ساعة (دالي) اللينة
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تتخشب أعضاؤها فترتد إلى الخلف متأملة اللوحة في إعجاب:
ـ أعرفها... لا تنطق... إنها (ساعة دالي اللينة)... لا تدع أيضا أنها أصلية....
ـ هل ثمة شيء أصيل في هذا العالم؟
كل شيء زائف يا...
ينير الممر المعتم و يقودها نحو الغرفة لتجلس على أول أريكة تصادفها، بعينيها تعانق فوضى المكان.
ـ ما أحوجني إلى فنجان قهوة...
ـ ظننتك بحاجة إلى كأس نبيذ...
أحس بورطة حقيقية، فالبن لم يعرف طريقه إلى البيت منذ شهور.
ـ بإمكانك أن تنتقي أسطوانة من الرف ريثما أحضر البن من محل قريب.
تنسلخ من سترتها الجلدية، تقترب من المكتبة، تزيح بعض الجرائد الملقاة على الأرض شاخصة بعينيها نحو الرفوف... الغبار يكسوا كل شيء... كتب غليظة تتزاحم، دواوين للوركا... نيرودا... البياتي و آخرون... أسطوانات متكدسة... صورة لغيفارا بشعره الهائج و عينيه المتوقدتين... مرآة نحاسية مغلفة بالغبار... كلالة شعر عالقة بمشط بلاستيكي... المشط مكسور الأسنان... خزانة من الأبنوس الأسود تعتليها نارجيلة شامية بقاعدة زجاجية ملونة... صورة أخرى لملتح آخر بشوش عربي الملامح، تتخلل لحيته حروف حمراء:wanted تتناهى إلى مسامعها وقع خطواته المنبعثة من جوف الممر، تتناول أسطوانة من الرف، تضعها فوق الغرامافون، ترخي جفنيها منصتة إلى حفيف الإبرة و هي تخترق ضفاف الأسطوانة، الأسطوانة تدور، فتدور عيناها في زوايا الغرفة... شموع ملونة بأحجام متباينة تتناثر هنا و هناك... كيف يقدم شخص متحضر مثله على اقتناء صورة لهذا الملتحي المعتوه... كيف!؟
أخبرها أنه شخص واحد في صور متعددة... أحيانا يربي الشارب و أحيانا يرخي اللحية، مرة يلوح بالمطرقة و المنجل و مرة يمسك بالكتاب المقدس، لكننا نحتاجه دائما، نعلق صوره على جدراننا، نطلق اسمه على أبنائنا، لكن لاشيء سيحدث طبعا، فالحياة تدو كما تدور هذه الأسطوانة...
ـ لكن... دعينا نحتفل ببهاء هذه اللحظة، ما رأيك في قليل من النبيذ فقهوتك أصبحت باردة...
نهض نحو الغرامافون، قلب الأسطوانة، أخرج الزجاجة الحمراء من الخزانة و حدثها عن بهاء النبيذ و عن مباهج احتسائه مع شرائح السمك المخلل... 2
الأنبياء شموع تحرق من أجل الآخرين...
كلمات لها مفعول السحر، وقعت على مسامعك و أنت طفل، فتلمست مسالك نبوة متوهمة، لم تكن تدري أن ثمة كلمات أخرى تقول:عهد الأنبياء قد ولى، وقتها احترقت... كنت صبيا لا ترى في العالم إلا ما تريد، و ظللت كذاك تحلم و تخطط و حين تفشل في تحقيق أحلامك تقول: لا كرامة لنبي في وطنه!
لأجل ذلك ظللت منسيا هناك... في الوطن.
شاردا في تفاصيل جسدها... ترضع مبسم النارجيلة و تنقر بيمناك على مسند الفوتيل، بعد إصرارك ستتورط في الكأس الخامسة، ترتمي في حومة الطبول و الدفوف... حواسها تشتعل... تلتهب بقامتها الفادحة... تتلوى... تندغم في فوضى النغم... تدوي الطبول... تنتصب... تدق بقدميها على الأرض... ترخي شعرها للنغم... يهبط... يتماوج... صخب الدفوف يعلواhellip; كعبها القاسي ينقر رخام الأرض في عنف... الجدي الذهبي يتأرجح في سماء نهديها... شعرها ينضح عرقا... يتلبد...تمسحه ناحتة الفراغ بخصرها... يتصاعد الإيقاع نحو الذروة... تخاصره... تصعد إلى مدارج النشوة و تهوي في حالة تشبه الإغماء... 3 ـ لا تقلق... حاول مرة أخرى...
ـ...................................
أشعل سيجارة ثانية، نفث منها نفثة و وضعها جانبا، انغرس في جسدها من جديد، في صعود و هبوط، مستنشقا رائحة عرقها و رائحة عرقه الفواح بالنبيذ... هو يلهث و هي تصرخ لتوهمه بفحولته المفترضة، كمن يضاجع نفسه كان يتخبط في جثتها دونما أدنى إحساس باللذة، مهلهلا كان متاعه... رخوا كأصبع من عجين، لكنها كانت تتمادى في الصراخ لكي تأخذ أجرتها عن جدارة، انسحب منها يائسا، متأملا رأس سيجارته المشتعل، كانت السيجارة مكتملة الطول، تأكد من قصر مدة المضاجعة، امتص سيجارته في صمت منصتا إلى صوت الغرامافون الصادح بحكمة آخر الليل:
يبدون صدا
و لكنهم يضمرون وصالي
ما أقصر العمر
حتى نضيعه في النضال
حلق بعينيه في فوضى الغرفة، الساعة مطوية لينة لا زالت تسيل في مكانها... و أسطوانة الغرامافون تدور...
ت... د... و... ر... في الفراغ... قاص من المغرب
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قصة عادية
حميد فؤاد -قصة عادية جدا، لاتوحي بأي جديد على مستوى تقنيات السرد..
nice
rahaf -نص جميل .هناك بعد الأخطاء أللغوية مثل يكسو ويعلو من دون ألف.بالنسبة لمضمون النص هناك حقيقة أن هناك كثير من الرجال الذين لا يستطيعون ممارسة الجنس من دون حب.
sorry
rahaf -عفواً على الخطأ الوارد في التعليق الأول ...بعض وليس بعد
رائع هشام
محمد الأزرق -قصتك ماتعة و متقنة شكلا و مضمونا، أتمنى أن تتردد على المشهد القصصي المغربي كثيرا فما أحوجه إلى قلم من طينتك