ثقافات

الشاعر والمترجم بدل رفو سفير الثقافة الكوردية بالمغرب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إبراهيم قهوايجي من مكناس (المغرب): هناك من سماه "السندباد الكوردي" وهناك من أطلق عليه "الباز الكوردي" وهناك من يحلو له أن ينعته ب"الشاعر الشفاف " او "الاديب المنسي في النمسا" او "الشاعر المنفي في كوكب آخر "...، إنه الشاعرو المترجم و الصحفي بدل رفو المزوري الذي حمل حقيبته الظهرية طارقا باب المغرب من سواحل البحر الابيض المتوسط جهة الشمال الى شواطئ المحيط الاطلسي....حط الرحال في قرى مغربية لم تسمع قط عن الادب الكوردي (قرية تارغة (العرائش)، قرية أحد آيت ميمون (الخميسات) رابطا جسور المحبة و التواصل مع الشعب المغربي من شماله في شفشاون و تارغة الى مدينة اغادير وتارودانت و الصويرة و مراكش و فاس و مكناس و الدار البيضاء دون تكليف من أية جهة رسمية، بل كان ضميره الثقافي الكوردي هو الذي دعاه الى أن يخوض غمار سفر ثقافي بامتياز تفاعل من خلاله الشعر الكوردي بالشعر المغربي كأول عتبة يمكن بلورتها مستقبلا في اطار مشاريع ثقافية تتبناها الجهات الرسمية في البلدين خاصة وأن بدل رفو يقر أن أقرب الشعوب للثقافة الكوردية هم العرب، و في مقدمتهم المغاربة.
في أمسية ثقافية (قصصية و شعرية) بمدينة تاهلة (اقليم تازة) تم تكريم الشاعر المغربي الكبير اسماعيل زويريق حيث شارك أيضا الشاعر بدل رفو بالحاح من صديقه ابراهيم قهويجي هناك ولأول مرة في تاريخ المملكة العربية تقرأ قصائد كوردية باللغة الكوردية على مسامع الجمهور المغربي وقد ترجمها الشاعرالى العربية حتى يتم تقريب صورها الى الملتقى المغربي الذي استحسن الشعر الكوردي فكان التصفيق بدون انقطاع ترجمان ذلك، وأصبح التكريم تكريمان تكريم الشاعر المغربي اسماعيل زويريق وتكريم الشعر الكوردي بالمغرب..
وفي احدى مقاهي مكناس والشاعربدل يتصفح جريدة الزمان استقرت عيناه في احدى اعمدة الجريدة على رحيل ابن مدينته الموصل (د.عمر الطالب)، وآنذاك أحس بالحزن فذرف دموعا حارة تنم عن شفافية قلبه وحسه الانساني.
كل من كتب عن بدل رفو الى حدود الان لم يره شخصيا وان رآه لتغيرت كتاباته حوله الى الافضل لانه يترك حبا كبيرا، وهو واحد من الذين لهم نشاط واسع على شبكة الانترنت لتقريب وتعريف العربي بالثقافتين الكوردية والنمساوية.
عمله الموسوعي الجديد" انطولوجيا شعراء النمسا" الصادر باللغتين العربية والكوردية سنة2008،هو فخر للمكتبة العربية والكوردية، وقد أشاد به أدباء المغرب غير ان الشاعر بدل للأسف لم يحمل معه الا نسخة واحدة مهداة اليّ، والجميل في صاحبه أنه لم يتوان في ذكر اسمي مرتين في موسوعته اعترافا منه بمساهمتي المتواضعة في هذا العمل الضخم.
لقد تلقى الشاعر بدل رفو وهو بارض المغرب عدة دعوات للمشاركة في فعاليات ثقافية مغربية لكن ظروفه الصحية اضطرته الى العودة الى النمسا.
كنت والشاعر بدل رفو ضيفين على برنامج" أوراق ثقافية" على أمواج إذاعة مكناس الجهوية الذي يقدمه الاعلامي والشاعر حسن شرو، حيث كان الحوار عن الثقافة والشعر الكوردي والنمساوي في تعالقهما بالثقافة والشعر المغربي،ومدي تعرف الشاعر بدل على الادباء المغاربة واحتكاكه بصديقه الاول ابراهيم قهوايجي على اعتبار ان الفضل يرجع اليه بعد الله في تعرفه على شعراء وهم: اسماعيل زويريق، أحمد نصرافي، الحسن العابدي، ادريس زايدي، نجيب طبطاب،ومحمد إدارغة...وتحدث أيضا الشاعر والناقد إبراهيم قهوايجي أيضا في هذا البرنامج عن الشاعر بدل رفو وهو يحمل وجعه الكوردي وقصائده المغتربة وحلمه بالعودة الى وطنه وعشقه الكبير لادباء المغرب وشعبه، وهذا ما سيدفعه مستقبلا الى معاودة زياراته للمغرب باعتباره سفيرا للثقافتين الكوردية والعربية. كما تحدث ايضا عن بعض خصوصيات التربة الشعرية والترجمية لدى بدل رفو...
صداقتي العميقة بالشاعر بدل رفو عمرها سنوات افتراضية عديدة لكنها غدت اكثر واقعية من خلال زيارته لي في بيتي مؤخرا بالمغرب، أمضينا أياما وليال لا تنسى، عمقت جسور المحبة والابداع بيننا، وكانت وضعية العراق والاكراد وثقافتهما والوضعية الثقافية بالمغرب من بين المحاور التي تجاذبنا حولها أطراف الحديث ومدى امكانية الاحتكاك الادبي بين الثقافة الكوردية والمغربية من خلال فعاليات نقيمها هنا بالمغرب او تقام هناك بالتنسيق مع اتحاد الادباء الكورد، وقد تحدث لي الصديق بدل عن قرب انتهائه من وضع اللمسات الاخيرة لكتابه" قصائد من كوردستان" وهو عبارة عن ترجمة لخمسين شاعرا كورديا باللغة العربية وهو ينتظر تمويل طبعه ونشره كما مولت دولة النمسا عمله" انطولوجيا شعراء النمسا"..
كل ما كتبته هنا قليل في حق بدل رفو، هذا الاديب الذي يحمل عشقا أبديا لوطنه كوردستان ويطوف به العالم دون تكليف بمهمة من أية جهة رسمية...

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تحية لعاشق كردي
كوفند عمر -

نعم اخي العزيز إبراهيم قهوايجي صدقت في كل ما قلته لان شخصية شاعرنا ومترجمنا بدل رفو المزوري تستحق كل تعليق جميل نظرا لعمله ونضاله الثقافي في سبيل العشق الذي يكنه لقضيته ولغته الكردية. احيي من صميم قلبي اخي العزيز بدل رفو المزوري واحيي فيه مبادراته وافكاره وعمله فهو بالفعل يستحق كل التقدير واعجاب. من هنا ابعث اجمل وارق التحيات اليه متمنيا له التوفيق والنجاح في نضاله.

سفير فوق الاختلاف
خالد خضير الصالحي -

عرفت الصديق بدل رفو المزوري مثقفا مهووسا بنقل الثقافات ترجمة بين اللغات المختلفة التي يتوفر عليها وهو بذلك يكون واحدا من المثقفين الذين يساهمون في توحيد الثقافة العالميةاشدد على يديك اخي بدل رفو المزوري

انه المنسي في النمسا
علي حسن الدوسكي -

أغرورقت عيناي بالدموع حين رايت صديقي وابن منطقتي (شارع الفاروق)في الموصل وقد كبر به العمر وغزا الشيب راسه ولحيته...اقولها للتاريخ ومن ضميري بان بدل رفو جزء من تاريخ الثقافة الكوردية الاصيلة في الموصل فاتذكر كيف كان بدل في نهاية السبعينيات وبداية الثنانينيات يشتري الصحف والمجلات الكوردية ويوزعها مجانا لنا من اجل نشر الثقافة الكوردية وكيف كان يلقي لنا الشعر في ازقة محلة المشاهدة...بدل رفو كان ينادي باسم ثقافته الكوردية والنظام كان في اوج قوته والذين يحكموننا الان في الموصل وعلى حساب القائمة الكوردية كانوا يخافون النطق والكلام بالكوردية والان هم اهل الوطن والمسكين بدل رفو صار من المنسيين في دولة النمسا ولكنه خالد في ضمير الثقافة الانسانية وفي ضميرنا الذين نعرف قدره وشانه...لقد كان يمثل مع صديقة الشاعر شريف اميدي في شارع النجفي مركزا للثقافة الكوردية وكثيرا ما كنا نلتقيهم ...اخي بدل اشد على يديك فانت في قلوبنا ونتمنى ان تعود الموصل كما كانت لتعود اليها ايضا ...انت رائع ببساطتك وبهذه البساطة احبك الجميع ...شكرا للاستاذ ابراهيم القهويجي على شهادته الجميلة علي حسن الدوسكي ـ ابن منطقة شارع الفاروق\الموصل

تحية عطرة
إبراهيم قهوايجي -

أخيكوفند عمرشكرا على رؤيتك ومشاعرك تجاه العزيز بدل...ومن هذه الزاوية ننصفه-على الاقل- وقد رتبنا أحلامنا بطريق أخرى لما زارنا بالمغرب..تحياتي العميقة

سلام الله عليك
ابراهيم قهوايجي -

العزيز خالد خضير الصالحيفعلا الصديق المبدع بدل أنا أعتبره محاور الحضارات الشعرية...تحياتي

مرحى
إبراهيم قهوايجي -

العزيز علي حسن الدوسكيشكرا لك على هذه الاضاءة القيمة..وان شاء الله تعود العصافير لأشجارها وتنعم بالدعة والامن...تحياتي

سفير الأدب الكوردي
العنود العبيدلي -

بوركت أيها السيد و الأخ إبراهيم قهوايجي على هذا الكلام الصريح بكل ما في الكلمة من معنى و الذي مازال يحتوي على الكثير من المعاني و الحقائق التي تبين لنا من هو الشاعر و الأخ العزيز بدل رفو...رحلته الثقافية إلى المغرب كانت دليلا على إصراره و حرصه على ما يقدم من كنوز ثقافية ..والجميل أنه وضع الأدب الكوردي بين أيدي الإخوة المغاربة و مثقفيها..و بلا تعجب حول إعجابهم بهذه القصائد، فإن الذي يقطع أميال المسافات طالبا أن ينشر هذه الثقافة بروح صافية و جميلة ومهما كانت منبعها، فبسهولة جميعنا سنعلم أن نتيجتنا هي النجاح الباهر..وهذا ما كان عليه شاعرنا بدل رفو...ودليل آخر على نجاح هذا الشاعر، هو ما قدمه من ترجمات كثيرة و مميزة للأدب الكوردي و الذي جعلنا جميعا من عرب و كورد، أن نحلق حول هذا الأدب بكل حرية و استمتاع... وأهنئ الشاعر العزيز بدل رفو على ما قدمه حتى الآن و أنا أعلم أنه سيقدم الكثير و الكثير.. و أشكر أناملك سيد إبراهيم قهوايجي على هذا التقدير الكبير الذي قدمته للشاعر بدل رفو...

مرحبا
ابراهيم قهوايجي -

العزيزة العنودالصديق بدل طبعا لم يأت الى المغرب لحضور فعاليات ثقافية وانما في رحلة سياسية خاصة وانها زيارته الاولى لهذا البلد..لكنني "ورطته" ثقافيا فشارك معنا في أمسية أدبية بمدينة تاهلة حيث تعرف المغاربة هناك على الادب الكردي...وكنت واياه في حلقة من برنامج"أوراق ثقافية" لاذاعة مكناس الجهوية حيث تحدثنا سوية عن الادب الكردي والمغربي ...ووضعية العراق ومسائل أخرى...وفعلا أحسست أن الرجل يحمل معه الكنز الثقافي الكوردي والنمساوي ايضا....وله غرفة دافئة بالقلب....إبراهيم قهوايجيamwajma@hotmail.com