نظرة عامة على الفنانين والكتّاب العراقيين بالمنفى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لا داعيَ للتطرّق لأسباب الهجرة، فهي معروفة، فهيَ إن لم تكنْ آقتصادية فهي سياسية. ما يهمّنا هنا هو هجرة الفنانين بالخصوص، لأنهم الشريحة الأكثر صخباً وضوضاءً ولغطا، وسنلتفت بعدها إلى الفنانين العراقيين تحديداً.
يحمل أكثر هؤلاء الفنانين ذاكرتهم الشخصية كحقيبة يد جديدة دائمة اللمعة. لا يملّون من حملها على أذرعهم باعتزاز وحرص أينما ذهبوا. تصبح هذه الطريقة ملائمة من أجل الاحتفاظ بهويتهم الشخصية بعد هزة فقدان الوطن الأمّ. ينطبق عليهم ما قاله أحد الكتاب يصف شخصيته كونها لن تصبح بتاتا وحدة كاملة، على الرغم من عدم اكتراثه بمكانه الاصلي الآن واستقراره بمكان بعيد، لكنه يصر أن قسماً منه ظل هناك، لم يأت معه. يذكرني هذا ما قرأته مؤخرا عن يهودي عراقي وهو شاعر شعبي من مدينة الديوانية بالعراق، هجّر غصبا عنه، في الخمسينات من القرن الماضي حيث قال بالعامية العراقية الجنوبية:
مدّ أيدك على الروح هنا يا هالْمار ما ترضى تمشي وياي مجلبة بالدار
تفهم بالفصحى:
ضع يدك أيها العابرعلى روحي هنا هذه لا تقبل أن تسير معي ملتصقة بالدار على ما يبدو، لا يختلف الفنانون العراقيون بكل اطيافهم وأديانهم عن غيرهم، ومع هذا التشابك في العواطف يصعب أن تكون وقفتنا قصيرة معهم. لذا سأكتفي بطرح ملامح عامة مختصرة حول ما جرى لفنانين في منطقتنا مطلع العصر الحديث.
بداية سمعنا عن هجرة مجموعة من المواطنين من ابناء لبنان وسوريا إلى الامريكيتين في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين لاسباب اقتصادية معظم الاحيان. من بين هؤلاء ظهرت ثلة أدبية مرموقة سُميت بشعراء المهجر. على رأسهم اشتهر الشاعر اللبناني جبران خليل جبران بالولايات المتحدة الاميركية، الذي حظي بشهرة عالمية خصوصا بعد ظهور كتابه (النبي) متمتعا بهذا الصيت إلى اليوم في الاوساط الادبية الغربية. علاقة هؤلاء وغيرهم من الفنانين بالغرب عندنا تطورت، خصوصا بين الادباء المصريين، الذين ذهبوا إليه من أجل العلم والتثقيف، على شكل بعثات دراسية حكومية منتظمة، من بين أفرادها طه حسين وتوفيق الحكيم، ويحي حقي وآخرون. كانت غايتهم الأولى والأخيرة هي الحصول على الشهادة العليا، أي لم يفكّروا في الإقامة هناك بأي معنى كان. عادوا لاوطانهم فأفادوا أيما فائدة بالقيم الحضارية الجديدة والأفكار التنويرية. جرى بعد ذلك أخصب تلاقح بين عقليتين وثقافتيْن شرقية وغربية. نتيجة ذلك برزت حركة يقظة حقيقية فعلية سميت وقتها بالنهضة العربية في بلدان كانت في أمسّ الحاجة لها. ظهر أدب متميز من طراز فنّي رفيع وترجمات قيمة لأدباء عالميين منقولة من الينابيع الاصلية. أثّر هؤلاء الادباء في الوعي الجمعي بالمنطقة عموما وناسبت أفكارهم التطور العصري للقرن العشرين. أما بالعراق فلم يشهد الشعب العراقي وبضمنهم فنانوه ابتعادا عنه بهذا المعنى، بل العكس هو الصحيح. فكثيرا ما لجأ للعراق آخرون، سواء من الجيران أو البلدان البعيدة عنه للعيش فيه. يُقبلون فيه مكرّمين وهو الحضن الكريم. في الوقت نفسه، ظل ابناء العراق وفنانوه ملتصقين به طيلة قرون وقرون مكتفين بالبقاء حول دجلة والفرات كموقد فحم دافئ في وقت زمهرير. لا يهزهم سفر ولا يزحزحهم أغراء للابتعاد عن تربته الخصبة والمالحة المتربة، للغني والفقير، دون سؤال أو جواب.
بعد الحربين العالميتين واحتلال بريطانيا للعراق ثم انتدابها له، تنبه الفنان العراقي، الراضي بقسمته، فجأة، إلى نقائصه. أدرك أن هناك عالما آخر غير العراق وغيرالدولة العثمانية المسيطرة على المنطقة العربية ومقرها اسطنبول. بدأ التنبه إليه أولا من قبل مجموعة من الرسامين العراقيين المتطورين بسبب فضولهم وتطلعاتهم الجديدة خصوصا بعدما احتكوا ببعض الفنانين المجلوبين مع الجيش البريطاني ولا سيّما الرسامون البولنديون المتواجدون ببغداد وقتها. صارت العلاقة الفنية بين هؤلاء وقسم من الفنانين العراقيين محفزة لهم كي يتعلموا لغات اوربية للتفاهم بالاضافة إلى زيارة عواصم أوربا المشهورة. لكن هؤلاء الفنانين لم يشذوا عن طبع ابناء وطنهم القدامى، إذ سرعان ما رجعوا للعراق مشتاقين، كعادتهم، مكتفين بالاحاديث الممتعة والانبهار بما رأوا أو سمعوا والذي فاقت دهشتهم به ما رأوه في اسطنبول من غرائب وعجائب سابقا وكانت بالنسبة لهم أبعد مكان للسفر وتحمّل الغربة. استمر الحال لوقت قصير على هذا المنوال، إلى أن بدأت الحملة المنظمة للاستدلال على هذا العالم ومعرفته بطريقة أوثق وأكثر اتقانا، كما جرى للمصريين في البعثات الحكومية الاولى، عندما خرج العراق من الانتداب البريطاني مستقلا أخيرا. ولاول مرة، يتمتع ابناؤه الموهوبون ببعثات دراسية أيضا، على نفقة الحكومة الحديثة التأسيس. أعطتْ هذه البعثات للمبرزين من الطلاب مردودها الكبير وثمارها الواضحة كما جرى في حالة المصريين. بدأت حركة الفنانين العراقيين المبتعثين تنمو أثناء ما كانوا يتكاثرون في الاربعينات وما بعدها. أكثرهم شهرة وتأثيرا، آنذاك، النحات جواد سليم والرسام فائق حسن وغيرهما. كان هؤلاء نواة الوعي العراقي الفني نتيجة التعرف على اعمال فناني العالم وخريطة الكرة الارضية برمتها. في هذه الاثناء انبهروا متيقظين لحضارة العراق القديم، فجأة، مكتشفين آثارها النفيسة المنسية وبضمنها التأريخ السومري والبابلي والاشوري ليظهر في أعمالهم. جرى هذا بسبب اكتشافات حملات علماء الآثار بالعراق وقتها، فتفاعلت الغربة القصيرة للفنانين معها، في فتح صالات حضارة وادي الرافدين القديمة بشكل مشوق وحميم.
وكما جرى في تجارب فناني الامم الاخرى صارت فكرة الابتعاد عن الاوطان تقرّب وتكّبر بالمجهر أحواله الصغيرة والكبيرة أثناء تطلعات البعيدين عنه، لينظروا إليه ولاشيائه باعتزاز ومحبة كبيرين أثرا في اعمالهم ونتاجاتهم الفنية. مع هذا لم تكن غربة هؤلاء الفنانين العراقيين آنذاك سوى وقتية حتى نهاية الحكم الملكي في العراق سنة 1958. ثم بعد استقرار الوضع نسبيا، استمروا في نشاطاتهم، بالبعثات، أيضا، ولم يخطر ببالهم، حتى ذلك الوقت، الهجرة التامة أو المنفى الأبدي. اكتفوا بالتذمر، وقتها، من بعض القضايا السياسية المضطربة التي حصلت بعد سقوط الملكية والنزاع على السلطة السياسية والحكم فيما بعد. في ظرف خمس سنوات على سقوط الملكية وتزايد الصراع السياسي بالعراق بشكل دموي عنيف، ظهرت صعوبة العيش للشريحة العظمى من الفنانين، اولئك الذين منحتهم الطبيعة حساسية معينة في معرفة اضطراب الكون وسوء الحاكم عندما ينسحب الامر على المحكوم. تدريجيا بدأ هؤلاء يتململون، ينتقدون الوضع، يتصيدون الفرصة كي يبتعدوا عن العراق كلية، ميممين وجوههم إلى العالم الخارجي. جلّ رغبتهم، آنذاك، هو خلق جو مناسب لعملهم بأمان وطمأنينة وحرية تعبير. هاجروا سرا، معظم الاحيان، أفرادا خفافا على أمل الرجوع إليه مستقبلا، لكن الوضع تردى أكثر ثم أكثر مما اضطرهم للهجرة والنفي زرافات ووحدانا لامكنة بعيدة نائية. بلدان لم يسمع بها العراقي سابقا، ناهيك عن التفكير في العيش الدائم فيه. أما بعض من حالفه الحظ فوجد ملجأً ببلدان أوربية أو أميركية فلقد حفلت ذكرياتهم بصعوبة الاستقرار النهائي ومعاناتهم الحياتية إلى أن يتكيفوا، فيستقروا فيها أخيراً. يسرد هؤلاء سير حياتهم أحيانا بكتب مشوقة إذا كانوا ادباء واصفين كيف كانت الرحلة طويلة شاقة بين بلدان كثيرة لا تختلف معاناة بعضهم، في مصاعب الوصول إليها عن أقاصيص ما كابده السندباد البحري في روايات ألف ليلة وليلة. يصف بألم الشاعر العراقي صلاح حسن،وهو نفسه لاجيء بهولندا، مثلا، منفيا عراقيا آخر يريد اللجوء للمملكة الهولندية مهندسا مدنيا بالمهنة اسمه روضان الخالدي بمقالة عنوانها (الشاعر الملعون روضان الخالدي، مشرد وغريب في الارض أوراقه مزورة وقصائده مقيمة):
" بعد أن تنقل في مشارق الارض ومغاربها.. الاردن، فيتنام، سنغافورة، ماليزيا، المانيا، النرويج وأخيرا هولندا، ويُرفض طلبه بشدة. منعوه من دخول المدرسة لتعلم اللغة الهولندية فقام بتعلمها بعناد لوحده في معسكر اللاجئين. يقول روضان الخالدي: " كنت أقرأ عشر ساعات في اليوم في غرفتي الضيقة في المعسكر" بعد سنة من وجوده هناك يفاجيء الخالدي الجميع باصدار ديوانه الاول الذي كتبه مباشرة باللغة الهولندية بعنوان " إلى عندليب " والأكثر مفاجأة من ذلك المقالات الكثيرة التي ظهرت عن الديوان، وأكثر مفاجأة أن تنفذ الطبعة الاولى خلال شهرين وأكبر المفاجآت أن يعاد طبع المجموعة أربع مرات وتتحول إلى أغان يؤديها عدد من المطربين وتظهر على هيئة قرص مدمّج (سي دي) ".
ربما ينتاب البعض منكم الفضول للاطلاع على نموذج من ابيات شعره فأذكر لكم بعضا من قصيدة بعنوان:
" تمجيد الدكتاتور العادل" ما أعظم الدكتاتورَ العادل
للشعوب الغبية
إنه يستطيع أن يقدم لها
ما لايستطيع تقديمه أي شخص آخر
من سترته العسكرية
تتدلى الاوسمة التي وهبها لنفسه
عيونه عميقة وخالية
كلماته بسيطة لكن مدوية
ولأنه عادل
يخافه الجميع بالتساوي...
الشيء الجدير بالذكر، في هذا السياق، لم تكن غاية الفنانين العراقيين من السفر والهجرة اقتصادية، أو من أجل التجارة أو الربح المادي كما كان الأمر في حالة شعراء المهجر وادبائه في الامريكيتين. رغبتهم الاولى والاخيرة هي الحاجة للأمان و حرية التعبير دون قيود. لذا ما أن وصلوا واستقروا بهذه البلدان الآمنة حتى بدأوا بترتيب شؤونهم، كالتفتيش عن معارض، إذا كانوا فنانين تشكيلين أو اصدار كتب ومجلات إذا كانوا ادباء. معظمها على نفقتهم الخاصة نتيجة العمل في الليل أو تدابير مرهقة بالمهن الاخرى في الحياة. غير عابئين أو مهتمين إذا ما سمعوا أنّ اسماءهم وكتبهم وضعت على لوائح الكتب الممنوعة أو ما يسمى القوائم السوداء في وطنهم الأمّ لتخويفهم وتكميم أفواههم في الخارج كما لو كانوا ما زالوا في الوطن الذي فارقوه. لم يكترثوا للمنع والاهمال والتشويش لأنهم كانوا متوقعين ذلك. وعلى هذا النمط من السلوك، صدرت مجلات أدبية ابداعية ممتعة باللغة العربية في العواصم والمدن الكبرى الاوربية والامريكتين، باستراليا وغيرها. كذلك انهمك قسم من هؤلاء الفنانين العراقيين الرسامين بعرض اعمالهم في معارض حتى لو اضطروا لتعليقها في الساحات العامة بالمدن الكبرى. بدأ بعض الموهوبين موسيقيا بالبحث عن الحانه في العودة لموسيقى مدن الجنوب، مزاوجا بين الجاز ودبكة الهيوة لأبناء أهوار العراق. وهذا عين ما فعله سعد شاكر خريج معهد الفنون الجميلة ببغداد بالبيانو قبل تشرده بين المانيا وبلجيكا وهولندا والذي نال أخيرا جائزة " الوان جديدة" الموسيقية بهولندا. ثم اجتمع مع زميله "باسم حوار" دارس الكمنجة ببغداد وبمصاحبة الموسيقي البلجيكي " فريه دسموتر" المتخصص بموسيقى الجاز،كما يروى، ليؤسس الثلاثة " فرقة الاهوار" على نمط الموسيقى، الممتزجة ثيماتها من الاغاني الشعبية للفلاحين والكادحين بالعراق مثل: "حبيبي راح ما جانا.... دلوني على مكانه " التي تعتمد على ايقاع حزين مع آلام موسيقى الجاز. انضم لهم، أيضا، بعدها عازف الكونترباص الالماني الذي صادفهم أثناء ذلك ليكتمل نصاب هؤلاء الاربعة كزمرة موسيقية نشيطة وضعت لها قرصا الكترونيا مؤخرا. وكما نعرف فإن أغاني الفلاحين والجاز تأسستْ من وحي أناس ضعفاء مقهورين مظلومين. هكذا نرى كيف التهبت مخيلة هؤلاء الفنانين بمعاناة شعبهم فعادوا اليه بهيئة أفضل، ليس من خلال الهدايا المادية والاحاديث المسلية عن البلدان الاجنبية وإنما بتصوير مأساتهم عن طريق الفن وما يرتبط بها من معاناة ومصائر مقارنين ما يصادفونه من هدوء واطمئنان وتطور ببلدان يعيشون فيها حاليا، مفكرين في كيفية تخليص أبناء الوطن الاصلي من كوارث ومصائب لا تنفك آتية إليهم عن طريق الفضائيات التلفزيونية والراديو او السينما أحيانا. يحاولون ما أمكنهم، عن طريق الفنون محاورة الآخرين وجها لوجه، لايجاد صيغة أفضل للتعايش بين البشر، على هذه الكرة الارضية المنكوبة بالشقاء هنا وهناك، يريدون التفاهم مع الغرب، وهو المختلف عنهم دينا وقومية وسحنة، من أجل التعايش السليم الصحي بين المجموعة البشرية كلها ونشدان مستقبل أفضل.
يعتقد البعض أن المعاهدات الدولية والعقود الاقتصادية والمشاريع العمرانية ستتكفل بحل القضايا المعقدة للعالم وسوف يبصرالانسان طريقه السوي. إلا أن قسما من هؤلاء الفنانين يرى أن هذه الامور لم تحرك ساكنا في الوحش الآدمي ويا طالما اشتكت البشرية من قسوته وجبروته وطغيانه. يتمنى لو يتجرأ الفن، اليوم، ليدلو بدلوه، أيضا، ليثبت أنه أفضل قوة حضارية لا يستهان بها استطاعت توحيد الشعوب والبلدان بطريقة خاصة تفوقت معظم الاحيان على السياسيين. لا ينسى العربي كيف وحّد صوت المغنية المصرية أم كلثوم، في بداية القرن العشرين، أبناء العرب، باقتدار، يعلو على ما كان يسمع من شعارات للوحدة والتحرير في خطب الساسة المهيّجة المزبدة في الافواه بوسائل الاعلام أو العنف الدموي. الشئ نفسه ينطبق على الموسيقار "فيردي" في توحيد أيطاليا قبل أن تتوحّد سياسياً، كذلك فعل سرفانتس في رواية دون كيشوت باسبانيا ونجاح أعمال شكسبير بدمج الجزر البريطانية وهلمجرا.
يكثر الحديث منذ سنوات،عن تصادم الحضارات وصراعها، وكثيراً ما يُعزى إلى سوء التفاهم بين الأمم. لكنْ مهما تذرعّ السياسيون، بأسباب ذلك، إلاّ أنّ ما يعرفه الجميع أنّ الفنّ هو وسيلة التقارب. من هنا تظهر أهميّة الفنانين المنفيين، لأنهم النسغ الحيّ الذي تمرّ عبره القيم الحضارية وتتلاقح وتتصاهر، لا سيّما وهم يتبنون أوطاناً جديدة أطعمتهم من جوع وآمنتهم من خوف، ومعظمهم وجدوا تقييداً لمواهبهم إن هم كرّسوها للسياسة الحزبية.
قال الأديب الالماني غوته سنة 1832 أثناء مقابلة له بما معناه:
" الشاعر الذي يشتغل في السياسة يسلم نفسه لاحد الاحزاب، وحينما يفعل ذلك لا يصبح شاعرا، إذ عليه أن يودع حريته ويتخلى عن نزاهة التفكير ويأخذ بذئاب التعصب والكراهية العمياء. الشاعر باعتباره رجلا، مواطنا يحب وطنه، لكن الطيب والنبيل والجميل هو وطن مواهبه الشعرية وأعماله. إنها ليست وقفا على اقليم أو مصر من الامصار، وهي ضالته أينما يجدها.. إنه مثل النسر محلقا حرّ النظر من فوق جميع الاقطار..... ما معنى حب الانسان لبلاده؟ وما مفهوم الاعمال الوطنية؟ إذا قضى الشاعر حياته في محاربة الافكار المؤذية ونبذ الآراء الضيقة وتنوير العقول وصقل الاذواق والسمو بعواطف مواطنيه، فماذا يستطيع أن يفعل أكثر، هل في وسعه أن يقوم بعمل وطني أكثر من هذا؟".
* النص الذي أُلقي في مؤسسة " الثقافات الثلاث"Tres cultura باشبيليه - اسبانيا، من يوم 30- حزيران إلى 4 تموز من هذا العام حول موضوع " العراق: ما هي توقعات المستقبل؟"
التعليقات
عاشت ايدج
فنان عراقي -عاشت ايدج سميرة المانع مقال ممتاز واني واحد من هؤلاء المهاجرين المحرومين المغتربين لان بلدنا انتهى والحمدلله على كل شيء الله يرأف بشعبنا وبين ما كان
وسط مخترق من محتالين
رمل القمر -غالبية" الكتاب" في الخارج من العراقيين لا ينطبق عليهم وصف الكاتب ولا المكان بالمنفى، وخاصة الذين خرجوا في الحصار الاقتصادي ومعظمهم اما من طبول النظام وقد افلس ـ لم يحتجوا عليه لانه ظالم بل لانه مفلس ـ أو من حثالات استعملت حرفة الادب والشعر خاصة للحصول على لجوء سياسي: كلاهما عاث فسادا بالادب والثقافة ونقلوا تقاليدهم الى الطبقة الثقافية التي كانت رغم كل شيء تحتفظ ببعض التقاليد الطيبة كحصر التهم مثلا في اطار سياسي وحزبي، اما كتاب السلطة وحثالة خرجت معهم فلقد حولوا المنابر الى بارات رديئة ونقلوا اخلاقيات السلطة ـ أو قاع المدن. شريحتان دمرتا الادب العراقي من الخطأ الفادح وصفها انها تعيش في منفى: حثالات السلطة السابقة، وحثالات الشوارع الخلفية من أميين وأنصاف مثقفين وادعياءز كلاهما لم ينتج ادبا او ثقافة بل انتج حالة مشوهة زعفرانية مريضة خلطت كل الاوراق والاشخاص وفي الوقت نفسه كشفت ان الطبقة الثقافية هي الاخرى ساذجة وقابلة للاختراق من قبل أتفه المحتالين والنصابين والاميين....
التنكر للتاريخ
وائل أحمد -السيدة سميرة عاشت كل سنوات اغترابها براحة تامة وعملت مع زوجها المترجم صلاح نيازيحتى عام 1990 في المركز الثقافي العراقي في لندن براتب مجزي من الحكومة العراقية انذاك وكان نيازي يزور العراق سنويا في مهرجان المربد ويوزع مجلته الاغتراب الادبي المدعومة من وزارة الثقافة انذاك، وهذه حقائق يعرفها كل المقربين من الزوجين في لندن، فلماذا التنكر للتاريخ والتباكي وممارسة دور الضحية وعرض الذات امام من يؤذون العراق! أليست انت ياسيدة سميرة عراقية وياسيد نيازي عراقي؟مع التقدير
عفوا ولكن
fawaz -عفوا للاخ او الاخت رمل القمر ولكن انت عممت تعميم كامل على كل الذين في الخارج وهم بالملايين من كتاب وفنانين وعلماء ومبدعين عراقيين بهذا التهجم ونحن بريئين من النظام ومن غير النظام
جدار بريخت
غريب -لاعرف لماذا اختصرت السيدةالمانع, الثقافة والمنفى بالحسن صلاح ؟!!!
موضوع يستحق النقاش
ياسمين عرفان -شكرا للاستاذة سميرة المانع على تطرقها لهذا الموضوع المصيري المهم الذي يستحق النقاش والتوضيح اكثر حسب اختلاف الاراء وتضاربها من اجل التوصل الى حد من التشخيص والتفاهم !
مقال عراقي بجدارة
عراقية -العنوان بحجم غابة، والمقال بحجم عصفور... تفكير عراقي بحت.