سهام العربي: لماذا نخجل من كتابة الجنس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
** الكاتب لا يكن واعيا بتلك المرحلة التي يتم فيها خلقه ككاتب، فهو مثلا لا يمسك القلم ويقول الأن سأكتب لأكون كاتب، فهو أولاً ينفعل بما حوله من أحداث ثم يكتب، ثم يدرك فيما بعد أنه يكتب ويختلف عمن حوله. ومن ثمّ فقد إستمرت مرحلة الاحتفاظ بأوراقي حتى عملت بالتدريس،وإرتبطت بشخص كان ينظر لما أكتب في شك وكأنه لا يصدق أنني كتبت ذلك،وتحول إعجابه بكتابتي إلى هجوم على الكتب التي يجدها عندي. وبدأت أهمل الكتابة، ولم أهمل القراءة مطلقاً حتى انتهى هذا الارتباط،وكان نقطة التحول في حياتي، فقد أخرجت الأوراق وبدأت أراجعها وأهتم بها وكتبت عدد أكبر من القصص عن تجربتي وعن غيرها من الموضوعات ورحت أبحث عن النشر في الجرائد،وأنا أشعر أن مستقبل المرأة الحقيقي في عملها،كل ذلك وأنا مازلت في بلدتي بمحافظة البحيرة. ثم خرجت للبحث عن نوادي الأدب والقصة في دمنهور، ذهبت في المساء وكان صعباًَ على فتاة أن تسافر من مدينة إلى مدينة ليلاً لذا اصطحبت معي شقيقتي الصغرى نحضر الندوة ونعود،وكم ذهبت فى الشتاء لأجد الندوة قد تم إلغائها. وهناك قرأت قصصي وقابلوها باستحسان فهممت بكتابة غيرها لأتواصل معهم ووجدت اهتماماً وتشجعياً من الأستاذ رضا إمام رئيس نادي الأدب وأشركني مع آخرين فى كتاب نوافذ الصادر من فرع ثقافة البحيرة وكنت قبلها قد اشتركت في مسابقة أدبية نظمتها جريدة أخبار البحيرة ووجدت إسمى منشوراً ضمن الفائزين.
ولما نشرت القصة الفائزة مع إسمى وعنواني وصلني خطاب رائع من شخص مجهول،كتب لي قصيدة رقيقة عنى وعن قصتي،وشعرت أنني على نطاق محافظتي فعلت ما يرضيني ككاتبة فمع هذا التشجيع كان لابد من التوسع والانتشار.
بدأت أحضر إلى القاهرة لزيارة معرض الكتاب وندواته في إجازة نصف العام،وفى الصيف أدور على الجرائد والمجلات وندوات نقابة الصحفيين وصالون المساء الأدبي ونادي القصة ودار الأدباء ونادي أدب الريحاني،وكل من يدلني على ملتقى للأدباء أذهب إليه،ومن خلال ذلك صنعت معارف أدبية وتمكنت من النشر في أكثر من جريدة.** ما أهم الكتابات والكتاب الذين كان لهم دور في تشكيل رؤيتك؟
** بالنسبة لي الكتاب نوعان، هناك من تأثرت بكتابتهم دون أن أعرفهم أو أراهم، من الجيل القديم نجيب محفوظ، خيري شلبي،محمد عبد الحليم عبد الله، ومن الحاليين جمال الغيطانى،محمد المنسي قنديل،محمد البساطى, إبراهيم أصلان،محمد المخزنجى، نعمات البحيرى.أما الكتاب الذين تعرفت بهم عن قرب وتتلمذت على يديهم، بل وأعادوا صياغة أسلوبي فهو أستاذي محمد جبريل الذي عرفته أولا عن طريق كتاباته وكنت حينئذ ما أزال في البلدة حيث قرأت كتبه في بيت ثقافة شبراخيت،وتمنيت لو أقابله،ولما انتقلت إلى القاهرة حضرت ندوته الأسبوعية. وفى مكتبه بجريدة الجمهورية تلقيت دروس في فن كتابة القصة والرواية،مما جعل أسلوبي في الكتابة في المجموعات اللاحقة أفضل من المجموعة الأولى بل إنه وجهني للعمل في الملحق العربي لجريدة أريف وإتصل بالدكتور / محمد رفعت رئيس تحريرها قبل أن أذهب إليه.** "جملة اعتراضية" مجموعتك الأولى، ماذا حملت من رؤياك ووعيك الأنثوي؟
** كتابتي عن أمور الأنثى بكل صورها، البنت، الزوجة،لأم، الأخت، شئ طبيعي لأنني امرأة قبل كل شيء،لكنني لا أفضل إطلاقا مصطلح الأدب النسائي، فأنا أكتب لأن الموضوع يلح علىّ،وأرى أن هناك رجال عبروا عن المرأة أفضل من تعبيرها عن نفسها مثل إحسان عبد القدوس في القصة والرواية،ونزار قباني في الشعر. أما أن تظل الكاتبة متمركزة حول مشاكل الأنثى فقط فذلك تقصير منها لابد من الخروج من هذا البالون الخانق، والمرأة والرجل على كل حال بشر مشاكلهم واحدة، وإن كان هناك جزء من الخصوصية لكل واحد منهما ومجموعة جملة اعتراضية عبرت عن المرأة مثل قصة "فراق" التي وصفت لحظة الطلاق، وقصة "الكنز" التي عبرت عن الزوج العجوز والشابة الخائنة، و"أول يوم في العام الدراسي" عبرت عن التفريق بين الطلاب الفقراء والأغنياء، أما المفاجأة أن "جملة اعتراضية" هو عنوان إحدى قصص المجموعة،بطلها طفل يعمل والده سائق سيارة أجرة والولد تباع له، تدور أحداثها عن طرق تعذيبه له وإهانته أمام الركاب.** كيف تنظرين إلى "جملة اعتراضية" كبداية؟
** معظم القصص في المجموعة منشورة في أكثر من جريدة ومجلة مثل المساء،الرأي وحواء والثقافة الجديدة. وفيها قصتان حصلتا على جوائز،قصة "عيون" أخذت جائزة جريدة أخبار البحيرة ونشرت تحت عنوان "الحب والمطر". وقصة "أول يوم في العام الدراسي" حصلت على جائزة دار الأدباء وهى كبداية أنا راضية عنها وأشعر بالرضا أكثر عن كتاباتي الجديدة.** كتابات المرأة اليوم تتجه نحو الجنس والجسد وتفتش في تفاصيلها، كيف تنظرين للأمر؟
** الجوائز في بعض الأحيان تعانى من عدم مصداقيتها،قد ترتبط ببعض المصالح والاعتبارات،والكاتب قد تهمه الجوائز لأنها تدعمه وتدفعه للأمام لكن عليه أن ينساها لو تجاهلته حتى لا يكسره ذلك ويؤثر فيه،فتصبح شغله الشاغل وتعطله عن التجويد والإبداع.
أتذكر أن جائزة جريدة أخبار البحيرة كانت شهادة تقدير وتميز جعلتني أستمر،ثم جائزة دار الأدباء في دورتين عام 2005، 2008. كانتا دعماً معنوياً لمسيرتي.** ما أهم ما يميز الواقع الأدبي في مصر؟
** في رأى أنها الندوات بمختلف أنواعها وأماكنها فهي تواصل وتعارف بين الأدباء،فالنسبة لىّ من خلال إحدى الندوات دلني أحد الحاضرين على مجلة النهار للمواهب،وهى برغم كونها مجلة بسيطة إلا أنها كانت تنشر الأعمال مع الاسم والعنوان. وكنت أفاجأ بعد كل عدد من المجلة بكم من الخطابات تصلني من محافظات أخرى، بل ومن دولة الإمارات العربية، يثنون على ما أكتب. ** ماذا يحمل مشروعك القصصي في المستقبل؟
قد أزعم أنني كاتبة مهمومة بالناس ومشاكلهم،أبحث عن القيمة فالكتابة ليست للتسلية. وأتمنى أن أحقق المعادلة الصعبة، أكتب وحين يرفع إسمى عن العمل لا يعرف القارئ هل الكاتب رجل أم امرأة،أعبر عن الجميع بحيادية وموضوعية، فقد كتبت عن الإبن كيف يضع والده في دار المسنين،وعن ليلة الدخلة لطفلة، وعن العنوسة، وعن مريض القلب،والآن أجهز رواية جديدة بعد أن انتهيت من مجموعة قصص للأطفال.
التعليقات
اتقوا الله
منى -اتقى الله انتى عايزه الشعب العربى يزيدوا فساد وبلاء اكتر من اللى هو فيه ده شويه شويه ويبقى زى الاوروبى من طريقه تعامل الشباب مع بعضهم واللبس المكشوف طبعا مش كل العالم العربى ولكن بنسبه 90 % على الحال ده فانتى عايزه تزيدى الطين بله وتقولى الثقافها الجنسيه حرام عليكى حرام
الجنس و الأدب!
راشد ع الجناحي دبي -الأدب الذي يخلو من الجنس، لا أعتبره أدبا! فلا أدب من دون جنس.
ما هذا ؟؟
متابع -كلام جميل ومعقول ، ولكن ما هذا الحجاب الذي على رأسك ، بحق شياطين الأدب ؟! المفروض بالكاتبة التي لديها الجرأة لإختراق المحرمات الدينية والإجتماعية ( الذكورية ) أن تكون مثالا قبل كل شيئ لبنات جنسها . قبل أكثر من ثمانين عاما قامت هدى شعراوي برمي حجابها عن رأسها في مظاهرة عامة ، وأسفي على بعض مثقفات مصر اليوم وأديباتهن !!
تحيه وتقدير
majdy -لنقف اجلالا لكل قلم يكتب بحريه كما ذكرت الكاتبه فالكتابه ليس لها موعد انما نهر من المشاعر والاحاسيس فلكل كتابة قيمتها فبينما تلك المخلوقه الحلوه الاديبه تكتب لنكمل المثل فمصر تكتب ولبنان تطبع والعراق يقراء ونحن فى دول الخليج ننظر كالخشب المسنده.القلم هو بداية الحريه للانسانيه وكما قال الشاعر الخط يبقى زمان بعد كاتبه وصاحب الخط تحت الارض مدفون
لأنك تحجبين حتى رأسك
كركوك أوغلوا -وتقبلين بما يملي عليك الذكور بأن جسمك عورة من الرأس الى القدمين ؟؟!!..وتقبلين أيضا بأن الجنس هو للرجال بين حوريات الأرض والسماء , دون أن تطالبي بحقوقك على الأقل بلأستمتاع بالجنس بدون ختان الأناث ؟؟!!..
أتق الله يامتابع
واحد -صاحب التعليق رقم 2 الموقع باسم( متابع) ماهذا الكلام الغير أخلاقي مالك وما لحجاب الكاتبة وما دخل الحجاب بالإبداع، هل تريد كل النساء أن يمشين سافرات وكاسيات عاريات، أتق الله فالحساب قادم ، الله اكبر
بحق شياطين الادب!!
MARK -الاستاذ "متابع" ما هذة العنصرية البغيضة في قلبك. لبست الحجاب لم تلبس, هذه حرية شخصيه يا اخي.متى نتعلم احترام حقوق الفرد.الحجاب, العقيده الفكرية, هذه كلها قرارات شخصيه, لا دخل لك بها.متى تم تعينك رقيب و حسيب على الناس.سبحان الله, صحيح الي اختشو ماتو!!
الجنس وسيلة لا غاية.
محمد رافت البقالي -هناك هوس حول الموضوع لان كل ممنوع مرغوب..اما لماذا ممنوع لان له اداب وينبعث من شهوة واذا انتشر ستضيع قدسيته ويصبح كقضاء الحاجة وسيحط من كرامة المراةقبل الرجل ..جميع الاديان تخافه لانها تعلم خطورته على المجتمع..اهل هذا الزمن لايقدرون العواقب البنت الصغيرة والولد الصغير يعرف الكثير..المطلوب الكتابة عن كيف تحترم المراةكيف تمتلك شخصية تجعلها تفهم دورها الايجابي في الحياة..اما الجنس فهو غريزة فطرية لاتحتاج الى معلم...اقترح على من يرغب في فتح الملف ان يذهب لطبيب نفسي ليقف على الدواعي الشاذة التي تدفعه الى هذه الرغبةالمحمومة..الحيوانات تماسه وتربي اولاده اليوم افضل من البشر..النملة .اوالنحلةو..و..لانها بقيت على ماراده الله..والغريب ان الكل يقر ان الجرائم تتزايد والطلاف نسبه ترتفع رغم ان الثقافة الجنسية انتشرت هذا حديث يحتاج الى تامل وفهم عميق ولا يحتاج الى تعليق ..قبل ان تخربوا الحياة.
ليست موظفة عندكم
عبدالعزيز ضيف الله -كثيرا ما أقرأتعليقات مضحكة فاعتمادا على العنوان يقوم القراء على مهاجمةالكاتب ولإساءة إليهالأخت سهام كانت واضحةالكتابة عن الجنس ترد في مجموعتها مبررة فنياالبعض منكم سيحملها أوزار وجود كل الدعاراتإما البعض فسيجعلها ناطقة بفلسفته التي لا أظنها تعرفها أو تتبناهاليحيا الأدب حرا بعيدا عن التوظيف في المعارك الغوغائية
الى المعلقين 6 و 7
متابع -مع كل احترامي لآرائكم ، على أنّ طريقتكم في المجادلة غير لائقة . هذا يتكلم عن اللاأخلاقية وذاك عن العنصرية . ماشاء الله ! لم أنل من حق الكاتبة وحريتها في أن تتحجب ، بل نوهت بإحدى المناضلات في الحركة النسوية والتي رمت حجابها قبل مايزيد عن الثمانين عاما . عذرا ، أنا لا أعتقد بأصالة كاتبة ليس لديها الجرأة التي كانت تملكها إمرأة من زمن جد جدتها !!
you are so excellent
zorba the egyptian -you are more than excellent.do not care about those who attack you.they are bloody sick they do not even understand themselves or how is the world going on nowi feel proud of you as a new egyptian voice .go ahead.believe in yourself.believe of a better tomorrow and of a better egypt.you and those who are like you are the hope of the future of our great egypt i live abroad.i hope to find any of your writings on the net.my e.mail is sololympia84@yahoo.com.you look great.again go ahead
الله يهديك يا متابع
ضد متابع -قبل ما تعلق يا متابع انا ما بظن اننك قرات المقالة منيح وما عذبت حالك لتقرا مؤلفات الكاتبةاللي بعتبرها مثال للأرادة الصلبةوالعزيمة المستمرة .
الى السيد متابع
ليالي-الاردن -لقد نوهت ان هذه الكاتبة و اقتبس كلامك حرفيا) "بل نوهت بإحدى المناضلات في الحركة النسوية والتي رمت حجابها قبل مايزيد عن الثمانين عاما . عذرا ، أنا لا أعتقد بأصالة كاتبة ليس لديها الجرأة التي كانت تملكها إمرأة من زمن جد جدتها !!"من قال لك ان ما فعلته هذه المناضلة هو الحق و عين الصواب ، ممكن في نظرك انت لكن في نظر الكثيرين لا اذن لا يوجد اجماع على من يملك الجرأة الحقة او لا ،ومن أخبرك ان الجرأة هي في خلع الحجاب ، في اوروبا الان مقياس الجرأة لدى العربيات هو حماية حرية حقهن في اختيار لبسهن الخاص الموضوع يا سيدي يختلف بوجهات النظر المختلفة فلا داعي للمزايدة على احد،كل منا يقوم بما عليه لا أكثر ولا اقل و بما يمليه عليه ضميرة و عقله و يرجو ان يكون عمله هو الاقرب للصواب و الله الموفق