكثير من سيرة المسرح العراقي ومواقف فنانيه سابقا وحاليا والا لما دعاهم الى ما دعاهم اليه من الصدق والقرب مع الناس .. اعتقد انه رغب في كتابة موضوع انشائي ليس الا ..

كلام الناس
سليل الغابات والحجر -

بدءا اود ان اشكر الدكتور محمد حسين حبيب ؟على اية حال انا لا اود الدخول في مهاترات لا معنى لها ولكني ارى ان ليس هناك من توصيات محددة قد شخصها السيد السوداني وانما هي امنيات قد يطلبها المتفرج البسيط وان هذا الذي قرأته هو ليس مجرد انشاء وانما هو الم ومعانات ينبغي على كل من يشعر بالمسؤلية وحجم الخسارة التي يعاني منها مسرحنا اليوم والقائمين عليه سواء كانوا من الممثلين او المخرجين او الكتاب و حتى المتفرجين ان يقولوا ما قاله السيد السوداني ..علما اني ارى ان السيد السوداني قد اصاب كبد الحقيقة مع اعتذاري الى السيد الدكتور واشد على يد السوداني على ما قد افاض به واقول بالطريقة البغدادية اني اشد على يديك مع كل الحب والتقدير .ملاحظة ..على حد علمي ان السيد نعمة السوداني هو متخصص في شؤون المسرح العراقي وانه يدرس تاريخ المسرح العراقي وقد تتلمذ على يد بعض اساتذة المسرح العراقي منهم الدكتور تيسير الآلوسي والدكتور اسعد راشد والدكتور حميد الجمالي و آخرون غيرهم فقط لانصاف الحقيقة ولكم مني محبتي الدائمة

رد من اجل الحقيقة
ابو اية\ متابع مسرح -

في ردة على الاستاذ نعمةالسوداني اثارالدكتورمحمدحبيب في ردةعلى الاستاذنعمةالسوداني اثارالدكتورمحمدحبيب تساؤلين قال في اولهما-لاادري ان كان الاستاذ نعمة السوداني مسرحيا ام لا...وفي ثانيهما -قال لاادري ان كان من كتاب الداخل العراقي ام خارجه ...ولم يكتفي بهاذين السؤالين بل ذهب ابعدمن ذلك باتهام الاستاذ نعمه السوداني بالجهل بسيرة المسرح العراقي ومواقف فنانيه وختم رده اللاموضوعي باعتقاده برغبة الاستاذ نعمه السوداني في كتابة موضوع انشائي ليس الا ......وهنا اود ان اوضح للدكتور محمد بان الاستاذ نعمه السوداني ومنذ بداية السبعينات في دراسته المتوسطه والاعدادية كان مهتما بالمسرح وعندما قدم انذاك لمعهد الفنون الجميله رفض وكانوراء الرفض محسن العلي الذي كان وقتها رئيسا لما يسمى -الاتحاد الوطني لطلبة العراق-وفي منتصف السبعينات التحق لدراسة المسرح في فلورنسا بايطاليا الا انه وقبل ان يكمل عامه الاول رقن البعثيين قيده وحرموه من فرصة العمر والسبب هو كونه عضوافي الحزب الشيوعي العراقي بعدها عاد لارض الوطن وبات الحلم يكبر بداخله واخيراوبعد سقوط النظام الدكتاتوري تحقق حلمه فهو منصرف لدراسة المسرح وكتابة الشعر ولديه القدره النقديه للمسرح واعتقد انه سيكون شئنا في هذا المجال بيوم ما ... ان النظام المقبور كرس نشاطه المحموم لدق الاسفين والقطيعه بين ادباء وفناني ومناضلي الداخل والخارج حتى تاثر بذلك بذلك الكثيرين ممن لايمتلكون الحصانهالفكريه والسياسيه والمثير للغرابه ان الدكتورمحمدعزف على هذا الوتر ولكي يعرف اين يقف الاستاذ السوداني فقد ظل ولسنوات طويله منغمسا بالنضال السياسي السري لغاية منتصف الثمانينات حيث اعتقل من قبل الاجهزه القمعية للنظام المقبور وعانى من ظروف الاعتقال التي تسببت بتعويقه وكذا معاناةسجن ابي غريب وبالتالي سنوات الغربه اللعينه مقابل ذلك تمتع غيره بالعمل في الجامعات العراقيه واستفادوا كثيرا بينما حرم الاستاذ السوداني من فرصةدراسةالمسرح التي ظلت حبيسةولعقود....واخيرا اختم بما كتبه مرة الاستاذ احسان التميمي=ينصب كثير من الناس انفسهم قادة لمشاريع غير مبنيه الا في اذهانهمويعلمون الناس ماهم اولى بتعليمه لانفسهم خصوصا اذا علمنا انهممتهمون بما يحاولون ان يلصقوه بغيرهم =الاساتذه الافاضل في ايلاف اتقدم بوافر امتناني لاهتمامكم با