أبو عون: طوبى للعراة حراس الحقيقة العارية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طوبى للعراة حراس الحقيقة العارية وطوبى للحقيقة العارية براق العراة إلى الأعاليحاوره: علي أبو خطاب
"قصائد سامي أبو عون، حالات ليس لها قواعد، وليس لها اشتراطات. حالات بدايتها الأمل وذروتها التجلي حيث يذوب الواحد في الكون، ويذوب الكون في الواحد... الشعر هو هكذا، لا يمكن سجنه بالألقاب، الشعر عشب الفطرة في حدائق اليقين".
هكذا جاء في مقدمة الكاتب يحيى رباح لمجموعة الشاعر الفلسطيني سامي أبو عون الأولى، والتي كانت بمثابة ثورة صوفية تقتضي الدهشة وتفيض بالرضا.
القصائد نضحت بكلمات التصوف والزهد والتجلي، وشطح الشاعر بعناوينها لتعتري القارئ حالات الشاعر كاملة. من هذه القصائد "ابحثيني"، "تسابيح"، "ماشياً ونفسي"، "الماجد يتجلى"، "طقوس فرعونية"، "رهام الترائب".
بدأ الشاعر مجموعته بأبيات ابن عربي الشهيرة:
لقد صار قلبي قابلاً كل صورة
فمرعى لغزلانٍ ودير لرهبان
وبيتٌ لأوثانٍ وكعبة طائف
وألواح توراةٍ ومصحف قرآن
bull;لماذا الصوفية؟ هل السبب ثقافي حيث التأثيرات الثقافية عبر القراءة في التراث الصوفي؟ أم حياتية عبر ظروف الحياة القاسية، خاصة أنك ابن مخيم فلسطيني؟
معاناة الحياة الصعبة التي عشتها في مخيم اللجوء بعاداتها وتقاليدها وطقوس الصوفية التلقائية التي عاشوها وعشناها معاً في رحم المخيم بين حواكير وخروع تجاعيد اللجوء والمعاناة، بين هذه المسميات نبتت شتلة الصوفية في أرضي. وإن كنتُ واحداً من الذين عاشوا الصوفية بعفوية.
bull;التناصات القرآنية كانت حاضرة بقوة في قصائدك، فكيف أثّر القرآن بشكل خاص عليك كتراث لغوي وأدبي وديني؟
مخزون لغة القرآن الكريم واللغة العربية في داخلي عشقتهما منذ الصغر، ولذا كانت الأمور سهلة بالنسبة لي وخاصة أني اتكأت على هذا المخزون في قصائدي، وهي عملية لا تحدث عن قصد أو بعمدية مسبقة ولكن بهدوء وفي مكانها.
bull;لماذا العنوان "وقت تعرى" بالذات؟ خاصة أنك تقول وتكرر في القصيدة التي تحمل العنوان نفسه: "الحقيقة عارية".
كل شيء يموت فهو حقيقة عارية. حتى فصل الخريف حقيقة عارية، الإنسان حين يولد يولد عارياً وحين يموت يدفن عارياً وعندما يقف بين يدي الله يقف عارياً والنهاية عارية. طوبى للعراة فهم وحدهم حراس الحقيقة العارية وطوبى للحقيقة العارية لأنها براق العراة إلى الأعالي.
bull;في قصيدة "الأربعون" تقول: "أربعون عاماً/ ألمي قلم/ جلدي دفاتر/ حمى الحياة" هل ولدت المعاناة الوجودية والحياتية إبداعاً على صعيدك الشخصي؟
نعم، وأضيف هذه المعاناة إلى رصيدي الإبداعي. ولذا أقول إبداعي خرج من رحم المعاناة وتصوّفي حلّق في حياة الوجودية على مدى أربعين عاماً. ألمي، قلمي، وجلدي أجنحة في حمى الحياة، وحمى الحياة خفقان مئات الأجنحة النورانية في دمي.
bull;هل أنت متفائل كما تقول في: "هدوء/ يأخذني/ إلى بلاد بعيدة/ وشمس غريبة"، وتقول: "من مساماتي تخرج الآن فراشات البشارة"، كما تقول: "اقتربي يا لحظات البشارة"؟ أم أنك متشائم حيث تقول: "لا أرى/ سوى خريف/ مهزوم"؟ أم أنك تائه على المستوى الوجودي كما تقول: "وما زلت أسعى/ في متاه/ ذاتي"؟
أحب الهدوء حيث يأخذني إلى الأمل والأمل يأخذني إلى عالمي. هناك أقترب من لحظات البشارة، هناك تخرج فراشات البشارة، وحين أعود لا أرى سوى خريفاً، أسعى حينها وأبحث في متاه ذاتي كي أجدني.
bull;لوحة الغلاف لسلفادور دالي، وأدونيس وغيره تحدثوا عن علاقة الصوفية بالسريالية، فإلى أي مدى برأيك تتفق شطحات الصوفي مع شطحات السريالي؟
إلى حدٍ ما كلاهما، سريالية وصوفية ذاهبان في المدى، ولكل منهما رؤية للوصول. أما الصوفي فهو يدور تحت قبة الماء ليقترب من اقتراب الفتح الكبير، فتح الفتوحات حيث يفتح الوعد على الواعد والموعود والميعاد، أما السريالي فيصعد في خلوة تفكيكية، يفكك رموز الوجود الذي تعالى عليه وتمرد، حين أراد أن يجد لنفسه فلسفة خاصة. هل وجدها السريالي؟ ربما. هل وجدها الصوفي؟ أقول أجل ولكن حسب المقام ولكل مقام مقال وسؤال.
bull;هل يمكن في شعر كهذا فصل الذات عن العام، والوطن عن الحب، والواحد عن المتعدد، أم أن للشعر الصوفي شروطه الخاصة التي تميزه عن باقي أنواع الشعر؟
الصوفي يفكك أيضاً، ويحلق حيث الآخرون لا يستطيعون ذلك. هذه هي هبة الله وجبته وإن كان ذاهباً في المدى فباستطاعته فصل الذات عن العام والوطن هو الحب عند الصوفي، والحب هو حب الله الأوحد. والشاعر الصوفي يلد صوفي وهو ليس كالآخرين في رؤيته للأشياء، إنها عنده تجرد من الجزء نحو الكل، لأنه يترك الأضيق ليحلق عالياً في الأرحب ويغادر الضيق ليندغم بالأوسع.
bull;بصراحة، هل قصدتَ أن تقدم في أشعارك الصوفية عصرنة للصوفية ورؤية جديدة بثوب جديد، أم أنك أردت الدوران في فلك الكلاسية الصوفية؟
أتمنى أن تكون أشعاري رؤية جديدة بثوب جديد لمدرسة صوفية في عصرنا هذا وأدور في فلك الصوفية الجديدة، أتمنى من كل المبدعين الصوفيين في فلسطين والعالم الإسهام لخلق مدرسة برؤية جديدة للشعر الصوفي. مخطئ من يظن أن الصوفية جامدة ثابتة منقطعة عن العالم، إنها تسعى لمدينتها الفاضلة بشكل شخصي وفردي.
bull;لماذا تأخر النشر كمجموعة شعرية، خاصة أن قصائدك تنشر منذ سنوات في الملاحق الثقافية المحلية؟
للأسف، أنا جزء لا يتجزأ من الظروف التي نعيشها والحقيقة العارية التي نراها، حيث أني موظف بسيط أعمل في جريدة الحياة في غزة ولا يسمح دخلي الشهري بطباعة كتابي، لذا تأخرت في نشر مجموعتي الشعرية، وكما يقولون "حين ميسرة" حتى انقضى الأمر.
bull;ماذا عن القراءات الأولى، خاصة الشعرية والتي شكلت تكوينك الثقافي والإبداعي؟
قرأت لأغلب شعراء الداخل في فلسطين وقرأت الخارج أيضاً القديم والحديثوحتى الشعر الجاهلي حتى وصلت الصوفية ووجدتني هناك قاطناً مقيماً عاشقاً ومعشوقاً.
bull;هل ثمة شعراء محددين قدامى أو حديثين خاصة في النهج الصوفي، أثروا على تجربتك؟
فككت ألغاز ابن عربي وأغرت على صومعة الحلاج، ونهلت من منابع أئمة الصوفيين وحاولت أن أجد لنفسي مقعداً بين هؤلاء الأئمة الكبار، لكن أود أن أشير لتفاعلي الثقافي مع الأصدقاء: الكاتب والشاعر أكرم أبو سمرة، الكاتب والسياسي يحيى رباح كاتب مقدمة ديواني "وقتٌ تعرّى"، وأيضاً القاص والشاعر موسى أبو كرش، ولا أنسى صديقي العزيز الذي دعمني في بداية مشواري الشاعر خالد عبد الله الذي يقطن فرنسا الآن، أتمنى له حياة مزدهرة بالإبداع، وأشكر صديقي المجهول البلجيكي مارسيل بيرار شكر خاص على دعمه ووقوفه بجانبي وآمل أن تسمح الظروف لألتقي به، حيث تعرفت عليه من خلال الصحفي أشرف سحويل، وشكراً للشاعر جبر شعث الذي دعمني مع الصديق محمد أبو سالم وقدما لي كل ما أحتاج.
التعليقات
اول مبشري الصوفية
ابن فلسطين -لقد اعجبت بديوانك الاول بفلسطين بعنوان (وقت تعرى ) واتمنى لك التقدم و النجاح في ديوان اخر
وهكذا
أبو أدهم -طوبى لك سيدي وبلا القاب ,, وطوبى لكل ما تعرى في هذا الزمن العاري ,, وهكذا يطحن شاعرنا عظامه ليصنع منها كحلا يزين به عيون فلسطيننا الحبيبة .دمت مبدعا ,,, ودام قلمك طوعاً لك ,,,وإلى الأمام وبالتوفيق .أبو أدهم / مخيم جباليا
محب الشعر الصوفي
عاشق الشعر -عندما قرأت عناوين اشعارك اعجبت بها بكل اعجاب وانا احببت الشعر الصوفي وانا من عشاق الشعر واتمنى لك التقدم في حياتك وانا اصلي فلسطين ولاكن اعيش في فرنسا
الي الامام
ابو عمرو -صديقي العزيز ..سامي اتمني لك مزيدا من التقدم والنجاح معا وسويا في اتساع الرؤي وشهد العبارة ايها الصوفي المبدع..
وقت تعرى
شادي العصار -الحقيقة عارية ...عنوان لفت انتباهي .. وعندما غصت في قرائة تلك القصائد .. ادركت ان فلسطين وبرغم معاناتها ... لا زالت تخرج الكثير من المبدعين ..امثال شاعرنا المبدع (ســــامي ابو عـــــون ) اطالب كل من يعنيه الامر .. بالشعر والشعراء .. ان يقف عند هذا الشاعر لانه حالة استثنائية .. تستحق الدراسة والتمحيص .. متمنيين ان يتحفنا بالمزيد .. تمنياتي لك بالتوفيق .. شـــادي
صفير القباب
ابو حازم -ابو عون كم امتعتني وانا اقرا ديوانك البكر وقت تعرى واذهب معك في المدى- مداك فاستمع الى صفير القباب واستمع الى مناجاتك الداخلية وانت تطرقع بحبيبات مسبحتك في جوف جب عميق و تحلق في الوقت ذاته في عوالمك الروحية مشدودا ببهائك في القبة الازوردية الزرقاء عينك على الحقيقة الدافقة فيك ينبوع شعر لاينضب فامضي الى حيث شئت فالمشيئة مشيئتك ما كانم الله فيك روحا مظللا ببهاء الياسمين وما دمت مستظلا بعرى الاوائل ابائنا الخالدين ابن عربي وابن الفارض والسهروردي والحلاج وعلي بن الخطاب
قبة الماء
ابو عمر -ايها الذاهب في المدي .. طريق السالكين..اوصيك بما قال الامام علي بن ابي طالب :((الشريعةان تعبده الطريقةان تقصده.الحقيقةان تشهده.)..جعلك الله من الواصلين الشاهدين في لا منتهي المدي.