كل الطرق تؤدي إلي صلاح سالم
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الجبل الواطئ كنسر
العمر الشارد في إشارة ممحوة
قدمان من رمادبالطبع ليس الأمر أمر شارع لم تشر الشاعرة إلي اسمه إلا مرة في عنوان الديوان ومرة داخل النص، ولا أمر إنسان يمثل جزءا من تاريخ مصر المعاصرة، لكنها الحياة التي تعتمل في الروح والقلب وتحتفي الشوارع / الطرق بجزء حيوي من تشكيلهما الإنساني، حيث يكتسب كل ما تمر به الطرق والشوارع ويسكن فيها من نوافذ وشبابيك ومباني وقبور وأسوار وأحجار وأشجار وظلال وظلام روحا إنسانية تتحاور وتتفاعل مع أهله من المارة سواء كانوا يمشون علي أقدامهم أو يمرون سراعا بعيونهم عبر نوافذ السيارات أو يجلسون علي أحد جوانبه، كما تتفاعل وتتحاور مع العمق الزمني والتاريخي لذاكرة الذات وذاكرة الوطن سواء كان قصرا أو قبرا دون السقوط في المباشرة، بل الحياة في أوج تألقها صخبا يتم تشكيلها ونسجها بلغة تتوهج مفرداتها بالحياة. صلاح سالم يصغي
نظارة سوداء
كتفان بنجوم كثيرةفي صدأ نياشينه
ما يضئ خسائرنا
ما لم تقله الوردة
في وحلها تدركه الدموع إن (صلاح سالم) بالفعل شارع فريد في تناقضاته فعلي جانبيه القصور بثرائها الفاحش والقبور وسكانها من البشر الأحياء بفقرهم المدقع، الفقراء الذين يلتحفون الغبار والعراء والأثرياء الذين يلتحفون التكيفات في السيارات كما في غرف النوم، جبل المقطم بشموخه وقلعة صلاح الدين الأيوبي، والعمارات الخرسانية، المهم أن مرورا واحدا بشارع صلاح سالم كفيلا بكشف كثير من تناقضات الحياة في الإنسان، وبراعة الشاعرة أنها استطاعت أن تحمل كل هذه التناقضات وتشتغل عليها مع تناقضاتها وتناقضاتنا وتخلق في النهاية عالما دراميا يتحاور فيه الحلم مع الحب مع الأمل مع الانكسار مع الهزيمة مع الفقد.
إننا في (كل الطرق تؤدي إلي صلاح سالم) نعبر من صورة إلي أخرى لا توقفنا إشارة، وكل صورة لا تتركك دون أن تحفر عالمها أو لنقل علاماتها، دون أن تلقي بظلالها علي الصورة التالية لها مشتبكة معها ومتحاورة، هذه الصور كلها تجمع الذات الشاعرة وذات الشارع وذات الحياة في هذا الشارع، لنمضي في النهاية بين حيوات عدة تتداخل وتتشابك حتى ليصعب الفصل بينها لتخلق هذا العالم شديد الخصوصية. عارية بجناحين ناهدين
عاهرة لولا أنها تشبه أمهاتنا
هيكل عظام علي الأسفلت يتهاوي إن ما يميز تجربة سوزان عليوان حيث يتواصل ويتصل هو كونها لا تتخلي عن منح الحياة لكل ما يحيطها من عوالم ومفردات، لكل ما هو غير ناطق، من جماد وحيوان ونبات ومطر وماء وثلج ونور وظلام، لكل ما تلمسه أو يلمسها أو تراه أو يراها أو تتنفسه أو يتنفسها، وهذا ربما يكون سرا من أسرار خصوصية وحياة تجربتها الشعرية وهذا هو الالتحام الروحي والجسدي لها بالشعر.
سبع سماوات بين ساق وسبيل
أصل الليل بالنهار ولا أصل
براءتي خاتم في بئر
قدمي في صوتك
السماوات تمر لو كنت أعلم
إلي أي خراب ستقودنا الطرق
لما قطعتها
لقطعت قبل أعناقها شرايينيوقد أصدرت سوزان عليوان دواوينها جميعها في طبعات خاصة علي نفقتها بدءا من (عصفور المقهى) و(مخبأ الملائكة)و(لا أشبه أحدًا)، ومرورا بـ (شمس مؤقتة) و(ما من يد) (كائن اسمه الحبّ)و(مصباح كفيف (و(لنتخيّل المشهد (و(كراكيب الكلام) وانتهاء بـ (كل الطرق تؤدي إلي صلاح سالم) باستثناء (بيت من سكّر) وهو مختارات صدرت ضمن سلسلة "آفاق عربيّة" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة 2007
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جميل جدا
مصرى -جميل جدا تعبيرها.. ممزوج بالواقع كثيرا.
رائع
وحيد -رائع يا استاذ محمد الحمامصيقراءة واعية من ابن كار بعين المحبةالديوان يستحق. وانت تستأهل التحية
الجميلان
ميادة -النماذج جميلة ليتكم توسعتم فيهاوالشاعرة ايضاجميلة!!
رائع
وحيد -رائع يا استاذ محمد الحمامصيقراءة واعية من ابن كار بعين المحبةالديوان يستحق. وانت تستأهل التحية