ثقافات

البريءُ المخيف

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كقرآنٍ مهجور
لا يقرأه أحد،..
لا يدركه أحد،..
لا يحاول أحد أن يقترب منه.
يحمل الخبز والخير للناس كافة
لكنه يشعر بالكآبة؛ لانه مهجور،..
مهجورٌ لأنه مخيف
مخيفٌ لأنه قوي
قويٌّ لأنه صادق
صادقٌ لأنه بريء
بريءٌ لأنه بلا خطيئة..
هكذا أنا
تعلقني النسوةُ على صدورهن،
لأنني من ذهب.
ويزينني آخرون في صدور بيوتهم،
ليتخذوني قناعا لزيفهم.
أما السائقون فيعلقونني في مرايا سياراتهم،
مثلما يضع الآخرون صُلبانا، أو يعلقون أحذية صغيرة..
أبحث عمن يقرأ صحائفي
لكن دون جدوى.
يحملني المنافقون،
ويُقسم باسمي الكذبة،
يفتتحون بي مجالسهم،
ويرددوني ساعات خوفهم.. أسائل نفسي مراراً؛ لمَ خُلقتُ؟
أللقتلة ينقشون حروفي على أغماد سيوفهم؟
أو يرفعوني على رؤوس رماحهم؟
أم للدجالين يكتبون آياتي على راياتهم؟
ويحفرون سوري على شواهد قبورهم؟ فلمن أقرأ ذاتي؟
ولمن أُسمع أناشيدي؟
إلا لك
أيها الوحدك
أيها العارفُ الذي قالني ذات خليقة
كنْ فكنتُ
أنتظرُ يدك تبدأ فاتحتي
وعينَك تزيلُ الغبارَ عن وجهي
أو كما نزلتني ترفعني
منكَ إليك
بغداد alhajjaj@msn.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شبه الماء بالماء
عبد السلام -

لقد شبه شاعرنا القرآن بالقرآن، تأسيا ربما بالشاعر الذي شبه الماء بعد الجهد بالماء وذلك عندما بدأ القصيدة بقوله: "كقرآن مهجور" ثم راح يكتب البيت تلو البيت ليكرر بلا طائل هذا المعنى لنعرف بعد ذلك أن ذلك الشيء الذي هو كقرآن مهجور ليس سوى القرآن نفسه. بعد ذلك أتى الشاعر على الشعر وكشف عن ضعف موهبته عندما ترك رسم الصور والارتكان إلى التشبيه والاستعارة وسواهما واستعاض عن ذلك بـ"مهجورٌ لأنه مخيف مخيفٌ لأنه قوي قويٌّ لأنه صادق صادقٌ لأنه بريء". إن الشاعر حزين لأن الرياء صار سمة تعامل كثير من الناس مع القرآن غير أن الحزن وحده ليس كافيا لكتابة قصيدة جيدة. ينبغي توافر الموهبة والذكاء. ولمناسبة الحديث عن الذكاء فإن الذكاء غاب عن الشاعر عندما أراد أن يقف على صفة هي من ما يمتاز به القرآن فقال متحدثا بلسانه: أيها العارفُ الذي قالني ذات خليقة كنْ فكنتُ" ومعلوم أن كن فيكون مما تشترك فيه جميع المخلوقات، كما يقول القرآن نفسه: :( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) [يس:82] ومن الأغلاط اللغوية التي وقع فيها الشاعر قوله: "اسائل نفسي مرارا" والصحيح أسأل لأن "اسائل" تقع عندما يسأل اثنان أو أكثر بعضهم بعضا عن أمر ما. قال تعالى " عَمَّ يَتَسَاءلُونَ " "النبأ 1 "

الى الاخ: عبد السلام
محمد العادلي -

الاخ عبد السلام..ما أحوجدنا الى تعليقاتك واضاءاتك للنصوص، غستمر هكذا للاعانة على احياء اللغة الام. الشعر الديوان والحقيقة التي لا تقال.

قصيدة مميزة
karim -

اشهد انها قصيدة متمرسه ودافقة ونابعة من فيضدافق لمشاعر غير مفتعلهياسلام عليك ايها الشاعر وليس على عبد السلام