ثقافات

عَيْنُ الحَيوانْ

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تونس- صلاح بن عياد

صراخ الحيوان.
الهامات النّابضة المتمسّحة على الحجر.
ذوات الوجع الأبكم.
الذوات المتخبّطة في اختلاط الينابيع.

صراخ الحيوان ذي الشمّ الثاقب العالق بالأعشاب.
ذوات اللغة الأجنبية.
لغة كوكب من أساطير.


"البلبلة" والململة
والصراخ.
خربشتنا الأولى على الحجر الذي احمرّ الآن.
احمرّ من فرط الأساطير.

صراخه الموقظ للعيون البرّاقة في الليل.
صراخه المثير للشهوة العاجزة في الليل.
للدفء المأزوم في الليل.
للخائفة اللامسة لأصابع نائمة في الليل.


هي الثيران ذوات القرون الحاملة لأرض جدّتي البالية.
هي الشاة اللاهثة وسط دخان احتراق الفطائر الصباحيّة.
هي الوعول ساعات الزوال
تحرّك السنابل المنحنية.
هي ذئاب الهنود الحمر المتقافزة في المعبد.
هي الرّؤوس الحليقة الوردية المتراصة
أمام أقدام "البوذا".
هي الأفاعي النافخة في اللاشيء.
هي الدموع الخرساء المبللة لوسائد الليل.
هي الورود الحمراء المتعانقة.
الشرود وسطور من نمل بنّيّ بلا معنى.

هي زغاريد العرس وتقافز الضفادع تباعا في العين.

الحيوان.
راكض رابض
آفل في لوحة الرسام الذي بلا حبيبة.
لغة للوحيد في الزحام.

الحيوان منقوش في جدار مصفرّ
وفي قلب الصوفيّ ذي الزبد.
خرافة الطفل اللامس للنعومة الأولى
والهامس بأولى الحروف الغريبة.


هي خيول الرّومان المحمّرة تحت شمس إفريقيا.
هي قطط اليهوديّ الصارخة فوق السّطوح.
هي الجاموس الذي بلا حدّ.
وتماسيح الزنوج الناقرين لفراغ جرار الماء.
أثداء الزنجيات الراقصات على الطنين.
هي مرور الصبيّة أمام مجانينها بلا موسيقى مرافقة.


الحيوان.
اللهفة والشهقة ومعادن تبرق في صمت.
الشهوة.
نار العاري الحميمة في منبسط من رياح.
الربكة ورقصة البدويّ الجافة،
الأٍرض التي بلا اسم ولا جسم
الأرض المحروقة بشوق أولادها.


الحيوان.
ذو العينين البراقتين في الليل
ذو التماثيل الفطريّة المتراصةّ على ساحل الجزيرة.
ذو الكتب الصفراء الصارخة في الشارع
ذو الكمنجة الوجلة بين يديّ
الحيوان المتململ وسط القلوب
الصاحي فوق الفراش الليليّ لحبيبين من تربة وغربة وعمى.

الحيوان ما يصحو في نهاية كلّ حرب
ليعيد المفاصل المبتورة أمام الأبواب الموصدة.

الحيوان نعومة الصبيّة
تلك الصبيّة المارّة في صمت
بينما الموسيقى تدور حول قبة خضراء.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تعليق
عبد السلام -

الصراخ والصياح والزعيق الذي في القصيدة ذهب بسمعنا وأطاش عقولنا ولم نظفر بطائل، لا من الناحية المعرفية ولا الفنية. يالهذا الصراخ الحاد كأن إسرافيل ينفخ في بوقه في يوم النشور ثم انتهينا بعد ذلك إلى لا شيء في نهاية القصيدة حيث لا يبدو أن هذا الصراخ أفاد القصيدة في شيء. يحتاج الشاعر إلى أن يعرف كيف عليه أن يحسن هندسة القصيدة لتتوازن عناصرها من حيث الإيقاع والجرس الصوتي والصور والمعاني والمفردات وغيرها.

مع الاعتذار للشاعر
فخري رطروط -

الشاعر يمتلك مقدرة لغوية وركز على الاستعراض اللغوي على حساب باقي مكونات القصيدة يوجد في القصيدة لمحات جمالية افسدها الحشو يمكن تكثيف القصيدة لتخرج بحجم اقلهناك اشياء كثيرة في القصيدة غير مفهومة وذلك لا يدخلها مضمار الحداثةبقدر ما يبعد القارئ عنهاهناك الكثيرمن الالفاظ المستهلكة من قبيل :الوجع الأبكم, الحيوان.راكض رابض