سدني پولاك أيقونة الزمن الجميل (2) مخرجا
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
پولاك مخرجاَ: رحلة پولاك من التلفزة إلى السينما علي كامل من لندن: يزعم سيدني پولاك أنه وصل هوليوود بـطريقة "عشوائية"، وذلك حين دعيَ يوماً من قبل أحد أصدقائه وهو المخرج جون فرانكينيمر للعمل معه كمدرّب حوار مع ممثلين أحداث في أول فيلم روائي طويل له بعنوان "الفتيان المتوحشون"، هناك حيث سيلتقي وجهاً لوجه بالممثل النجم برت لانكستر الذي كان يلعب دور البطولة في ذلك الفيلم، ذلك اللقاء الذي سيّغير مجريات حياته تماماً. يقول پولاك متذكرا ً: "... كنت أريد الإختباء والبقاء بعيداً، إلا أنني كما بدا لي حينها كنت قد جذبت إنتباه برت لانكستر وفضوله. لقد أراد في البدء أن يسخر مني وحاول إحراجي أمام الجميع. لكن، وعلى الرغم من كونه نجماً لامعاً كبيراً ورجلاً مخيفاً، إستطعت شيئاً فشيئاً الإقتراب منه حتى صرت أتحدث معه فيما بعد بين الحين والآخر. حين إنتهى تصوير ذلك الفيلم إستدعاني لانكستر إلى مكتبه وقال لي:
وقد إستطاع برت لانكستر حقاً تحويل إنتباه ذلك الشاب المفعم حماسة من الوقوف أمام الكامير كممّثل، إلى الوقوف خلفها كمخرج.
"... وحين قلت له إنني لاأعرف شيئاً عن الإخراج" يضيف پولاك: "رفع الهاتف وإتصل حالاً بلويس واسرمن مدير ستديوهات (يونيڤيرسال بيكتشر) ومالكها آنذاك ومحتمل أن يكون الرجل الأكثر نفوذاً يومها في هوليوود، وقال له: (لويس، يوجد معي هنا في مكتبي صبي، لاأعرف إن كان بمقدوره أن يكون مخرجاً، لكنه كما يبدو شخص موهوب، لذا أريد منك أن تجلس معه وتتحدث إليه... في كل الأحوال، لن يكون أسوأ من من هؤلاء المتطفلين الذين يعملون لديك الآن)".
وهكذا فتح برت لانكستر بوابات هوليوود أمام هذا الشاب الذي سيصبح فيما بعد أيقونة هوليوود النادرة. ومنذ تلك الفترة أصبح الإثنان، پولاك ولانكستر، من أكثر الأصدقاء قرباً وحميمية، وستأتي الأعوام القادمة القليلة ويشاء القدر ليلعب لانكستر البطولة في ثلاثة أفلام لپولاك وهي: Swimmer / Uncredited ) Castle Keep / The ). ويضيف پولاك قائلاً:
"لم يذهب لانكستر إلى أي معهد فني لدراسة التمثيل. كان واحداً من أطفال شارع هارلم المشاكسين، والذي غادره فيما بعد لينضم إلى العمل في السيرك. صحيح أنه لم يفقد جذوره كطفل شارع، إلا أنه كان يقيم إعتباراً مهيباً لأي نوع من أنواع الفن كالرسم والنحت والأدب...إلخ. شيء آخر ميزّ لانكستر عن سواه هو أنه كان لايتردد مطلقا ً في تقديم العون والنصح للفتيان المبتدئين تواً في العمل السينمائي، وأنا كنت واحدا ً منهم". *** التلفزيون هو بمثابة المعهد السينمائي الحقيقي بالنسبة لي يعتبر پولاك أحد أهم المخرجين السينمائيين بين مجاييله، وهو الذي لم يذهب إلى معهد سينمائي ليتعلم فن الإخراج، إنما أمضى سنواته المبكرة يعمل بنشاط وحيوية وسط داخل وهج ستديوهات الشاشة الصغيرة، هناك حيث سيتعرف على أدواته التقنية والفنية عن كثب، وهناك ستتبلور طاقاته ومواهبه ليتهيء للتحليق إلى فضاءات أرحب.
بدأ پولاك عمله في التلفزيون "ممثلاً" منذ أواسط الخمسينات حيث ظهر لأول مرة في دور صغير في فيلم كوميدي بعنوان "هذه العتمة مضيئة بما فيه الكفاية" تلاه دور رئيسي في فيلم آخر مقتبس عن رواية همنغواي (لمن تقرع الأجراس) أخرجه جون فرانكينيمر، وتابع فيما بعد عمله مع هذا المخرج كمدرّب للمّمثلين في برنامجين تلفزيونيين شهيرين كانا يعالجان موضوعات متنوعة ومختلفة وهما: (Playhouse 90) و (Turn the screw).إن الخبرة والمراس التي إكتسبهما پولاك من كل تلك الأعمال قد أعدّاه للدخول في ميدان إخراج البرامج التلفزيونية لأول مرة، حيث أصبح يصور حينها مايقرب العشرين برنامجاً تلفزيونياً في العام الواحد، ما قاده في ستينيات القرن الماضي إلى أن يحرز بجدارة موقع أبرز المخرجين في مجال المسلسل التلفزيوني، ولعل أشهر مسلسلاته تلك هي: "بن كيسي" الشهير (1961) الذي شاهدناه أواسط الستينات من على الشاشة الصغيرة في بلداننا العربية. ومسلسل "المرتشون" The Corrupters (1961). وقد توالت من بعد مسلسلاته الأخرى أمثال: Naked City "المدينة العارية" و "Dr Keldar" و "الفريد هيتشكوك يقدّم" 1955 - 1965، و "الهارب" The Fugitive، و"بوب هوپ يقدم مسرح كريسلر" 1963 - 1967، المسلسل الذي نال عنه جائزة إيمّا للإخراج الدرامي عام 1966.
أما مسك ختام هذه المرحلة فهو مسلسله "المدافعون" The Defenders 1960 - 1965.
يقول پولاك:
"التلفزيون كان بمثابة معهد السينما الحقيقي بالنسبة لي. هناك أصبحت مخرجاً وهناك تعلمت مالم أتعلمه في أي معهد آخر. لقد فهمت أسرار الكاميرا وإمكاناتها وعرفت كيفية التصوير والمونتاج".
على إثر ظهور فيلمه السينمائي الأول The Slender Thread أو "الخيط الرفيع" عام 1965، كتب شابلن يومها في جريدة لوس أنجليس تايمز مستشهداً به وبمخرجين شابين هما إليوت سيلفرستين الذي ظهر فيلمه Cat Ballon في نفس العام، وستيورارت روزنبرغ الذي أصبح شهيراً بسرعة بعد ظهور فيلمه Cool Hand Luke، بإعتبارهم نموذجاً للمخرجين الذين وظفوا عملهم في التلفزيون منبرا ً ومخبرا ً لتعّلم وإتقان حرفتهم السينمائية.(*)*** نزاع المتضادات
يمكن تقسيم أفلام پولاك إلى درامات ذكورية وميلودرامات نسوية إذا جاز هذا التصنيف. الأولى، تتجسد في أفلام مثل: (صيادوا فروات الرأس، سجن القلعة، جيريميا جونسون، أيام كوندور الثلاث، و ياكوزا). أما البطل النموذجي فيها فهو شخص متوحد إنعزالي يفتقد إلى الثقة بالأخر ويسهم ماضيه في كبح سير حاضره، إلا إنه وعبر مسار القصة ينهض من كبوته ليستعيد تلك الثقة المفقودة بالأخر ويستبدل عزلته بعلاقة منفتحة جديدة.
أما الميلودرامات النسوية فيمكن أن تتجلى في أفلام مثل (الخيط الرفيع، المِلكية المدانة، الحياة التي عشناها و حقل الخوف). أما البطلة النموذجية لهذا الصنف من الأفلام فهي غالباً ماتكون شخصية مثقفة تمتهن مهنة ذات شأن وتحتفظ بقوة أخلاقية مميزة على الرغم من أنها تصبح في معظم الأحوال ضحية لضعفها العاطفي.
يقف پولاك على الدوام إلى جانب الشخصيات النسوية الصارمة الجريئة والشجاعة بمن فيهن شخصية دوروثي مايكل التي يلعب دورها دستن هوفمان في "توتسي" والذي يجرب الرجل من خلالها معرفة ماذا يعني أن تكون رجلاً يتنكر برداء إمرأة. أما الشخصيات الرجالية التي ترتبط بعلاقة بهن، فهم ليسوا حمقى أو أغبياء كما يحب البعض أن يصفهم، بل هم مجرد أناس مثبطين وخاسرين على الدوام.
إن المحور الأساسي الذي تدور حوله جّل أفلام پولاك هو النزاع القائم بين المتضادات، وهو فنان مغرم بتصوير تلك المتضادات بكل أنواعها، والتي يمكن تحديدها على النحو التالي:
العنصرية: مجسدة في التمييز بين البيض والملونين، في أفلام مثل (الخيط الرفيع، صائدوا فروات الرأس، جيريميا جونسون).
الدينية: ممثلة بالصراع بين اليهود والبروتستانت، كما في فيلم (الحياة التي عشناها).
الجغرافية: في التفاوت بين المدينة والقرية، كما في فيلم (الملكية المدانة) و فيلم (الفرس الكهربائي).
القومية: وتتجلى في النزاع بين أوربا وأمريكا، أو بين الشرق والغرب، كما في فيلم (سجن القلعة).
ـ وأخيراً، التمايز بين الجنسين، مجسد في فيلم (توتسي).اما على صعيد بناء الفكرة فنجد أن معظم حبكات أفلامه تتخذ لها منحىً دائري، فغالباً ماينتهي الحدث مثلما إبتدأ. ويتكرر هذا المظهر بشكله المرئي في فيلمه"إنهم يقتلون الجياد، أليس كذلك؟" ممثل في حلبة الرقص الدائرية، وكذلك في أفلام مثل "الحياة التي عشناها" وفيلم "جيرميا جونسون" وسواها.
كان پولاك من بين كل مجاييليه، أحد أبرز ليبراليي هوليوود، فقد عالجت أفلامه أهم قضايا العصر، كما أشرنا إلى ذلك في القسم الأول، فقد كشفت تلك المعالجات عن جوهر الأستغلال الاجتماعي والسياسي والاقتصادي المّنظم بمفهومه الجمعي. ولعل أهم تلك "الثيمات" هي مشكلة التمييز العرقي كما في فيلمه صائدوا فروات الرأس "The Scalphunters" أو الموقف المضاد للحرب كما في فيلم سجن القلعة "Castle Keep"، أو الأزمة الأقتصادية العالمية التي تجسدت في ثلاثة من أفلامه: إنهم يصطادون الجياد، أليس كذلك؟ "They Shoot Horses, Donrsquo;t They?"، الحياة التي عشناها "The Way We Were" و قائمة هوليوود السوداء "Hollywoodrsquo;s blacklisting".
أما الثيمة التي سلط الضوء من خلالها للكشف عن الوجه البشع للأستغلال التجاري والإعلامي فقد تجّلت في فيلميه: الفارس الكهربائي "The Electric Horseman" وغياب الحقد "Absence of Malice".
وبشجاعته المعهودة، أظهر پولاك إزدواجية السياسة الأمريكية ممثلة في عدوانية متوحشة وديمقراطية زائفة، من خلال سبر حقيقة نشاط وكالة المخابرات المركزية سي آي أي، في فيلمه أيام كوندور الثلاث "Three Days of the Condor".
أما دعوته للمساواة بين الرجل والمرأة فقد تجسّدت بشكل فكه في فيلمه الساتيري الشهير "توتسي".(1)لم يتبع پولاك أسلوباً فنياً محدداً في عمله الإخراجي، إنما كان في المقام الأول راوي قصص سينمائية بارع، فقد أنجز خلال أربعة عقود أفلاماً متنوعة الثيمات متباينة الأساليب (دراما، أفلام تشويق ميلودرامية، كوميديا وحتى أفلام الغرب الأمريكي وسواها)، ولم يكتفي بهذا بل ذهب في سنواته الأخيرة إلى خوض تجربة الفيلم الوثائقي لأول مرة بعمله الرائع "سكيشات فرانك جيري" الذي يتحدث فيه عن صديقه الفنان المعماري الأمريكي الشهير فرانك جيري، وهو الفيلم الأخير الذي أنجزه قبل رحيله.
أما فيما يتعلق بمفهوم (الفيلم السياسي)، فثمة شيء يميز پولاك ربما عن الكثير من المخرجين السينمائيين. فهو يرى مثلاً، أن جميع الأفلام سياسية طالما أن هناك صراع قائم في مركز الثيمة، بإعتبار أن الصراع هو المفتاح الأساسي لكل فيلم. إلا أن الفرق الوحيد بين تلك الأفلام، في نظره، هو أن البعض منها أكثر براعة من سواه في أسلوب معالجة الثيمة السياسية. إنه يوضح
مفهومه لهذا التعبير بقوله:
" إن كل فيلم تعالج ثيمته ـ الصلات الإنسانية ـ هو فيلم سياسي. فإذا إفترضنا مثلاً أن هناك إمرأة جالسة في غرفة إنتظار في مكتب ما، ودخل تلك الغرفة رجل وجلس قربها، فهذه وضعية سياسية. إذا أراد ذلك الرجل التدخين مثلاً، فهل سيطلب منها أن تسمح له بذلك، أم سيشعل السيجارة دون إذن؟ هذه أيضاً سياسة. أما الأفلام التي تتناول موضوعاً سياسياً بحتاً، والتي يطلقون عليها تعبير "أفلاماً سياسية" فهي تلك التي تتحدث عن القضايا السياسية بشكل مكشوف ومعلن، والتي يكمن نجاحها فقط في قدرتها على حجب تلك الثيمة السياسية داخل تلافيف القصة التي يفترض أن تستحوذ على الإنتباه.
أنا لا أعتبر نفسي واعظاً أخلاقيا ولست ممن يشغل مركزاً أو إنتمائاً سياسياً. كلا، أنا لا أريد أن أكون لاهذا ولاذاك. ما أريده في عملي وقبل كل شيء هو أن أبعث البهجة في نفس المتفرج. فإذا أخفقت في تحقيق ذلك، فإن الفيلم سيخفق حتماً".
پاتريسا إيرينس مؤرخة فن الفيلم تتحدث عنه قائلة: "پولاك بالنسبة لي هو آخر أمهر مخرجي الأستديوهات، وهو السينمائي الذي بوسعه أن يُخرج فيلماً عن أي شيء! وقد فعل ذلك بالفعل، فقد أخرج أنماطاً متعددة من الأشرطة السينمائية، كأفلام الغرب الأمريكي المبكرة وأفلام الحركة والتشويق، والميلودرامات والكوميديا وقصص الحب.
لقد أنجز الكثير من الأفلام الألقة دون أن يقع في فخ تكرار الكليشهات الهوليوودية التقليدية، وقد منح أفلامه تلك ثقلاً مميزاً، عن طريق توجيهها صوب منعطفات ومسارات غير متوقعة".***"إنني أنحت لأن لديّ فضول لمعرفة: لماذا أنا خائب؟" (جياكوميتي) پولاك ليس بمؤلف، وغالباً مايكرر جملة "أنا لست كاتباً"، إلإ أنه مع ذلك كثيراً ما يتحدث عن السيناريو وبنائه، وهو غالباً ماكان يسهم في كتابة سيناريوهات أفلامه. إن إهتمامه الرئيسي ينصّب على مايسميه بـ "الفكرة الذهنية"، فهو يحس أنها ينبغي أن تكون في بؤرة السيناريو، ويعترف بإمكانية أن يبدو الطريق قاحلاً جداً لمعالجتها فنياً، إلا أن العمل على بلوغ ذلك وجعله ممكن التحقيق هو بالنسبة إليه يمّثل مفصلاً جوهرياً من عمل المخرج السينمائي. پولاك يماهي مابين بناء السيناريو ونحت التمثال، مؤكداً على ضرورة أن يكون الهيكل الأساسي المعدني للتمثال صلباً وثابتاً ومحكماً قبل إضافة الطين إليه.
السيناريوهات بالنسبة إليه رغم تباين ثيماتها ينبغي أن تتضمن على الدوام خطين رئيسيين يسيران بشكل متوازٍ حتى النهاية، أحدهما يمثل "الفكرة العامة" التي كثيراً مايوظفها المخرج كخلفية للخط الثاني الذي تحتله "قصة حب". وقصص الحب تحتل موقعاً مركزياً إن لم يكن أخلاقياً في أفلامه، لأن مايشغل بال پولاك هو طبيعة الوشائج الإنسانية التي يُخضعها دائماً إلى المحك عبر قصص الحب تلك.. فهو يقول بهذا الصدد:
"إنني أعثر على الجدل والنقاش، على الخلافات والمتضادات، كلها بطريقة ما، في قصص الحب، وهذا مايجعلني متشوقاً ومتحمساً لها. إنني أحب مناقشة الشيء الذي أجهله. وينبغي عليّ أن أكون منصفاً بين العشاق، بمعنى، أن لاأجعل من أحدهم مصيباً والآخر مخطئاً، بل جعل الإثنين على حق في طريقة محددة أضمّنها جدلاً أو خلافاً حقيقياً صعباً بالقدر الذي أستطيع. إنهما يتباحثان ويتناقشان فقط، وهذا ما يقودهما في الآخِر إلى الإنفصال.
في كل فيلم أخرجه ينبغي أن تكون ثمة قصة حب في مركزه، إلا أنه حب خائب على الدوام، لأن أطرافه أناس يرون الحياة من زوايا متباينة ومتعارضة".
عموماً يمكن القول أن العلاقة التي تربط مابين الرجل والمرأة هي مثار دهشة پولاك وتساؤلاته على الدوام، وهي بالنسبة إليه بمثابة مجاز لكل شيء في الحياة.
في عام 1994 كان المخرج السينمائي البريطاني جون بورمان قد أجرى حواراً معه وطرح عليه السؤال التالي: (لماذا تنتهي علاقات الحب في أفلامك دائماً بخيبة أمل؟)، أجاب پولاك:
"نعم، هذا صحيح. أتذكر أنني قرأت كتاباً حين كنت صغيراً كان يتضمن جملة هامة قالها جياكوميتي مرة وهي: (إنني أنحت لأن لديّ فضول لمعرفة، لماذا أنا خائب؟). لهذا السبب بالذات كان جياكوميتي يواصل عمله كنحات.
يبدو لي، أن لديّ شيء من طريقة التفكير تلك، ولذا تجدني أواصل طرح سؤالي لمعرفة السبب الذي يجعل من الرجل أو المرأة أو الكائن الإنساني عموماً، ليس بمقدوره أن يشق طريقه في الحياة بشكل أفضل!. وهذه المسألة هي التي تجعل من الفيلم شيقاً وممتعاً". التمثيل هو الفعل لا القول يشّكل "التمثيل" العنصر الأساس من بين كل العناصر الفنية والتقنية لعملية الإخراج بالنسبة لپولاك، وهي التقنية التي تعلمّها عبر دراسته للدور المسرحي، والتي أصبحت فيما بعد بمثابة المنطلق الأساسي لعمله الإخراجي في السينما. بمعنى آخر، كان پولاك يُخرج كل شيء من منطلق كونه "ممثل"، على حد قوله. إلا أنه يميز في الوقت نفسه ما بين مهمات الإخراج المسرحي والإخراج السينمائي فيما يتعلق بشأن علاقة المخرج بالممثل. ففي هذا الصدد يقول: "في ميدان الإخراج المسرحي تتلاشى تبعية الممثل للمخرج، لأنه حالما ترفع ستارة المسرح ونصبح وجهاً لوجه مع الممثل يصبح هو وحده سيد الخشبة. أما المخرج فلم تعد له فائدة تذكر في هذه المرحلة. لهذا السبب تجد الأهمية القصوى في عمله تنصّب سلفاً على مرحلة الپروفات. العملية نجدها معكوسة تماماً في السينما، فحالما ينتهي التصوير، ينتهي معه دور الممثل ودور الكاميرا.. إلخ.. وكل شيء يصبح من مهمة المخرج والمونتير فقط، حيث يرتكز عمل المخرج كله في تقطيع تلك اللقطات المنفصلة لأداء الممثلين ووضعها في سياقها المنطقي للفكرة. لذا يبدو لي أن المخرج السينمائي هو بحاجة إلى ممثلين أكثر تبعية له قياساً بالمخرج المسرحي". أما منهجه كمخرج في العمل مع الممثل، فهو يتعارض مثلاً ووجهة نظر المخرج ستانلي كوبريك. فكوبرنيك يؤكد على التمسك بالأداء والتدريبات الكثيرة والمكثفة للممثلين قبل التصوير، فيما يقلل پولاك من أهمية ذلك على الرغم من كونه ممثل!. فهو يعتقد مثلاً أن التدريبات لاتثمر سوى العادي والمألوف، لذا تجده يشعر بدلاً من ذلك بأهمية أن تستثمر العديد من الساعات في نقاش وجهات النظر حول القصة والسيناريو والموقف من الأداء مع الممثل..إلخ.. أما التدريبات فينبغي عدم الإكثار منها أو القيام بها بشكل مباشر. پولاك يسعى إلى خلق المناخ الذي من خلاله يمكن للحوار أن يتدفق ذاتياً، ولعاطفة المشهد أن تتفجر تلقائياً. إن الخبرة التي إكتسبها في عمله عبر كل هذه السنين جعلته يقلل شيئاً فشيئاً من مقدار الپروڤات مع الممثل، لإنه كان يشعر بالثقة الكبيرة نسبياً بشأن معرفته بما يريد. ميزته في دقة إختياره لطاقم الممثلين هي الوسيلة التي تجعله يعمل بحرية مطلقة سواء في موقع التصوير أو في غرفة المونتاج. أما إذا حدث وكان إختياره للممثلين غير صائب، وهذا شيء نادر جداً بالطبع، فتراه يلجأ بطريقة ما إلى نوع من اللعب أو المخادعة. بمعنى آخر، عموماً في الحالات التي يكتشف فيها المخرج أن الممثل غير قادر على إعطائه ما ينشد، يضطر حتماً إلى البحث عن ممثل آخر بديل. إلا أن البحث عن البديل في موقع العمل وأثناء التصوير الفعلي هو شيء قاس وصعب جداً، لذا تجد پولاك يمارس مخادعته تلك من خلال تغيير المشهد أو تعديله لا عبر البحث عن ممثل بديل، لإنه يعتقد أن وجود مشهد أقل شأناً، لكنه يستجيب للممثل، هو أفضل بكثير من مشهد أكثر شأناً، لكنه لايستجيب له.
وحول عمله الروتيني مع الممثل، يقول پولاك:
بعدها أحاول وبشكل مستميت أن يصدقني الممثل حين أطلب منه أن "لايعمل أي شيء". هكذا. بمعنى أننا نبدأ بعمل "لاشيء"، لذا ينبغي أن لايكون ثمة إحساس ما بالوصول إلى شيء. نحن ببساطة نسير وفق منطق المشهد.
ما أقوله للممثلين هو التالي: (لاتعملوا من أجل أي شيء. علينا أن نعرف المشهد ونستوعبه أولاً، أن نقرأه، كما لو أننا ذاهبون في نزهة داخل غاباته العاطفية، لنرى ماذا سنجد هناك!).
إذا أنجزتْ هذه العملية بشكل صائب ودقيق، فإن ماسيحدث هو أن الممثلين في هذه الحال ليس بمقدورهم مطلقاً التوقف حينها دون عمل شيء ما، إنما سيقومون بفعل "شيء" حتماً. أما إذا بدئوا العمل بنوع من المغالاة فسأوقفهم في الحال. محتمل جداً أن أقول لهم أيضاً التالي:
(لاتعملوا من أجل الأداء. بل دعو الأداء يحاول الوصول هو بنفسه إليكم. دعوه يسير لوحده على قدميه وبطريقته الخاصة).
بعدها نشرع بتحفيز عملية الأداء وإيقاظها. وهذه المسألة كلها لاتستغرق سوى عشرة دقائق تقريباً أو أقل، لكنها في بعض الأحيان تستغرق الساعة ونصف الساعة!.
ينبغي على الممثلين أن يؤدوا كل شيء بطريقتهم الخاصة، وأن يعملوا أي شيء يريدونه. أما أنا فسألكزهم برفق للدخول إلى الحيز المخصص لهم.
أعتقد أن من أكبر الأخطاء التي ترتكب في مجال الإخراج السينمائي هي الحديث أو العمل من أجل النتائج بدلاً من الأسباب، لأن هذا أشبه بمخادعة. إنني أعرف من كوني ممثلاً، كم هو شيء صعب وقاس العمل بشكل مباشر من أجل النتائج.
كثير من المخرجين يقولون للممثل مثلاً: "كن غاضباً أكثر" أو " كن متضايقاً أكثر". وهذا شيء غير معقول!. الممثل الجيد يمكنه بالطبع تحقيق ذلك بيسر،إلا النتائج ستكون وخيمة على الفيلم. أما إذا قلتُ له مثلاً: "إن الشخصية التي تلعبها هي شخصية مثيرة للشك"، فسيبحث عن طرق عامة لأداء هذا الدور. لكنك لو قلت له: " أنظر إلى يده، لاحظ كيف تتجه نحو جيبه الأيسر، لأن ثمة مسدس في ذلك الجيب" أو أشياء من هذا القبيل، ففي هذه الحالة سيتعامل مع شيء ملموس ومحدد هو المسدس في مثالنا، والذي سيقوده في الأخر إلى القيام بـ "سلوك" لم يكن يتنبأ به حتى هو نفسه".
إن الكثير من مشاهد الحب في أفلام پولاك عادة ما تكون خالية من أي حدث، بل تكاد في معظم الأحيان تخلوا تماماً حتى من كلمة واحدة، وهذا مايتجلى بشكل محدد مثلاً في فيلمية "الحياة التي عشناها" و "خارج أفريقيا". (الأول بطولة روبرت ريد فورد وميريل ستريب، والثاني بطولة ريد فورد أيضاً وبرباره ستريساند).
السؤال الأكثر أهمية هنا هو: كيف يتم إنجاز مشاهد كهذه وكيف ُتعالج، وليس ثمة شيء يقال أو حوار يتبادله العاشقان في لحظات كهذه. بمعنى، كيف يهيىء پولاك ممثله لأداء مشاهد كهكذه؟ عن هذا السؤال يجيبنا پولاك قائلاً:
"إنه شيء يصعب توضيحه. إن طريقتي في التعامل مع الممثل هي أنني لا أتحدث معه مطلقاً بحضرة ممثل آخر. فبعد قيامنا بعمل الپروفة الأولى وجلب الكاميرا إلى الموقع وقيامنا بتحديد مواقع الكاميرا وحركة الممثلين، أطلب من جميع الممثلين الذهاب إلى غرفة الماكياج أو غرفة الملابس. حسنٌ، نحن بالطبع لم نخدش بعد سطح المشهد حتى هذه اللحظة.
من عادتي التنقل بين غرف الماكياج والملابس أشبه بممسوس أجلس مع هذا الممثل أو ذلك كل على حدة. أنا لاأحب أن يكون معي شخص آخر سوى الممثل، أنا وهو فقط، لأعرف ماذا سيحاول فعله. إذا فكرّ أن أي شخص آخر غير المخرج يعرف بما سيقوم به أمام الكاميرا، فهذا الشيء سيولد لديه إحساساً بأنه مراقب، وأن هذا الشخص الذي يراقبه سيصدر حكما بشأن أدائه!.
تخيّل أنك تقول للممثل في موقع التصوير، وأمام مجموعة من عمال الكهربة مثلاً: " إعمل ذلك
بشكل أقوى.. أقوى أكثر". في وضع متوتر كهذا سيشعر الممثل بأن كل واحد من هؤلاء العمال كان سمع ماقاله المخرج له، لذا فكل واحد منهم هو بإنتظار ماسيقوم به من إستجابة لرؤية هل سيؤدي ذلك بشكل أفضل أم لا؟.
بالنسبة لي، بدلاً من كل ذلك، أذهب إلى الممثل وأهمس له بهدوء على حدة قائلاً، مثلاً: (أنا لاأعرف كم سيكلفك هذا المشهد). عندئذ سيتطلع نحوي حائراً لبرهة قائلاً مثلاً: (ماذا تقصد؟). أقول: "حسنٌ. ماذا يكلفك أن تقول: مع السلامة؟).
هذا الشيء يختلف تماماً عما تقوله للممثل: أريد منك أن تفعل الشيء قويا حين تنطق بكلمة "مع السلامة" أو أي شيء آخر.
عليك البحث عن شيء ما لتفعله، لأن ثمة "فعل" دائماً في المشهد. أما إذا إتكأت على النص فهذه مصيبة. أنا لايهمني إن كانت الكلمة التي سينطق بها الممثل مهمة أو مجانية، فهي ليست الشيء الذي أبحث عنه. إنه شيء أشبه بطلي الكلمات بالدهان، والدهان هو بمثابة الحياة العاطفية للمشهد، والحياة العاطفية للمشهد يمكن أن تكون جاهزة من دون نص. بعدها، حين تصب النص فيها، ستضفي هذه الأخيرة فعالية عاطفية على المشهد. لهذا تراني أجلس بعيداً دائماً من دون نقاش، محاولاً رؤية المشهد بمحتواه العاطفي.
نحن نقول دائما أن التمثيل هو "الفعل"، هو التصّرف بصدق تحت ظروف تخييلية. والنتيجة هي الوصول إلى ما "نفعل" لا إلى ما "نقول".
أنا أبحث دائما عن الفعل في المشهد فيما يتعلق بالتمثيل، لأنني أعرف سلفاً ماسيقوله الممثل وأعرف قصة الفيلم، وهذا شيء ليس له علاقة بالتمثيل.
لقد عملتُ قصص حب كثيرة في أفلامي، وكان تعامل الشخصيات لبعضها البعض هو شيء محسوس دائماً. هذا الإحساس بما يفكر به الشخص الآخر نحوك، والذي يحدث عادة بين العشاق، هو شيء مهم وحيوي. أنت تراقب أحد ما لترى في عيونه ماتفعله أنت".
صحيح أن پولاك يحب الحديث طويلاً مع الممثلين عن الشخصية والدور..إلخ، إلا أنه لايحب عمل تدريبات كثيرة لهم. وهذا لا يعني بالضرورة أن طريقته صائبة وطرق المخرجين الآخرين غير صائبة، لأن ثمة أفلاماً رائعة قام مخرجوها بتدريبات كثيرة جداً مع الممثلين قبيل التصوير، ولعل كوبرنيك أحدهم.
پولاك يعتقد أن التدريبات مع الممثل هي عملية ذات صبغة مسرحية، ولذا فهو لايفضلها كثيراً في عمل الفيلم، لأنه لايؤمن بوجود شيء إسمه "تمثيل"، إنما هناك فقط تدريبات محددة على لقطات محددة. واقع الأمر أن إحدى الأسباب التي تجعله يقلل من شأن التدريبات تلك هي خشيته من إحتمال أن يؤدي الممثل دوره أحياناً بشكل جيد أثناء التدريبات ويفشل في تحقيق ذلك أثناء قيامه بالتصوير الفعلي.كيف يمكن أن تحول دون أن يصبح المشهد "سينمائياً"!؟ في إخراجه للأفلام الميلودرامية ذات الطابع التشويقي كان پولاك كثيراً ما يسائل نفسه: "ترى، هل بوسعي أن أحول قدر الإمكان دون أن يصبح المشهد "سينمائيا"ً!؟ وإذا ما تحقق مثل هذا الشيء، ماذا سيحدث؟"، ثم يجيب عن ذلك قائلاً:
"إن رؤوسنا مليئة بالكثير من كليشهات الأفلام السينمائية التي يصعب تجنبها. لذا ينبغي إتخاذ الحيطة والحذر. ماينبغي عليك القيام به هو شيء يشبه أن تمنع نفسك من النوم وأنت تقود سيارتك. بمعنى، عليك أن تواصل صفع وجهك بالكف كي تكون مستيقظاً. إنني أشعر بشيء مثل هذا لاسيما حين أقوم بإخراج أفلام تشويق وإثارة حيث الكليشهات تزداد حقاً. إذن، ينبغي علي أن أواصل صفع وجهي، قائلاً: (كيف يمكنني أن أحول دون أن يصبح المشهد سينمائياً؟).
إن الشيء الذي أبحث عنه دائماً هو أكثر خطورة وهلعاً من ذلك بالطبع. فأنا لا أظن أبداً أن بوسع الأفلام إثارة الخوف في نفس المتفرج بالقدر الكافي قياساً بضخامة الفزع الذي يصيبنا في حياتنا الواقعية نفسها.
أنت تطلب من الممثل الشيء المستحيل تقريباً حين تريد منه أن يحاكي شيئاً ما بشكل واعٍ، لأننا نعرف من خلال علم النفس أنه حين يتحوّل اللاوعي إلى وعي، فهذا سيفضي إلى أن الأول سيتوقف عن العمل. وهذا هو الأساس الذي شيّد عليه فرويد نظريته بشأن الهيستريا. لأن الأشياء التي قد حدثت للمرء سببها هو أنه لم يكن يعي ماكان يحدث في لاوعيه، ونحن نعرف أن العاطفة، الإحساس أو الشعور، هي ثمرة اللاوعي. فأنت حين تطلب من الممثل محاكاة شيء ما، فإن ذلك الشيء سيعمل بشكل أفضل لو أنه يحدث في اللاوعي. لذا أعتقد أن الشيء الأكثر قساوة وصعوبة أن تطلب من الممثل الإسترخاء أحياناً، مثلاً. لماذا؟ لأنك لاتستطيع أن تتحرر من التوتر العصبي عن طريق الإسترخاء!.
ما ينبغي عليك عمله لكي تكون مسترخياً هو القيام بفعل ما من شأنه أن يفصل إنتباهك عنك أنت نفسك بطريقة محددة.
كثيراً ماتجد أن التباين بين الممثل الجيد والممثل الرديء هو أن الأول يعرف إنه لايمكن الحصول أو الوصول إلى العاطفة، الإحساس، الشعور، مهما فعلنا من أشياء، بإستثناء الإعتماد على الظروف والوقائع أو على الممثل الآخر.
فإذا حاول الممثل العمل مع تلك العاطفة والتأثير عليها بنفسه، فستظهر بشكل زائف إلى حد ما، وهو الشيء الذي يفضي إلى أداء رديء.الممثلون الجيدون حقاً هم أولئك المنصتون بشكل لايصّدق. إنهم يدركون تماماً أن أساس الأداء يكمن، إلى حد ما، في الإنتباه والإصغاء إلى الممثل الآخر، لاسيما إذا كان الممثل الآخر في المشهد هو عنصر أساسي يسعون للوصول إليه. روبرت ريدفورد هو مثال لكل ماقلته عن الممثل الحقيقي. إنه يُصغي ويستجيب للمشهد وللممثل الآخر بشكل كامل، بل يمكنك قراءة هذه الأشياء كلها في ملامح وجهه، فهو على الدوام يجرب المشهد لأول مرة ولا يعرف ما سيحدث بعده.الممثل الجيد هو من سيستجيب بشكل حقيقي وصادق حتى إلى الفروق الطفيفة في أداء الممثل الآخر، دون أن يحاكي طريقته في الأداء بالطبع.
يمكنك دائماً رؤية الممثل الردىء، حين يغير الممثل الآخر (أي شريكه) طريقته في الأداء تماماً، فستجده يحاول تقليلد طريقة شريكه أو عمل الشيء ذاته.
إنني أقول للممثل في بعض الأحيان: "سأخرج شريكك الآخر في المشهد من هذه الغرفة وعليك أن تستأنف العمل مثلما أنت، لوحدك. أنت الآن لاتتعامل مع شخص آخر". حدث هذا مرة وقلته لتوم كروز ونحن نصور فيلم (الشركة).
إذا إستطعت في بعض الأحيان أن تجعل الممثل يرّكز على طريقة أداء شريكه فقط، لا أن يقلده، فإن ذلك سيجعله في حالة إسترخاء حقيقية". ***فيلموغرافياسدني پولاك (1934 ـ 2008 ( The Slender Thread (1965)
This property Condemned (1966)
The Sclaphunters (1968)
Castle Keep (1969)
They Shoot Horses, Donrsquo;t They? (1969)
Jeremiah Johnson (1972)
The Way We Were (1973)
The Yakuza (1975)
Three Days of the Condor (1975)
Bobby Deerfield (1977)
The Electric Horseman (1979)
Absence of Malice (1981)
Tootsie (1982)
Out of Africa (1985)
Havana (1990)
The Firm (1993)
Sabrina (1995)
Random Hearts (1999)
Sketches of Frank Gehry (2005)
Documentary
(1)لسبب يتعلق بطول حجم هذا القسم، إضطررت إلى أن ألحق العرض الموجز لأفلام پولاك بالقسم الثالث وهو الأخير.
مراجع ذات صلة:
(*) إنترناشينال هيرالد تربيون. نيويورك. 27 مايو (آذار) 2008.
(**) فينسيا مگازين: يونيو (حزيران) 2006، لقاء أجراه أليكس سيمون مع پولاك.
Magazine projections: (***)
(Acting Is Doing)
Sydney Pollack in conversation with John Boorman. Page59.
Film-makers on Film-making
Edited by Boorman amp; walter Donohue. London 1994
Moviemakersrsquo; Master Class: (****)
Private lessons from the worldrsquo;s foremost directors.2002 By Laurent Tirard علي كاملمخرج سينمائي وكاتب يقيم في لندن
alikamel50@yahoo.co.uk
القسم الثالث (پولاك مربياً وموجّهاً) يتبع قريباً..
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
متعة فكرية
الخطيب -شكرا للاستاذ الفنان - على كامل -على هذا الجهد الرائع. موضوعاتك لها خصوصية عندي .. بانتظار الجزء الثالت وشكرا لايلاف على تواصلها مع الابداع المميز
كل الاحترام
عباس الحسيني -الاستاذ علي كامل : لك كل المودة والشكر على مجهودك الفني، والى مزيد. عباس الحسيني - واشنطن