ثقافات

إعادة إذكاء الثورة في طبعات باريسية جديدة!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الله كرمون من باريس: تُعنى منشورات لالْتِبْلانو في سلسلتها "فلاش باك" بإعادة نشر الأعمال السياسية والفكرية التي طبعت تاريخ النضال اليساري. وقد أُخذ اسم هذه الدار من المرتفع السهلي، الواقع ببوليفيا، ثاني سقف مأهول بعد التيبت بالصين. تتخذ الدار شعارا لها من ضرورة الفعل من أجل الفهم، كي يتقوى الفعل ثانية بعد ذلك. ومن أعلى الألتبلاندو ترفع الدار رهان التحدي. ومن بعض منشوراتهم هذه السنة نود أن نثير الانتباه إلى:
الكومونة، يليه، كومونة باريس. بيير كروبوتكين:
نُشر هذا المبحث ما بين سنتي 1880 و 1882 وذلك على صفحات جريدة "الثائر" التي أسسها الكاتب. وقد ظهر لأول مرة على شكل كتاب سنة 1895 تحت عنوان "أحاديث ثائر". وينحدر بيير كروبوتكين (1842ـ1921) من عائلة أرستوقراطية روسية. انضم منذ بداياته إلى فيدرالية الأممية الأولى وساهم في نشر الأفكار الفوضوية مما عرضه للاعتقال سنة 1872. ثم اختار، إثر فراره، النفي إلى انجلترا وإلى سويسرا بعد ذلك. ويعتبر من الشيوعيين الفوضويين من خلال تبنيه أفكار باكونين الفوضوية، وفي دعوته لإنشاء "فوضوية علمية".
يحاول في كتيبه هذا إلقاء الضوء على الكومونة بشكل عام وعلى معناها، في اختلافها عن كومونات العصر الوسيط، محاولا الرد على الخصوم الذين يريدون الطعن في التشبت بدور الكومونة في نشدان الثورة، بنعتهم إياها بالماضوية، متى كان الهدف الأسمى هو طمس معالم الدولة وبناء كومونات حرة. قام فيه بشرح كون الكومونة التي ينشدها لا تمت بصلة إلى كومونات القرن الثاني عشرة الميلادي ولا تضطلع بتاتا بنفس مهامها.
فهو يرى أن الذين يرفضون الكومونة هم أشد ماضوية وتحجرا بقبولهم بالدولة ما دامت هذه الأخيرة لم تُعرف في الماضي سوى بالقهر والتعذيب والمقاصل ورفض كل ريح حرة. أما مبدأ الكومونة فهي رفض كل سيادة من غير التي يشكلها إتحادها بكومونات أخرى، وبطبيعة الحال جراء الائتلاف الذي يجري برمه بينها بعضها البعض.
"أليس همّ كومونة القرن التاسع عشرة هو وضع حد للحيف الاجتماعي؟ أليس هو الاستيلاء على كل الرأسمال الاجتماعي الذي ادخر في عزها وأن يتم وضعه رهن إشارة كل من يسعى إلى استعماله من أجل الخلق والرفع من مستوى الحياة العامة؟"
يرى كروبوتكين أن كومونة القرن التاسع عشرة هي أيضا شيوعية وثورية في السياسة وفي كل شؤون الإنتاج والتبادل. كل ذلك من أجل التمتع الجماعي بالخيرات المنتجة، حيث لا فقراء ولا مقموعين، حيث يتمتع الكل بثمرة عنائه.
وكمثال بارز على تلك الكومونة التي يقترحها كروبوتكين فإنه تحدث عن كومونة باريس التي قامت على إثر تمرد الباريسيين يوم 18 آذار/مارس سنة 1871 ضد النظام السائد، حيث تعالت أصوات الرفض ونادى الشعب بباريسَ حرةً ومستقلة.
لم تنبثق كومونة باريس إذن سوى من رفض جماهيري عارم ولم تنبع من تخطيط سابق وإن ارتأى الثوار الفوضويون توجيهها نحو مثالهم الأسمى؛ الفسخ الكامل لجهاز الدولة وإرساء دعائم تنظيم بسيط يتمثل في إنشاء فيدرالية حرة للقوات الشعبية، من منتجين ومستهلكين.
غير أن البورجوازية قد بادرت وأوقفت بقوة النار والحديد تنامي هذا الوعي وتشكل هذا التنظيم الجديد، ما يؤكد بالفعل، حسب كروبوتكين، فعل طبقتين داخل المجتمع.
لم ينهزم ثوار باريس ولكنها كانت فقط الشرارة الأولى، يلزمهم حسب كروبوتكين سلاح تخطيط صلب وأرضية مواتية ولسوف تنبعث نار الغضب، يوما، قوية ومن جديد!
مدخل إلى نقد الاقتصاد السياسي. كارل ماركس
يعود مدخل ماركس إلى سنة 1857، وقد ظهر في البدء ضمن "مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي" المنشور سنة 1859. وتعتمد الطبعة الحالية على الترجمة التي أنجزها كل من موريس هيسون وجيلبير باديا والتي نشرت سنة 1957. وتنشر اليوم مفردة لوحدها في كتيب بالإضافة إلى مقدمة كتاب "مساهمة...".
أتى فيه ماركس أولا على دراسته للإنتاج في المجتمعات الإنسانية باعتباره نقطة البداية في تحليل كل العلائق التي ستنسج بعد ذلك حولها. سواء تعلق الأمر بالتوزيع، التبادل والاستهلاك. فإذا كان الإنتاج يلبي الحاجيات من المواد بإيجادها وخلقها فإن عملية التوزيع تفرقها حسب القوانين الاجتماعية أما التبادل فإنه يوزع ما كان قد تعرض للتوزيع ولكن هذه المرة على السلم الفردي كي يلبي حاجيات الأفراد عندما يفضي به الأمر إلى مرحلة الاستهلاك. ليصل من خلال برهنة جيدة إلى القول بأن الإنتاج هو استهلاك في الآن نفسه، إذ لا يكتمل إنتاج شيء، تماما، إلا في حال استهلاكه. يقول ماركس أن سكة الحديد التي لا نستعملها؛ أي التي لا تسير فوقها القاطرات والتي لا تبلى، فهي غير مستهلكة وليست سكة حديدية سوى في مجال الإمكان وليس في مجال الواقع. ما ينبي عن صحة قوله أن الإنتاج استهلاك وأن الاستهلاك إنتاج. أي إنتاج استهلاكي واستهلاك إنتاجي. ويسميهما رجال الاقتصاد معا استهلاكا منتجا. غير أنهم يميزون بينهما على أساس أن الأول يتخذ شكل إعادة الإنتاج أما الثاني فهو استهلاك منتج.
دون الدخول في كثافة المصطلحات الماركسية وتفاصيل حجاج ماركس، بخصوص الإنتاج، وسائله، علاقاته وغيرها من أشكال الدولة والوعي في العلاقة مع علاقات وشروط الإنتاج. لأنه كما كتب ماركس مستشهدا بدانتي، فعلى عتبة العلم مثلما على عتبة الجحيم يلزم: "أن نبعد كل شك وأن، يتلاشى في هذا المكان، كل خوف"!
الإله والدولة. ميشيل باكونين
تردني هذه الكتابات كلها، في حقيقة الأمر، إلى سنوات الجامعة وإلى كتابات أخرى من قبيل كتب بليخانوف، كاوتسكي (المعروف بالمرتد) وغيرهما. فقد صدر كتاب باكونين (1814ـ1847) بعد وفاته بسنوات، وذلك سنة 1882، رغم أنه لم ينهه. وقد اعتمدت الطبعة الحالية على الأصلية التي أعدها آنذاك، بالفرنسية، كل من كارلو كافييرو وإليزي روكلي. وقد أشارا في مقدمة الطبعة الأولى كتحذير إلى أنه "قد أدرك الأصدقاء والأعداء، على حد سواء، أن هذا الرجل عظيم فكره، وأنه قوي الإرادة، ذو طاقة حازمة. مثلما يدركون أيضا أية كراهية يضمرها للثروة، وإلى المرتبة الاجتماعية وإلى المجد وأيضا إلى تلك الحقارات التي يتطلع إليها عادة أغلب الناس".
يتصدى باكونين في كتابه هذا إلى الدين باعتباره الحماقة الكبرى والجنون الفظيع الذين تريد الطبقات المستفيدة من ذلك سقي سمه للفقراء. كما ركز على نقد فكرة الله ومحاولة البورجوازية الإعلاء من شأنه رغم أنه لاشيء، وجعلها الإنسان الذي هو كل شيء لاشيء.
يقول باكونين: بأن الإله: "سم مقوّضٌ، يبدد وينخر الحياة بل يسيء إليها ويميتها". أو عندما يجشب كون اعتبار الإله كائنا حقيقيا وحيدا وخالدا وقويا. غير أن الحقيقي الحقيق يعتبر لا شيء واللاشيء المطلق كل شيء فالظل يتحول إلى جسم والجسم يتبدد مثل ظل".
دون الذهاب في سرد كل نقد باكونين للدين والدولة فقد أرفق بهذه الطبعة نص ماركس حول الدين، يقول فيه أن شرط كل نقد هو انتقاد الدين بالأساس. يقول ماركس أن السعادة الحقيقية للشعب تستدعي أن يحذف الدين على اعتباره سعادة موهومة للشعب. لأن البؤس الديني هو في الحقيقة تعبير حقيقي عن البؤس الحقيقي. الدين هو زفرة المضطهدين. (...) وأفيون الشعوب".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اين الادب
ايلال -

هل انصرفت لاحوال الادب واتجهت الى متاهات السياسة