ألماجدي: الميثولوجيا السومرية وأحزان السنة العراقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
د.حسين الأنصاري-السويد: رغم ما قدم من دراسات وبحوث وإصدارات وترجمات عن الميثولوجيا العراقية القديمة فهو لايشكل إلا جزءا يسيرا مما هو قائم أو مازال مطمورا تحت الأرض، حيث أنجزت الشعوب التي أقامت على هذه ارض ومنذ أقدم العصور كبرى المنجزات التاريخية، والمتمثلة بالأساطير التي تشكل اليوم خزينا ثرا أمام الباحثين والعلماء والاثاريين والمؤرخين كونها تقدم الأس الحضاري للبشرية وتقدم الأدلة العلمية على عظمة هذا الإنسان الذي أبدع كل هذا العطاء ومنح العالم نور المعرفة وسعي الاكتشاف.
وفي ضوء هذا الانجاز وما كتب عنه من دراسات حديثة وبحوث أكاديمية معمقة تأتي مجهودات الشاعر والباحث د. خزعل ألماجدي عضو الهيئة الإدارية لجمعية اورورو للثقافة والفنون في مدينة دنهاخ الهولندية والذي حل ضيفا على الجمعية لاسكندنافية للتبادل الثقافي في مدينة مالمو السويدية في أمسيتين اقيمتا بالتعاون مع الجمعية الثقافية العراقية حضرها جمهور كبير في من المثقفين والفنانين ومتابعي النشاط الثقافي، نحاول هنا أن نلقي الضوء على ابرز محاور هذا اللقاء
سطور عن سيرة وانجاز ألماجدي
ربما يعرفه بعضكم جيدا ومنكم من قرأ له شعرا و دراسات في حقل التأريخ والميثولوجيا والأديان القديمة أو من شاهد برامجه الثقافية عبر الشاشة الصغيرة حيث عمل في الأقسام الثقافية للإذاعة والتلفزيون وبعض الصحف العراقية واتحاد الأدباء والكتاب في العراق ودائرة السينما والمسرح، ورغم إن أساس دراسته الجامعية كانت في المجال العلمي وقسم الأبحاث المجهرية إلا إن هذا لم يثنه عن اهتمامه وولعه بالثقافة والشعر، هواحد الأصوات المتميزة في فضاء الشعر العراقي والعربي ضمن الجيل السبعيني الذي شكل حضورا لافتا إلى جانب أسماء شعرية أخرى أمثال زاهر الجيزاني والراحل كمال سبتي وفاروق يوسف وسلام كاظم وآخرين، لايزال يرفد الساحة الثقافية بالجديد والمميز لما تتسم به نصوصه من رؤى حداثية وتصورات غرائبية وإحالات فلسفية ومفردات مستلهمة من بطون التراث والملاحم والاساطير، نهلت من الأفكار الجوهرية للحياة وحفرت عميقا في الجذور فهو يؤمن إن الشعر ولد من رحم الأساطير، نصوصه الشعرية التي صدرت بثلاث مجلدات عن المؤسسة العربية للدراسات كان أخرها قد صدر مطلع هذا العام تحمل في محتواها أسئلة كونية مقلقة، وتوحي بعوالم متخيلة تتخذ من المستوى الضمني مكانا ومن الزمان إطلاقا، لغته الشعرية تنم عن إلمام وإحاطة بالمعرفة والتجريب والمغامرة فالمفردة لديه لم تكتشف طاقتها التعبيرية بعد، إنها مكتنزة بالرمز والغموض المقصود إلى جانب اسلوبيته وتنوع أشكال الكتابة لديه ابتداء من قصيدة التفعيلة مرورا بقصيدة النثر ووصولا إلى النص المفتوح مما أتاح لقارئه مستويات متعددة من التلقي حيث المشاركة في التأويل وإعادة إنتاج المعنى.
إن ألماجدي لم يتوان عن الكتابة والتنظير في تجارب الحداثة الشعرية، لقد كتب في نظرية الشعر محاورا ومواكبا من سبقه في هذا الاتجاه أمثال الشاعر الفرنسي لوتريان أو سان جون بيرس واودنيس وسليم بركات وجاء ذلك عبر بيانه العقل الشعري الذي صدر في جزأين وكان بمثابة إعلان عن نهاية تأريخ القصيدة ودعوة لنمط جديد من شعر النص أو نص الشعر.
أما على صعيد الكتابة والبحث التاريخي القديم فهو مهتم بالأديان والميثولوجيا القديمة كيف لا، وهو الباحث والأكاديمي حامل الدكتوراه من معهد التأريخ العربي للدراسات العليا ببغداد عام 1996 وله شهادة دكتوراه ثانية من جامعة الحضارة الإسلامية في بيروت عام 2008 في فلسفة الأديان وله في مجال الأساطير القديمة والأديان أكثر من عشرين مؤلفا ركزت على الممارسات والتقاليد والطقوس والسحر والطب والمعتقدات والآلهة وكل مايمت بصلة للتراث الروحي للإنسان.
الميثولوجيا السومرية
ابتدأ ألماجدي محاضرته عن الأساطير السومرية مستخدما أدواته الخاصة في تحليلها وقراءتها وكيفية استنباط القوانين الروحية للديانة والفكر السومري حيث قسمها إلى أربعة أنواع هي كمايلي
أساطير الخليقة
أساطير العمران
اساطيرالخراب
أساطير الموت
في أساطير الخليقة تحدث عن نشوء الكون ودور الإله نمو في ذلك حيث كان الكون يتألف من كواكب هي الشمس والقمر والأرض والسماء وأيضا خلق الإلهة السومرية القديمة وخلق الإنسان وتحدث ألماجدي عن خمسة أساطير لخلق الإنسان أرجعته إلى أصل حيواني ونباتي وهناك أسطورة ترجعه للماء والرابعة تتحدث عن مزج الطين مع دم الآلهة والخامسة تتناول اللوغوس حيث تكون الكلمة أصل العالم وتمثل ذلك بتسمية انليل وأنكي.
أما أساطير العمران فقد تناول فيها كيفية نشوء المدن السومرية والأساطير التي رافقت نشؤها وخصوصا مدن أريدو ونيبور واروك ثم عرج على سومر باعتبارها مركز العالم أو السرة التي تربط السماء بالأرض وفي مكان هذه السرة يقع في مكان اسمه اوزموا وهو في مدينة نيبور التي فيها خلق الإنسان أي في سرة العالم وعن أساطير الخراب التي جاءت بعد إن انتهت أساطير العمران التي ترتبط بالحب والفرح والانبعاث حيث لقاء الإله ديموزي وانانا ثم يتحول إلى الجزء الحزين منها المتمثل بنزول اينانا إلى العالم السفلي ونزول تموز كذلك وهنا تبدأ أساطير الخراب حيث بدء تصدع العالم وقد استغرق هذا التحليل كثيرا من وقت المحاضرة إذ بعد النزول تظهر مجموعة من الآلهة في العالم الأسفل تبدأ بمهاجمة الأرض والحياة والخصب وعلى رأسهم الإله كور وكيف تحاول عشتار منعهم من تحطيم الأرض. ثم تأتي أسطورة مهمة من أساطير الخراب هي أسطورة الآلهة اينانا مع الفلاح شوكليتدا فبعد إن يغتصب الفلاح اينانا يتم عقوبة البشر بشتى الطرق حيث تمتلىء أبار الماء بالدم وتسلط عاصفة قوية تمحق البشر ثم تطفو مياه العالم الأسفل إلى الأعلى وهذا مقدمة وفاتحة لحدوث أسطورة الطوفان التي تحدث عنها ألماجدي وكان بطلها زيوسيدرا الذي أنقذ البشرية في مركبه لتبدأ دورة لحياة جديدة. وفي نهاية المحاضرة جرى حوارا مفتوحا بين ألماجدي والحاضرين وقد قاد النقاش إلى الحديث عن مفهوم الحضارة القديمة والحضارة الغربية وأسئلة أخرى تعلقت بالميثولوجيا أجاب المحاضر عنها.
أحزان السنة العراقية
غسلوا عن وجوهن النور
ثم وضعوا الماكياج الفاسد
أفرغوا قاماتهن من الزهور
وأدخلوهن في أكياس سوداء
أشبعوهن وخزا بالمخايط والمسامير
مزقوا شبابهن وعبثوا بشباكهن الحرير
حاملات النهار ملؤا قواريرهن بالقبح
ونفخوا في شموعهن السموم
والنص الثاني هو- مرثية لبغداد- جاء فيه
مجدافي في التراب
ودهري مقطع على لساني
لم اعد أتراشق بالورد مع الماضي
صار الماضي يرشقني بالسهام كل يوم
الكلام حجر منتشر أمام البيوت
الوسائد أحلام مربكة
انشق أيامي بعصاي وارى القناديل
المطفئة في بيتي
نسلي يتحطم في زجاج الزمان
وأنا انظر من النافذة لخراب بلادي
وامسح عنها المطر الأحمر.
الشعر وبوابة المسرح
فتح له الشعر بوصفه المادة الرئيسة للدراما بوابة المسرح حيث غادر مهنته في مجال الأبحاث المجهرية بوزارة الزراعة لينتقل إلى وزارة الثقافة والإعلام - دائرة السينما والمسرح باحثا ومؤلفا وهذه كانت فرصة ثمينة لكي يدخل ألماجدي مختبر الفن الرابع عن قرب ويعيش هموم الخشبة، فتوالت نصوصه التي تجاوزت ألان أكثر من ثلاثة عشر نصا منها عزلة الكريستال، حفلة الماس، هاملت بلا هاملت، نزول عشتار إلى ملجأ العامرية، الليالي البابلية، قيامة شهرزاد، سيدرأ، رياح صفراء، سردينال وغيرها.
إن معظم نصوص ألماجدي المسرحية قد سعت إلى توظيف شحنة الأسطورة التعبيرية وبكل ماتحمله من عمق فلسفي وتأريخي داخل كيان المسرح الذي استوعب الشعر والأسطورة معا وبما يتماشى مع مفهوم المسرح المعاصر الذي يمنح الصورة المسرحية بعدا يتوازى إن لم يتفوق على مدلول الكلمة مولدا بذلك بنية مشهديه وخطابا يمور بالرؤى والرموز والدلالات التي احتواها الفضاء المسرحي.
اغلب هذه النصوص أخرجها مسرحيون معروفون بتجاربهم وخبرتهم المسرحية أمثال صلاح القصب، فاضل خليل، ناجي عبد الأمير، غانم حميد وآخرين بل جسدت على خشبة المسرح ومنها من شاركت في مهرجانات عربية ودولية وحصلت على جوائز تقديرية لما تتمتع به من لغة شاعرية عالية وحبكة درامية واضحة لمضامين إنسانية عميقة.
التعليقات
الاساطير السومرية
محمد العبيدي -الاساطير السومريةالاستاذ خزعل الماجديلم يغب عنك ابداالشكل الكتابي والتشكيلات السومرية التي تحركت ضمن دائرة الوعي العلمي الثقافي والتي كان قوامها الكتابة السومريةالم تكن المسمارية اسطورة ضمن الاساطير التي اوجدتها في سومر؟هناك المضمون والغاية والمدلول المتفاعل ضمن تعبيرات التظاهر الواقعي لبلاد الرافدين الميل في تمثيل الاشكال هو الذي حدد تلك المظاهر ضمن عوامل ابعد عنها التداخل والتشابك كان الاجدر بكم سيدي ان تتطرق الى اسطورة الكتابة ولاتضعها ضمن اسطورة العمران الكتابة واختراع الرموز هي التي وظفت مظاهر الاشكال باتجاه ذائقية الفنون السومرية من شعر وادب وكتابة القصةواريد القول ان اله الكتابة موجود في متحف لندن بامانك زيارتهمع تقديري العاليمحمد العبيدي
ميثولوجيا الماجدي
ابو راشد -يبدو ان الاستاذ خزعل قد تماهى مع الميثولوجيا العراقية منذ سومر وحتى الان....وهاهو يكتب ويحاضر ويعلم رغم اختفاء وغياب ولده مروان.انه قدر العراق ان يتألم ليبدع
أبو مروان
زعيم الطائي -حسين وخزعل ، أصدقائي في الأسى ، أحييكم من قطاري البعيد .
كارزيميا الاخفاق
حمزة عليوي -... طيلة حقبة الثمانينيات ، ومن قبلها السبعينيات ، لا سيما اواخرها السوداء .. كان الناس ، انذاك ، تذهب الى جهنم ، بينما كان الماجدي واخرون يذهبون الى تالقهم التلفازي . طلة حقبتي الكوارث " الثمانينيات والتسعينيات " لم يكتب الماجدي سوى اللغو الفارغ المتقاطع ، حتما ، مع المسارات الصاخبة للقصيدة العراقية ، وهي تتلاءم مع كواتم الصراخ التي استعملها النظام لاسكات صوت شعب كامل ساقه النظام الى مذابح غير مسبوقة في تاريخه الحديث . اكتفى الماجدي ، حتى بعد خروجه من العراق لسنوات ، بضجيج اللغة غير المدل ، فرقا عن تجربة الجيل السبعيني الذي غادر اغلبه اليلاد مطلع السبعينيات السوداء . ما يكتبه الماجدي عن الحضارات العراقية يشبه الى بعيد محاضرة القاها باحث عراقي قبل سنوات في احد فروع اتحاد الادباء في العراق ، اتذكر عنوانها " المظاهر الكتابية في الخط المسماري " بعد ان انتهت المحاضرة علق عليها استاذ مختص بالمسماريات سائلا الباحث : استاذ .. لقد تحدثت عن المظاهر الكتابية في الخط المسماري ، ولكن هل تعرف قراءة الخط المسماري .. نعم فجاة اخذ الماجدي يصدر كتبا عن تمور شديدة التعقيد والخصوصية في الحضارات العراقية ، ولا ادري ما معرفة الماجدي بهذه الامور التي هي مستغلقة على اصحاب الاختصاص ممن امضوا سنوات طويلة في البحث والدراسة، ثم الا يفسر انصرافه عن الشعر الى قضايا بحثية مستغلقة موت الشعر لديه . اخر ما قراته للماجدي قصيدة عصماء اسمها " حية ودرج " لا تجمعها بالشعر سوى ان محرر الجريدة قد صدرها بكلمة " شعر " . اللافت ان الماجدي ظل محافظا على كارزيميا خاصة اراد ان يفيد منها صاحب الشرقي " سعد البزاز " فاعاد تجميل الماجدي وجعله مقدما لبرنامج يستضيف فيه مثقفين عراقيين ، وها هو يطل علينا من جديد عبر شبكة " ايلاف " .. ولكن اين الشعر ... واين الفكر ؟؟؟؟؟
الى حمزة عليوي
وائل منير الشيخلي -لو أنك إطلعت على المقدمات الثلاث التي كتبها الشاعر المغامر خزعل الماجدي، لمجلدات شعره الثلاثة، ولو أنك إطلعت على المغامرة الشعرية التي أضطلع الماجدي بخوضها منذ بداياته وحتى الآن، لما كتبت مثل هذا الكلام الذي يدل على الجهل، مع انك تريد إيهام القاريء، انه يدل على العمق والحكمة وسعة الاطلاع. وحية ودرج هي نص كبير جدا، ومحاولة فهمه مغامرة بحد ذاتها ولايبدو انك حتى قاريء بسيط ، لذا اعذرك فيما كتبته عنها .. انت تدعي ان الماجدي انصرف عن الشعر، وقولك هذا يدل على جهل مضاعف، لأنه لايزال يواصل الكتابة حتى بلغ منجزه الشعري اربعة مجلدات، ثلاثة صدرت بالفعل والرابع في طريقه.. كما تستغرب منه ان ينصرف الى المثيولوجيا السومرية، بينما هو استاذ تاريخ فعلا ففيم استغرابك؟، والسومرية ليست مستعصية على المثقفين ابدا ، إلا انت طبعا، فانت تعتقد ان مالاتستطيع فهمه انت يجب ان لايكون اي واحد قادرا على فهمه . ثم اتهمته بانه بعثي، بينما هو رجل عاش مثل ملايين العراقيين كل الازمات التي لم يعشها البعثيون طبعا .. وماذا اقول؟؟ أنت لست جاهلا فقط، وإنما جهلك مضاعف ايضا، فإرتع في جهلك ماشاء لك عقلك، فهذا هو مكانك المفضل، كما يبدو من تعليقك البائس .
تحية العراق
د. محمد حسين حبيب -الى الشاعر الباحث المسرحي الصديق خزعل الماجدي تحية العراق الكبير لانه يستحقها ابدا والى الناقد الدكتور الصديق حسين الانصاري صاحب الفضل في التكبير بهذه التحية السومرية لكما كل الحب وصدقاني ان العود احمد .. ووراء السحاب دائما هناك شمس لابد وستشرق وستشرق .
اترکها لأهلها
سومر -مواضيع البحث التاريخي مع الشعروالفکر لا علاقة لها بالآخر ، وأکيد يحتاج هکذا امر الی مختصين بالتاريخ وليس الی مجرد شاعر شعبي او فصيحي أصله من ارض النجد لا يمت بالسومريين بصلة لا من بعيد ولا من قريب.
الحبر المسموم
متابع -في الوقت الذي تعيش فيه الثقافة العراقية اشد ازمتها الان لابد للنجباء والمبدعين ان يواصلوا عطاءهم رغم هذاالالم والخراب لتبعث العنقاء من جديد ولكن مانستغرب هنا يظهر لنا من يتصيد لكل مبدع ناجح كما يذهب حمزة عليوي الذي لم نسمع به الا اليوم وها هو يكتب بحبره المسموم وعبارات الحسد والحقد ترتسم في كل حرف من حروفه الصفراء لتمض مسيرة الابداع والاشراق العراقي ولتظل الغربان تنعق في الظلام
hamzaulaiwy@yahoo.co
حمزة عليوي -. ... نعم لم اقل ان الماجدي بعثيا ، رغم اني اعرف ان نظام البعث قد طور صنفين للمسؤول السياسي - الثقافي ، الاول هو المسؤول البعثي ذو الانتماء الواضح ، فيما الثاني هو المسؤول الامني ذو المهام الثقافية ، وهو الاهم .. اكتفي هنا ان اشير الى ابرز وجوه الصنف الثاني وهو " نوري حمودي القيسي " عميد كلية الاداب - بغداد الذي زرع الكلية ، وربما الجامعة ، بعشرات الاساتذة معدومي الكفاءة ، وقد اصبحوا الان اساتذة ، ولعلي الان اتذكر الحال المزرية لقسم اللغة العربية في الثمانينيات " ذات يوم قدم احد الطلبة مشروعا لدراسة حنا مينا في الماجستير ، وكان ان رد عليه رئيس القسم بعبارة تختصر ما وصلت اليه الثقافة عندنا من خراب : لا نسمح بدراسة الادباء الاجانب .. حنا مينا اجنبي !!!" نعم هي فضيحة غير مسبوقة . فيما يخص شعر الماجدي فان ماذكرته من احتفاء مبالغ به بالصخب الغوي ، فاني ، للاسف ، لست اول من ذكره ، فقد سبق لحاتم الصكر ان ذكره في دراسته عن السبعينيين ، وذكر ، باضافة ، كذلك ، شاكر الانباري ، وعلى العموم هو احدى مسارات القصيدة العراقية عهد البعث ، وفي الظن انها تتلاءم مع ظاهرة مراقبة الثقافة ، او بادق ، ازاحتها عن بنياتها . اشك ، بل اني متاكد ، ان لا احد من الباحثين المعتبرين في المثيولوجيا العراقية ، او لنقل اي دارس للمثيولوجيا العراقية ، قد اخذ عن الماجدي في دراساته العديدة .. فليس المهم عدد الكتب فبامكان اي شخص ان يكتب ما يشاء ولكن ماهي الحصيلة ، تلك هي المعضلة . كان بودي ان اكتب عن سطوة المؤسسة الثقافية في العراق على الجامعة ، واقف موسعا عند الكيفية التي حصل بموجبها مثقفون عملوا في المؤسسة الثقافية على شهاداتهم ، ثم اتحدث عن موضوعة هجرة المثقفين بعد عام 1991 ، ولكن للاسف حصتنا من الحياة تكاد تنتهي .. ها هي الكهرباء تودعنا على انل الا تعود .. وبالتاكيد بامكان من يقرا ولديه حصة اضافية ، في السويد ، او ، المنطقة الخضراء ، ان يكتب ما يشاء ، ولكن بعنف اقل وموضوعية اكثر
بيطري
سمير ب -شيء غريب ان يضع طبيب بيطري مثل خزعل الماجدي لقب دكتور قبل اسمه، اين درس الماجدي التاريخ لو سمحتم وماهي اطروحته وفي اية جامعة قدمها، وهل يحق لكل شاعر درس البيطرة ان يضع لقب الدال قبل اسمه؟ انها اسئلة لا أقل
الى حمزة عليوي
واحد محب -اعتقد بأن الأخ حمزة عليوي لديه ملاحظة خارج اطار الموضوع مع خزعل الماجدي .. فخزعل الشاعر لايزال في العراق مجود من خلال شعره الذي تأثر فيه جيل كامل ، بل واستطاع ان يخرق تقاليد الكتابة الشعرية العربية من خلال نصوصه الحديثة في النص المفتوح والبيان الذي نشره في جريدة الاديب العراقية .. اما فيما يخص الاشتغال في المثيولوجيا فهو من الكبار في ذلك ، ومسألة حضوره في الزمن البعثي .. مسألة حضورنا نحن جميعا كعراقيين .. ياأخ حمزة نحن مجموعة من الشباب تربينا على ثقافة خزعل الماجدي ، واذا انت لاتعرفه جيدا فهو انسان قبل ان يكون مثقف وهو مثقف كبير فكيف به انسان .. الحديث يطول واعتقد ايضا بأنك ذات يوم اردت ان تتحدث معه ولم تفلح ، ربما لأمر يرتبط به او كان مستعجلا .. فحكمت عليه بهذا الكلام وهذه التوصيفات .. اذكر شىء بسيط عنه .. ذات يوم وجد اديب شاب كتب عنه بسقوة فقال له هذه كتابتك جميله اتمنى لو تكملها الى اجزاء ، فأندهش الشاب من ذلك وقال لم أجد مثقف عراقي بهذه المواصفات .. والحر تكفيه الاشارة
تصحيح
حمزة عليوي -يبقى ان اصحح خطا غير مقصود ورد في تعليقي الثاني ، اني ذكرت " شاكر الانباري " ، وبالطبع المقصود " شاكر لعيبي " ، وبالتحديد كتابه " الشاعر الغريب في المكان الغريب " اصدار دار المدى . وثمة امر اخر ان استاذية الماجدي المزعومة في التاريخ القديمة خارجة من معهد التاريخ العربي للدراسات العليا ، وهو اشبه بدكان لبيع الشهادات العليا اسوة بجامعة صدام ، تحولت لاحقا الى جامعة النهرين حيثت تنعدم الاختبارات ويكون لازاما على الطالب ان يذهب الى الدراسات العليا بعد دراسته الاولية ، والان لدينا نوع اخر من دكاكين الخاصة ببيع الشهادات اسمه الدراسة عن بعد ، او ، الجامعات المفتوحة الهولنودية مثلا ... يكفي ان اذكر المعهد المذكور يعطي الشهادات العليا في اختصاص التاريخ لخريجي " اللغة العربية والتاريخ ، وهناك اختصاص ثالث لا اذكره الان . والسؤال كيف لخريج قسم اللغة العربية ان يحصل على ماجستير ، او ، دكتوراه في التاريخ ، وهو ، اصلا ، لم يدرس التاريخ ، اتذكر ان احد زملائنا في " الدكتوراه " كان يدرس هناك ، مثلما اتذكر طيب الذكر رئيس جامعة كربلاء د . عبد المناف شكر النداوي ، وكان ، في الاصل ، خريج قسم اللغة العربية ثم اكمل ، فيما بعد ، دراساته في التاريخ تحت اشراف المؤرخ العراقي القدير بروفسور " كمال احمد مظهر " . وللمقارنة ان الجامعات العراقية ذات مواصفات علمية راقية رغم ما احاط بها من خراب وتخريب ، مثلا ، انهم لم يكونوا ليسمحوا لاحد من خريجي قسم كليات الفقه او الشريعة ان يكملوا دراساتهم العليا في قسم اللغة العربية قبل ان يستكملوا المواد التي لم يدرسوها في كلياتهم الاولى ، وقد يعني هذا الامر ان يعود الطالب ليدرس خمس مواد او اكثر ، علما ان اختصاصا اللغة العربية والشريعة او الفقه قريبتين من بعض . وقريب منه ان الجامعات الاردنية تسمح لخريجي الطب ان يستكملوا دراساتهم العليا في اختصاص الترجمة فقط ، ولا يسمح لهم باكمال الدراسة في اختصاص الادب ، وواضح السبب ان الطالب في الطب يدرس مواده باللغة الانكليزية ، وعندهم انه ماهل لدراسة الترجمة ، لكنه ، بالتاكيد ، غير ماهل لدراسة الادب .. وهو شان من درسه موسعا لاربعة سنوات . يبقى ان اقول ان نجاح الثقافة في العراق يعني ببساطة انه صار بامكان العراقيين ان يحيوا حياة كريمة ، فلست ضد ضد الماجدي كمثقف ناجح حسب ما عب
حمزة ، انت صاحبي
معتز رشدي -في سنة ما من تسعينيات القرن المنصرم تجرّع خزعل الماجدي السمّ في منتبذه البغداديّ ، اذ سحب بساط الحداثة من تحت قدميه ذاتهما معلناً على رؤوس الأشهاد، تفسّخَ جثتها في فراديس مطولاته الشعرية الباردة . أبعد ثلاثين سنة من الكتابة، وكأن الحداثة من جملة أملاكه الشخصية؟ترى ما السبب؟ هل لأن الحداثة بالنسبة لروّاد الباهت من القول مكان آخر خارج العالم؟ حيث الأنا المسبّحة بحمد ذاتها، أنا الفرد ـ الساحر، عنيتُ به الداعيةَ الى مستقبل للشعر لا يعلم عنه سوى صاحبنا وحده؛ أنا نبيٍّ لا تأتيه الحيرة من بين يديه ولا من خلفه.. يلقي قنابله النصيّة الينبعث منها دخان الحداثة وما بعدها من دون التفات الى الجانبين؛ مثل جناحين يطيران به الى غد مظلم وتضيئه الحرائق.اذاً، فليهنأ دعاة الكذب الغامض الجميل بغد - هوحاضرنا اليوم- كهذا.تحولت القصيدة من مأدبة للكشف المضيء الى سلّم يرقاه صاحبنا الى مستقبل كاذب فينا. إن شعر هؤلاء لمثقل بالاعتباط اللغويّ والصوريّ (أدونيس وسليم بركات على سبيل المثال لا الحصر).في العراق، مثلاً، فتحت لأمثالهم أبوابها الوسيعةَ دولةُ القائد الضرورة. وما الضير ماداموا لا يكتبون الا الباهت من الشعر ولا يهيئون لكلّ مبهمة عصيّة الا حشواً رثاً من آرائهم. لا أقصد انهم فعلوا ما فعلوه رغبة منهم في النشر وما يستتبعه من شهرة أو جاه، ولكن ذكاء ودهاء الدولة، أي سلطة، عملا على الاستفادة من شيوع ظاهرة الشاعر الكاذب ،الغامض ،الجميل،المجنون ، المشاكس ، والصعلوك ؛ أيْ من لا همّ له سوى تأكيد حضوره في مملكة الشعر ، وقيمها العابرة للمألوف ، بعيداً عن أيّما انشغال بهمّ وطني، أو، اذا شئت، انسانيّ.بذا الشاعر المواطني ملامٌ في عرف البعض، بحجة انه خلط بين شيئين لا يصحّ الخلط بينهما، عنيت بهما ظاهرتي الثقافة والسلطة، وكأن الشعر ليس من الثقافة في شيء، هكذا يعيد الخطأ العراقيّ انتاج ذاته وتكريسها مع إضفاء صفة القداسة عليها إذا استدعى الأمر.الا يصحّ للشاعر الغيور أن يتساءل، في ظلّ غياب شامل لكل معيار نقديّ، عمّا هو الشعر وما ليس منه؟ وعما هي الاساطير ومباحثها ؟؟بعد موت البياتي كتب سعدي يوسف مامؤداه أن: (ليس البياتي بشاعر الا في النزر اليسير من شعره. ان أمة صدقت اسطورة البياتي وقالت بها ليست بأمة شعر ولا شعراء كما تحاول إيهامنا وتوهم نفسها).كتب سعدي ما كتبه بعد وفاة البياتي لا أثناء حياته المدي
حية ودرج
د. محمد حسين حبيب -الى حمزة عيوي : ادعوك فقط لقراءة قصيدة للشاعر الماجدي اسمها حية ودرج ..كي تضع نقطة في نهاية سطورك . مع تحياتي للجميع