كيف نترجم الشعر؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ليس خافيا على أحد إن الترجمة الأدبية فن صعب وإنها علم لا يؤتى لطالبه بسهولة ويسر ولا يناله كل من هب ودب، وان كل مراكبها صعب إلا إن أصعبها مركب الشعر. فترجمة الشعر عملية يكتنفها الكثير من الخلق والإبداع شأنها شأن الإبداع الشعري ذاته. لذلك فكلما ازداد نفاذ المترجم إلى أعماق النص لفك مغاليقه، كلما اتسعت مساحات الإبداع أمامه وكبر هامشه بين يديه وكلما تضاءل بالتالي خوفه، ولا أقول تخوفه أو تهيبه، من النص الشعري.
لا يكفي لمن يتصدى لترجمة الشعر امتلاك بعض المؤهلات الأكاديمية كالشهادة العليا أو التمتع ببعض الامتيازات الحياتية كالعيش في بلد أجنبي، ذلك لأن الترجمة بوصفها فنا وعلما في آن واحد تتطلب مهارات وقدرات إضافية أخرى يعرفها من خاض غمارها وركب مركبها الصعب، فمنها ما يتعلق بالجانب العلمي، وهو جانب ينبغي أن يكون التحصيل العلمي فيه قد وفر للمترجم فرصة امتلاك ناصية اللغة، بل اللغتين معا، إلا انه وحده لا يمكن أن يكون بديلا عن الجانب الفني والذوقي، أو ما اصطلح عليه بالموهبة، أي تلك القدرات والملكات التي ينبغي أن يتوافر عليها المترجم لكي يستطيع بوساطتها توظيف علمه وخبرته ومؤهلاته توظيفا يصب في النهاية في صالح عملية الترجمة لكي تكون بذلك عملا إبداعيا يطمح إلى مضاهاة الأصل.
إن عدم الإحاطة التامة والمعرفة الكاملة بالنص الشعري من حيث طبيعة لغته ومعانيه السياقية المستنبطة من النص نفسه، لا من القواميس، ومن حيث دلالات صوره ورموزه وتناصاته وإحالاته الثقافية المختلفة، ومن حيث بناه النحوية السطحية والعميقة، وأخيرا وليس آخرا من حيث نظامه الصوتي الوزني والإيقاعي والتقفوي وغير ذلكmdash;كل هذه سوف تؤدي بالتأكيد إلى ترجمة النص الشعري ترجمة حـَرْفية لا روح فيها يكون المترجم قد انتزع من خلالها الحياة من القصيدة الأصل ليعطينا جثة هامدة باللغة الأخرى.
ثمة أسباب عديدة تكمن وراء ذلك، منها ما هو ناتج عن بعض الأفكار الخاطئة عن ماهية الترجمة الأدبية وطبيعتها. من هذه الأفكار مثلا الاعتقاد السائد بأن الترجمة الجيدة الممكنة الوحيدة هي ترجمة الأفكار، أو المضامين، وليس الكلمات. قد يصح هذا الاعتقاد في ترجمة النصوص التي هي أقرب للعلمية منها إلى الأدبية، نصوص ليس للأسلوب والصياغة اللغوية دور مهم فيها، نصوص يهتم كتابها بإيصال الأفكار أكثر من اهتمامهم بطريقة إيصالها. أما في ترجمة الشعر، فالأمر بكل تأكيد مختلف تماما.
إن القصيدة، أية قصيدة، تخلق واقعا مختلفا عن الواقع الحقيقي حتى لو كانت صادقة كل الصدق في محاكاة هذا الواقع. وإلا لما كان الشعر خلقا وإبداعا. القصيدة تخلق واقعا ينبغي على المترجم أن يتعامل معه وفق قوانينه هو، وليس وفق قوانين تفرض عليه من خارجه حتى لو كانت تلك القوانين صارمة صرامة قواعد اللغة ونحوها وإلا لما خرج شعراء كبار مثل شكسبير على قواعد اللغة أحيانا وبالأخص عندما تقف اللغة في بعض جوانبها عاجزة عن تلبية حاجاته الإبداعية، وهذا الخروج هو في حقيقة الأمر ليس إلا خروجا مجازيا لا يتم إلا من داخل هذه اللغة ووفقا لقوانينها لا كما يراه بعض النحاة المتزمتين مثلا على انه خروج على لغة الأسلاف، والشواهد كثيرة في أدبنا العربي كما في آداب الأمم الأخرى. إن الشعراء الكبار من أمثال المتنبي وشكسبير هم الذين أثروا لغاتهم ونفخوا فيه الحياة على مر العصور من خلال قدرتهم على الخلق والإبداع في لغة شعرهم. ومثلما يؤدي الشعراء الكبار هذا الدور في لغاتهم الأم كذلك ينبغي أن يكون في حسبان المترجم انه يلعب الدور ذاته فيما يخص لغته التي يترجم إليها، دورا لا يقل أهمية عن سابقه في الخلق والابداع. من هنا فان مسؤولية المترجم كبيرة وخطيرة، يضاف إليها انك تستطيع التعبير عن أفكارك على قدر كبير من الترابط المنطقي والوضوح، أما التعبير عن أفكار غيرك بالقدر نفسه من الترابط والوضوح فليس بالأمر الهين على الإطلاق.
يتعامل بعض المترجمين مع النص الشعري بحـَرْفية مبالغ فيها تصل حد التقديس حتى لكأن النص متحجرة من متحجرات ما قبل التاريخ وليس عملا إبداعيا ينبض بالحياة ويقبل أن يتنفس حياة جديدة إذا ما نفخت فيه بلغة جديدة؛ وهناك من المترجمين من يستسهل الترجمة الأدبية حتى كأنها تصريف عملة؛ وهناك منهم من لا يستطيعون سبر أغوار النص فتراهم يحومون حوله ويطوفون طوافهم حول المحراب فلا يستطيعون كسر قشرته والنفاذ إلى داخله فيترجمون قشرته فتأتي ترجمتهم ركيكة في لغتها وصياغاتها وأسلوبها وبعيدة كل البعد عن روح النص الأصلي. وهم يفعلون ذلك بحجة الأمانة للنص. إن الأمانة للنص وهم لا يصدقه إلا العاجزون عن فهم الشعر ولغة الشعر والعاجزون بالنتيجة عن ترجمته كما ينبغي أن يترجم. ومن يظن انه يكون أمينا للنص بنقله كلمات القصيدة نقلا مطابقا لمعانيها المعجمية هو في الحقيقة ليس أمينا إلا لقشرة النص.
إن تقديس النص علة من علل الترجمة الرديئة لأنه ببساطة ليس تقديسا حقيقيا نابعا من احترام حقيقي للنص الشعري ومن شعور بالرهبة المشروعة تجاهه، وهو أيضا لا ينبع من الحرص على النقل بأكبر قدر من الموضوعية والأمانة، بل هو في حقيقة الأمر خوف من النص. وماذا تعني الأمانة حقا؟ أتعني فقط انك تكون أمينا للمضمون فحسب؟ ألا ينبغي لمن يدعي ترجمة الشعر ترجمة "أمينة" أن لا يكتفي بنقل المعنى المعجمي الحرفي فحسب بل عليه أيضا أن ينقل الوزن والإيقاع والقافية والنبرة واللهجة والأسلوب وحتى جرس الكلمات؟ الأمانة الحقة تعني أن عليك أن تنقل كل شيء في النص بدء بالمعنى ومرورا بكل ما يختزنه النص من صور وإشارات ورموز وتناصات وانتهاء بالوزن والإيقاع وحتى القافية. إلا إن المترجم الذي يعاني من علة تقديس النص هو في واقع الحال لا يقدس إلا المعاني المعجمية فقط فتراه يقطـّع جسد القصيدة إلى أوصال يجدها في القاموس وكثيرا ما يقع، نتيجة لذلك، في فخ المفردات أو العبارات أو الجمل التي تلبس النص المترجم لباسا ليس على مقاسه وذلك لأنه يبحث عن القصيدة في القاموس وليس في النص الشعري.
لغرض توضيح ما ذهبت إليه سأتناول بالنقد والتحليل أحدى ترجمات الدكتور بهجت عباس لقصيدة تعد من عيون الشعر الانكليزي الرومانسي، وهي قصيدة الشاعر صموئيل تيلور كولرج بعنوان "قبلاي خان" (قبلاي خان.. للشاعر الإنكليزي ساموئيل تايلور كُولَـرِيج (1772-1834).. ترجمة ) وبعنوان ثانوي مهم جدا بشقيه هو "رؤيا في حلم: مقطوعة." نشرت القصيدة عام 1816 وكان الشاعر قد كتبها عام 1797 في ظروف "رومانسية" شيقة وبالغة الأهمية والدلالة لا مجال لذكرها هنا.
لقد وقع اختياري على المترجم الدكتور بهجت عباس لأسباب عديدة تطرقت إلى بعضها آنفا. ولن أخفي على القارئ إن أحد أسباب اختياري إياه هو انه تناول إحدى ترجماتي الشعرية بالنقد وبشيء من التجريح(انظر مقاله المنشور في موقع إيلاف: )مقارنة بين ترجمتين ) الذي ربما يكون قد أزعجني قليلا، إلا إنني في الواقع ممتن له شديد الامتنان لأنه نبهني إلى أغلاط في ترجمتي فتداركتها بالتصحيح وقمت بنشر النسخة المنقحة في بعض المواقع الالكترونية. لذلك أرجو أن يتسع صدر الدكتور بهجت عباس وهو يقرأ مقالي هذا لأنه سوف يجد الكثير من الأخطاء التي سيشعر بكل تأكيد إن عليه إعادة النظر فيها، ليس تصحيحها فحسب، وإنما عليه أن يقوم بالبحث الجدي عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراءها لكي يتمكن من تلافي الوقوع فيها في ترجماته القادمة.
تقع القصيدة في 54 بيتا التزم المترجم بعددها في ترجمته وأشهد انه كان أمينا للنص في ذلك. إلا انه في ما عدا ذلك لم يكن على القدر نفسه من الأمانة، إن لم يكن عدمها، كما سنوضع في مقالنا هذا. لقد أحصينا في القصيدة المترجمة أخطاء تزيد على عدد الأبيات التي تناولناها، وسوف يجد القارئ أخطاء من أنواع وأشكال شتى: سيجد أخطاء تدل على افتقار المترجم إلى العديد من الأدوات الترجمية التي ينبغي على المترجم الجيد امتلاكها؛ سيجد أخطاء تظهر عدم قدرة المترجم على تمييز نوع وطبيعة لغة القصيدة؛ سيجد أخطاء تدل على أن المترجم يترجم الشعر من القاموس لا من القصيدة نفسها؛ وسيجد الكثير من الشواهد على عدم امتلاكه أية حساسية تجاه المفردة الشعرية من حيث تعدد دلالاتها وجرسها وإيحاءاتها وغير ذلك مما تكتنز به المفردة الشعرية عادة من شحنات على مستويات عدة. (لغرض تسهيل مهمة القارئ والتخفيف من عنائه، سأرقم الأبيات وفق تسلسلها في القصيدة بنصيها الأصلي والمترجم):
1-2 في البيتين الأول والثاني يستخدم المترجم الفعل "صنع قرار" وهو فعل دخل حديثا في الاستخدامات المتعلقة بالسياسة الدولية الحديثة (من عبارة decision makers "صناع القرار")مما يثير إيحاءات بعيدة كل البعد عن جو القصيدة، ولا حاجة لاستخدامه لأن الفعل decree يعني بكل بساطة "قضى" أو "أمر".
2-كلمة "مرح" ترجمة خاطئة لكلمة pleasure التي أراد الشاعر بها الإيحاء بالمتعة والأنس بالمعنى الحسي المادي لكي يقابلها في القسم الثاني من القصيدة بمعان وصور توحي بتطلع الشاعر -شخصية الشاعر الذي يرتدي قناعها كولرج في القصيدةmdash;إلى خلق عوالم روحية متخيلة ترمز لها قبة من نوع آخر ذات جمال آخر يحلم الشاعر بخلقها "في الهواء" كما يقول في أواخر القصيدة ( البيت 46).
3-ترجم الفعل ran down to إلى "جرى أسفل إلى" وهي ترجمة حرفية لا معنى لها وتدل على إن المترجم، ككثير غيره، يترجم الشعر من القاموس لا من القصيدة نفسها.
4-ترجم كلمة through إلى "خلال" بمعناها الزماني لا المكاني الذي يتطلب ترجمتها إلى "عبر"، ولو كان ترجمها إلى "خلل" مثلا لكان أهون. و ترجم measureless to man إلى "لا يستطيع إنسان تحديدها" وكلمة "تحديدها" غير محددة المعنى فقد تعني إن الإنسان لا يستطيع تحديد مكانها أو زمانها أو حجمها أو شكلها أو لونها...الخ، في حين إن العبارة تدل على العمق بمعنى إن الإنسان لا يستطيع أن "يسبر غورها".
5-"له" في "لا شمس له" توحي بعائدية الشمس إلى البحر والأولى ترجمتها إلى "فيه" أو "فوقه" وما شابه ذلك.
6-ترجم كلمة so إلى "لذا" وهي تعني في القصيدة "حوالي" أو "نيف" أو "تقريبا" لأن الشاعر استعملها مع عدد(So twice five mileshellip; )وهو، أي الشاعر، لا يقصد بالرقم معناه الحرفي طبعا ولكنه أراد به الإيحاء بطول المسافة. كذلك كلمة "سوّر" كمقابل لكلمة girdle وهي طبعا تعني "أحاط بحزام" وأراد الشاعر بها الإيحاء بهذا المعنى فاستخدمها كاستعارة.
7-انظر (10) في ما يأتي.
8-انظر (10) في ما يأتي كذلك.
9- حدد الشاعر نوع الأشجار بكلمة incense أي بخور لكي يوحي بأجواء الشرق البعيدة الخيالية الساحرة، فحولها المترجم بكل بساطة إلى "أشجار عطر ذاكية".
10-كلمة "جدا" غير موجودة في البيت وما قصده الشاعر هو "قديمة قدم التلال" أي صيغة المقارنة في التشبيه، إلا إن المترجم لم يدرك تلك الصيغة في البيت. كذلك لم يظهر المترجم ما يدل على إدراكه إن استعمال الشاعر كلمة "هنا " في هذا البيت هو إرداف لاستعماله كلمة "هناك" في البيت رقم (7) في أعلاه لكي يوحي بذلك انه يريد القول "هنا وهناك" أي في كل مكان أو على مساحة واسعة من المكان الموصوف.
11-لا داعي لذكر كلمة "نبات" في الترجمة لأنها غير موجودة في الأصل ولا حاجة لمزيد من الإيحاءات التي تزيد من تشويه المعاني. الشاعر قصد ببساطة: بقعا مشمسة خضراء.
12-"ولكن آه": ألا توجد كلمة أو عبارة في اللغة العربية تدل على التعجب أو الدهشة لتقابل oh! غير "آه" التي تعبر عن الألم أو التوجع...؟ كان على المترجم ترجمتها بــ"عجبا" أو ما شابه.
13-ومع تصاعد الوصف نحو الذروة في القسم الأول من القصيدة تتصاعد أغلاط المترجم وكأنه بذلك يستجيب لما تتطلبه القصيدة من شحنات انفعال ولكن بالاتجاه المعاكس! لا أدري من أين أتى المترجم بكلمة "غابة" مقابل كلمة cover التي أراد بها الشاعر في الصورة أن تلك الفجوة أو الهوة غارت أو غاصت في انحدارها نحو أسفل أشجار الأرز حتى لكأن تلك الأشجار أصبحت بمثابة مخبأ لها.
14-عبارة "موحش قاس" لا تؤدي، بل تشوه، ما أراد الشاعر لكلمة savage من معان وإيحاءات، إذ لا يخفى على دارس الحركة الرومانسية الانكليزية والأوربية ما للطبيعة البكر، بما توحيه من بدائية وهمجية ووحشية (لا وحشة، كما توحي الترجمة)، من أهمية في الفكر الرومانسي، ولا يخفى أيضا ما لمفهوم الهمجي النبيل noble savage الذي ارتبط بفكر جان جاك روسو من تأثير على الشعراء الرومانسيين الانكليز وغيرهم ومنهم كولرج.
إن عبارة "آخذ في المحاق" التي تصف القمر ركيكة وغير شعرية رغم أنها أحدى معاني كلمة waning. إلا أن الشاعر أراد بها شحوب ورمادية القمر الآخذ في الأفول، من أجل أن يوحي بجو مسكون بالأشباح وهي الصورة التي يرسمها الشاعر في البيت الذي يلي هذا البيت.
15-يترجم العبارة as holy and enchanted/As e'er beneath a waning moon was haunted إلى "كمقدس/وجذاب دوما، تنتابه امرأة نادبة حبيبها الشرير!" وهي ترجمة تنم عن جهل باللغتين معا. فقد أضاف الكاف إلى "مقدس" وهي صفة، واستعمل "جذاب"، وهي اسم فاعل، للدلالة على شيء وقع عليه الفعل، وهو فعل السحر هنا كما تدل عليه كلمة enchanted في صيغة المبني للمجهول الواضحة في البيت التالي بقرينة by. واستعمل "دوما" محل "أبدا" مقابل ever بمعناها المستخدم في صيغ النفي (كقولك: لم أره أبدا)، واستعمل "تنتابه" للدلالة على "تسكنه" (أي الأشباح كما أراد الشاعر لصورته أن توحي) ثم استعمل"شرير" لوصف الحبيب في حين إن كلمة daemon، حتى وان أخبرتنا القواميس والميثولوجيات وموروثاتنا الثقافية وغيرها بأنها تدل بشكل أو بآخر على كائن شرير، فان الشاعر لم يرد هذا المعنى إطلاقا بل أراد الإيحاء بأن هذا الحبيب هو كائن ينتمي إلى عالم الجن والعفاريت، عالم الخيال الساحر، وهو عنصر حيوي ومهم من عناصر جو القصيدة.
16-كلمة "مستمرة" في لغة الشعر تختلف بكل تأكيد عن "متواصلة" أو "غير منقطعة" وإلا لكان الشاعر استعمل continuous ولم يستعمل ceaseless مثلا.
17-ثم يترجم pants ترجمة تؤكد جهله تأكيدا لا يقبل الشك. إن ترجمة هذه الكلمة إلى "سراويل" غلط مفجع حقا! وهو يدل دلالة واضحة على إن مترجمنا لا يترجم من القواميس فقط (وهو حتى في هذا لم يوفق) وإنما يترجم قصيدة كتبت قبل مائتي عام بلغة الشارع الأميركي الحالي الذي يحول، باستعماله اللغة استعمالا عاميا يوميا، كلمات مثل pantie, panty, pantalets, pantaloon (سروال، بنطلون، سروال تحتي..الخ) إلى pants. فظن إن الأرض "تتنفس في سروال سميك محكم"! أية سراويل هذه؟ أهي أنابيب التصريف الصحي لمدينة نيويورك؟
البيت طبعا يصف الشاعر فيه حالة الأرض المتخيلة عند انبثاق أو تفجر ينبوع هائل من تلك الهوة أومن باطن الأرض وكأن الأرض حبلى في حالة طلق وولادة فهي تتنفس بنفثات لهاث متسارعة ومتحشرجة وهذا هو معنى كلمة pants. إلا إن مترجمنا الذي يبحث عن القصيدة في القاموس لم يستطع أن يجد معنى لكلمة thick يتناسب مع كلمة pants فاستسهل الترجمة بهذا الشكل الذي نتج عنه استغفال وخداع للقارئ واستخفاف بقدراته العقلية والذوقية.
18-ما معنى "نصبت بقسر"؟ إن كانت النافورة "نصبت" فكيف "بغتة"؟ ألم يتطلب نصبها وقتا؟ ما يقصده الشاعر في هذا البيت هو إن ينبوعا جبارا تفجر فجأة وكأنه انبجس عن الأرض وهي في حالة الطلق تلك. 22-ما معنى "فورا ودوما" انه ببساطة ترجم كلمات العبارة at once and ever كلا على حدة دون أن يفهم الصلة فيما بينها، وهو غالبا ما يبحث في القاموس عن معاني الكلمات كلمة كلمة على طريقة المترجم الآلي!
23-ما الذي قذف النهرَ فجأة؟ أي ما فاعل الفعل "قذف"؟
25-لم يفهم المترجم إن ثمة صيغا في اللغة الانكليزية( كما في العربية) تدل على الجمع وهي في حالة المفرد فترجم البيت ترجمة ركيكة لا تدل على مضمونه. كما انه يصر على استعمال "خلال" الزمانية للدلالة على through المكانية كما هو واضح في السياق.
26-كان المترجم قد ترجم عبارة measureless to man في البيت 4 آنفا بعبارة "لا يستطيع إنسان تحديدها" وقد أشرنا إلى غلط الترجمة. والآن يترجمها بعبارة "لا يعرف إنسان مداها"، مرتكبا الغلط نفسه طبعا، ناسيا شعار الأمانة للنص الذي يرفعه دائما.
27-انظر ملاحظتنا حول البيت 5 في أعلاه ولاحظ تكرار الأغلاط ذاتها مما يدل على جهل المترجم بأدواته اللغوية.
28-ويتكرر الغلط نفسه في الخلط بين ظروف الزمان والمكان. لا أدري ما معنى "بين الفوضى"؟ هنا.
29-ترجم كلمة ancestral بعبارة "غارقة في القدم"، في حين إن الكلمة تدل بكل وضوح عن الأسلاف أو الأجداد وما يتعلق بهمmdash;وهي دلالة مهمة في سياقها بالقصيدة. أقول للمترجم هنا إن القاموس، على الرغم مما كل ما قلته أنا عن مترجمي القواميس، يبقى أداة مهمة من أدوات المترجم، ولكن بشرط استخدامه استخداما صحيحا ومثمرا وبشي من الخيال الإبداعي. وقبلها في البيت استعمل المترجم كلمة "خيال" للدلالة على الظل، فسلب خيال الظل دلالتيه!
30-مرة أخرى لا أفهم عبارة "منتصف الأمواج" لأنني لا أستطيع أن أرى من الأمواج منتصفها حتى وان كان لها منتصف!
31-إني أتساءل ما الذي يمكن أن يختلط من النافورة ومن الكهوف؟ مع ذلك لنسلم بأن اختلاطهما ممكن، ولكن ما الذي يمكن أن "نسمعه" من هذا الاختلاط؟ عجبا! يبدو أن المترجم مثلما لم يفهم معاني كلمة measureless كما أوضحنا فيما سبق، كذلك لم يفهم أن من معاني كلمة measure هو اللحن الموسيقي، وهو معنى يمكن أن يجده في أي قاموس بقليل من الجهد!
سأكتفي بهذا القدر وأختتم مناقشتي بالإشارة إلى غلط أخير وليس آخرا يقع في البيت ما قبل الأخير من القصيدة:
53- ترجم كلمة honey-dew بعبارة "ندى رائق عذب" وفاته أن كلمة "منّ "، التي هي معناها الصحيح، كلمة بالغة الأهمية في القصيدة لما لها من إيحاءات دينية فضلا عن ورودها مباشرة قبل البيت "وشرب حليب الفردوس" الذي تختتم به القصيدة.
رحم الله الجاحظ الذي كان يقول إن الشعر "لا يستطاع أن يترجم ولا يجوز عليه النقل" وكأنه كان يعلم أن سينبري في قابل الأيام من المترجمين من إذا تصدى للشعر فانهmdash;وسأستعير هنا عبارات الجاحظ في السياق ذاتهmdash;سوف يقطـّع نظمه، ويُبطل وزنه، ويذهب بحسنه، ويُسقط موضع التعجب فيه.
التعليقات
كيفيه ترجمه الشعر
cherif ismail -قرأت هذا المقال بمزيد من الانتباه لكل جمله فيه ولقد اعجبني القسم الاول منه والذي اشرت الي كيفيه ترجمه الشعر واظهرت ما مدي الاخطاء التي يقع فيها المترجمون عندما يترجمون اشعارا من القاموس وكأنهم يضعون كلمات مقابل كلمات فقط بدون ان يعيشوا في جو الابيات الشعريه وفي بيئه الشاعر نفسه 0 اذ انني لن افهم ما يقصده الشاعر بدون ان اعرف ماهيه ذلك الشاعر وطبيعه حياته وايضا الظروف التي كانت تحيط به اثناء كتابته للقصيده الشعريه 0 كل تلك العوامل تفيد افاده جيده وحسنه في الوصول بالترجمه الي الاقرب من القصيده الاصليه 0 وفي رأي الشخصي بأن ترجمه القصائد الشعريه , يستحيل ان يصل اي مترجم الي اي روح للقصيده بلغتها الاصليه لان هناك فرق بين روح المترجم وروح الشاعر ويستطيع القارئ ان يلاحظ ذلك من خلال القاء القصائد الشعريه اذ ان كاتب القصيده الشعريه هو الوحيد القادر علي ان يصل بها الي المستمع بدرجه لا يقاربها اي شخص اخر حتي وان كان شاعرا مثله ولكننا من خلال الترجمه نحاول ان نقدم للقارئ العربي افكار ومعاني الاخرين لم استطع ان اعلق كثيرا علي نقدك للترجمه التي اوردها لسبب بسيط الا وهو ان مجالي في الترجمه بعيد عن اللغه الانجليزيه ولقد لمست ذلك من خلال تجربه شخصيه اذ كنت بحاجه الي ترجمه نص عادي الي اللغه الانجليزيه فأرسلته الي معيد بكليه الاداب قسم اللغه الانجليزيه وارسل الي الترجمه ولكني لم استسيغها ولقد احسست بركاكتها بالرغم من انها كانت صحيحه من الناحيه النحويه 0 قمت بارسال النص الي كاتب صديق لي لترجمه النص فجاء لي بترجمه مختلفه عن ما سبق 0 لي قاعده اسير عليها ويجب ان يسير عليها اي مترجم هاوي او محترف - ليس هناك خجل ان اعتذر عن ترجمه اي قصيده شعريه او نص نثري اذا ما وجدت اني لن استطيع ان بروح القصيده الي القارئ العربي اذا ان كل قواميس العالم لن تكون ملاذا لي عند هبوب بيت عاصف لا اقدر علي الزود عنه شريف اسماعيل مترجم ومدون بالفرنسيه في جريده الاحد الفرنسيه
ما هكذا تورد الإبل !
بهجت -آسف حقاً أنْ جعلت الدكتور عادل صالح الزبيدي يسهر لياليَ عشراً طوالاً ليأتيَ بمقال حاقد بعدها ، ردّا على تنبيهي لأخطائه في ترجمته قصيدة بايرون ، والذي اعترف بها في مقاله آنف الذكر حيث قال : " إلا إنني في الواقع ممتن له (يقصدني) شديد الامتنان لأنه نبهني إلى أغلاط في ترجمتي فتداركتها بالتصحيح وقمت بنشر النسخة المنقحة في بعض المواقع الالكترونية." فأين يكمن الخطأ إذاً ؟ فبدلاً من أن يدافع عن ترجمته الخاطئة والمنحرفة عن الأصل لقصيدة بايرون ، موضوع الخلاف ، وأتحداه أن يفعل ، ولن يفعل ، عرّج على ترجمتي قصيدة (قبلاي خان) ، وأخذ يذكر أغلاطاً لترجمة كلمات ويأتي بمرادفات لها عوضاً عنها ! وكان الأولى به أن ينشر ترجمته الفذة لهذه القصيدة مقابل ترجمتي إياها مع النصّ الأصلي ، ليحكم القارئ بينهما ، كما فعل عبد القادر الجنابي في انتقاده ترجمة الدكتور شاكر لعيبي المنشورة حالياً في إيلاف لأنها الطريق الصّحيح حتّى لا يكون القارئ في ظلام. لم (أفصّخ) ترجمته الخاطئة لقصيدة لورد بايرون جملة جملة، لأنّ الغرض كان تنبيهاً وتصحيحاً فقط ، وليس (تحطيماً) أو (تثبـيطاً) لما يترجم . وبالمناسبة إن كلّ ترجمة قرأتها لها تعجّ بأخطاء طويت عنها كشحاً ، كما يقول الإمام عليّ .سوف لا أسهـر أيّ ليلة للرد على هجوم عابث ، لأنني لست عنيفاً ، حيث أن جين المونوأمين أوكسيديس ، الذي ذكرته في مقالي (كيمياء العنف) المنشور في إيلاف ومواقع أخرى منذ زمن غير قريب ، ليس عاطلاً لديّ (عطله يسبب العنف) ، ولأني أترجم عن هواية وتسلية ليس إلاّ ، وكل إنسان قد يخطئ ، ولكنّ ما ذكره الدكتور عادل في هذا الصّدد ، لا يدخل في خانة الخطأ ، كما ذكرت سابقاً . أجهد الدكتور عادل نفسه في كتابة مقدمة عن ترجمة الشعر هي معروفة لدى القارئ المتتبع ، وإنْ لم يصدّق هذا ، فليقرأ مقدمة كتابي (ستون قصيدة ألمانية) – المؤسسة العربية للنشر والدراسات / بيروت 2006 . وقبل أنْ أختم تعليقي أقول : ما دام الدكتور عادل اعترف بأغلاطه التي نبّـهته عليها وصلّحها ونشر ترجمته مصحَّحة ، فكيف يتهمني بجهلي في اللغتين بدلاً من أن يشكرني ، لأنه سيكون أكثر حذراً عندما يترجم في المستقبل، ليتفادى هذه الأغلاط ، وأن يتعاون مع الآخرين على تدقيق وتصحيح ما يكتب قبل أن ينشر ، كما فعل في كلمته هذه على أكثر الاحتمالات ؟
مقال رصين
ناصر الحجاج -أشكر الدكتور عادل صالح على مقاله الذي أثار الكثير من الشجون التي ترافق "عملية" الترجمة. فهذا الفن اللغوي الإنساني فن في غاية التعقيد، لا يمكن النهوض بأعبائه بسهولة، حتى مع وسائل الترجمة الألكترونية. وددت لو أرفق الدكتور صالح الترجمتين معا.
Happy to see
Kamil Shrazin-ban -I am very happy to see people rising up to stop Dr. Behjet from continuing his game with poetry and translation. Will Dr. Behjet now eat his lentil broth&onion lunch and quit poetry? Thanks Elaph for making me happy.
غمز
العربي -كانك تغمزللترجمات الرديئةللشعر الا سباني التي يتحف بها مزوار الادريسي قراءالعربية فكل الاخطاء التي ذكرها الكاتب يقترفها بتبجح وادعاء المترجم الناشئ مزوار.
Yes, this is the way
Kamil Shrazin-ban -Yes, Dr. Behject, Yes, this is the way to water camels, all camels. This is the first time I am proud of my country.ThanksElaph..
بوركت
الحارثي -بوركت ياعادل واشد على يدك التي لامست الجرح فبعض المترجمين لا سامحهم الله لايتربصون بروح النص المعرب بقدر مايتربصون بالمسؤولين في القنصليات والمراكز الثقافية الاجنبية
ترجمه على الشبكه
هادي العراقي -هذه الترجمه وجدتها على الشبكه-لم يذكر اسم المترجمارجو ان تضئ وتغني الموضوع وللامانه تبدء من اقدم... أقدم لكم قصيده مترجمة لأحد أشهر شعراء المدرسه الرومانتيكيه الانجليز بالقرن التاسع عشر....هي قصيدة ((قبلاي خان)) أو ((Kubla Khan)) للشاعر الشهير ((صمؤيل كوليريدج)) أو ((Samuel Coleridge)).....وهي تمشيا مع موضوع المشاركه عباره عن تجسيد شعري لحلم للشاعر قام بكتابته حالما أفاق منه. القصيده تصف بقعة من الأرض في الشرق ذات طبيعة آسره ومن طريقه سرد الشاعر للقصيده يمكن للقارىء أن يحس بأن المكان الذي يصفه الشاعر لا يمكن أن يكون واقعا بل لا بد أن يكون حلما. للأسف القصيده لم تكتمل أبدا...لأنه بالرغم من أن الشاعر هم بكتابة ما رآه في الحلم فورا الا أن زائرا اتاه واضطر ليخرج معه وعندما عاد في المساء لم يستطع الشاعر تذكر بقية الحلم ليكمل القصيده وبقت هكذا مجرد مقطع...ولكنه يعد اليوم من أجمل وأشهر القصائد على الاطلاق لجمال الوصف بها...ولمصدر الهامها الغريب...ولكونها غير مكتمله باللذات!!! أتمنى ان تعجبكم .........:rolleyes: :o :rolleyes:((قبلاي خان)) – ((صمؤيل كوليردج)) في "زانادو" قرر قبلاي خانأن يبني قبة جليلة مبهجه...حيث يجري "آلف"، النهر المسحور،خلال كهوف لا حد لها لا يمكن لأنس أن يصل نهايتها،الى أن يصب في بحر لا تطلع عليه الشمس.وهكذا أحاطت الجدران والقلاعبعشرة أميال من الأرض الخصبه...وكان هنالك حدائق متألقه بالجداول المتعرجهحيث كانت تزهر كثير من أشجار البخور،وتوجد غابات قديمه قدم التلالتضم بجوفها بقعا خضراء مشمسه. ولكن آه. تلك الهوة العميقه المنحدرةالى أسفل التل الأخضر عبر غطاء أشجار السرو!مكان وحشي ومسحور !كأكثر مكان يمكمن أن يرتاده تحت قمر شاحبشبح أمرأة من أجل حبيبها الميت،ومن هذه الهوة، بغليان لا ينقطع اهتياجه،وكأن هذه الأرض تتنفس في لهثات كثيفة سريعة،انفجر ينبوع هائل التو...وبين اندفاعاته السريعة والمتقطعةكانت تتواثب شظايا الصخور مثل كرات البرد المتخبطة.أو مثل القمح المدروس تحت شوكة الدراس...وبين هذه الصخور الراقصة؛ وفي التو والى الأبداندفع النهر المسحور،وجرى متعرجا لخمسة أميال في متاهه محيرهخلال الغابة والوادي،حتى وصل الى الكهوف التى لا يمكن لأنس أن يصل نهايتها،وسقط محدثا جلبة في محيط لا حياة فيه.ووسط هذه الضوضاء سمع قبل
إلى من يهمه الأمر
ناطق فرج -بداية اعتقدت أني أقرأ مادة جادة وذلك لما أوحت لي به السطور الاولى. ولكن ما أن وصلتُ إلى النقطة 17 حتى شعرت أن هناك تصفية حساب بين المترجمين. إذ ابتعد الدكتور عادل عن الحرفية وعن اسلوب الطرح الأكاديمي Academic Approach أيضا حين قال: (أهي أنابيب التصريف الصحي لمدينة نيويورك؟) انتهى الاقتباس. وكذلك ما ورد في النقطة 26 حين قال: (ناسيا شعار الأمانة الذي يرفعه دائماً). انتهى الاقتباس. ففي التعليق الأول نلمس سخرية (سوداء) من الخصم، وأما في الثاني فنلمس تشفيا واضحا (بمعنى أنك لم تلتزم بـ ((الامانة)) في نقلك لنص كولدرج .. تلك المفردة التي صدعت بها رؤوسنا). ولعل أقل ما يمكن أن يقال هنا أن هذا النوع من النقد لا يعود بالفائدة للمتلقي لأنه ليس نقداً أكاديمياً، قدر ما هو استعراض للعضلات في أفضل الأحوال. وهذا هو الوهم الذي يعاني منه المتطفلين على (علم، بكسر العين) الترجمة.
اعتذار عن أسلوب
متابع -أوافق السيد ناطق فرج على أن الدكتور عادل صالح خرج عن الطرح الأكاديمي الذاتي بقوله:"أهي أنابيب التصريف الصحي لمدينة نيويورك". نعم على الدكتور صالح الاعتذار لقراء إيلاف وللمترجم عن هذه الغلطة الفادحة. وشكراً
تساؤلات
د. عادل صالح الزبيدي -ليس هذا ردا على رد الدكتور بهجت عباس ولكنني أضع بين أيدي القراء بعض التساؤلات وأتمنى أن أجد إجابات شافية عنها:- لقد كتب الدكتور مقالا وكتبت مقالا. فلماذا يكون مقالي حاقدا ومقاله ليس كذلك؟- إن كان الدكتور يريد ترك الحكم للقراء فلماذا كتب مقاله ((مقارنة بين ترجمتين)) أصلا؟ ألا يستطيع القراء أن يجدوا الترجمتين ويقرأوها أم انه يظن أنهم ليسوا قادرين على الحكم إلا بتوجيه منه؟ ومع ذلك فقد قال القراء كلمتهم في تعليقاتهم على مقاله وحكموا بين الترجمتين، أم انه لا يريد، أولا يقدر، أن يسمع صوتا غير صوته هو؟- لماذا أدافع عن ترجمتي بعد أن اعترفت بالأغلاط ؟ (ومع ذلك فلا يظنن الدكتور انه سيبويه زمانه وسوف أريحه وأحيله إلى مقاله نفسه على إيلاف وسوف يجد دفاعي هناك؟) - إن كان يظن انه كان عليّ أن أضع ترجمتي "الفذة" مقابل ترجمته كما فعل عبد القادر الجنابي في نقده ترجمة شاكر لعيبي—وقد أتفق معه في ذلك— ألم يخطر بباله إنني قد لا أقبل لنفسي أن أفعل ذلك؟ (ومع ذلك فسوف أنشر ترجمتي "المتواضعة" للقصيدة قريبا لا قبولا لتحدي الدكتور ولكن نزولا عند رغبة ناصر الحجاج).- إن كان الدكتور يترجم عن تسلية وهواية ليس إلا كما يقول، فلم لا يكتفي بقراءة ترجماته على معارفه وذويه؟ ألا يعلم إن النشر مسؤولية خطيرة؟-إن كان الدكتور يعتقد إن مقدمتي عن ترجمة الشعر معروفة لدى القارئ المتتبع، ألم يجعله الجزء التطبيقي يدرك إلى من تتوجه المقدمة ومن تخاطب؟- لماذا لا يستطيع الدكتور أن يتقبل إنني لم أتهم شخصه بجهل اللغتين معا، وإنما اتهمت مترجم قصيدة ((قبلاي خان))؟ ألم يقل هو أنه لا يعرفني شخصيا وليس له أي اتصال معي؟- أخيرا أستميح القراء عذرا إنني أود أن أختم تساؤلاتي هذه ببيت شعري ذكرتني به نظرية الدكتور عن "كيمياء العنف" وكذلك جملته الأخيرة:وحسبي بكم هذا التفاوت بيننا فكل إناء بالذي فيه ينضح