الوَاقِعَةُ وَ العِقَابُ..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لا وُجُودَ هُنا لِلْمَناديلِ وَالجُمَلِ الشَّاعِرِيَّةِ،
تُمْنَعُ أَيْضاً مُمَارَسَةُ الحُلْمِ
في أَعْيُنِ الفَتَياتِ الصَّغيراتِ.
تَسْأَلُ سَيِّدَةٌ بَعْضَ جاراتِها:
"كَيْفَ أُصْلَبُ داخِلَ هَذا العَراءِ الفَظيعِ؟"
تُعاتِبُها أُخْرى:
"لَمْ أَجِدْ مَعْبَداً وَثَنِيّاً لأُحْرَقَ فَوْقَ حِجارَتِهِ".
الجَحيمُ بِكُلِّ أَجْراسِهِ،
تَتَفَتَّحُ فيهِ زُهُورُ الخَطيئَةِ؛
نَهْرُ الأَفاعي يَصُبُّ بِمَقْرُبَةٍ مِنْ دُعاءِ المُصَلِّينَ،
ريحُ جَهَنَّمَ تَحْلُبُ ثَدْيَ الرَّمادِ الثَّقيلِ،
زَبانِيَةٌ يَصْرُخُونَ،
ظِلالُ خُيُولٍ تَزْحَفُ فَوْقَ عِظامٍ مَنْسِيَّةٍ.
يَسْأَلُ الشَّابُّ جارَتَهُ:
"أَيُّ نَهْرٍ سَأَغْسِلُ فيهِ عَويلي؟"
تُعاتِبُهُ: "لا وُجُودَ كَذَلِكَ لِلشِّعْرِ،
وَالوَتَرِ الهَمَجِيِّ،
جَميعُ الذينَ احْتَمَيْتَ بِهِمْ يَوْماً
تَرَكُوا خَلْفَهُمْ نارَ غاباتِهِمْ وَمَضَوْا..
كُلُّهُمْ يائِسُونَ.
جَحيمٌ سَريعٌ يَلُفُّ مَدائِحَهُمْ.
واحِدٌ راكِعٌ كَالهِلالِ،
وَصاحِبُهُ تَتَساقَطُ أَشْلاؤُهُ قِطْعَةً قِطْعَةً.
كُلُّهُمْ خاطِئُونَ وَفي يَأْسِهِمْ تَصْرُخُ
النَّارُ:
هَيَّا احْطُبُوا ما غَرَسْتُمْ مِنَ الدُّخَانْ!
2 - العِقَاب رَأَيْنا نِسْوَةً يَمْرُرْنَ مِنْ بَابِ الجَحيمِ، وَخَلْفَهُنَّ تَفَجَّرَتْ صَرْخَةٌ عُلْيا. سَأَلْنا: "أَيْنَ نَحْنُ الآنَ؟" قِيلَ لَنا: " بِمُفْتَرَقِ الحَقيقَةِ وَالمَجَازِ، حَيْثُ الرُّوحُ سَيِّدَةٌ". وَقِلَ لَنا: " اُخْلَعُوا أَسْمَالَكُمْ، وَتَوالَدُوا فَوْقَ التُّرَابِ، وَحاذِرُوا أَنْ تَقْرَبُوا التُّفَّاحَ". قُلْنا: "نَحْنُ أَغْرابٌ، فَكَيْفَ نَكُونُ أَهْلاً صَادِقِينَ لِنَخْلَةِ الوَادي؟
وَكَيْفَ نُصَادِقُ المَاءَ الذي اغْتَسَلَتْ بِهِ امْرَأَةُ المَواويلِ الأَخيرَةِ؟ "كَيْفَ نُجْلِسُ بُلْبُـلَ الوِجْدانِ فَوْقَ شُجَيْرَةِ اللَّيْلِ؟". صَرَخْنا: "لايَحِقُّ لَكُمْ خِداعَ قَبيلَةِ الشُّعَراءِ ؛ نَحْنُ مُهَنْدِسُو لُغَةِ الجَمَالِ، فَكَيْفَ نَعْبُرُ فَوْقَ أَسْيَافِ الصِّراطِ، وَلَمْ نَخُنْ أَحَداً، وَلَمْ نَبْتَعْ سِوَى كُوخٍ نَشَرْنا فَوْقَهُ أَحْزانَنا الصُّغْرى؟". المغرب
التعليقات
الحدث
نسرين -انعطاف مختلف هذا الذي يدخله الشاعر المغربي مصطفى ملح. الشاعر في هذه القصيدة وطيد الصلة بالنص القراني ،لكنه يستقي من مجازاته افقا جديدا للتخييل الشعري.طبعا كان الشاعر ملما بخطاطته الشعرية ومدركا صعوبة تقسيم النص الى مكونين بشكلين مختلفين ايقاعيا ودلالياتجربة جديدة تدل على تميز هذا الشاعر الذي يبقى وفيا لمدونة ايلاف الثقافية ووفيا لقراءها الكرام.
مرايا المقدس
مصطفى ملح -الأخت نسرين : لطالما راودتني فكرة استثمار النص القرآني إيمانا بأنه النص الأكثر ثراء والأكثر تفجيرا لحمولات اللغة العميقة ، وهذا النص يسعى بتواضع إلى تحقيق تلك المعادلة : التعبير عن الواقع انطلاقا من خلفيات تاريخية وميثولوجية ، والتعبير عن العادي والمدنس انطلاقا من الخارق المقدس .شكرا لأن قراءتك للنص منحته إمكانية جديدة لتفكيك بؤره الجوانية . شكرا لأن لطفك منح النص كثيرا من الدفء
المعادلة
التونسى الزمرانى -الشاعر مصطفى ملحلا شك أن معادلة الواقعة والعقاب تكشف عن نمطين امتزج فيهما الدينى الذى يؤتثه النص القرانى بالمعيش اليومي الذى تؤسسه العلاقات اللانسانية والاجتماعيةفعلا لقد كنت متفردا بهذه الخصوصية التي جعلتنا نقف احتراما لهذا النص ولمبدعهدمت شاعرا صادقا
كفى مجاملة
نسرين ماسخ -تقول الاخت نسرين ان الشاعر في قصيدته هذه وطيد الصلة بالنص القراني،فيجيبها الاخ ملح انه-اي النص اعلاه-استثمار منظم ،من لدنه للنص القراني،وهو-اي النص اعلاه-تفكيك لبؤره-اي النص القراني.السؤال هو: بربكم ،اين الصلات الوطيدةبين الكتابة الانشائية اعلاه وبين النص القراني؟!!شكرا ايلاف
تحيه
الازرق -يوسع ملح خبرته الشعريه فى كل قصيده يكتبها سيقول يوما كلمته كما تنبا له بدلك شاعر كبير فى مهرجان شفشاون
اللغة العليا
مصطفى ملح -الأستاذ التونسي الزمراني : هذا بالضبط ما أنحاز إليه وهو التعبير عن اليومي ومآسيه بنظام استعاري يستند على اللغة العليا الأولى : لغة القرآن ؛ باعتباره النص الأكثر ثراء على الإطلاق على مستوى الدلالة والإعجاز البياني وتمثل الحقيقة المطلقة . شكرا لإضاءتك الجميلة .
القرآن لغة السماء
مصطفى ملح -أقول لصاحبة التعليق الأخير : إذا كنت ترين أن نصي إنشائيا فهذا رأيك الشخصي الذي لا سلطة لأحد على اعتراضه . ولكن الذي أثارني هو مقارنة نصي البشري المتواضع بالنص القرآني المعجز !أنا لا أدعي ذلك . أنا أحد المعجبين جدا بعبقرية الإنجاز المجازي واللغوي في القرآن ؛ ومن يدعي غير ذلك فهو غير عارف بجماليات الإبداع . نصى فقط يسعى إلى تحقيق نوع من التعالق النصي مع معجم القرآن . نصي يقترب من حديقة القرآن ليستنشق بعضا من أوكسجينها العلوي . عندما كتب أبو العلاء المعري - رسالة الغفران - لم يضعه أحد موضع الاتهام : بمعنى مقارنة لغته الأرضية النسبية بلغة السماء البهية النورانية .أنا كتبت النص وكفى ، فإن كان فيه إبداع ما فمن الله ، وإن كان هناك تقصير فمن نفسي . شكرا لك على كل حال .
الناقر الماسخ
نسرين -قراء ايلاف يدركون ان الذي كتب التعليق المعنون ب::نسرين ماسخ "هو الناقر الحقود عبد السلام ومرة أخرى يتحدث عبر اسماء مستعارةلا ذنب للشعراء اذا كان هذا الناقر الحقود مصرا على نشر الكراهية والحقد ،وعلى القيام بمهمة الشيطان وأعني بذلك محاربة الجمال سواء في الشعر او في مختلف الاجناس الادبيةودائما ما ينتصر هو الحبنسرين
شكر
مصطفى ملح -الأزرق : أرجو أن يكون الرد لأستاذتنا الشاعرة لطيفة الأزرق . إذا صدق حدسي فإني أبلغك عبر صفحات إيلاف كل مشاعر المحبة . وشكرا على مساحة المودة التي أثثها ردك الطيبل .