ثقافات

ايتماتوف: رحلة ابداع طويلة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فالح الحمراني من موسكو: اعلن في المانيا وفاة الاديب القيرغيزي الكبير تشينغيز ايتماتوف( 79 عاما) بعد رحلة ابداع طويلة اثمرت اعمالا روائية ترجمت الى معظم لغات العالم بما في ذلك العربية. وتحولت معظمها الى اعمال سينمائية ومسرحية. وايتماتوف مرشح لجائزة نوبل للادب. ومنح ايتماتوف بدخوله الادب السوفياتي نفحة تحديثية في المادة والاسلوب، اذا امتزجت في اعماله منجزات الرواية الاوروبية وروح الشرق وخصوصية عوالم قيرغيزيا واسيا الوسطى. واثار تساؤلات باعماله اسئلة كبيرة عن الصراع الابدي بين الخير والشر وتجلياته اليومية في تصرفات الفرد والنظام السياسي وعن المنحى الاخلاقي للانسان ومصيره في العالم ونزعته التدميرية. واثارت اعماله في العهد السوفياتي الكثير من الاشكاليات واستياء المؤسسات الثقافية الحزبية، لان ايتماتوف فضح الجوانب المظلمة في الانسان والنظام. قال الحقيقة المرة.وايتماتوف هو الوعي الذي نضج في ظل الاحتجاج على الستالينية ورد فعل عليها كثقافة واسلوب حياة وفهم للعالم. وراح يبحث عن عالم غارق بالنزعة الانسانية ووقف ضد التطرف والعنصرية والشوفينية واتتهاك حقوق الامم والانسان. ولد الكاتب السوفيتي المعروف جنكيز أيتماتوف في 12 ديسمبر 1928 في منطقة (كيشلاكي شيكير) بجمهورية قيرغيزيا الاشتراكية السوفيتية سابقا. وفي عام 1948 أنهى معهد التقنيات البيطرية، ثم أنهى معهد الزراعة عام 1953.وفي عام 1952 بدأ بنشر قصصه القصيرة باللغة القيرغيزية. ومنذ عام 1956 بدأ ينشر اعماله بالروسية.
وفي عام 1956 التحق للدراسة في معهد غوركي للأدب بموسكو. وفي عام 1958 بدأ عمله في مجلة "أكتوبر" السوفيتية الأدبية الشهيرة. ونشر بها قصته المعروفة "وجها لوجه". وبعد إنهائه المعهد الأدبي في موسكو، عمل مراسلا لصحيفة البرافدا في العاصمة "فرونزا" بيشكيك حاليا"، وبعد ذلك رئيسا لتحرير مجلة "قيرغيزيا الأدبية".
ومن أهم أعماله التي ترجم بعضها إلى العربية: "جميلة" التي حققت له شهرة على مستوى عالمي ووصفها الشاعر الفرنسي لويس ارغوان بانها اجمل قصة بعد رميو وجوليت، و"وداعا غولساري" و " الكلب الابلق... الراكض عند حافة البحر" و " شجيرتي بمنديل احمر" و"المعلم الأول" و"يطول اليوم أكثر من قرن" و"السفينة البيضاء" و"النطع". و"الارض الام" وللاديب ايضا " تارو كاسندرا " و العروس الخالدة او سقوط الجبال" و"الغرانيق المبكرة".وغيرها.
في رواية "ويطول اليوم أكثر من قرن"، تمكن الأديب الكبير من التقاط مؤشرات التحول داخل المجتمع السوفياتي في تلك الفترة، التي سبقت بقليل وفاة "جوزيف ستالين"
في الفترة من 1960-1980 شغل عضوية مجلس السوفيت الأعلى للاتحاد السوفيتي السابق، وعضوية مؤتمر للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي، وعضو لجنة الجائزة الحكوميةللاتحادالسوفيتي.
وفي الفترة من 1988-1990 شغل منصب رئيس تحرير مجلة "الأدب الأجنبي" السوفيتية، وعمل سفيرا لقيرغيزيا في بلجيكا وهولنداولكسنبورغ.
حصل أيتماتوف على جوائز عديدة عن أعماله الأدبية التي ترجمت إلى أكثر من 150 لغة. وجائزة لينين عام 1963، و3 جوائز حكومية في الأعوام 1968 و1980 و1983.
ما يميز ايتماتوف اعتماده على ما يسميه " الواقعية / الاسطورية" التي تتجلى باستخدام الاساطير الشعبية والرموز الفلكورية التي تتحول الى خلفية لتعمق الابعاد الفكرية للعمل الادبي وتضفي عليه مسحة سحرية. وهذا الاسلوب ايضا نلمسه في روياته الجديدة " حينما تسقط الجبال. العروس الخالدة"، التي تتناول الحب والعلاقات الانسانية في عصر العولمة واثار الانتقال الى اقتصاديات السوق الحر غير المدروسة وتداعيتها على اخلاقية الانسان وتسطيح وعيه... كما يصور فيها مجموعة من العرب الخليجيين الذين الذين يصلون قيرغيزيا لممارسة صيد الذئاب الجبلية ويتعرضون لمحاولة اختطاف فاشلة.
وتدور احداث روايات تشينغيز ايتماتوف بكليتها تقريبا داخل وطنه الام قرغيزيا فهناك عايش الاشياء التي سيتخذ منها رموزا لمجمل العالم فيما بعد واسلتهم تقاليد الرواية الروسية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف