ثقافات

فريد زكريا يتنبأ بشرطي جديد للعالم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف / دارين ابراهيم: إلى أين يتجه العالم بعد أميركا؟ و ماهي المتغيرات الديناميكية التي طرأت على العالم خلال 25 سنة مضت،والتي على أثرها انبثقت قوى جديدة في العالم؟ ومن هي هذه القوى الجديدة؟ كل هذه الأسئلة يجاوب عنها الكاتب فريد زكريا في كتاب تحت اسم " مابعد العالم الأميركي" الصادر بداية هذا الشهر، والاسم الأصلي للكتاب The Post-American World.هذا الكتاب لايتحدث عن انهيار أميركا،أكثر مما يتحدث عن ازدهار و نهوض دول أخرى والتي ربما ستسحب البساط من تحت أميركا ،التي بدأت شيئا فشيئا بفقدان سيطرتها على كل من السياسة والاقتصاد العالميين.يذكر أن فريد زكريا هو رئيس تحرير الطبعة الدولية من صحيفة (نيوز ويك)،وهو هندي الأصل يحمل الجنسية الأميركية،وصاحب كتاب "مستقبل الحرية " الذي حظي برواج واسع. وفي حوار أجرته صحيفة "الفاينانشال تايمز " في عددها 5-مايو-2008 مع الكاتب،تحدث خلاله عن أبرز ماجاء في الكتاب.يلخص الكاتب مشكلة أميركا بمدى قدرتها على التكيف بنجاح مع المحيط الجديد ،الذي يشاهد تناميا ملحوظا لبعض الدول الآسيوية،ويقترح على أميركا الثقة و الانفتاح بدلا من الحواجز و السدود التي يعتبرها غير آمنة. كما يعتقد زكريا أن هذه القوى ربما ستلعب في المستقبل دورا أساسيا في تشكيل العالم من جديد، وذلك لأن النمو الاقتصادي لهذه القوى سيولد ثقة سياسية لديها و مشكلة عالمية لأميركا ،ويتساءل " كيف لاميركا أن تتفهم هذا المناخ العالمي المتغير بسرعة؟".أسئلة و أجوبة ويجيب زكريا عن هذه الأسئلة فيضرب مثلا عن لعبة التنس،ففي السابق كان اللاعبون الأميركيون متفوقين عالميا في هذه اللعبة،و يحصدون جوائزها دون منافس،أما اليوم فهم يتقاسمون هذه الجوائز مع لاعبين آخرين و من دول أخرى،وهذا لايعني بالضرورة أن أداء اللاعبين الامريكيين أصبح رديئا،لكن هناك لاعبين آخرين تعلموا هذه اللعبة وأتقنوها،فلم تعد حكرا على الأميريكيين فقط.وكذلك الأمر بالنسبة للجانب الاقتصادي،حيث خلال السنوات الماضية كانت أكبر طروحات سوق الأسهم و السندات المالية لشركات أخرى غير الشركات الأميريكية،وهذا لايعني أن أميريكا ستصبح فقيرة،وتلك الدول ستزداد غنى. وبالنسبة لزكريا أميركا يمكن أن تبقى الدولة الرائدة و المتفوقة عالميا و لعدة سنوات،لكن ذلك منوط بفهمها للعبة وأدائها بذكاء،حيث يتوجب عليها أن تعالج نقاط القوة و الضعف داخلها كما عليها أن تدرك حجم المنافسة العالمية لها في شتى المجالات التقنية و الثقافية،وبذلك تتمكن أميركا أن تضع قواعد هذه اللعبة بشكل يحمي مصالحها.يتايع زكريا على أميركا أن لاتصاب بالذعر من هذه القوى التي تزدهر و تكبر اليوم،كما يتوجب عليها أن لاتجعل من "الحرب على الإرهاب " حجر الزاوية في السياسة الأميركية الخارجية،وأن تكف عن لعب دور الشرطي العالمي،كل هذه الأمور تفقد أميركا روح التجدد و الابتكار في شتى المجالات. يعتبر زكريا النظام السياسي الديموقراطي في أميركا و الهند مجرد عبء ووسيلة لغض النظر عن القرارات الرديئة التي التي اتخذت في كل من المجال الاقتصادي و السياسي،ويرى أن الصينيين بحكومتهم التكنوقراطية سوف تتوفر لديهم القدرة لفهم المشاكل التي تواجه أمتهم،لكن أبرز هذه المشاكل،التي لن يتمكنوا من حلها بشكل نهائي،هي إيجاد نظام يؤمن استقرارا سياسيا طويل الأمل،وهذا ماتسميه كل من أميركا و الهند "الديموقراطية ". رؤية متفائلة
زكريا لديه نظرة وردية و متفائلة حول هذه القوى الجديدة المنبثقة في العالم،وعلى وجه التحديد،الصين،ويعتقد بإمكانية تكيف الصين مع النظام العالمي.
لكن زكريا في نفس الوقت الذي يشيد فيه بقوة القومية الصينية المنبعثة،إلا أنه يتردد و بحذر من الاستناج أن الصين ستسعى في النهاية إلى إعادة تشكيل وقولبة المحيط الدولي بحيث لايعد هناك مكان للسيطرة الأميركية على العالم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العرب
جابر -

للاسف ان العرب لم يفهموا هذه المعادلة التي يشير اليها الكاتب حتى الآن.. وحتى الذي حلل الكتاب السيد او السيدة دارين ابراهيم وضع في نهاية المقال عنوان جانبي ( رؤية متفائلة ) وكأنه يقول ان الذي كتب الكتاب يبالغ اكثر من اللازم .. للاسف حتى المثقفين الذين هم اساس التنمية لا يثقون في انفسهم فما بالك بالانظمة والشعوب والتي في الغالب درجة تفكيرها اقل من المثقفين.. لا يا استاذ او استاذه ان العديد من المحللين والمتابعين يتوقعون ما استنتجه الكاتب الهندي.. وعلى فكرة اول ما قرات اسم الكاتب والذي هو قريب من الاسماء العربية .. قلت عجيبة ان بعض المثقفين العرب بدأ يحلل بشكل جيد .. لكنني ضحكت وخاب ظني عندما عندما اكتشفت انه هندي ..

مستقبل أفضل
تامر علوي - القاهرة -

تحليل فؤاد زكريا رائع و واقعي يمكنكم قراءة المزيد عن رؤيته في موقع نيوزويك