ثقافات

الحوار الإسلامي المسيحي في المجلة العربية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من الرياض: بعد أن بقيت المجلة العربية على مدى عقود خارج التأثير، يحاول رئيس تحريرها الجديد عثمان الصيني الذي تم نقله من رئاسة تحرير الوطن بالتكليف إلى رئاسة تحرير المجلة العربية أن يغيّر من سيْرها، فهو يرى ضرورة إدارة المطبوعات الحكومية بعقليات تجارية، وهي بالفعل مطبوعة حكومية أديرت لفترة طويلة بعقلية بسيطة ومحدودة، وكانت تستقبل المشاركات بالورق وبخطّ اليد أحياناً، وحتى الآن لم يتم تطوير موقعها النائم على الانترنت، وإن كانت قد اتجهت إلى تطوير موضوعاتها، ففي أعداد مضت تمت تغطية بعض الأمكنة المهملة، كما عمل على إثارة بعض المواضيع ذات الطابع الجغرافي وآثاره على التفكير الاجتماعي.
في العدد الأخير من "المجلة العربية" تبرز بصمات الإدارة الجديدة التي عُيّنت في بداية هذا العام، حيث خصص العدد للحوار الإسلامي والمسيحي، وتتعرض المجلة إلى كتابات ميشيل لولونج الذي أكد أن بابا الفاتيكان شكّل لجنة موسعة لدراسة كيفية التعاطي مع الإسلام ولدراسة بعض الإشكالات ودعوته إلى فهم أعمق للمسألة الإسلامية، وتبرير البابا لهذا الاهتمام أن الإسلام جزء من البلدان الغربية، ولم تعد المسألة الإسلامية منفصلة عن المسألة المسيحية في ظل محاولات الإدماج التي تقوم بها المؤسسات الأوربية، وهذا العمل المسيحي يأتي من أعلى مستوى ممثلاً ببابا الفاتيكان، كما يرفض البابا فكرة استحالة الحوار بين الإسلام والمسيحية، بهذا الملف تثبت المجلة وجود إرادة للخروج من أسر المناخ الإداري القديم الذي خيّم عليها منذ عقود.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حوار المؤمنين
Hicham Bougrine -

ما يسمى الحوار المسيحي الإسلامي يبدو في الظاهر معقولا و مقبولا و ذلك "لتقريب" وجهات النظر بين المسلمين و المسيحيين و هي غاية كل هذا الكلام. لكن في العمق أرى إستحالة نجاحه لأن البابا قد وضع شرطا أساسيا للحوار و ذلك على أساس "منطق العقل الآرسطي" و هو ما أرى فيه محاولة لفرض الرؤى اللاهوتية على غير المسيحيين. إضافة إلى ذلك فأن استحالة "الحوار بين الدينين" إن صح التعبير غير ممكنة لأنه لا يمكن الحوار بين دين أنتج علم "الإسلام" و علم "اللاهوت" الذي أنتج دين يسمى "المسيحية". لذا فإمكانية الحوار غير ممكنة لأنه لا يمكن الحوار بين التوحيد و الثثليث ،هذا من جهة. أما من جهة أخرى فإن أي حوار بين هؤلاء سيكون حوار دعويا استقطابيا لا يؤدي أي دور على المستوى المستقبلي. إضافة إلى ذلك فالحوار بين "الكاثوليك" هو حوار بين دين يسمى الإسلام و طائفة دينية تسمى الكاتوليكية لا تمثل كل العالم المسيحي. يجب أن نكون أذكياء بما فيه الكفاية و جريئين في قولنا أننا في حاجة لحوار بين مؤمني الأديان اليهودية المسيحية و الإسلام على أساس وحدة العقائد التي توحد هؤلاء المومنين من كل الأديان. و لا يسعنى هنا إلا أن أذكر بقول الحاخام اليهودي البروفسور الدكتور روبن فايرستون الذي قال في كتابه "ذرية إبراهيم": "لا يوجد دينان من الأديان السماوية الثلاث أقرب من بعضهما البعض مثل اليهودية و الإسلام، فكلاهما ينحدر من إبراهيم أبينا الطبيعي و الروحي المشترك." مضيفا أن كتابه يظهر "التشابه المدهش في العقائد و التشريعات و القيم و الأخلاق المشتركة بين اليهودية و الإسلام". كلام الحاخام اليهودي فايرستون يظهر حقيقة ما تطرقت إليه بأن إمكانية الحوار جائزة مع اليهودية لكنها غير ممكنة مع المسيحية، على الأقل فاليهودية ممثلة في دولة و مؤسسات و نظام سياسي و كذلك الإسلام لكن المسيحية الكاثوليكية رهينة أماكن عبادة فقط و لا تحضى بتأييد حتى في الغرب المسيحي.ما أريد قوله باختصار هو: " ضروروة رفض ما يسمى حوار الأديان بل يجب أن يصطلح عليه حوار بين مؤمني الأديان السماوية الثلاث لأننا كمسلمين نؤمن أن من يشارك من المسلمين في ما يسمى "حوار أديان" لا يمثل الإسلام، و ذلك انطلاقا من إيماننا المطلق أن "القرآن" مصدر الإسل