خالد ساحلي: الأدب لا زال يحتضر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يطالب بقانون لحماية الكاتب والمثقف والمفكر من المافيا الثقافية، ويدعو إلى التجديد وغربلة المغربل وإتاحة الفرصة لكل محاولة تفكير، لا يتصور الحياة بلا أدب، يؤلمه تحول رؤساء الصفحات الثقافية إلى كهنة التاريخ القديم، حول إبداعاته وتجربته وكتاباته، أسباب توقفه وعودته كان لنا معه هذا الحوار: حاورته هيبت برادة:
bull;ركبت صهوة الأدب منذ بداياتك، لماذا ترجلت فترة ثم عدت وهل المبدع بحاجة إلى استراحة محارب؟ تصدقين قررت التوقف عن الكتابة بعد الذي عانيته من تهميش مثل أكثرية الكتاب هنا في الجزائر والظلم الذي تعرضنا له في زمن ماضي ولا زلنا نعاني منه، لقد كتبنا يوم سكت بعضهم وسكتنا يوم بدئوا باحتكار الوطنية والتضحية وتقاسم البطولات المزيفة...
لقد كتبت أجمل النصوص و أنا في قلب النار. نعم المبدع بحاجة لاستراحة محارب ليعيد التفكير في قناعات وتعديل مساره، المهم أن يبقى محارب و جندي و لا يعتريه الخوف والوهن ليتحول إلى جاسوس و يرمي البندقية عن عجز فيه. لأن روح الأدب روح مقاومة.bull;حدثنا عن تجربتك الأدبية؟ وكيف كانت مراحلها؟
نعم لا شك لكل كاتب منعطفا غيـّر له مسار حياته الخاصة والعامة على حد سواء ومسيرة الكاتب لن تكون غير مأسوية و تعيسة إنه سيء الحظ ومن يختلط به سيجلب له الحظ السيئ أيضا من جوع وعراء وتهميش و إقصاء .
ما يحدث لنا حدث للكتّاب الغربيين يوم كان "أميل زولا" يصطاد العصافير ليقتات من جوع، لكن اليوم منح سياسيوا الغرب كتـّابهم الحقوق وعرفوا قدرهم سواء من أنتقدهم أو من مدحهم؛ على العكس عما يحدث في أوطاننا، المداحون هم المنتفعون لا غير.
وانا تأثرت بفلسفة الشرق كما الغرب وألهمتني فلسفة برغسون ونظرياته الأخلاقية، لكل كاتب تجربة مستقلة عن تجارب الآخرين لكنها ليست مبنية من العدم إنها حبات عقد مربوطة بخيط يبدو لنا غير موجود لكنه يشد بعضها بعضا. والتجربة هي الغور في التراث الذي يحيا في الحداثة ويسايرها وتتضخم منه لكن نحافظ على الإبقاء على ذاته لأنه وعاء ومدخرة كل أديب.
إنها التجربة، أنا أختلط بالشعب إلى درجة لا تصدقينها، ألتقي بهم في الأسواق والحدائق والأعراس والمآتم والمقاهي، أستمع إليهم كثيرا، أشاهد سلوكاتهم كثيرا، أحفظ منهم كثيرا، أليس الكاتب والمؤرخ ذاكرة الشعب. الأديب يجب أن يكون ملتزما بقضايا المجتمع، أن يقدم نصوصا تعالج همومه وتطلعاته، يقدم نصوصا لمن يقرأها اليوم وغدا وفي المستقبل البعيد لا لمن يتصفحها وينساها.
من هنا وجدت رسالتي تنحصر في هذا، قول الذي يحدث على الطرقات نتاج السلوكات أقول هذا دون تعيين. البحث عن الحقيقة أو الاعتقاد بقدسية الحقيقة يجعلك تتفاءل دائما و تجتهد في البحث و البحث يكون بالكشف لا غير، لكي تكتشف المتستر يجب عليك أن تعير أذنيك وعينيك وبدنك لمن سبقك من كتاب ومفكرين وفلاسفة وتستلهم من تجاربهم.
أما مراحل الكاتب فهي مراحل صراع فصل ووصل، انقطاع وتوقف لكن الأمر الوحيد الذي لا يمكنه فعله هو أن يبقى متفرجا لا غير.bull;في بداياتك الإبداعية كنت تعتقد "أن الشباب هو الوحيد الذي يمكنه أن ينهض الأدب من سباته العميق" هل لا زالت تسيطر عليك هذه الفكرة حتى اليوم؟ وهل فعلا نهض الأدب العربي أم لا يزال يحتضر؟يتأسف الكاتب ويمزق معظم ما كتب في أيام شبابه لأنه في النهاية يجدها نفاية إيديولوجية أنقاد ورائها بطابع العاطفة لا غير، أو حشوا من العائلة التي تربى فيها بممارستها عليه التلقين والتكرار المفجع الذي يفضي للتعلم بشعور أو لا شعور منه، يشعر المثقف بأسف كبير حين يجد اليوم خريج الجامعة والأكاديمي لا يقدم إبداعا ولا يشارك في بلورته وتوجيهه.
وجامعاتنا يتخرج منها ملايين الدكاترة والباحثين لكن قليلون هم من تركوا أثرا علميا ومعرفيا، الشابي قدّم أروع القصائد وعمره لا يتعدى العشرين، و العقاد تعلم اللغة الألمانية في السجن في مدة ثلاثة شهور وهو شاب كتب السحر بقلمه، و الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه خصص له عمود في جريدة طرابلس الغرب يكتب فيها خواطره الأدبية ومقالاته وعمره لم يتجاوز العشرين.
وشاعر الهند العظيم طاغور تفجرت قريحته وهو في ريعان شبابه الفيلسوف برغسون أستطاع بواسطة البيكار والمسطرة حل مسألة الدوائر الثلاث التي يتكلم عنها باسكال في مراسلته مع صديقه فيرما لقد نشر حل برغسون هذا في حوليات الرياضيات وهو طالب ثانوي، مالك بن نبي تفجر فيه كون من فلسفة الحضارة وهو لا زال يدرس هندسة الكهرباء في الجامعة، هل شباب اليوم يشبه شباب الأمس؟ الشباب لا ينقصه الحماس ولا الإقدام إنما تنقصه الروية والمدخرة العلمية والرعاية. المهزلة أن الإبداع والموهبة يظنها الشباب هي العبقرية ذاتها التي تمنحه الشهرة وتقدم له الانجازات، ينسى الكثير أن العبقرية هي البحث والكد و الاجتهاد والأعمال العظيمة نسبة99 بالمائة اجتهاد و1 في المائة موهبة لا غير.
الأدب لا يستهوي الناس ومن فتح أمامه باب الأدب دخل في رواق التعاسة و المشقة، الأدب يرفده أهله والأدب قليلون هم أهله فقد هجروه لأسباب الخبز أو القمع أو الضياع. كلما تقدم الزمن نقص أتباعه ومريديه، الجميع ينحى منحى الكتابة الصحفية والسياسية وهذا عرض وطلب و لا شك داخل المجتمع لأن الأدب لا يعطي خبزا و لا يقدمك من وزير ولا أمير ولا سفير، تصوري فقط حياة بلا أدب؟ يجهل الكثير أن الأدب يذوب فيه الاجتماع و السياسة والتاريخ لأنه لغة العلوم .
أما فيما يخص الأدب العربي هو يحتضر فعلا لأن من له إمكانية النشر لا يرقى عمله للقراءة، الأعمال الجميلة والمستحقة للاهتمام يمارس عليها الإقصاء ولا تستطيع شق طريقها، مرغمون نحن على تقبل الرداءة الطموحة.
ضحكت كثيرا يوم سمعت ببعض الكتاب يهيمون لترجمة أعمالهم ليقرأهم الآخر، هم غير مقروئين في بلدانهم أصلا. إنهم منسوخون لا غير. الأدب لا زال يحتضر فلا زال تفرض عليه قيود، تأشيرة سياسية وجواز مرور بدمغة جهة ما، الأدب العربي لا يعرف بعضه بعضا، هوة سحيقة بين أدباء المشرق والمغرب والخليج، نحن نشد الرحال للغرب لأنه الجهة الوحيدة المخولة بإعطائنا قيمتنا من ثمة نعود لأوطاننا بتكريم منح لنا لنكرم بعده.
bull;كتبت في عدد من الصحف العربية منذ بداية تسعينات القرن الماضي والآن اتجهت إلى الكتابة على الشبكة العنكبوتية، ألا تعتبر أن ذلك تحولا؟الكتابة هي نوع من الرفض هي الألم من الداخل تعبيرا مطلقا عما يختفي من تراكمات الأزمات، لذلك حين تنهي نصا أو محاولة ما تبحث عن كيفية نشرها و أي الصحف جديرة بتقبل ما تنتقد به واقعك المعاش السياسي والديني على حد سواء.
سنين التسعينيات كانت عهدا من حياة الكاتب مضى لحاله حاملا معه كثيرا من العذاب و التعب، مرحلة التسعينيات كانت من أكثر السنين توترا وصعوبة كان ولابد أن يتوفر فيك قدر كبير من الشجاعة والمسؤولية والواجب لتكتب رأيك في الأحداث المتسارعة بالفجائع والمواجع.
أن تتوفر فيك الجرأة لتصف خريطة الوطن المجروح. في التسعينيات لم نكن نعرف الانترنت و لم نكن نهتم به فثقافة النت كانت لا تزال جديدة عندنا نحن العرب. نعم لا شك أن العالم صار قرية صغيرة والتجوال في الجامعة العالمية صار أكثر سهولة، من خلال النت يتاح لك قدر كافي من الأخبار و المعرفة، الشبكة العنكبوتية ثورة جديدة معقدة ذات تأثير عالمي كبير، أنا لا أعتبر النت رصاصة الرحمة للصحف الورقية إنما هو رفيق جميل جذاب ومؤثر.bull;وهل هذه دلالة على أن عصر النشر الورقي سينقرض؟النشر الورقي لا ينقرض ولن ينقرض مهما تقدمت التقنية، إن للورق سحر لا يضاهيه سحر، جمال الورقة لا يضاهيه جمال صفحة كمبيوتر بيضاء، وعملية الخصوبة حين يمارسها القلم بعشقه الحبري مع بياض طاهر يتحول إلى نور من نار الإبداع.
قضية النشر الورقي والرقمي كتب فيها الكتّاب الكثير من المقالات وأقيمت الكثير من المحاضرات والندوات.
وبتصوري أن النشر الرقمي تكملة للورقي لا غير، فالذي ينشر على الورق يحوّل إلى الفضاء الرقمي. يجب أن ننتبه إلى أن الأمية في البلدان العربية ضاربة بقوة، ففي أوساط الفئات الاجتماعية وفي القرن الواحد والعشرين هناك من لا يعرف القراءة و الكتابة فكيف إذا أمكن لنا التحدث عن زوال النشر الورقي .
كان هناك تقييم في مؤتمر تونس العالمي حول استعمال الكمبيوتر والانترنت نسبة الذين يستخدمونه لا تتجاوز 3.5 بالمائة في الوطن العربي باستثناء الخليج العربي 7في المائة، إذاَ هل النشر الورقي لا زال يهيمن على الساحة الإعلامية والثقافية بكل تأكيد نعم لا زال لم يحقق إكتفاءا في الورقي فكيف له أن يحقق تقدما في الالكتروني، والشيء الجميل النشر الالكتروني قضى على الاحتكار والرقابة التي فرضتها المطابع والصحف الورقية.bull;معنى ذلك أن وظيفة الورق لن تموت؟أعتقد أن وظيفة الورقة لا زالت قائمة و لن تزول ومع هذا فالمستقبل يخفي مفاجآت كثيرة والعصر سيكون عصر ما بعد الالكتروني.bull;كونك من كتاب المواقع الالكترونية أيكفي أن يحمي اسم الكاتب المقال او الأفكار كماركة مسجلة أم أن النشل الالكتروني لا يعرف حقوق الملكية الفكرية؟
النت يعرف هذا أيضا، حدث وسرقت نصوص ومقالات لأصدقاء، وأذكر العام الماضي هناك نص سرق لجمال الغيطاني من كاتب مصري معروف لن أذكر اسمه هنا لأن القضية سارت إلى حالها حتى حار الواحد لمن النص الأصلي بعدما صار الواحد يتحجج بأدلة، أذكر أيضا أن الصديق الدكتور إدريس لكريتي سرق له بحثا كاملا من طرف دكتور سوري ونشر على صفحات صحيفة سورية وحين تم اكتشافه تأسفت الصحيفة للدكتور.
إنها الأخلاق الغائبة في أفعال البشر والمنتسبين للثقافة انتسابا شرفيا من عهد الفيل إلى اليوم. حتى في وقت الدولة العباسية كان الشاعر ورد يعطي قصائده لبعض الشعراء يسترزقون بها هناك من الباحثين من أثبت قصيدة مشهورة غنتها فنانة مشهورة أنها قصيدة فرنسية مترجمة لا غير. المشاهير من الكتاب في الوطن العربي سرقوا مقالات وقصائد ونصوص.bull;هل تطالب بوجود قوانين تحمي حقوق الملكية؟ القانون الذي يحمي الكاتب وإبداعه ويحمي ملكيته الفكرية غائب، ومن الواجب ترسيم قانون صارم يعاقب على السرقة الأدبية فأثرها السلبي المعنوي أكثر من المادي لأن المادي يعوّض أما المعنوي فلا.
أحيانا أجد الأمور مرتبطة بعضها ببعض، القانون الغائب في كل مجالات الحياة لا يحمي المواطن من اللصوص والمافيا المالية والسياسية كما يعجز كذلك عن حماية الكاتب والمثقف والمفكر من المافيا الثقافية، لكن يبقى الإبداع هو ميزة صاحبه مهما سرق عمله. bull;يتماشى خالد ساحلي مع أي من الأنساق الثقافية العربية؟ وهل تميل إلى النقد المؤسساتي أم إلى جمالية النص وكفى؟ النسقية كلها عيوب وأمراض وتقرحات معدية في جسد الأدب و الثقافة والسؤال هل يستطيع الأديب أو الكاتب تجاوز النسقية دون الجهر بالتراث والقديم والحداثة وما بعد الحداثة؟ النسقية تضمر خطابا ما ووظيفتها المقاسات الكثيرة وتعدد الأدوات والقوالب، النسقية في تاريخها الحافل من الجاهلية إلى اليوم حبلى باختراقات السياسي والقبلي والديني.
يبدو لي أن كل كاتب يهرب من النسقية يقع فيها إما بصورة أو بأخرى إما يكون عمود مساهم في صناعة الطاغية أو الديكتاتوري أو المحتل أو الإرهابي أو العدو أو الواشي وعلى النقيض نفسه ليس الكاتب أو الأديب سوى رأس السهم الحجري المنكسر الذي يبكي عليه الهنود الحمر و لا يأبهون بريشه.
إن محاولة المقاومة تبقيك في الانعكاس لتعزيز النسقية وأمنيتي أن تكون لي مواقف ثابتة ككاتب دون تنوعها.
هناك دراسة للناقد السعودي "عبد الله الغذامي" أراها دراسة تستحق القراءة مرات ومرات وهي آراء جريئة حقا حول النسقية، النقد الأدبي يجب أن يكون علاجا فلسفيا علميا أدبيا للقبيح داخل المجتمع ويطيح باللوحات الإشهارية الجميلة للنص، يجب على النقد ممارسة عمله الأدبي الخصب وترك القحط و العقم المحصور في لغة النص و جمالياته.
النقد أدب جميل يحتاج لمجهود أكثر من مجهود المبدع ذاته بل النقد إبداع يضاف إلى آخر.bull;تجتهد حاليا في وضع مقالات فكرية حول موضوع الفكرة "نظرة فكرية فلسفية" هل أنت من أنصار فلسفة الأفكار وتنظيرها؟الأفكار هي أساس الكائن البشري التي تميزه عن الحيوان، بالفكرة تتواصل الحياة ويحدث الانتقال من حالة إلى حالة إنها مجموعة الإحساسات والرغبات المعنوية والتصورات داخل محيط الوجود، الأفكار هي الألوان الطابعة لأصل البشر ومستوياتهم هي التوالي واللحظات التي تعير البحث في الحقيقة عن الحقيقة باستمرار لأن الأفكار هي حالة من الزمن كذلك. الأفكار هي الأمنية للتوصل لإدراك التحكم وامتلاك السيطرة على المسيطر علينا.
أنا من دعاة المطالبة بالتجديد وغربلة المغربل وإتاحة الفرصة لكل محاولة تفكير دون احتقار لصاحبها للأسف في الوطن العربي و الإسلامي صارت الفلسفة قرينة بالكفر الأغلبية يعطي أذنه للديني والسياسي ولا يستمع للفكري والفلسفي والأدبي. bull;وما هي الأفكار التي تنوي استباقها بتلك الفلسفة؟الأفكار تؤخذ وترد، المهم نرتقي بمستوى التفكير ونتجاوز التفكير في تفاهات الأشياء الحقيرة والجدال العقيم والكمائن داخل زمر الثقافة والالتفاف حول تحديات العصر، نحن أمة غنية بموروثها الثقافي وحده يملك القدرة على استشراف الغد إنه الاستقراء لغيب الغد يكفي فقط أن نعيد التأمل فيه والبحث حوله لقد توصل عباقرة الفلسفة لنظرياتهم الفلسفية بفضل الغزالي وابن رشد و غيرهم .
أرى أن سبب تأخرنا يعود فقط في شبح الاحتفالية لا غير أما عن تصوري الخاص للأفكار فأنا ابن بيئتي ولا شك المعضلات هي التي تمدك بالنادر و كل في وقته.bull;يبدو في كتاباتك الجدية المفرطة مع الحس المرهف، ألا تستهويك الكتابة الساخرة أم أن إجادة آلياتها تعتبره من التخصص الأدبي؟
قد تكتب السخرية و يعتبرها قارئ مختلف أنها نوع من قول الحقيقة و يقرأها على وجهها الآخر. كل له خصوصياته و طابعه وماركته.bull;كتاباتك تخدم أفكارك وأفكارك تخدم قضايا الساعة هل ترى أن رسالة المبدع تتمحور في حل القضايا وإصلاحها؟
الكاتب لا يقدم الحلول بقدر ما ينبه المجتمع للمشاكل وما يترتب عنها مستقبلا، إنما يظهرها ومن ثمة ينتقل للبحث عن معضلات أخرى. يتدخل بعدها أهل الاختصاص للبحث فيها. الكاتب إن صار مصلحا لبس جبة الديني والسياسي ولم يعد كاتبا مثقفا، لكن يمكنه المساعدة في إيجاد الحلول بعبارة أوضح الإصلاح مرهون بمصالح تديرها الدولة لا غير والدول العربية لا تفرح لصلاح الشعوب لأن في صلاح الشعوب صلاح دائرة الحكم إذا الكلام عن الإصلاح مرهون بسياسة نظام الحكم.bull;تعتمد على الكتابة في المناحي الثقافية رغم جنوحك إلى السياسة أيهما يحرك عواطفك كتابةً؟سؤال صعب لا يمكنك أن تكون مثقف دون معرفة خبايا السياسة لأنك في وطن يمتد من الماء إلى الماء كل ما نعاني منه سببه السياسة. السيارة الثقافية محركها ديازال سياسي رباعي الدفع.bull;وهل السياسة تحركنا ام نحن من نحركها لخدمة قضايانا؟ لا شيء يسير أمام الذي لا يسير، الحركة تحتاج لإرادة و نحن في الغالب مسلوبي الإرادة.bull;يمشط خيالك قصصا عربية ترمي إلى رموزا ورسائل هل تتقصد ذلك؟ أم انك تكتب ما تشعر به فقط؟أتعمد ذلك لكن أكتب ما أحس به فعلا. لكني أختار لها مكانا و شخصيات شبيهة بحكايات عربية ربما هو الحنين للتراث .bull;هل يعاني كتاب زماننا من سطوة الكبت والقمع؟بكل صراحة القمع موجود وبنسب متفاوتة من دولة لأخرى حتى الدول الغربية تمارس قمعا متحضرا، أما فيما يخص الكبت فهو موجود وقد يحتاج بعض الكتاب لأخصائيين نفسانيين حتى المجانين لم يكونوا غير عباقرة زمانهم الكبت من دفع بهم للجنون.
الحمد لله هنا في الجزائر ينتقدون حتى الرئيس بشخصه ولا يتعرض المنتقد حتى للمسائلة فقد حققت المسيرة الثقافية هنا تقدما كبيرا بفعل تضحيات كتابها وصحافييها الشهداء رحمهم الله و الذين أطلق الله سراحهم.
أفضي لك بشيء، الجمعيات الحرة تمارس القمع أكثر مما تمارسه الأنظمة لقد تحول رؤساء الصفحات الثقافية إلى كهنة التاريخ القديم يعملون عملهم، يحرسون المعابد والمقابر و الأضرحة والمراقد المقدسة بحرمان أهل الإبداع من طبع ونشر كتبهم أما إن طبعت تحتاج لجواز مرور أو واسطة، نفس الواسطة تحقق خدمة أخرى في مجال آخر في مكان ما.bull;ماهي مشاكل الكتاب العرب مع صحفهم ومواقعهم الثقافية؟كن حصانا تركبك السياسة أو الحزب أو المعارضة أو السلطة أو القبيلة أو الزاوية أو الجامع أو الفقيه أوجهات أجنبية حتى تصير أديبا بجواز أحمر لا يستوقفك أحد.
كل له أتباعه و أبواقه ونحن لسنا بمنأى عن العالم بل نحن أكثر شعوب العالم ممارسة للتطرف والإقصاء والاستبداد بألوان كثيرة سلطة ومعارضة على حد سواء.bull;هل الحرية رمزا وفعلا تستهوي المبدعين عموما؟الحرية هي الكاشفة عن الزمن الحقيقي للفعل الحر ولاشك، فبدون القدرة الحقيقية الايجابية التي تتطلب الجهد الشاق المتواصل تتحول إلى حرية سالبة، ألا ترين أن المثقف والكاتب العربي يقف فقط عند مستوى المنهج وطريقة التفكير فحسب، أو يمارس الرفض والإنكار على هذا الكاتب وذاك دون الاهتداء لبريق رأي أو الرقي بفكرة قد تنفلت منه في لحظة القراءة السطحية المتعجلة. بعض الكتّاب هم ظل الأنظمة وظل المستبدين واللصوص والخونة، المتكلمون عن الحرية قد يمارسون عليك الاستبداد.
اليوم أن تحصل على قدر بسيط من الحرية ذاك هو المهم، أنا مثلا حرمني المسئولون من السكن في دائرتي ومقر بلديتي أليس هذا سلبا لحريتي ككاتب ومواطن. أنا أكتب نصوصي في الطبيعة لأن البيت حافل بالفوضى والصخب ألا ترين كيف تتحول الحرية إلى إيجابية و سالبة تملك إرادتها ولا تملك الوسيلة للاشتغال بها.
التعليقات
والفولاذ وسقيناه ...
الأوراسية -لست أدري السبب وراء ظهور الكاتب بهذا الزي )tout ce qui arrive , arrive toujours pour une raison)ويقول عربي للنخاع مع أنه يعلم أن الجزائر أمازيغية بعمق تربة تامازغا وبكبر جبالها ، بيت القصيد أنني لم أجد في المقالة الا حجج واهية تحمل في طياتها وهن العنكبوت في كثير من النقاط كقوله ( باحتكار الوطنية والتضحية وتقاسم البطولات المزيفة ) لاأظن أن واسيني ووطار وأب الرواية الجزائرية بن هدوقة وزهور ونيسي ومحمد ديب وكاتب ياسين ومولود معمري ومولود فرعون ودودو الذين أسسوا للتجربة الابداعية عندنا باللغتين العربية والفرنسية تهاتفوا على العاج وشضف العيش وهم من جيل الفطاحل كما توهمنا أنت بأزمة السكن وباقي أزماتك ، وأنشتاين يرى الصواب في أنه من غير المعقول أن نبحث عن الحل لمشكلة ما بنفس التفكير الذي أنتج هذه المشكلة وهو ماينطبق على الكاتب والنخبة على حد سواء، ونعرف جميعا أن الحركة الثقافية في الجزائر أغلب أقلامها تعتاش من أسواق النخاسة والحزبوية وتقديم فروض الطاعة والولاء لأصحاب القرار فأدمغة الجزائر خوت يوم أفرغت ما في جوفها على أسوار دمشق .
فعلاً الأدب يحتضر
مسعود عكو -العزيز خالد:رؤيتك واقعية، وسرد لما آل إليه واقع الأدب والثقافة العربية. فعلاً الأدب يحتضربات كل شيء ينضب في بلاد العرب، لا سياسية، ولا أدب، ولا ثقافة، حتى النفط، والماء بدأ ينضب.الآفاقون في كل مكان يجوبون البلاد عرضها بطولها، ويمجدون الحكام، باحثين عن ثمن بخس لشهواتهم، شعراء جدد لبلاط قديم.بوركت أيها العزيزمسعود عكو