ثقافات

بوب ديلان رساماً

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الوجه الآخر لمطرب الأغنية الإحتجاجية يوسف يلدا من سدني: يعرض المطرب ومؤلف الأغاني الأمريكي بوب ديلان في الرابع عشر من حزيران الجاري في جاليري الفن" هالكون" بلندن الوجه الفني الآخر له، وان لم يكن جديداً على متابعيه وجمهوره، حيث سيكشف عن شخصيته كرسام أيضاً. ويعود إهتمام ديلان بالرسم الى أكثر من عشرين عاما، عندما إتصلت به دار النشر"راندوم هاوس" والتي كانت قد إطّلعت على مجموعة من رسوماته، تسأله أن كانت لديه الرغبة في أن تنشر له الدار ما يتوفر لديه من رسومات على شكل كتاب. وكانت ثمرة ذلك التعاون ظهور كتاب الرسومات"درون بلانك" حاملاً إسم بوب ديلان بصفته رساماً.
واليوم تعود ذات الدار لطبع الجزء الثاني من الرسومات التي أنجزها ديلان خلال جولاته الغنائية ولحظات التأمل في ستوديوهات التسجيل. يقول ديلان الحائز على جائزة "بوليترز" الأدبية في مقابلة أجرتها معه صحيفة ( ذي تايمز) قبل أيام: " أحاول ممارسة حياتي في أبسط صورها وأرسم كل ما يخطر ببالي من دون تكلف أو تخطيط مسبق. أعمل من أجل عرض مشهد لعوالم الأشياء كما أراها أمامي.".
ويعود ديلان بذاكرته الى أول زيارة له لمتحف الفن بنيويورك قائلاً:" كان أمراً مهولاً، نظراً لتباين وكثرة عدد الأعمال المعروضة هناك. وأول معرض شاهدته لغوغان، وشعرت حينها أن بمقدوري أن أمضي ساعات طوال أمام أية من اللوحات المعروضة، كما لو كنت جالساً أشاهد شريطاً سينمائياً".
وينفي ديلان أنه يحاول من خلال رسوماته وتخطيطاته" تقليد ديغاس أو فان كوغ أو أن يكون صورة طبق الأصل للرسام دافنشي. أنا أفتقد القدرة على الإستنساخ. وفيما يتعلق بمدى تأثيرهم الفني عليّ، فلو كنت أمتلك موهبة الرسم مثلهم، لأكتشفت ما نتشابه فيه، وإن وجد ذلك التشابه، فبمحض الصدفة، أو بالفطرة".
ويؤكد بوب ديلان رغبته في أن يأتي رد فعل الجمهور على لوحاته:" صادقاً في مشاعره وعفوياً. وأن يتجنب سبر أغوار اللوحات، والبحث عن ما وراء الرسومات". ويضيف:" أحاول إدخال المتعة في نفس المتفرج. وهو ليس في حاجة الى تعيقد الأشياء من حواليه. وإذا أحس بالإشمئزاز من اللوحات ، فلا بأس من ذلك".
وفيما إذا كان التكوين الفني مفضلاً لدى الموسيقي، وهو الأكثر دراية بذلك، أجاب ديلان:" إن الموسيقى مقيتة بحد ذاتها، وبفضل إصدار سيرتي الذاتية في كتاب عام 2004، تيقنت من أن عالم النشر، على سبيل المثال، هو أكثر صفاءاً من عالم الموسيقى". ويضيف قائلاً عن عالم الفن التشكيلي:" أنه على رغم من قصر عمري الفني في مجال الرسم، أستطيع التأكيد على أن الجمهور هنا أكثر صدقاً وعفوية، ويفي بوعوده. وفي نهاية الأمر، الناس هنا يقدمون أنفسهم من دون مواربة أو تكلف. ولأنني عشت أغلب حياتي في عالم الموسيقى، أستطيع القول أن لا وجود لذلك كله هناك".
وكان ديلان قد إستلم أكثر من عرض واحد فيما يتعلق بمستقبله الفني، إذ يقول:" أحد هذه العروض جاء على شكل طلب لأن أقوم برسم بورتريهات لوجوه بارزة. وقد أستطيع أن أقوم أنا بإختيار هذه الشخصيات، غير أني لا أرغب في ذلك، وأفضل أن يتم تقديم قائمة تتضمن أسماء هذه الوجوه، على أن يتم الإتصال بأصحابها للحصول على الموافقة منهم. وستعكس هذه الوجوه شخصيات مهمة، لها دورها في عالم الإختراع والرياضيات والعلوم والأعمال التجارية والسينما. غير أن ما يهمني أكثر من ذلك هو العمل من أجل إنجاز رسومات تأخذ من العلاقات الرومانسية التي دخلت التأريخ، منطلقاً لها، كما هي علاقة نابليون وجوزفين ودانتي وبياتريس والكابتن جون سميث وبوكاهانتس وبراد بيت وأنجيلينا جولي. و سأعمل على توظف مخيلتي لتحقيق ذلك ".
والمعروف أن بوب ديلان، أو روبرت ألين زيميرمان، وهو إسمه الأصلي، ولد في 1941/5/24 في مدينة دولوث الصغيرة بولاية مينوسوتا في الولايات المتحدة. وقد قام بتغيير إسمه الى بوب ديلان تيمناً بالشاعر توماس ديلان. وكان ديلان في مطلع حياته الموسيقية قد تأثر بملك الروك أند رول إلفيس بريسلي وجيري لويس وليتل ريتشارد، وخصوصا بالمغنين السود رواد البلوز. ولكنه تمكن من أن يرتقي سلم الغناء والتأليف الموسيقي والغنائي بعد أن رسم طريقاً خاصاً به قاده الى قمة الشهرة والنجومية.
سيدني- استراليا
ibrahimyousif@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف