ثقافات

مساجلات حول أفق اللغة الروائية في الجزائر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر: شهد منتدى أكاديمي حول "لغة الإبداع والإبداع في اللغة والرواية الجزائرية نموذجا"، احتداما للمساجلات بين كبار الروائيين في الجزائر حول ماهية ومؤدى اللغةالمستخدمة في القوالب الروائية، ووسط نقاش أدبي ممتع لم يتردد الأديب الجزائري المتحرر رشيد بوجدرة عن دعوة مواطنيه إلى إزالة (طابو) العربية الدارجة، وعد النظر بشوفينية تجاه استعمال العامية المحلية في الأعمال الروائية، وهو مذهب مارسه بوجدرة وقطاع من مجايليه بشكل مثير للجدل منذ سبعينيات القرن الماضي.
وفيما ذهب د/محمد العربي ولد خليفة إلى كون لغة الضاد تظلّ " البوتقة الجامعة والموحدة"، ارتضى الناقد د/أحمد منور مقاربة بنية العاميات العربية وتمايزها بين الانشطار والتداخل حيال الفصحى روائيا، بجانب الإنتاج الأدبي الفني بالعاميات ومدى تمفصله أسلوبيا، ناهيك عن مستقبل العربية الفصحى في خضم عامياتها، وتصوّر أستاذ الأستاذ الحديث بجامعة الجزائر، أنّ الاختلاف الموجود بين لغة الإبداع ولغة المخاطبة اليومية كامن في بعد اتصالي نفعي براغماتي يطبع فن الحكي وتفاصيله.
من جهته، تحدث الروائي الجزائري المخضرم "مرزاق بقطاش" عن تجربته الفريدة التي انتقل فيها من الكتابة بالدارجة إلى الفصحى، وبرّر اشتغاله في وقت ما على العامية المحلية برغبته الدفينة لتوظيف الموروث الشعبي في بلاده،وضرب مثلا بروايته "خويا دحمان" (أخي دحمان) التي كتبها بلغة الضاد سنوات بعد إبداعه لها بالدارجة، وبرّر مفهمته للغة بفلسفيته الخاصة:"أبحث عن لغة، كما أبحث عن إنسان وقف واستقر على قدميه''.وأبدى مرزاق بقطاش أسفه لكون عديد المفردات الشعبية الجزائرية صارت تفلت منه، وهو ما يعيقه شيئا ما في بلورته لوقائعية المجتمع الجزائري بتموجهاته المختلفة، وانتهى بقطاش إلى عدم استساغة أي كتابة لا يتمتع صاحبها بحد مقبول من الحرية يكفل له التورط في ممارسة البوح بجمالية لا متناهية.
وخاض رشيد بوجدرة في الموضوع على طريقته، بقوله أنّ الرواية ينبغي أن تتجرد عن أي تقييدات أو ضوابط، والعبرة بمنظاره في أسلوبية الكتابة الروائية وليس شكلانيتها، وبعدما برّر استخدامه للغة موليير في زمن ما برغبته "الهروب من مقص الرقابة"، خاطب بوجدرة الحضور بقوله:"حدثوني عن أسلوبكم، سأقول لك فورا هل أنتم مبدعون أم لا"، كما ألّح بوجدرة على أنّ الروائي البارع هو ذاك الذي يبتكر قاموسه اللغوي الفريد الذي يمنحه بصمة خاصة تميزه عن الآخرين.
واتفق كل من أحمد منور ومرزاق بقطاش ورشيد بوجدرة في حتمية عدم إغفال الكتّاب الجدد لدور اللغة الروائية، من حيث الثراء والدسامة والقدرة على إيصال المعنى بسلاسة وعذوبة إلى جمهور المتلقين، ولم ير بوجدرة كما بقطاش حرجا من نزوع الروائيين إلى ما نعتاه (تحريف اللغة) وأضاف بوجدرة ضاحكا :"لا زلت أعاني في النحو والصرف، لكن المراوغة اللغوية تنجيني كل مرة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المكان يتسع للجميع
عبد القادر برغوث -

مع احترامي لكل هؤلاء القامات أظن أن الساحة الأدبية بحاجة و بلأخص الجزائرية منها الى التنوع والتعدد و الاختلاف و لا أفهم لغة النفي التى تسيطر على بعض العقول أظن النصوص القويةو بأي لغة أو جيل كانت وحدها التى ترسم نمط وخارطة الأبداع

وهو كذلك
جمال -

ندعم رأي الاسناذ عبد القادر برغوث وأضيف بأننا في حاجه الى رأي أساتذتنا الأخرين مثل الأساتذ ة : عبد المالك مرتاض و الطاهر وطار والأمين الزاوي على اختلاف المراتب والاختصاصات