ثقافات

أفكار بصوت هادئ: قراءة في أعمال عبد الستار ناصر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سامي دقاقي من المغرب: إنّ لي شأنا خاصّا مع الأدب العراقي (شعرا وقصّة ورواية)، ذلك أنني لا أمسك نفسي كلّما ألفيتني أمام " منجز" يتحدّر من تربة هذه القطر المكلوم مسافة تاريخ عميق، وهكذا عشت زمنا لا بأس به رفقة كلكامش وأنكيدو، وتجسست بما يكفي قلبي على أحاديث عشتار وتمّوز، وتغللت روحي بدم "الحسين"، ووشل "كربلاء"، واعتبقت بشذا الجواهري وشدوه، وهمس " مطر" السيّاب، وقرصني "جوع" نازك، وأحببت "عائشة" البياتي، وتلبستني غربة كلّ من فاضل العزّاوي، وعدنان الصايغ، وعبد الرحمن مجيد الربيعي، ومسّتني شياطين عبد القادر الجنابي، وغير هذا كثير، ليس آخره تقطيع هذا القطر الشقيق على وضم التناحرات الطائفيّة من جهة، وساديّة "الدراكولا الأمريكي" من جهة ثانية، دون استبعاد جهة ثالثة ورابعة وهلمّ عدّا.
لست أدري إلى حدود الساعة ما سرّ هذه العلاقة التي تجعلني أبحث أول ما أبحث، (وذلك حين تولّي بي رياح القراءة من الغرب إلى الشرق)، عن الأدب العراقي؟ هل هو حجم الأشجان والخسارات والصّراعات والأحداث والاغتيالات الجسام عموما التي عاشها هذا البلد منذ طفولة التاريخ؟ أم أنّ الأمر يتعلق " بصدقيّة" الكتاب العراقيين وإبداعيتهم العالية والعميقة؟ أم أنّه بكل بساطة حديث جراح تنكأ كلما آذنت بالبراء؟ أو ربّما هناك سرّ آخر لم تسعفني شياطيني ولا ملائكتي على كشفه بعد؟
مناسبة هكذا قول، هو خلوصي من قراءة ثلاثة تحف جميلة للكاتب والأديب العراقي عبد الستّار ناصر، ويتعلق الأمر بسيرته الذاتيّة الموجزة "حياتي في قصصي"، وكتابيه النقديّين "سوق السراي"، و" باب القشلة"، وهي كتابات عمّقت من حضوره في ذاكرتي على مستوى "النقد الإبداعي"، كما كان الأمر من قبل على مستوى القصّة و الرّواية، والتي اكتشفت مكنته ودربته فيهما(لاسيما القصة) من أول نصوصه المنشورة بمجلة "الموقف الأدبي" الدمشقيّة( أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن الماضي، وأعني قصص مثل "مساء الثلاثاء"، و " سيدنا الخليفة" وغيرها).
ما أبهرني حقا على مستوى إبداعيّة عبد الستّار ناصر في حقل القصّة تحديدا، هو أنّه استطاع أن يحتفر لنفسه أسلوبا فريدا، وشبيها به، وابتنى لهذا الأسلوب خصائص وتقنيّات ولغة هاجرت معه حتّى وهو يرتاد عوالم النقد والمقالة، هذا "السمت" الإبداعي الذي اختطّه ذات قصّة من سنة 1968، بعد عميق قراءة، واستغراف/ استغراق في معين الأدب العالمي، سيجعله ينضاف إلى حلقة الأدباء العراقيين الحقيقيّين الذين أنهضوا ذاكرتهم على إيقاع الحرائق والآلام، وعلى حساب حيواتهم الخاصّة بكثير أحزانها وقليل فرحها، وليس بإكراميّات "النظام" ونياشينه التي صادفت (عبر تاريخ من القمع واللاّحريّة) هوى عند أسماء رحلت، وأخرى باقية
( ولم يبق لها غير النكاية والتصحّر الإبداعي).
إنّ ما يهمّنا في هذه القراءة هو الوقوف على هذه الكتب الثلاثة التي ذكرت، وإعمال قليل " نقد محبّ" في ذاكرة عبد الستّار ناصر، إيمانا منّا بأنّ النقد الإيجابي هو حبّ أيضا، بل هو الحبّ الحقيقي- على الأقل في حقول الكتابة والإبداع-، وليعذرني الكاتب إن أخطأت لغتي حينا، وزلّ قلمي حينا آخر، فالقلب صدوق والله، ولعلّ شفيعي في هذا المقام قول الفيلسوف الصيني "لاوتسو" في كتابه الخالد "الطّاو": "الكلمات الصادقة ليس جميلة، والكلمات الجميلة ليست صادقة"، وقد اخترت الولوج إلى صلب الموضوع عبر ثلاث محطّات/ أثافٍ هي كالتالي:
الأثفية الأولى:
في كتابيه "سوق السراي" و "باب القشلة" أورد الكاتب أسماء مجموعة من المبدعين العرب، ووقف - انطلاقا من قراءاته واختياراته- على بعض من كتاباتهم، رغبة منه في إسكانهم إلى جوار أسماء غربية/ عالميّة يهيم بها كثيرا( كما سيتضح لاحقا من خلال تكرارها بشكل لافت)، وهو الأمر الذي أشار إليه بدهاء منذ المقدّمة، غير أنّ ما يمكن أن يؤاخذ عليه هنا هو تغييبه لأسماء عربية لها وزنها في حقل الإبداع والنقد خصوصا الدول الخليجيّة بالإضافة إلى بعض الأقطار العربية الأخرى ( يلاحظ أنه لم يتمّ التمثيل ولو باسم واحد وكأنّ هذه الأقطار لم تعرف الإبداع والمبدعين)، كما غابت أسماء مغاربية بنفس الصيغة( المغرب/ الجزائر/ تونس) لاسيما ونّها تشكل علامات فارقة تؤسّس لعمق الإبداع العربي.
فأنا شخصيّا لا أتوقّع البتة أن لا يكون عبد الستار ناصر قد قرأ - مثلا- لمحمد شكري، والذي أورد ذكره دون الإشارة أو الوقوف قليلا أو كثيرا على أحد أعماله، كما أنّ هناك أسماء لامعة أخرى لا ينكر المشرق برمته حضورها سواء داخل المغرب، أو تونس، أو الجزائر، أو ليبيا، أو موريتانيا، أو السودان، أفلا يستأهل بعض هذه الأسماء ولو إشارات تستجمعها ذاكرة الكاتب القرائيّة في إطار ما يمكن تسميته ب " ديموقراطيّة الكتابة"؟ خصوصا وأنّ الكاتب يشيد في أحد مقالاته (كتاب "باب القشلة") بمؤلف الكاتبة اللبنانيّة " لنا عبد الرحمن" (شاطئ آخر) الذي استطاعت فيه تحقيق هذه الديموقراطيّة في الكتابة عن أسماء مشرقية متنوعة، وأخرى مغاربية متنوعة أيضا.
وأعود الآن إلى الأسماء المشرقيّة، والعراقية على وجه التحديد، لأسجّل على الكاتب تغييبه لأسماء لا يمكن تجاوزها بتلك السهولة، إلاّ لاعتبارات تمليها الاختلافات في المواقف السياسيّة والإيديولوجيّة وربّما الإبداعية أحيانا، وهي اعتبارات لا يليق بنا بتاتا إسقاطها على المناولة النقديّة/ الإبداعيّة، كما أنها لا تحجب قيد شعرة قيمة الإبداع ومفعوليّته، وهنا لا أفهم شخصيّا كيف تغيب عن ذاكرة كتابي عبد الستار ناصر أسماء من قبيل: يوسف الصائغ، وعبد الواحد عبد الرزاق، وغيرهم كثير؟ وهو الأمر الذي عابه الكاتب على كتّاب آخرين سقطوا
- سهوا أو عمدا- في بئر الانتقائيّة الفجّة والأهوائيّة، إذ استحضروا أسماء، وغيّبوا أخرى، أو أغمطوها حقها، خصوصا وأنّها أسماء لا يمكن تجاوزها، أو ابتسار حضورها، طالما أنّ لها دورا كبيرا في تأسيس المشهد الإبداعي العربي والتأصيل له كما اعترف الكاتب، من تمّ أجدني أهمس في قلبه مردّدا إحدى عناوين "باب القشلة": أما كان يمكن إلاّ الذي كان يا عبد الستّار؟
الأثفية الثانية:
في مؤلفه " باب القشلة" يتناول عبد الستار ناصر إحدى مؤلفات العراقي المقيم بتونس عبد الرحمن مجيد الربيعي، ويتعلق الأمر بسيرته الأدبية "من ذاكرة تلك الأيّام"، ويأخذ عليه اكتفاؤه بالسباحة على شاطئ الحياة والتجربة عوض استغوار بحر" تلك الأيّام"، يقول عبد الستّار: " كنت أتمنى بحكم المحبّة والبدايات التي تجمعنا منذ أيّام الصبا لو أنّ عبد الرحمن مجيد الربيعي دخل البحر عميقا وهاج وماج بين أمواجه وتقلّباته، وأن لا يبقى عند رمال الشاطئ يحكي عن أسماء البحر وحيتانه التي لم يتمكّن من اصطيادها" ص17، والكاتب بذلك يتقصّد "باطن" عبد الرحمن مجيد الربيعي، وسيرته "الجوانيّة"، أو "التحتانيّة"(كما سمّاها) بكلّ ما تحتجنه من أسرار وخفايا تأسّيا بما جاء في مذكّرات مبدعين كبار من عيار إدوارد سعيد وهرمان هسّه وبابلو نيرودا ورفائيل ألبرتي وماركيز وغيرهم طبعا.
أريد أن أوضّح هنا أنّ عبد الستار ناصر انزلق إلى نفس التسطيح الذي عابه على الربيعي، وقدّم لنا في كتابه "حياتي في قصصي" نفس الرؤية "البرّانيّة" أو "الفوقانيّة"( إذا جاز القياس) لما يشبه السيرة الذاتيّة، سواء في الجزء الذي يتحدّث فيه عن النساء، أو الجزء الذي يستعيد فيه حضور والده في حياته و/أو إبداعه، وهو الأمر الذي لا يتناسب مع ما أورده في مقدّمة كتابه، أو مقدّمة الأجزاء المقصودة، يقول: " وحده كتابي هذا دون بقيّة أعمالي من يكشف الجزء الخفيّ من حياتي وعائلتي وأصدقائي وحبيباتي ومن عاش معي، كما يفضح - دون خوف أو مواربة- ذلك الجانب السرّي البعيد من أخطائي وأسفاري وطفولتي وصباي وجرائمي الصغيرة والكبيرة، والكثير من حسناتي وعيوبي في وقت واحد" ص7.
أتساءل في هاته اللحظة، هل قرأ عبد الستار ناصر أعمال محمد شكري(لاسيما الخبز الحافي وزمن الأخطاء)، أو سيرة عبد القادر الجنابي(تربية عبد القادرالجنابي)، و ادريس الشرايبي( الماضي البسيط)، وفدوى طوقان ( رحلة جبليّة، رحلة صعبة)، ومذكرات بابلو نيرودا ( أشهد أنني عشت)، وهنري ميلر( مدار الجدي)، وغيرها، أكيد أنّه قرأها أو قرأ البعض منها، هل أبقى هؤلاء على شيء لم يذكروه؟ أنا لا أنتظر من الكاتب "التعري" أمام القارئ، وإنما أحاسبه انطلاقا ممّا أورده من كلام لم يحققه فعلا على صعيد الكتابة، (العديد من المقاطع والأحداث يلفّها الغموض، وتبدو مبتورة أو ناقصة)، وحرمنا بالتالي من تجارب ثرّة وذكريات قد تشكّل في وقت لاحق مرجعا سيريّا، ومتنا تاريخيّا وأدبيا يؤسّس للذاكرة الإبداعيّة الجمعيّة، وقد أشار الكاتب في هذا المعنى إلى استنقاذ ذاكرته وتجاربه عبرتحبيرها، إلاّ أنه - في تقديري- قد أسقط الكثير، وبقيت صورتنا ناقصة في العديد من المحطّات، لاسيما في تجاربه النسائيّة، وعلاقته بأبيه، ولعلّ في الحجم الذي يقتطعه هذان الجزآن من الكتاب خير دليل على ذلك(20 و18 صفحة من الحجم المتوسط). كما نسجّل أنّ مضامين هذه السيرة ما هي إلاّ ترجيعة لقصص عبد الستار ناصر، وقد أشار بنفسه إلى هذا الأمر، بحيث يسهل على المتلقي استشفاف هذا الأمر بمجرد الانتهاء من السيرة، بل إنّ القصص تعالت على السيرة بفنيّتها ومواربتها ومكائدها أحيانا، وبالتالي فالتحدّي الذي ينطرح أمام الكاتب في السيرة يضاعف ذلك الذي خاضه على مستوى القصّة، أي أنّ جرعات الجرأة والمكاشفة والصدق يجب أن تتكثف في السيرة حتى لا تظلّ مجرّد صدى للقصّة، وتركارا مبتذلا لا يحمل للمتلقي جديدا يذكر أو يستذكر.
ترى هل يخاف عبد الستار ناصر الاقتراب - أكثر- من نفسه؟ (كما سبق أن قال في حق الربيعي). أتمنى حقّا أن نقرأ "المستور" في حياة عبد الستار ناصر، ونغوص في "رغباته المتأخرة"، "مرة واحدة وإلى الأبد"، ف " زهرة واحدة لا تكفي" من
" أوراق رجل عاشق" اختار أن تكون " نساؤه من مطر".
هذا أوّلا، أمّا ثانيا ونا لا أزال أجول في "باب القشلة" استوقفني مقال آخر للكاتب تحدّث فيه عن رواية "الأسلاف" للشاعر العراقي المغترب فاضل العزّاوي، يقول عنه: " ما يؤخذ على رواية الأسلاف هو أنّ كاتبها أراد أن تكون (أطول) وأن تصبح صفحاتها أكثر ممّا (يجب)، لذلك جاءت عمليّة(الحشو) على عكس مما تشتهي السفن، حيث أنّ رياح زوائدها أخذت من الرواية حرفها ولم تضف إليها أيّ شيء" ص14. نفس الأمر يسري حرفيّا على مؤلّف" حياتي في قصصي" لناصر، إذ إنّه يشكو من سمنة زائدة لم تفعل غير جعله مترهّلا في كثير من أجزائه، ولعل في المقطع الذي أسماه "الخاتمة" ما يؤشر على ذلك، إذ يتحدث فيه عن "دروس الحرب" ممّا يجعله تتمّة صالحة للمقطع المعنون ب "ربّما كان الأمر هكذا"، وبالتالي تفادي صفحات لا طائل من ورائها غير فنيّة الأسلوب وبراعة الصورة.
كما أنّ تكرار بعض المعلومات والأخبار يمطّط الكتاب ويجعله (كتابا بالإجبار) على ما أعتقد، وقد حدث هذا بوضوح في كتابيه"باب القشلة" و"سوق السراي"، إذ أنّ معلومة من قبيل اعتقال المؤلّف بسبب قصّة قصيرة اسمها "سيدنا الخليفة" نشرت في مجلة الموقف الأدبي تتكرّر أكثر من خمس مرات في الكتاب بشكل أو بآخر حتى غدت لازمة مملة ومستثقلة، وغيرها كثير في المؤلفات الثلاث إجمالا، وها عبد الستار ناصر يقول عن (الأسلاف): " فما نحتاج إلى مثل هذا الحشو الفائض حتى تصبح الرواية 352صفحة، وماذا لو حذفنا اثنين وخمسين صفحة مثلا؟ أما ترى كيف يفعل النحّات بقالب الطّين، وكيف أنه يحفر فيه مئات الساعات ويرمي منه عشرات الكيلوغرامات حتى تصبح المنحوتة صالحة للإعجاب بها؟" ص15.
ألم يكن الأمر مثل ما ذكر لو أنّ ناصر قدّم لنا مؤلفا واحدا (منحوتا) بشكل جميل ومفيد عوض الاستكثار من الإصدارات على حساب المحتوى؟ يقول دائما عن فاضل العزاوي: " أمّا عن رغبته في زيادة صفحات (الأسلاف) فعمليّة مكشوفة للقارئ حين يرى بنفسه عدم الحاجة إلى ذكر عشرات الأسماء ومئات التشعبات، إذ تعمّدت هنا ذكر بعض ما جاء على أسمائهم أمثال كارل ماركس، ميلان كونديرا، فريد الأطرش، نيتشه، نابوليون بونابرت، أم كلثوم، حافظ الشيرازي" ص14.
ألم يفعل عبد الستار ناصر ذلك، ونحن نرى على طول الكتب الثلاث (لاسيما باب القشلة وسوق السراي) أسماء بعينها تتردد كنغمة ميلودرامية، حتى بات القارئ يتوقعها بين كلّ عنوان وآخر؟ فكم لاحظت ورود أسماء من قبيل سارتر، كونديرا، هرمان هسّه، الأب غابرييل غارسيا ماركيز،سيمنون، فوكنر، غونتغراس وغيرهم كثير؟ ماهي بالضبط ضرورة حضور كل هذه الأسماء وتكرارها بين المقالة والأخرى؟ ولنفترض أنّ هذه المقالات قد كتبت على فترات متباعدة نسبيّا في الزمن، ألم يكن من الأجدى - حين فكّر الكاتب بجمعها- إعادة الاشتغال عليها وتنقيحها ومن ثمّ الاستغناء عمّا استحشاها من أجل ذاكرة حقيقيّة وليس فقط من أجل رقم ينضاف إلى عدد الإصدارات؟ وقد سجلت كيف أنّه عاب داخل أحد الكتب المذكورة على بعض المؤلفين عدم اشتغالهم على المقالات قبيل التفكير في جمعها وطبعها في كتاب مستقلّ.
أعتقد أنّ قمح عبد الستار ناصر يخالطه غير قليل من الزؤان، وأجدني مضطرّا لاستعارة كلماته وتذكيره " بما يفعله النحات بقالب الطين".
ثالثة الأثافي:
في هذه المحطّة الأخيرة ارتأيت أن أقف على صورة المرأة في كتب عبد الستّار ناصر المعنية بهذه القراءة، وعلى رأسها موجز سيرته "حياتي في قصصي".
وهي صورة تفضح "سي السيّد" المتواري في إهاب الكاتب، صورة شرقية من الغلالة حتى الغليل. ففي كتابه "سوق السراي" يتحدّث عن ملامح علاقة جمعته بالأديب غالب هلسا ويقول: " لذلك أجهزت على أيّ حكم يمكن أن يراوده في رؤيتها ثانية، لئلاّ ينزلق إلى حبّ امرأة ما كان يعرف حتى تلك الساعة أنها ليست سوى راقصة غجريّة، وما كانت تعرف حتى القراءة أو الكتابة إلاّ في حدود ضيقة جدّا، وأنها بالتالي مجرّد فتاة للمتعة المشتراة، كنت أشفق على غالب هلسا من التعلق بها" ص258.
لست أدري لماذا استبشعت هذه الكلمات، واستبعدت أن تكون من بنات كلام عبد الستار ناصر، إذ كيف ينظر إنسان مفروض أنّه مثقف إلى المرأة بما هي عليه، وليس ب"ماهيّتها"؟ لأوّل مرّة أحسست أنّ البون شاسع بين الكاتب الغربي والكاتب الشرقي، وأستحضر هنا تمثّل غابرييل غارسيا ماركيز(أو الأب كما يحلو لناصر أن يسمّيه) للمرأة (مهما كانت)، وكيف تعامل هذا "الأب" مع عاهراته وخصوصا واحدة منهن تنطبق عليها ما قاله ناصر عن فتاة هلسا، معتبرا إيّاها "إنسانا" قبل أن تكون "صفة" أو "مهنة" (1)، بينما كتّابنا ينظرون إلى هاته "الكائنات المهمشة" على أنها إحدى متعلقاتهم، و"فتحا" ينضاف إلى سيرهم، يقول عبد الستار ناصر: " كنت أريد التباهي بما أملك من نساء حسناوات لمنني لم أسمح لنفسي أبدا زجّ إنسان مبدع في عشق امرأة ما كانت تستحقه مطلقا" ص258 ( يقصد غالب هلسا). ترى هل كان ناصر يخاف على غالب هلسا حقا أم كان يخاف منه؟ أي كان يخشى على "شهرياريّته" التي تجعل إحدى النساء تنفلت من سوقه إلى سوق شهريار آخر ربما؟
هذا غيض من فيض الصور الأمثلة التي غيّبت الصورة الحقيقيّة للمرأة، وجعلت النساء في حياة الكاتب مجرّد "توابع"، و "زوائد" يتخلص منهنّ مثل غبار المحطة فور استرجاله من قطار التجربة، حتى أنّ مجرد النظر إليهنّ قد يصبح عبئا أكبر من عبء معرفتهنّ في كثير من الأحيان.
المرأة ذاتها التي سوف تكون "أمّ" الكاتب وسنعلم على لسانه أن اسمها كان هو "حفيظة فارس"، لم تستطع أن تستدرّ منه ول جزءا مبتسرا ينضاف إلى موجز سيرته باعتبارها قد أثرت - بشكل أو بآخر- في مسيرته الحياتيّة والإبداعيّة، ليضيف بذلك جريمة أخرى إلى جريمة والده في "استبضاع" المرأة و"تشييئها"، فالكاتب يستنكف عن ذكرها بشكل يليق بها كامرأة، وكأم تاليا، فلا يعرف غير أنّ اسمها "حفيظة فارس"، وأن والده كان يشتري لها هديّة بمناسبة نجاح عبد الستار في دراسته، ويشير إلى أنّ معلمه كان يستغله من أجل محاولة مواعدتها، والاستمناء على أسرارها الزوجيّة. أهذا ما تستحقه هذه الأم في سيرته: مجرد حضور إيروتيكي/ شبقي؟ يقول الكاتب: " ينبغي القول إنّ أمّي - كما أشعرني بذلك الجميع- واحدة من أجمل نساء بغداد، لهيب يمشي على قدمين، جمرة اشتهاء تحرق ما بين الفخذين(...) لا سبيل لمن يريد الارتواء سوى الأمنيات والدعاء لله أن تبتسم، او تلتفت، أو تهمس بكلام - أيّ كلام- يفتح فمها، أو تتحرّك به شفتاها" (حياتي في قصصي ص24). هذه هي الصورة الحمراء التي رسمها الكاتب للمرأة/ الأم، والمرأة/ الخالة أيضا، يقول: " أتت خالتي الحسناء زينب ترقص، كم كانت مثيرة وهي ترقص، يا لطولها الشهواني الباسق مثل نخلة" ص232، وهي صورة تسعى إلى "قتل الأمّ" كدلالة على السلوان والتوازن النفسي(2)، وبالمقابل الاحتفاء بالذكورة والفحولة التي تجسّدها ذات الكاتب، وشخصية الأب والجدّ والرجل على وجه العموم.

على سبيل الختم:
حقيقة هناك الكثير مما نغرفه من كتابات عبد الستار ناصر عذا ما ذكره، وهي أفكار تحسب عليه، ونظرا لضيق المقام، اكتفينا بهذه الإشارات الموجزة، والتي لن تنتقص من قيمة منجز الكاتب قلامة ظفر، ومن حبنا له مقدار أنملة، لكنّها مكائد الكتابة كما يعرف المبدعون، إذ يحضر اللاّوعي أكثر من الوعي، ويطغى الضمير الجمعيّ أكثر من الضمير الفرديّ، ونافل الكلام قولة تذهب في هذا المعنى لأوكتافيو باث(3):
" ثمّة داخل الشاعر نفسه جمهرة من الشعراء، وهذا لا يخصّ الكتّاب وحدهم بالطبع، فنحن جميعا أشخاص عديدون في آن معا، نحن جميعا ننزع إلى التعبير عن تعدديّة الأصوات هذه، والكتاب العظماء حتى إذا لم يكتبوا أكثر من خمسة أسطر، إنّما هم أولئك الذين حافظوا على تعدديّة الأصوات، وحافظوا على الحوار بين "الأنا"، و"الأنوات الأخرى"، الحذف بتر وتشويه، يجب أن تعبّر الأنا الغائبة، والأنا الجسديّة، والأنا النزقة، والأنا اللعوب عن نفسها عبر صوت المؤلف، فالصفحة لا تكون حيّة إلاّ بقدر ما تنطق عبرها تلكم الأصوات المكتومة"
1-ملاحظة: استعرت عنوان المقال من الشاعر العراقي / العربي الكبير سعدي يوسف الذي وسم به إحدى كتبه، وذلك حبا في هذا الشاعر، وفي الأدب العراقي عموما، ودلالة على رميّة هذه القراءة.
المراجع:
-حياتي في قصصي(موجز تجربتي في كتابة القصة والرواية/ سيرة أدبية) عبد الستار ناصر، الطبعة الأولى 2001، المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
-سوق السراي، كتابات في القصة القصيرة والرواية والشعر، عبد الستار ناصر، الطبعة الأولى 2002، المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
- باب القشلة (كتابات في الرواية والشعر والمكان) عبد الستار ناصر، الطبعة الأولى 2003، المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
هوامش:
2-غابرييل غارسيا ماركيز، ذاكرة غانياتي الحزينات (رواية)، ترجمة صالح علماني،الطبعة الأولى 2005، دار المدى للثقافة والنشر.
3-محمد لطفي اليوسفي، فتنة المتخيّل: ج3، فضيحة نرسيس وسطوة المتخيّل، الطبعة الأولى 2002، المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
4- أوكثافيو باث، حوار أجرته ريتا غيبرت، ترجمة كاظم جهاد،مجلة الكرمل العدد 18، السنة 1985، ص 136/137.
كاتب وناقد مغربي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اهل مكة ادرى بشعابها
عراقي -

اخي سامي دقاق انت وتطالب شخص مثل عبد الستار ناصر ان يحترم المراة حتى لوكانت عاهرة, اخي الدقاق هذا كثير على عبد الستار,وياستار استرنا من العاهرين.ارجو من ايلاف الحرية ان تنشر تعليقي لرد الاعتبار لضحايا عبد الستار من الفتيات

إطلالة القتلة
إطلالة القتلة -

.. عندما يقتنع المحسوبون على جراحنا، بأننا نتألم بالفعل ، وبعد أن يمتنعوا، عن نكيء جراحنا، مزيدا من النكيء، لاعفة ولارجولة ولافروسية، وإنما عن ملل ، يخرج علينا واحد من إخواننا العرب، لكي يقوم بالمهمة على أكمل وجه ... أستاذ سامي، هل تعرف هذا الذي كتبت عنه، وماالذي كان يقترفه، ضد الادباء البسطاء من أبناء وطنه ... لماذا تريدون تذكير المجروح بجرحه ولماذا تصرون على تناول كل من لاضمير لهم ضاربين صفحا عن مئات بل آلاف الشرفاء غيرهم ؟

الذئب والحمل
ماقصة الاجرام -

ماقصة هذا ال( عبد الستار ناصر...) ولماذا تصرون على إظهار الذئب بصوف الحمل ؟

احمد مناع
شيسوي الاخ -

خاطر الله شيسوي هذا ...، قاتل عشرات الادباء، في إيلاف .. أما كفاه أنه يحضى بالفلوس والخمر أينما ولى وجهه ؟ .. لماذا لايترك إيلاف للمغدورين والجياع الذين إكتشفوا لما كوة بسيطة للنور ؟

الى كل القراء
الى كل القراء -

أيها الاخوة القراء من الادباء، لاأظن أن احدا منكم لايحفظ على الاقل قصة واحدة أليمة، إرتكبها عبد الستار ناصر، ضد الادباء الشرفاء .. نرجو منكم، أن لا تبخلوا، على باقي القراء، بكتابتها، من أجل تعريف الناس بممارساته القذرة .

القرد والسفاح
منذر المحاويلي -

أعتقد أنه لاموهوب ولايحزنون، وإنما هو كان قد إكتسب له شهرة، من خلال جرائد البعثيين عندما كان يكتب قصصه ضد الاكراد وضد الانتفاضة ... لكنهم - اي البعثية - بعد ان لمعوه جيدا، وبعد ان توقفوا عن منحه المبالغ المتعارف عليها، هرب الى عمان واخذ يشتمهم .. هل ترون؟ .. هل رأيتم حديقة الحيوان وبالتحديد ماالذي يفعله القرد عندما تقذفه بقطعة حلوى؟ وهل تعرفون ماذا يفعل عندما لاتقذفه بها؟ ..

الصيحة الشهيرة
صاحب الصيحة -

.. عبد الستار ناصر.. أليس هو صاحب الصيحة الشهيرة : ( إذبحوهم كالخراف) ضد أبناء جلدته من العراقيين الحفاة، الذين كان ولي نعمته يدفنهم أحياء، في مقابر جماعية .. هل يتوقع المرء، ان واحدا كهذا، يمكن ان يكون له ضمير؟ فأي أدب هذا الذي يمكن ان يكتبه إمريء بلاضمير ؟

المتورم النرجسي
اميمة -

هذا الرجل لا يحب احدا من الناس . انه العمى النرجسي وقد تجسد في كائن بشري . لذا ، وعندما دانت الاقدار لسلطة البعث ، نراه وقد سحق كل قيمة وعرف في سبيل ارضاء ذاته واناه المتورمة المنعمة الديوث . انه مجرد انموذج للكاتب والانسان الفاشل .

تحية
علي رحمون -

تحية للناقد المبدع حقا سامي الدقاقيانت على حق في كل ما كتبته عن هذا الدعي

أدباء الورور
منعم حميد -

إن عبد الستار ناصر، شأنه شأن جوق البعثية متبدلي الجلود حسب الظروف ووجهات النظر أبدا، ليس إلا تركة ثقيلة، من تركات الماضي، على ذاكرة الكثيرين من العراقيين ، وخاصة الادباء منهم، الذين كانوا، يبحثون عن قطرة عرق، فيحرمهم منها، وإذا أصروا، على الحضور لنادي إتحاد الادباء، يلفق لهم تهمة، بمساعدة زملائه، البعثيين من أمثال نجمان ياسين ورعد بندر ولؤي حقي( حامل الورور الابدي) وخالد علي مصطفى ومنعم حمندي وسامي مهدي .. فبالله عليكم ماذا ينتظر الآن من القراء، إلا الرجم واللعنة ؟

عتوي الحزب
عتوي الحزب -

لم يكن عبد الستار ناصر، إلا نوعا من (العتوي) للحزب .. فهو مدلل الحزب والثورة، وقد أوفده القائد ، بطل الحفرة القومي، الى بلدان عديدة، على حساب البؤساء، الذين كانوا، أثناء ذلك يتساقطون، تحت مناجل الحرب .. فماذا ترتجون من عتوي عاش على مطابخ الحزب الاكثر إنحطاطا في الكون ؟

الكاتب اللامع
ابن رشد -

عام 1993 كتب عبد الستار ناصر مقالا في صحيفة الجمهورية بعنوان { شكراً الى الرئيس الذي أنقذ ابني } بعد أن نشر 11 مجموعة قصصية ورواية تمجد { قادسية صدام } وفاز في الكثير من الجوائز الأولى . كانت مناسبة المقال أن أن صدام أهداه { سيارة تويوتا سوبر } ومرض ابنه فأخذه الى مستشفى الطوارىء في هذه السيارة الحديثة التي لولاها لحصلت مصيبة لأبنه . في ذلك العام اعتاد صدام بتوجيه من { ديوان الرئاسة } على تلقي اهداءات الكتب الصادرة من الكتّاب العراقيين اليه وكانت هديته الى أولئك الكتّاب والشعراء مبلغ 10 آلاف دينار عراقي مع رسالة تنشر في صحف النظام يقوم فيها سكرتيره الشخصي المدعو عبد الجبار محسن عضو المكتب العسكري ومدير دائرة التوجيه السياسي السابق في الرد على أصحاب الاهداءات وهم كثر ومن ضمنهم الشاعر عبد الزهرة زكي { مدير تحرير صحيفة المدى التي يرأسها الآن فخري كريم زنكنة } الذي أرسل الى ديوان الرئاسة مجموعته { اليد تكتشف } . بعد أن نشر عبد الستار ناصر مقاله المذكور . ردّ عليه عبد الجبار محسن بما يلي وللاطلاع يمكن الرجوع الى ارشيف صحيفة الجمهورية التي كان يرأسها سعد البزاز : عزيزي الكاتب اللامع عبد الستار ناصر . اطلع السيد الرئيس القائد حفظه الله ورعاه على مقالكم واللخ } ثم بعدها تم استدعاء عبد الستار ناصر الى القصر الجمهور ليحظى بلقاء الطاغية الذي أعطاه سيارة أخرى جديدة وحفنة من المال . من المعلوم أن ستار هو الأديب العراقي الوحيد بالعراق الذي كان يلعب { الروليت } في الفنادق الكبرى بالعراق كل ليلة . للحقيقة انه لم يكن حزبياً ولكنه كان أديب الحزب وكاتب الحزب و { قادسية صدام } بامتياز .

اديب القادسية
عراقي -

اذا سقط المرء اصبح عاهرا ، واذا سقط الهاهر-ة اصبح بعثيا ، وليس دون ذلك من انحطاط ، وتدهور اخلاقي ، سوى الكتابة للبعث ، والقائد وقادسياته الانهزامية التافهة .امرضك الله في الدنيا ، قبل معاقبتك في الاخرة يا عبد الستار ودمتم

براقش وجنايتها
اللص -

اهلا عبد الستار . شنو لازم مريض اخي . لا شفاك الله ، واراك في بدنك ، ما ارانيه في بدني ووطني وعيالي . لا بارك الله فيكودمتماديب عراقي مقعد من جراء رصاصة في حروب ولي نعمة الدعي عبد الستار ناصر

ديج الاتحاد
سالم كاظم -

كان يقف مثل ( الديج) بعد حيلي حيلة والحزب يسنده، منعم حمندي على يساره ونجمان ياسين على يمينه، وحوله كوكبة من البعثية تتكون من ، رعد بندر ولؤي حقي( ترنتي شايل وروره) وخالد علي مصطفى ، يقف منتصبا، يطرد هذا ويشتم ذاك . يكون عندئذ ، إما راجعا من روما أو على وشك الذهاب الى باريس ، أو مزمعا السفر الى بلغاريا او رومانيا، وهكذا، ولايطيق بعض الحثالات، كما يسمي ( المكاريد) الذين يكون بإجازاتهم الدورية، قادمين من جحيم جبهات القتال باجثين عمايبل ظمأهم .. ومرة صفع أحدهم صفعة أمام الجميع، لاأحد يدري لماذا، وحين شعر خلال الخبصة، ان هذا الشخص لن يفوت له الصفعة، هدده بأنه سيدخل الى غرفة الادارة، ليخابر الامن ........ هذا هو عتوي وديج وطاووس وفسيفس الحزب، هذا هو صديق عدي المجرم، والذي شتم عدي واباه من عمان بعد ان قطعوا عنه الاعطيات .

عبدالصدام عاهر
يوسف حكيم كركوكولي -

مالذي لم يفعله هذا العبدالصدام عاهر من تمجيد وإغناء ثقافة الجريمة للعفالقة وللدكتاتور الضرورة الذي دلله دائماً بالمزيد من الخلع من بيت مال التعساء؟ ولم تكن مسألة(سيدنا الخليفة)أكثر من سيناريو،لأن البطل الهمام عبدالإستبداد كان حراً في أسفاره الى بلدان العالمللإستجمام والتجسس، بينما كان أغلب العراقيين ممنوعين من السفر في الحروب العفلقية والدكتاتورية. حقاً ماقاله بوشكين في (موزارت وساليري): لن تجتمع العبقرية والجريمةأبداً

متاذي هواي من البعث
بعثي كل الازمنة -

عبد ال...واد عشت طويلا .... وستموت نفايات تافة,شكرا لايلاف الحريه(كلبي يوجعني من هذا ابن....)

تحية للجميل المشاكس
محب -

يتمتع الفنان عبد الستار ناصر ، بمقدرة بعثية فذة ، على كتابة ادب المعركة ، وقد برع منذ نعومة اظفاره بتدبيج المقالات الوطنية والقومية . كتب دراسات عن شعراء العراق الجميلين ، من امثال : نصيف الناصري ومحمد تركي الانصار وصلاح حسن وفضل خلف جبر وعدنان الصائغ وعبد الرزاق عبد الواحد ورعد بندر . وقد اجاد وابدع ، كما هو شأنه دائما .ودمتمللحبيبة ايلاف كل حب ومودة

مكرمة
سعدون وهبي -

مرة كنت جالسا، في نادي الاتحاد، وكان أغلب الموجودين، يهمسون أن عبد الستار ناصر، ذهب الى ديوان الرئاسة، ليقبض مكافأة الرئيس ، وبعد قليل حضر وهو يحمل(علاقة) قال هو ان فيها(750 الف دينار عراقي) وكان سعيدا جدا بذلك، وتباهى بأن أحدا، من الادباء، لم يكرم معه . .............. أديب مشتعل صفحة اهله .

لعنة الله والناس
علي نديم -

لقد خذل الزمان ادباء عبادة السلاطين ، من كتبة البعث العراقي ، ما ان سقط الطاغية ، حتى فروا هرابا من احتقار الناس لهم ، ليكتشفوا ان العالم قد تطور ، وان الانترنت اصبح ملكا مشاعا ، مكن الناس من شتمهم وفضح اعماقهم ال... ، وهم في ابعد جحر فيه . مطاردين ، تطاردهم اشباح ماضيهم الدموي الحقير ، ولعنة الله والناس والملائكة اجمعينتراب عليهم

جمعية العتاوي
فرات غانم -

إنه ليليق بهم، اولئك الذين إعتاشوا، على موائد الحزب، حتى تصلبت رقابهم مثل( العتاوي)أن ينشئوا، لأنفسهم الآن جمعية، تضمهم جميعا، إبتداء من خالد علي مصطفى( عصا الحزب المنتصبة ابدا في وجه البؤساء) ونجمان ياسين(مخبر ومبلغ الحزب وحامل دفتر التقارير) وحميد سعيد(مسبغ لقب وصفة النبي، على بطل الحفرة القومي) وعبد الرزاق عبد الواحد(مشبه بطل الحفرة، بالنبي إبراهيم)ورعد بندر(احد أكبر مكدي الحزب) ولؤي حقي( بطل فلم الحزب المغوار حامل المسدس ) ومنعم حمندي(عين الحزب، على الهاربين من الجيش من الادباء، في مقهى حسن عجمي) وسامي مهدي( الوكيل الرسمي والناطق باسم الحزب حامي ظهر الحزب الشهم ومدبج تقاريره العتيد) وبقية الثلة غير المباركة التي لاتحضرني اسماء اصحابها .. وحبذا لو تشكلت تلك الجمعية برئآسة كاتب القادسية وام الهزائم، البعثي قلبا وقالبا وليس انتماء، عبد الستار ناصر ، آخذين بالاعتبار أقدمية عبد الرزاق عبد الواحد وكبر عمره وجهوده من اجل إطالة عمر الحزب، وآخذين بالاعتبار ايضا، بطولات بطل فلم الحزب الكارتونية، لؤي حقي.. ان جمعية باسم (جمعية قدامى العتاوي) ستكون خيمة ملائمة لهم جميعا، ستضمهم بحنو، مثلما كان الحزب يضمهم تحت خيمته بحضنه الدافيء الحنون .

اذهبوا الى الجحيم
ولادة ثقافة عراقية -

ولدت ثقافة عراقية انسانية,مبدعةوحقيقيةلاعلاقة لها بمثقفي حزب البعث المجرم ومثقفي اياد علاوي ومثقفي الارهاب ومثقفي المقاومة التي تقتل الناس الابرياء. اقول ولدت الثقافة العراقية من كل هذا الخراب, ثقافة الحب وثقافة تمجيد الانسان وليس الحزب والسلطة الغاشمة,ثقافة الحداثة والجمال والمعرفة,انصحكم ان تضاجعوا انفسكم او ان تذهبوا الى اقرب زبالة. ارجو من ايلاف الحرية والجمال ان تنشر تعليقي ليطلع علية مثقفوا بعثية كل الازمنة

نعم اخي
الهذلي -

الى صاحب التعليق رقم 18 : نعم اخي كان بارزا في تدبيج، المقالات الحزبية الراقية ، عن الاسماء المذكورة اعلاه ، وهم كانوا سعداء ، بنيل اعتراف كاتب من طراز ناصر . لا بارك الله فيه وفيهم

زمانها آت
احييك -

احيي صاحب التعليق 22 ، فعلا ان زمان الثقافة العراقية آت لا ريب فيه ، ولكن ليس قبل فضح مشعلي الحرائق ، وكتبة العرائض ، ومذيلي نصوصهم باسماء ذات رنين بعثي لا تخطئه الاذن . كحمندي وقيطان وعدنان الصائغ وحقي ونجمان الخ الجوق البعثي غير المؤمناحييك اخيالشويلي

ها خوتي ههههههههه
حنون ابو الزفر -

ولك ماتستحون على دمكم, من جنتوا تمدحون اسد الامة العربية شو اسدكم من اجوي الامريكان ختل بنكرة. طيح الله حظكم وحظ هيج ثقافة. ارجو من ايلاف نشر تعليقي ودمتم

رسالة الى ناصر
رسالة الى عبد الستار -

لماذالاتبادر، وتجعلها سابقة تسجل بإسمك،فتعتذر للضحايا، عما الحقته بهم وبأهلهم، من ظلم وماسببته لهم من تعاسات ولابنائهم من تغييب في السجون ، وبذلك تكون قد إبتدأت صفحة جديدة، وسيسامحك الجميع .. هذه دعوة، ويد بيضاء ممدودة، وفرصة لك وأنا متأكد انها ستسجل لصالحك .

معا نبني العراق
عراقي مغدور -

(من كان منكم بلاخطيئة،فليرمها بحجر)00لن يكتب لسفينة العراق أبدا،ثقوا أيها الاخوة،النجاة حقا،أن لم نرم ضغائن الامس وراء ظهورنا،أذكيف نأمن ،ويأمن الاخرون،أننا دعاة بناء وقانون ومدنية ، ونحن نشهر ذات السكين التي ذبحتنا بها الدكتاتورية المقبورة أن شاء الله ؟ !!!