ثقافات

الزميلة مروة كريدية تبوح بـ(أفكار متمردة)

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر: أصدرت الزميلة الكاتبة والإعلامية اللبنانية "مروة كريدية"،كتابها الجديد (أفكار متمردة: في الفكر والثقافة والسياسة)، وحمل الكتاب جملة من المقاربات الجريئة في مرمى السلطة وعرين الإعلام وعوالم الإنسان وما يطبع جملة من السياقات كالدين والحقيقة والرؤى الكونية إضافة إلى ظاهرة العنف.
وفي طبعة أنيقة صادرة عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، احتوى الكتاب (212 صفحة من القطع المتوسط)، على حوصلة لمقالات مروة في شؤون الحياة العامة، بدءا من السياسة وما يكتنف "تكنولوجيا السلطة الرعوية"، مرورا بـ"المواطن في خطاب السلطة الرعوية"، و"الإدارة في السلطة الرعوية" وصولا إلى "إشكالية المثقف والسلطة" و"مثقف "السلطة" في الأنظمة الرعوية الاستبدادية".
وتناولت المؤلفة في حقل الإعـلام، العلاقة الوثيقة بين الثقافة والإعلام، وسعت إلى الوقوف عند الكرنفالات الثقافية في عصر الفيديو كليب، وكذا ما تنتجه الفضائيات بين أزمة المثقفين وتكرار الإعلاميين، واقترحت مروة مسحا للرؤية الإعلامية الغربية الحالية للعالم العربي، فضلا عن تتبع تطبيقات وسائل الاتصال وإثراء الحوار.
وطالما أنّ الكينونة الإنسانية ليست مغيّبة عما هو كائن، يستطيع القارئ تلمس شغاف الإنسان بين الواقع والمثال، كما يمكنه التعرف على منظار الكاتبة للإنسان في الفكر الإسلامي الكلاسيكي والحديث، ناهيك عن تموقعه في النظام الخطابي للإسلام السياسي المعاصر
ويولي الكتاب اهتماما بمحاذير "العنف"، فتقوم مروة باستقراء خطاب العنف بين الثقافة والسياسة، وتستجلي مكامن العنف وثقافة "القربان"، كما الآثار النفسية لعنف الحروب، وما يترتب عن تفكيك أيديولوجيا الإرهاب بين العنف والحوار، وتختار مروة الغوص في تحليل الظاهرة العنفية بمنهج مقارن بين نقد العقل الديني وتفكيك أيديولوجيا الفكر الأصولي، لتستخلص أنّ العلاقة بين الإنسان والعنف في عمقها أزمة هويّة في عصر الإنسان الأدنى.
وفي باب (الدين والمقدس) نقرأ: حرب الله: الظاهرة الدينية والحروب الطائفية، ديانة العصر: هل نحن على أبواب عصر اختفاء الأديان؟، أزمة القيم واختزال المقدس في عصر التعقيدات، وحوار المقدس، وتؤثث المؤلفة لقيمة الحقيقة عبر استطلاع مفاهيميتها في السجالات الفكرية والسياسية وكذا ما يتخلل عارضتي السلطة والتأريخ، دون إغفال التعددية الدلاليّة ونسبية المعايير.
ويدرك المتصفح آخر منعرجات الكتاب الشائق، بمشاغبات أنثروبولوجيّة اللغة بين التثاقف والانثقاف، ودينامية العقل التواصلي الحواري، الموشاة بالذات المفكرة والتراث والثقافة الكونّية.
تقول مروة في الغلاف الخلفي للكتاب، أنّ الأخير هو (وقفة عارية أمام الروح، وأمام المجتمع)، وتلاحظ أنّ نتاجها (ينتقد المجتمع بحبّ كبير، لا يهدف إلى انتقاص أحد من الخلق، كما ليس المراد منه تسويق أي فكر أو دعوة لأية أيديولوجيا).
وتعرّف مروة كتابها بكونه مجموعة خواطر وأفكار مبعثرة، لذا ترفض أن يأخذ صفة البحث العلمي الأكاديمي، وتفضل أن تعتبره مثيرا لكي يقف الجميع دقيقة صمت عراة أمام أرواحهم... ليخرجوا من"ذواتهم الاجتماعية"... ليعرّون كل شيء... حتى تتمخض عندئذ فطرة سويّة عذراء لا تفرق بين الكائنات والموجودات، فطرة كونية تسْبح في رحاب كون واسع).

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تمرد ولكنها محجبة!!.
كركوك أوغلوا -

السؤال الذي يفرض نفسه :-أليس التمرد هو نزع الحجاب أولا والتحرر والتعرية للذات والروح الحرة ؟؟!!..كيق يمكن للجالسة في مقعد الحرية أن تلبس الزنزانة ؟؟!!..