البَرْزَخ..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وَكُلُّّ الحقولِ الَّتي بَقِيتْ
زُرِعَتْ بالجَماجِمِ.. والخوفِ؟
كَيْفَ نُغَطّي ضَفائرَ زَوجاتنا
وتقاليدَ أطفالنا في اصْطِيادِ الفَراشِ
وَتَزْويقِ ظِلِّ الطّبيعةِ في حِصَّةِ الرَّسْمِ؟
أينَ سنُدْفَنُ ؛
كُلُّ القُبورِ الَّتي حُفِرَتْ بأَظافِرِنا
مُلِئَتْ بالصُّراخِ.. وَزَيْتِ المَصانعِ.. والنَّارِ
والأعْظُمِ البشرِيّةِ.. والحقدِ!
كَيف نَمُوتُ؟
وكيفَ تُعامَلُ أرواحُنا خارِجَ الجاذبِيَّةِ؟ نحنُ بِالْكَادِ نَحْمِلُ ذاكِرَةً.
مَسَحَ الخوفُ لاوَعْيَنا الباطِنِيَّ ؛
تصيرُ النُّجومُ أقلَّ انْسِجاما وأكثرَ حزناً
يُمَزَّقُ ثوبُ السَّماءِ، فَيَصْرُخُ كلُّ صبيٍّ
ويسألُ كلُّ فتىً:
أينَ نحنُ وماذا جَرى؟
حِينَها نَسْمَعُ الرَّدَّ: أَنْتُمْ ضُيوفٌ بِجُغْرافِيا البَرْزَخِ! 2 جمَعُونا كَما يُجمَعُ الضَّوءُ يُولَجُ في الظّلِّ ؛
لا طبَقيّةَ لا مَيْزَ لا فرقَ بينَ العِبادِ ؛
اللُّصُوصُ، القَراصِنةُ، الشُّعراءُ، الزُّنوجُ، بنُو الأصفَرِ،
الغُرَباءُ، عَباقِرَةُ الفِكرِ، أبْناءُ مازيغَ، شَعْبُ الشَّمالِ،
شُعوبُ الجنوبِ، الرِّجالُ، النِّساءُ،
الخَوارِجُ، قَومُ شُعَيْبٍ، سَمَاسِرَةُ البَرْلمََـانِ، العَمالِقةُ،
الشِّيعةُ، العَرَبُ، العَجَمُ، الـهِنْدُ والسِّنْدُ،
وَالبَشَرِيّةُ قاطِبَةً:
ثَُمَّ لا مَيْزَ لا طبقِيّةَ ؛
كُلٌّ سَواسِيَةٌ مِثْلَ أَسْنَانِ الـمُشْطِ..!
سَأَلُوني أَجَبْتُ:
َأنا مُصْطَفى بْنُ عَزيزَةَ بِنْتِ أبي هَاشِمٍ
مِنْ بُطُونِ قبَائلِ بَرْشِيدَ، شَرْقَ الـهَواءِ
تَرَبَّيْتُ بَيْنَ النَّدَى وَمَوَاعِظِ جَدِّي..
أَجَابَ المُؤَرِّخُ:
َنـحْنُ بُناةُ الحَضارةِ: بَدْءاً بِمِصْرَ القَديمَةِ،
فَالبابِلِيّينَ، فَالرُّومِ وَالفُرْسِ،
فَحَضَارَةِ يَعْرُبَ بِنْتِ النَّخيلِ
وَبِنْتِ القَصيدةِ وَالتّينِ وَالأَحْصِنَهْ..
أَجابَ المفكّرُ:
نَـحْنُ سَلاطينُ هَذَا الوُجودِ
نُصَنِّعُ في وَرْشَةِ العَقْلِ ما يَجْعَلُ الأَبَدِيّةَ أَكْثرَ نُوراً..
مُروراً بِسُقْراطَ ثُـمَّ أَرِسْطُو
وُصُولاً إِلى وَمَضَاتِ الفَرابي وَرُوحِ ابْنِ رُشْدْ..
..وَأَجَبْتُ أَخيراً:
أَنا مُصْطَفَى بْنُ القَصيدَةِ،
آخِرُ طِفلٍ يَقُودُ السَّفينةَ نَحْوَ الـمَسَارِ الصَّحيحِ،
وُلِدْتُ بِمَقْرُبَةٍ مِنْ مَطارِ مُحَمّدٍ الخامِسِ،
في صَبيحةِ يوْمٍ طَويلٍ،
وَحينَ كَبُـرْتُ
فَقَدْتُ البَراءةَ في طَريقِ الـهَاويهْ..
ثمَّ شِخْتُ فَمُتُّ
وَهاأَنذا المَيِّتُ الحَيَُ..في البَرْزَخِ!
التعليقات
جميل
الازرق -قصيدتك خفيفة على القلب ثقيلة في الميزان
توضيح إلى الشاعر
عبد السلام -يقول الشاعر : "أينَ نُدْفَنُ حينَ نَمُوتُوَكُلُّّ الحقولِ الَّتي بَقِيتْزُرِعَتْ بالجَماجِمِ.. والخوفِ؟". أريد هنا أن أشير إلى أن الجثث لا تدفن في الحقول. إن على الشاعر أن يراجع معلوماته في هذا الشأن. ويقول الشاعر وهو يورد أصنافا من "العباد": "الشِّيعةُ، العَرَبُ، العَجَمُ". ومن المعروف أن الشيعة ليست قومية كما هو الحال مع العرب والعجم، إنما الشيعة مذهب ديني. ويقول الشاعر "والأعْظُمِ البشرِيّةِ". ويقتضي السياق هنا: "العظام البشرية" لأن العظام جمع كثرة والأعظم جمع قلة وهو يتحدث عن "كل القبور". وقد وقع الشاعر بغلط لغوي عندما قال: "نَـحْنُ سَلاطينُ هَذَا الوُجودِنُصَنِّعُ في وَرْشَةِ العَقْلِ .." فقد رفع الشاعر سلاطين متصورا أنها خبر المبتدأ نحن. لقد فات الشاعر أن الخبر هو نصنع وليس كلمة سلاطين التي كان عليه نصبها لا رفعها لأنها مفعول به لفعل محذوف والتقدير: نحن أعني السلاطين نصنع في ورشة العقل..." وقد فات الشاعر أيضا أن حضارة بلاد ما بين الرافدين أقدم من الحضارة المصرية كما هو مؤكد تأريخيا ولكنه كتب قائلا: " بَدْءاً بِمِصْرَ القَديمَةِ،فَالبابِلِيّينَ، فَالرُّومِ وَالفُرْسِ،" ولو أنه لم يقل بدأ لقلت أن الشاعر لم يقصد الترتيب الزمني وما كنت لأكتب ملاحظتي في هذا الشأن.
كلمات هائمة
جاسم الحلي -لاوَعْيَنا الباطِنِيَّ ؛ ما المقصود ؟ اللاوعي هو نتاج الباطن، اي الباطن العقلي، وباطن العقل نحور لجميع ارهاصات اللاوعي، فهل العملية تسطير كلام، وصف مفردات ....
محاولة شعري
قيس السعدي -جمَعُونا كَما يُجمَعُ الضَّوءُ يُولَجُ في الظّلِّ : ما ضر لو وضعت واو العطف قبل يجمع، في هذه الصفحة اصبحت إيــلاف وبفخر مدرسة لتعلم الشعر، فقط سقطت أسماء وأقنعة ومجاهيل، ولو جهود الاستاذ عبد السلام وغيرهم من المختصين لجف الشعر ومن معه
برزخ مميز
محمد سابل -نص متماسكـتماما
رائع
وحيد الطويلة -رائع كعادتك
شكرا
مصطفى ملح -الأزرق .. أثقل الله ميزانك بالخير وخفف على قلبك وطأة الحياة ..
شكرا
مصطفى ملح -القاص الرائع وحيد الطويلة .. وأنت الأروع
محبّة
مصطفى ملح -الأستاذ محمد سابل .. تقبل محبّتي ..