ثقافات

شعر الحنين إلى العراق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بمناسبة صدور ديوان الشاعرة د./ ليليان دبي - جوري
"على الأنهار وعلى البحار" شموئيل (سامي) موريه: يثير صدور ديوان "على الأنهار وعلى البحار" عن دار "كرمل" (أورشليم - القدس، 2007، في 120 ص) باللغة العبرية للشاعرة والباحثة في الأدب العبري الحديث، د./ ليليان دبي - جوري تساؤلات حول شعر الحنين إلى العراق الذي يكتبه شعراءيهود هاجروا إلى إسرائيل، وهل هناك فارق بين هذا الشعر الذي يكتب باللغة العربية والآخر الذي يكتب باللغة العبرية لشعراء اصغر سنا انهوا دراستهم الثانوية في مدارس عبرية؟ فالشعراء الذين تلقوا ثقافتهم في المدارس العراقية كتبوا شعرا ونثرا يتميزان بالتدفق العاطفي والحساسية الصوفية والهروب إلى براءة الطفولة وإلى وطن روحي ضائع، أما الذين تلقوا تعليمهم باللغة العبرية بعد هجرتهم فنلاحظ أن التفكير العلماني والمنطقي عندهم يكبح جماح العاطفة في شعرهم ومع ذلك فما زالوا يحنون إلى براءة الطفولة وإلى الإيمان الديني الذي فقدوه، والى النكهة الشرقية في طفولتهم أو مما رواه لهم آباؤهم، فيصورونها على أنها جزء من تراثهم الحي، غير أن القاسم المشترك بين الجميع هو المرارة المتعلقة بذكريات "الفرهود" عند الجميع. ومعظم هؤلاء الشعراء والأدباء حين يتناولون "الفرهود" يعترفون بالجميل الذي صنعه معهم جيرانهم المسلمون الذين حاموا عرضهم وحياتهم ومالهم، والقليل منهم من يصف الأحداث الفظيعة ألتي شاهدوها أو سمعوا عنها، وذكرياتهم عن العراق هي ذكريات تشوبها رنة التظلم والمرارة، ومن هؤلاء الشاعر سالم الكاتب (شالوم كتاب) الذي انتقل من الكتابة باللغة العربية بعد نشره لديوان "مواكب الحرمان في بيروت (1949)، ووشوشات الفجر (تل- أبيب (1959)، إلى اللغة العبرية ونشره لعدة دواوين بها، تحدث فيها بأسى عن ماضيه في العراق وطفولته الضائعة وحاضره في إسرائيل، ومذكرات ابنير (يعقوب) يارون باللغة العبرية في ثلاثة مجلدا وهي مغرقة في العاطفية والأسلوب الغنائي، عن بغداد وانجازات الطائفة اليهودية فيه والشعور بالظلم والحيف الذي حاق بها ما أدى إلى الهجرة الجماعية عام 1951.
بدأ الوعي بالهوة العميقة بين الحضارتين الشرقية والغربية عند بدأ الصدام بين الإمبراطورية العثمانية حامية الإسلام السني والدول الاستعمارية الأوروبية، ورأى المسلمون فيه صراعا بين الأديان والحضارات، وتجديدا للحروب الصليبية بين الشرق والغرب في القرن الثامن عشر الميلادي. وقد أجمل السلطان العثماني سليم الثالث (1789-1807) في صراعه مع الأفكار العلمانية التي حملها نابليون إلى مصر وسوريا، ماهية الفروق بين الحضارة الإسلامية ومبادئ الثورة الفرنسية العلمانية التي دعت إلى "الحرية والعدالة والمساواة"، والتي حاول نابليون غرسها في مصر بقول السلطان في فرمانه الذي أرسله إلى مصر والبلدان الناطقة باللغة العربية ليثيرها للجهاد ضد جيش نابليون المحتل، منمقا إياه بأسلوب السجع الذي يعلق بالأذهان وبالقلوب معا، مؤكدا الإيمان الديني:
"فاعلموا أن الطائفة الفرنساوية... تركوا جميع الأديان، وأنكروا الآخرة والدّيّان ... ويقولون لا يهلكنا إلا الدهر. وما هي إلا أرحامٌ تدفع، وارض تبلع. وليس وراء ذلك بعث ولا حساب، ولا بحث ولا عقاب ".
وقامت مدراس الأليانس الفرنسية بغرس ثالوث مبادئ الثورة الفرنسية في البلاد العربية في نفوس النشء الجديد الذي درس فيها. وهذا الفارق واضح في أدب الحنين إلى العراق الذي يكتبه الكتاب والشعراء من يهود العراق باللغة العربية وخاصة أدب أسحق بار- موشيه وسمير نقاش وكاتب هذه السطور، وحنينهم هو حنين روحي صوفي عاطفي وهروب إلى عالم الطفولة. أما الأدباء اليهود الذين يكتبون أدب الحنين إلى العراق باللغة العبرية، والذي يتميز بسيطرة المنطق والعقل والأحداث التاريخية على العاطفة والوجدان وغنائية الأسلوب فهم من كتاب اليسار من أمثال سامي ميخائيل وشمعون بلاص وإيلي عمير وفي الشعر العبري الذي تكتبه الشاعرات د. ليليان دبي- جوري وأميرة هيس ويعره بن دافيد والشعراء: التوأمان هرتزل وبلفور حكاك اللذان ترأسا بالتوالي وإلى اليوم رابطة الكتاب العبريين في إسرائيل، وروني سوميك وشلومو شبيرا، وغيرهم.
ولدت الشاعرة ليليان في بغداد لعائلة دبي البغدادية المعروفة وكان والدها من أطباء بغداد المعروفين في الأربعينات من القرن الماضي. وبعد هجرتها (1951) وهي في التاسعة من العمر، درست الأدبين العبري والعربي ونشرت عدة كتب ومقالات باللغة العبرية عن الشعر العبري الحديث، وحاضرت عنه في جامعات أوروبية وإسرائيلية مختلفة، ثم تفرغت لدراسة الأدب العربي الذي كتبه أدباء من يهود العراق وخاصة أدب القصاص يعقوب بلبول الذي حرر "مجلة غرفة تجارة بغداد"، خلفا لأستاذ الشاعر مير بصري، وأدب الكاتب الراحل سمير نقاش. وقد أهدت ديوانها الجديد "على الأنهار وعلى البحار"، إلى أنهار طفولتها: "على أنهار طفولتي، ذكرى لبابل". ويضم هذا الديوان قصائد حنين إلى طفولتها وإلى أنهار العراق حين كانت قريبة من الله، ثم تتحدث عن صباها على شواطئ البحر الأبيض المتوسط والملح يغطي شفتيها بتساؤلات حائرة بعد أن فقدت براءة الطفولة وسذاجتها، ثم تروي مشاعرها في مرحلة كهولتها وخوفها من الهرم والموت وهي ممزقة بين حنينها إلى العراق وحياتها في إسرائيل. وقد استطاعت الشاعرة كبح جماح الخيال والتدفق العاطفي الذي يميز شعر الحنين عامة بثقافتها العلمانية الحديثة. تقول الشاعرة عن هذه القصائد:
أقلب أوراق مجلدات حياتي
من رفّ إلى رفّ
لأنَسّق نفسي
لألملم أجزائي
فعما قليل، سيضمني الغد
إلى كنوزه! وحنينها إلى العراق منصب على أنهارها، إلى دجلة والفرات الساحرين، إلى سذاجة الطفولة وإلى الشعور الدافق ببراءة الطفولة و شوقها لتجلي الله وحنانه، ولكنها عندما تخوض مياه البحر على شاطئ البحر الأبيض المتوسط تتأمل الرمال متفحصة إياها، فإنها تعود خالية الوفاض: (1) وُلدتُ في وادي الرافدين
وقطفتُ في بساتينه
نرجسا وياسمينا
والآن أمام البحر
يكسو الملح شفتيّ اليابستين
أطأ الرمال بقدمي الحافيتين
أشق الأمواج بجرأة
فعن شمالي ويميني
ضفاف تلك الأنهار
التي ترافقني دائما
بمياهها العذبة الفرات. (2) أساق على أجنحة حوريات لا حصر لها
وقامتي تبدو كقامة قزم خرافي
وشوشات تتهامس حولي
أسمعها، كغابات نخيل لا نهاية لها
تناطح السحاب أعاليها
وقاعا دجلة والفرات
يمتدان إلى ما وراء الأفق البعيد.
استطيع السير دون أن أبدي حراكا
وبدون حركة أستطيع التحرك
وحتى في مكان وقوفي، أقطع كل مسافة
وأبلغ نهاية السبيل وقمم الأشجار
فقد غرست في المكان، في جميع الأزمان
كأني في حلم
أقطع المسافات والأزمان
دون أن أتحرك من المكان
ويمكنني أن أمدّ إلى الله يدي
لأحسّ بيده تأخذ بيدي
أكلمه بدون كلمات، حديثا طويلا، طويلا
أتجه بوجهي إلى الفرات القريب
وأتضاحك معه وأنطلق راقصة، قافزة
على قدميّ وعلى قدميه، واستلقي
على الأرض، أتحسس
نداوتها وبرودتها
وبنظرة مرحة أتطلع إلى خنفساء
وألوي رأسي إلى السماء
وأقوم بدون عناء
لأرقى الدرجات
وارقص باتجاه مائدة فطور الوالدين
وبابتسامة يسألون عن زهرة في الحديقة
لكنهم لا يرون تيارا من الزهور يسبح ورائي
وكعادتي جلست وحيدة،
أذوب حنيناّ للعودة إلى الحديقة!
لكي ألهو وأبلغ أقصاها،
والى اليوم لا أدري أين حدود
البداية والنهاية، وهل كانت أبدا هناك!
لعل الحديقة كلها سحر خلب
وحوض الياسمين والنرجس
زورق يسري بين هنا والاّ يقين
إلى المجهول من الخيال!
اختفت الخنفساء
ويدي التي تدعم خدي
ما تزال دافئة من لمسة يد جبارة.
(3) تجلـّيعندما مددتُ يدي - لمن؟
ظننت آنذاك إلى الله!
أخذوني للنزهة في بساتين
في ضفاف نهر تتلوى.
أمسكْ بيدي جيدا
كي لا تفلتْ.
سباق الطفلة المرح
كي لا تسحرها المياه (مياه الموت؟)
أو مياه ما قبل الكينونة.
(4) ختام الرواية (ابيلوج)بلاد الرافدين
كلها حنين إلى ألحاني الصامتة
آذانها غربال
من أذان المؤذنين
مناظرها بظلمة الحجاب
سكانها يترنحون بزخارفها
يتمنون رفس الشعوب
غير أن سبلنا افترقت
كما تفارق الروح الجسد
لمواصلة المسيرة. (5) مدينة الفصامأورشليم تمزق نفسي بفصام
أتنزه في شوارعها كأنها ملكي
ولكن مناظرها غريبة.
تهوى ارتداء ثياب
من فراء الثلج
متدثرة بألوان
تلمع في الصخور
في خبايا الشجر
هل هي الفؤاد؟ هل هي العقل؟
تخزن الأفكار؟ أم الرحمة؟ (6) أحب أورشليم،
غريبة والله!
وهل علي أن أهواها؟!
ولعلي اهرب!
فأصل جذوري هو وادي الرافدين
فمناظرها كانت قبل كينونتها
وبها أصبحتْ أورشليم
لؤلؤة مكنونة في أصدافها
وصخرة بداية الخلق.
تشرق بي وتغرب
في لحمي وَشْمُها
مثل ورم خبيث- سليم
تلوي كياني
ولا أدرك صورتي. ترجمها عن العبرية: شموئيل (سامي) موريه
آذار، 2008

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تحيه الى الشاعر الذي
zakaralli -

تحيه الى الشاعر الذي لم يزل العراق يسكن فيه رغم كل.

nice
jordanian -

good job

يهود العراق اصلاء
عراقي -

اتمنى على العراقيين الذين غادروا العراق قبل بضع سنين ان يكون لهم مثل حنين هذه الشاعره التي غادرته بعمر تسع سنين ربما لا تتذكر من العراق لا ما يشبه الحلم او الخيال في مكنونات اللاوعي لديها حيث انها غادرت بلدها العراق قبل اكثر من نصف قرن فهل للبعض ممن غادر العراق قبل بضع سنوات ما لديها.ان شاء الله يستقر العراق ويعود ابناءه اليه من يهود ومسلمين ونصارى وصابئه ويزيديين عرب ونركمان وكرد لتمسي الحياة وردية فيه يضوع في سماءه العطر وسط نسمات تشرين الحالمه على شارع ابو نؤاس .وتعود الاضواء الملونه ليلا الى واجهات محلاته في شارع الخيام والرشيد.امين

في قلوبنا
ابن الفرات ودجلة -

في قلوبنا انتم يا ابناء الفرات ودجلة ايها العراقيون اليهود يامن اثريتم التراث العراقي الفني والمسرحي والغنائي والشعري بابداعاتكم انتم فينا ومنا رغم ظلم وجاهلية السياسة وانانية الساسة نعم لقد ابعدوكم من وطنكم ظلما وقسرا الا انكم مازلتم وسوف تبقون في اعماق ووجدان الشعب العراقي لانكم جزء مهم منه وسيبقى ارثكم وحبكم محفورا في قلب ووجدان جميع العراقيين الوطنيين لان الاختلاف في المذهب او الدين او العقيدة او لون البشرة لا يلغي الانتماء الى الوطن الواحد او الشعب الواحد.تحية حب وتقدير من مواطن عراقي الى يهود ومنداءيي ومسيحيي ومسلمي الشعب العراقي الابي.

بلادي وان جارت علي
مرتضى الاعرجي -

الاستاذ الفاضل سامي,رائع وجميل ان يثبت الانسان تمسكه بوطنه ومواطنته وجعل من ارضه عنوانا دائما له قبل الدين والعرق والقومية.حياك الله على حبك للعراق ومرحبا بكل من يجعل العراق بلده وحده ويقسم على اخلاصه وولاءه لارض العراق

يهود العراق
ام مرتضى -

الف تحيه وسلام لكل ابناء الوطن الشرفاء من كل الطوائف والمذاهب الكل عراقين والكل طاله ظلم الحكومات السابقه لم يتعرض اليهود فقط للفرهود فقد نال الشيعه ذلك عندما قام حزب البعث برميهم على حدود ايران بحجة انهم ايرانيون وسلب منهم كل ممتلكاتهم وحجز على الشباب هذا هو مبدء تلك الاجهزه المجرمه التي عاثت بالارض الفساد ومازالت لحد الان باسم المقاومه

عراق
ناصر -

العراق الجميل عراق الاربعينيات وعراق الخمسينيات راح ولن يعود .يا ترى هل نحن نبكي طفولتنا ام نبكي عراقا لم يعد كما كان ؟

لم نشك بهم ابدا
عدنان احسان- امريكا -

المثقفين اليهود العرب ,اكثر الناس تعلقا بثقافه وحضاره بلدانهم التي قدموا منها للكيان الصهيوني وهم اكثر حبا لها وتعلقا بها والحنين اليها, ولو كنا مجتمعات ديمقراطيه لما اضطر اليهود للهجره والإجرار وراء الدعايه الصهيونيه . ولما غدر اليهود كما غادر الآخرين بحثا عن الحريه ,اسرائيل ليست نموذجا للمثقفين اليهود اي كان موطنهم , وهؤلاء يعانون الغربه والضياع والشتات كالفلسطينين ان لم نقل اكثر , والكثير الكثير من اليهود العرب الساكنين في بروكلين في امريكا لازالوا وكانهم يعيشون في دمشق , بطريقه اثاث منازلهم , واكلهم وشربهم , وموسيقاهم , وتربيتهم وقيمهم واخلاقياتهم العربيه الأصيله , نتمنى ان يعود اليهود العرب جميعا الى موطنهم الآصلي بين اهلهم وشعبهم وتراثهم الحقيقي, حيث عاشوا الاف السنين بها , ومن الغباء ان ان لايتم التواصل معهم , وهم ابناء وطننا ولانقيم وزننا لما تقولوا الصهيونيه ولا لمعايرها فالصهيونيه ليست اكثر من فكره سياسيه استغلت الدين ووجدت مناخات ساعدتها , ولكن الحقيقه ستبقى باقيه . ..وستظهر مع انحطاط الفكر الصهيوني وكل الآفكار المتطرفه في جميع الآديان .

أخلاق
وجدي إبراهيم -

بصجدد مقال نصر جميل شعث على مقال الأستاذ موريه: منذ متى نحن الفلسطينيين نرفض البحث العلمي لا لسبب إلا لأن كاتبه يهودي أو بوذي أو مسيحي ؟ هل كنت يا سيد نصر شعث تعرف عن الفاهوم لولا موريه ؟ وليتك تعلم كم جدد موريه للباحثين عن بدايات المسرح في العصر العباسي ؟ وليتك تعلم أن كتابه " الشعر العربي الحديث " هو المرجع لدارسي هذا اللون الأدبي ، ومن كالدكتورة سلمى الجيوسي تعرف أهميته بدليل استشهادها به في كثير من مواضع كتابها . تسخر من دكاترة بلدك ؟؟!! أنت حر ؟ مع أنك لم تتعب تعبهم ، ولم تتوقف عند جزئية للدراسة والتمحيص ولكن أن تتكئ على كلمات قالها موريه وأنت لم تطلع عليها في أصلها ، فهذا عيب ؟ ثم ، من قال لك إن الدكتور من بلدك نقل بصدق وحرفيا .... يؤسفني أن نبقى في قفزنا الموضعي والسيد شعث ما زال يشكك بكل ما يكتبه يهودي ، لا لسبب إلا لأنه يهودي ، وقرر بعظمته أن لغة موريه ضعيفة وتتوسل اللغة الدبلوماسية الإنسانية ، وأنه غير بريء وأنه وأنه ...؟؟!!! ليس دفاعًا عن موريه أكتب ، وإنما دفاعًا عن أخلاقنا الأصيلة التي أخذنا نفتقدها بسبب احتلال جائر على شعبنا ، فتوقفنا عن النظر السليم ، ولم نعد نميز بين الكلام والسخام .

تحيه الى الشاعر الذي
zakaralli -

تحيه الى الشاعر الذي لم يزل العراق يسكن فيه رغم كل.

nice
jordanian -

good job

يهود العراق اصلاء
عراقي -

اتمنى على العراقيين الذين غادروا العراق قبل بضع سنين ان يكون لهم مثل حنين هذه الشاعره التي غادرته بعمر تسع سنين ربما لا تتذكر من العراق لا ما يشبه الحلم او الخيال في مكنونات اللاوعي لديها حيث انها غادرت بلدها العراق قبل اكثر من نصف قرن فهل للبعض ممن غادر العراق قبل بضع سنوات ما لديها.ان شاء الله يستقر العراق ويعود ابناءه اليه من يهود ومسلمين ونصارى وصابئه ويزيديين عرب ونركمان وكرد لتمسي الحياة وردية فيه يضوع في سماءه العطر وسط نسمات تشرين الحالمه على شارع ابو نؤاس .وتعود الاضواء الملونه ليلا الى واجهات محلاته في شارع الخيام والرشيد.امين

في قلوبنا
ابن الفرات ودجلة -

في قلوبنا انتم يا ابناء الفرات ودجلة ايها العراقيون اليهود يامن اثريتم التراث العراقي الفني والمسرحي والغنائي والشعري بابداعاتكم انتم فينا ومنا رغم ظلم وجاهلية السياسة وانانية الساسة نعم لقد ابعدوكم من وطنكم ظلما وقسرا الا انكم مازلتم وسوف تبقون في اعماق ووجدان الشعب العراقي لانكم جزء مهم منه وسيبقى ارثكم وحبكم محفورا في قلب ووجدان جميع العراقيين الوطنيين لان الاختلاف في المذهب او الدين او العقيدة او لون البشرة لا يلغي الانتماء الى الوطن الواحد او الشعب الواحد.تحية حب وتقدير من مواطن عراقي الى يهود ومنداءيي ومسيحيي ومسلمي الشعب العراقي الابي.

بلادي وان جارت علي
مرتضى الاعرجي -

الاستاذ الفاضل سامي,رائع وجميل ان يثبت الانسان تمسكه بوطنه ومواطنته وجعل من ارضه عنوانا دائما له قبل الدين والعرق والقومية.حياك الله على حبك للعراق ومرحبا بكل من يجعل العراق بلده وحده ويقسم على اخلاصه وولاءه لارض العراق

يهود العراق
ام مرتضى -

الف تحيه وسلام لكل ابناء الوطن الشرفاء من كل الطوائف والمذاهب الكل عراقين والكل طاله ظلم الحكومات السابقه لم يتعرض اليهود فقط للفرهود فقد نال الشيعه ذلك عندما قام حزب البعث برميهم على حدود ايران بحجة انهم ايرانيون وسلب منهم كل ممتلكاتهم وحجز على الشباب هذا هو مبدء تلك الاجهزه المجرمه التي عاثت بالارض الفساد ومازالت لحد الان باسم المقاومه

عراق
ناصر -

العراق الجميل عراق الاربعينيات وعراق الخمسينيات راح ولن يعود .يا ترى هل نحن نبكي طفولتنا ام نبكي عراقا لم يعد كما كان ؟

لم نشك بهم ابدا
عدنان احسان- امريكا -

المثقفين اليهود العرب ,اكثر الناس تعلقا بثقافه وحضاره بلدانهم التي قدموا منها للكيان الصهيوني وهم اكثر حبا لها وتعلقا بها والحنين اليها, ولو كنا مجتمعات ديمقراطيه لما اضطر اليهود للهجره والإجرار وراء الدعايه الصهيونيه . ولما غدر اليهود كما غادر الآخرين بحثا عن الحريه ,اسرائيل ليست نموذجا للمثقفين اليهود اي كان موطنهم , وهؤلاء يعانون الغربه والضياع والشتات كالفلسطينين ان لم نقل اكثر , والكثير الكثير من اليهود العرب الساكنين في بروكلين في امريكا لازالوا وكانهم يعيشون في دمشق , بطريقه اثاث منازلهم , واكلهم وشربهم , وموسيقاهم , وتربيتهم وقيمهم واخلاقياتهم العربيه الأصيله , نتمنى ان يعود اليهود العرب جميعا الى موطنهم الآصلي بين اهلهم وشعبهم وتراثهم الحقيقي, حيث عاشوا الاف السنين بها , ومن الغباء ان ان لايتم التواصل معهم , وهم ابناء وطننا ولانقيم وزننا لما تقولوا الصهيونيه ولا لمعايرها فالصهيونيه ليست اكثر من فكره سياسيه استغلت الدين ووجدت مناخات ساعدتها , ولكن الحقيقه ستبقى باقيه . ..وستظهر مع انحطاط الفكر الصهيوني وكل الآفكار المتطرفه في جميع الآديان .

أخلاق
وجدي إبراهيم -

بصجدد مقال نصر جميل شعث على مقال الأستاذ موريه: منذ متى نحن الفلسطينيين نرفض البحث العلمي لا لسبب إلا لأن كاتبه يهودي أو بوذي أو مسيحي ؟ هل كنت يا سيد نصر شعث تعرف عن الفاهوم لولا موريه ؟ وليتك تعلم كم جدد موريه للباحثين عن بدايات المسرح في العصر العباسي ؟ وليتك تعلم أن كتابه " الشعر العربي الحديث " هو المرجع لدارسي هذا اللون الأدبي ، ومن كالدكتورة سلمى الجيوسي تعرف أهميته بدليل استشهادها به في كثير من مواضع كتابها . تسخر من دكاترة بلدك ؟؟!! أنت حر ؟ مع أنك لم تتعب تعبهم ، ولم تتوقف عند جزئية للدراسة والتمحيص ولكن أن تتكئ على كلمات قالها موريه وأنت لم تطلع عليها في أصلها ، فهذا عيب ؟ ثم ، من قال لك إن الدكتور من بلدك نقل بصدق وحرفيا .... يؤسفني أن نبقى في قفزنا الموضعي والسيد شعث ما زال يشكك بكل ما يكتبه يهودي ، لا لسبب إلا لأنه يهودي ، وقرر بعظمته أن لغة موريه ضعيفة وتتوسل اللغة الدبلوماسية الإنسانية ، وأنه غير بريء وأنه وأنه ...؟؟!!! ليس دفاعًا عن موريه أكتب ، وإنما دفاعًا عن أخلاقنا الأصيلة التي أخذنا نفتقدها بسبب احتلال جائر على شعبنا ، فتوقفنا عن النظر السليم ، ولم نعد نميز بين الكلام والسخام .