عبد الحي مسلم حارس الذاكرة الفلسطينية
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وقد اشتهر عبد الحي مسلم بأسلوبه الفريد، إضافة إلى موضوعه الأثير المستمد من التراث الريفي الفلسطيني، حيث يجسد في أعماله طقوس الحياة الاجتماعية واليومية للفلاحين الفلسطنيين، فضلاً عن استحضاره للرموز البصرية للثقافة الفلسطينية الشعبية. وبهذا المعنى يمثل عبد الحي مسلم، العسكري السابق، في أعماله دور سادن أو حارس "الذاكرة الريفية الفلسطينية".
ولد عبد الحي مسلم في الدوايمة، محافظة الخليل عام 1933. وتوزعت حياته ما بين فلسطين والأردن وسورية. وقد ترجم موهبته الفنية بالرسم متأخراً حيث اشتق لنفسه اسلوبه الخاص الذي يصنفه البعض في خانة "الفن الفطري"، من حيث انه لا يتبع قواعد الرسم التقليدية أو الأكاديمية، ويعتمد اسلوب اختزالي مبسط، يتجاهل قواعد التشريح والمنظور بمعناهما الأكاديمي ويستخدم الألوان الصريحة والمباشرة التي لا تعترف بالتدرجات والتداخلات اللونية، بقدر ما تلجأ الى الألوان الأساسية، مما يعزز ويجسم الخطوط الرئيسية للوحاته المنفذة أصلاً باسلوب الريليف (Relief) أو البروز القائم على عجينة النشارة والغراء المثبتة على لوحاته المنفذة على الخشب.
هذا، ويشكل معرضه الشخصي الخامس والعشرين في صالة مركز رؤى للفنون، فرصة للتأمل في عالم الذاكرة الفلسطينية الذي يدهش المشاهد بقدرة الفنان السبعيني عبد الحي مسلم على استحضار طقوس الحياة الاجتماعية واليومية للقرية الفلسطينية وتثبيتها على لوحات خشبية متقنة التنفيذ وصريحة الألوان، مقدمة بانوراما عريضة ومفصلة لوطن لم يفلح الاحتلال الاسرائيلي في محوه أو نفيه من الذاكرة ولم يكف عن أن يكون الحلم اليومي لفنانين وأفراد مثل عبد الحي مسلم، الذين يستحضرونه ويعيدون بنائه في لوحات وأعمال فنية خالدة.
وللفنان عبد الحي مسلم 40 عملاً يُعرض أحدثها في مركز رؤى للفنون خلال النصف الأول من تموز القادم وهي تشكل متحفاً حياً لذاكرة الشعب الذي يعيش هذه الأيام الذكرى الستون لنكبته.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف